الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك الشبابي الكردي

هوزان ابراهيم

2012 / 12 / 9
القضية الكردية


يعد الشباب القوة الاكثر فعالية و تأثيرا على سير المجتمع و المحرك الاساسي لعجلة التاريخ و ذلك من خلال احداث التقارب الفكري بين كافة الفئات المتباينة " سياسيا - ثقافيا - اجتماعيا " وتغيير بنية و أدبيات العمل السياسي و الثوري حيث ان وسائل الاتصال والإعلام الحديثة تمثل أهم الآليات لإحداث هذه التغييرات و تعد الجامعات بيئة خصبة لتشكيل هذا الوعي و بلورته على ارض الواقع و كانت الجامعات السورية سباقة في تشييد هذا الطيف الشبابي الثوري بكافة تياراته ( الليبرالية - الاسلامية - اليسارية – القومية العربية – القومية الكردية ) فقد رافق اندلاع ثورة الكرامة حراك طلابي اسس بنية تحتية لطابع مدني اتسمت به الثورة منذ بداياتها و ظهرت العديد من التنسيقيات الطلابية التي نظمت هذا الحراك و لعل الكرد كانوا الاكثر تنظيميا و جرأة نتيجة الخبرة الطويلة في معارضة النظام من خلال الوقفات الاحتجاجية و النشاطات السياسية و الطلابية المحظورة التي دأب الطلبة الكرد على تنظيمها على مدار السنة وأهم الاحداث التي تتبادر للأذهان هي انتفاضة الأكراد 2004 التي كشفت عن قوة التنظيم الطلابي الكردي و تنفيذهم لاعتصامات و وقفات احتجاجية كانت تعد من اوائل التحركات الثورية في الجامعات السورية و التي فاجأت النظام مما اضطره لإتباع اساليب وحشية في قمع الطلبة خوفا من انتشار الحراك الى المكونات الاخرى فاستقدم قوى حفظ الامن و عناصر المخابرات و الاعتماد الاكبر كان على الطلبة المواليين له حيث تم تسليحهم بالسلاح الابيض ليكونوا على خط المواجهة مع الطلبة الاكراد المعتصمين المطالبين بمحاسبة المسئولين عن مجزرة القامشلي و الغاء كافة القوانين و الممارسات العنصرية ضد الاكراد و منحهم حقوقهم القومية و السياسية المشروعة و التي يقرها القانون الدولي و لكن اصرار النظام على الحل الامني في مواجهة هذه الاحتجاجات السلمية ، ادى الى انتشارها الى جميع مناطق تواجد الكرد من منطقة الجزيرة إلى كوباني الى عفرين الى حلب فالعاصمة دمشق الا انها ظلت معزولة عن باقي مكونات الشعب السوري الذين حتى لم يكتفوا موقف الحياد بل التزموا بموقف النظام ايضا مما اشعر الاكراد بالغبن و الغربة في وطنهم مع انهم اول من حطم تماثيل الاسد الذي ارتكب الفظائع بكل الشعب السوري و ليس فقط الاكراد و على الرغم من ذلك رفض الشعب الكردي الصفقة التي اراد النظام عقدها معهم و ذلك بإعطاء الجنسية للمحرومين منها مقابل تحييدهم عن الثورة وحتى الى التزامهم بموقفه حيث اراد تكرار سيناريو انتفاضة 2004 و لكن بعكس المواقف لعزل الثورة عن بعض مكونات الشعب السوري و دفعها نحو التخندق الطائفي و العرقي الا ان الاكراد رفضوا هذه الصفقة و كانوا اول من انتفض نصرة لدرعا مهد الثورة و اعتقل 15 ناشطا كرديا في مظاهرة خرجت بـ 16 آذار 2011 من أصل 35 شخص جرى اعتقالهم حينها من أمام وزارة الداخلية قرب ساحة المرجة وسط دمشق في اولى تظاهرات العاصمة و كانت التنسيقيات الشبابية و الطلابية الكردية نواة للحراك الذي نظم الاحتجاجات الطلابية و الجماهيرية ضد النظام بالعمل الثوري السلمي و ان تسمية جمعة آزادي و جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية اكبر دليل على اهمية الحراك الكردي و خاصة الشبابي في استمرارية الثورة و بفضل وعيهم الثوري و جهودهم في الإغاثة اصبحت المناطق الكردية ملاذا آمنا للاجئين من مختلف المدن ولكن النظام حاول عدم التصعيد في المناطق الكردية بالقتل العشوائي خشية تحول الكرد الى العمل المسلح فبدأ بسياسة الاغتيالات وتصفية الناشطين و خاصة الشباب منهم الا ان هذا لم يمنع الشباب الكردي من مواصلة معارضتهم للنظام و بالمضي بثورتهم و ذلك على الرغم ايضا من انكار كلا من المعارضة السياسية و العسكرية لحقوق الشعب الكردي الذي طالما اعتبر نفسه جزءا من جمالية فسيفساء المجتمع السوري و وقف الى جانب جميع فئاته في معركة التحرر من النظام الشمولي و الوصول بالثورة الى بر الامان لتحقيق اهدافها في بناء سوريا الديمقراطية التعددية المؤسساتية و التصدي للفتنة التي يحاول النظام اشعالها بين كافة المكونات الشعب السوري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين


.. بايدن عن طلب #الجنائية_الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياه




.. بلينكن: نرفض طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار


.. قرارات المحكمة الجنائية الدولية وانعكاساتها على حرب غزة | #غ




.. كيف رد إسرائيل على طلب الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغال