الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيامة الكرد

جهاد الرنتيسي

2012 / 12 / 9
القضية الكردية


كاد الجدل الذي رافق تصعيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، لحالة التوتر مع الاقليم الكردي ، ان يخفي جوهر الازمات السياسية ، الذي يحول دون استقرار الاوضاع السياسية والامنية في العراق .
مظاهر تجليات هذا الجوهر ، الذي تختلف اشكال حضوره ، وافرازاته في الحياة السياسية, وتتباين انعكاساته على الاوضاع العامة في العراق ، تملي القيام ببعض المقاربات لتحديده.
فلم يستطع المالكي منذ تشكيله الحكومة، التخلص من البعد الطائفي ، في طريقة ادارته لمفاصل الدولة ، مما ابقى حكومته افرازا لطائفة ، وليس جميع مكونات الشعب العراقي .
المأزق الطائفي الذي استقر فيه ، بعد رفضه التسليم بنتائج الانتخابات النيابية ، واصراره على الاحتفاظ بالسلطة ، مستقويا بالنفوذ الايراني ، ابقاه في حالة من اللاتوازن ، لدى تعاطيه مع تعقيدات بناء هيكلية دولة الاختلاف ، والتعددية السياسية ، في منطقة تعاني من غياب الاستقرار .
فهو غير قادر على الالتزام بالدستور ، ان كان ذلك يتعارض مع نقطة قوته الوحيدة ، المتمثلة بالعمق الطائفي ، الذي اوصله للسلطة ، ولا يستطيع التعامل مع توافقات اتفاق اربيل ، التي تفرض عليه احترام المؤسسات ، وبقية اطراف المعادلة العراقية .
وحين يكون الحكم مأزوما ، يفقد ذاكرته ، الى الحد الذي يصعب عليه الاستفادة من التاريخ ، ودروسه ، وتجاربه القاسية .
حالة فقدان الذاكرة ، شجعت المالكي على التفكير ، في اخضاع فئات وشرائح من الشعب بالقوة ، حين تقتضي الحاجة ، باعتبار القوة الطريق الاقصر ، التي لا يحتاج سلوكها كثيرا من التفكير ، وان لم تكن الوسيلة الاجدى .
ارتهان المالكي للسياسة الايرانية في التعامل مع الملف السوري ، وعدم قدرته على امتلاك بوصلته الخاصة ، التي تتيح له اتباع سياسة خارجية مختلفة ، عن التي تتبعها طهران ، كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير ، في ادارته للازمة .
فقد اعتاد النظام السوري الحليف لطهران على اتباع سياسة التمييز العنصري في تعامله مع المسالة الكردية .
وحين تناصر طهران النظام السوري ، الذي استخدمته طويلا في تنفيذ سياساتها الاقليمية ، وادارة ازماتها مع المجتمع الدولي، لا يغيب عن ذهنها ايضا ، ان هناك مسألة كردية في ايران ، مرشحة لمزيد من الاشتعال في اي وقت .
ضيق الافق الذي يعانيه المالكي ، وحليفه الايراني ، وبقية الاطراف ذات التماس المباشر مع المسالة الكردية ، انساهم التطورات التي تشهدها المنطقة ، وتفرض تعاملا مختلفا مع قضايا الاقليات ، ومن بينها الاقلية الكردية ، التي لم تتوقف يوما عن دفع ابهظ اثمان الحرية والمساواة .
قيامة الامة الكردية ، حقيقة تتجسد يوما بعد يوم ، ولن توقف رياحها التي هبت على العراق وسوريا ، ذهنيات صناعة القرار في دمشق وطهران وانقرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر