الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعصب ..وباء فتاك في المجتمعات

منذر الموسوي

2012 / 12 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


التعصب..في تبسيطيه هو التحييز والتحامل للأهل او العشيرة ....ولكن لخطورته على المجتمعات ..اخذ مفهوم التعصب يشغل تفكير الفلاسفة وعلماء الاجتماع وعلماء النفس .والبحث في مكنوناته للوصول الى حلول لهذا المرض او الوباء الذي حصد ملايين الارواح
ولازال يهدد الملايين وينذربتدمير مجتمعات كما كان يحدث في الماضي ...وهذه بعض الاراء في التعصب

تفسيره الفلسفي ....هو الحكم المسبق او الفكرة المسبقة التي لا تستند الى واقع موضوعي .او منطق سليم ..وتتكون لدى الشخص بحكم وجودها بين من ينتمي اليهم .فتنتقل منهم واليه .فيكره او يحب من تنسحب عليه الفكرة او الحكم ..فيكره ما يتصل به من اشياء وموضوعات من دون سابق معرفة او تجربة...

اما علماء الاجتماع فرأيهم هو...قد تكون لجماعة من الناس تجارب لجماعة اخرى .ربما تكون تجارب تاريخية .دينية ..او طبقية ..او قومية ..او حزبية ..فيعاد اجترار الخلافات التاريخية من قبل جماعات خاصة ..وتحويلها الى سلوك متعصب .تهدف من ورائها الى مكاسب مادية ومعنوية ....

اما من وجهة نظر علم النفس..فهو وباء نفسي.. بل واخطر الاوبئة العقلية التي تصيب الجماعات ...وتكون ضحاياه كثيرة تعد بالملايين ...ويتوجه التعصب من الاكثرية الى الاقلية.وليس بالظرورة ان تكون اقلية طائفية او قومية او عرقية.. ربما تكون اقلية فكرية او طبقية او حزبية...

ويذهب علماء النفس في اسباب تكوين شخصية المتعصب..فهو ينحدر من من بيئة اجتماعية خاصة الى تربية شاذة فلم يأخذ حقه من مراحل نموه العمرية الطبيعية وكذلك في الاسرة يكون فيها رب الاسرة هو اب ذو سلطة دكتاتورية ..ومن شأن ذلك ان تعتري الابن مشاعر حب وكراهية للأب وبدائله ويستدمج الابن صورة الاب المنجزئة على نفسها .فينقسم العالم والاشخاص لديه احدهما محبوب والاخر مكروه..فيتوجه بمحبته للجماعة الداخلية... بينما يتوجه بالكره للجماعة الخارجية
فتذهب شخصية ذلك المتعصب لاتجاهات جماعته الداخلية..ويتبنى هذه الاتجاهات فيقوم بأخذ ما يناسبه .خصوصاً الاتجاهات السلبية . التي تنفس فيها عن المكبوت عنده من مشاعر الكراهية.. والحقد ..والاحباط فيمارس مع جماعته الاضطهاد للجماعات الاخرى من الاقليات الاخرى

فالمتعصب يعرف انه ذلك الشخص الذي يحمل مشاعر النقص تجعله يغالي بالانتساب لقيم ومعاير جماعته ليقوى بها ويعدها متنفساً لصرف مشاعر النقص لديه بالعدوانية على افراد الاقليات بما يحمل من ضحاله في التفكير.وقلة بالمعرفة
ويكون لذلك التصريف ما يبرره بالنسبة اليه بحكم انتمائه للجماعة فلا حرج عليه بما يقوم به من عدوان ..

العلاج ..هو تبني الدولة للمعايير العلمية في صياغة القوانين وان تنتهج النهج الليبرالي بادارة مؤسساتها كذلك بث روح المحبة والتسامح في مؤسساتها .وخصوصاً المؤسسات التعليمية ..ومعاقبة بشدة كل من يحاول ان يبث روح العصبية وخاصة في الاماكن الدينية.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات