الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحروب الدينية

بطرس بيو

2012 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقال ان الإنسان الصالح يعمل اعمال صالحة و الإنسان الشرير يعمل اعمال شريرة. لكن الدين هوالذي يجعل الإنسان الصالح يعمل اعمال شريرة. ماذا تسمي الرجل الذي يحطم رأس إبنته ذات الخمس سنوات و انت تعلم جيداً ان اشرس الحيوانات المفترسة تعطف على اطفالها؟ هل يمكنك ان تقول لي ما الذي يجعل إنساناً كامل الإرشاد ان يذبح شخصاً بريئاً لا معرفة سابقة به مردداً " بسم الله الرحمن الرحيم"؟

قام رجال الدين في محاكم التفتيش في اوربا في القرون الوسطى، مدفوعين بحماسهم الديني، بحرق اناس جل ذنبهم انهم يخالفون معتقدات رجال الدين هؤلاء رغم ان دبنهم يأمرهم بمحبة اعدائهم. ثم هل تتصور ان اسامة بن لادن او الضواهري اناس اشرارلأنهم قاموا باعمال إرهابية؟ لا احد ينكر ان الإثنين متمسكان بدينهما.

يقول لنا المتدينون ان الاديان انزلت لإرشاد الناس إلى الاعمال الصالحة. قد يكون ذلك صحيحًاً و لكن الواقع ان الحماس الديني دفع الإنسان مقاتلة اخيه الإنسان لمجرد كونه لا يؤمن بما يؤمن به الذي يقاتله. فالحروب الدينية التي حصلت في التاريخ معروفة للقاصي و الداني. فالفتوحات الإسلامية لا تعدو ان تكون حروب دينية. و الحروب التي حدثت في اوربا في القرون الوسطى بين الكاثوليك و البروتستان و الحروب الصلسبية كذلك حروب دينية. ثم الم تكن الاديان هي سبب التفرقة بين ابناء الوطن الواحد؟ و إضطهاد اليهود في اوربا في القرون الوسطى وما نراه الآن من إضطهاد المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط في يومنا هذا، خير مثال على ذلك.

في مفهومي ان الدين الصحيح هو الدين الذي يأمر الإنسان بمحبة الغير مهما إختلف ذلك الغير عنه في اللون او الجنس او المعتقد مما يؤدي إلى نشر السلام بين البشر. عندما سئل المسيح عن افضل الوصايا العشرة في نظره قال " محبة الله هي الاولى في نظري ثم تأتي بعدها مباشرة احب جارك كنفسك".

بالطبع انا لا ادعي ان كافة الحروب في التاريخ سببتها الاديان. فهناك الاطماع الإقتصادية و السياسية و الإستيلاء على اراضي الغير كالحروب التي قام بها الرومان و الإسكندر المقدوني و الحروب التي حدثت في القرون الوسطى كحرب المائة عام بين إنكلترة و فرنسا، التي سببها التنازع على العرش، والحربين العالميتين في القرن العشرين.

في نظري ان الحرب عمل همجي فانت ملزم ان تقتل شخصاً آخر لا تعرفه و لم تره من قبل في حياتك و لا تعلم ما هي ضروفه و قد يكون متزوجاً و له اطفال كأي شخص تلاقيه و انت سائر في الطريق، فالحروب لا تعدو ان تكون عملية إحلال الكره و البغضاء بدل المحبة بين الناس. و بتقدم الحضارة اخذ البشر تجنب الحروب و إستبعادها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال