الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الشهيدة -سعيدة المنبهي-

وديع السرغيني

2012 / 12 / 10
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في ذكرى الشهيدة "سعيدة المنبهي"

بحلول الحادي عشر من دجنبر، تحلّ ذكرى استشهاد المناضلة الثورية سعيدة المنبهي بعد خوضها لإضراب عن الطعام سنة 1977 إلى جانب رفاقها ورفيقاتها من المعتقلين السياسيين الذين حوكموا وتوبعوا تحت ملف الانتماء للحركة الماركسية اللينينية المغربية التي ضمّت حينها منظمة "إلى الأمام" ومنظمة "23 مارس" وما سمي آنذاك بـ"المتكتلين" الذين سيعلنون فيما بعد عن تنظيمهم ذي التوجه الماوي باسم "لنخدم الشعب".
انتمت سعيدة خلال مسارها النضالي إلى الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين كتيار طلابي ارتبط إلى حد كبير بالحركة الماركسية اللينينية، لتنخرط في العمل النقابي بعد تخرجها من الجامعة والتحاقها بالعمل التدريسي كأستاذة لمادة الإنجليزية.
ومن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كمدرسة نضالية أولية، إلى الاتحاد المغربي للشغل كنقابة عمالية مكافحة، كان لا بد من تأطير سياسي لعملها النضالي الثوري بمستوياته السياسية والنظرية، وهو ما جسدته الشهيدة عبر ارتباطها وانخراطها بالمنظمة الثورية "إلى الأمام".
وفي إطار الحملة الشرسة التي شنـّها النظام في فترة السبعينات، ضد جميع أشكال النضال الثوري الذي استهدف بشكل مسعور وانتقامي مناضلي وأطر الحركة الثورية داخل الحركة الماركسية من جهة، وداخل الحركة الاتحادية اليسارية من جهة أخرى، شملت هذه الحملة الاجتثاتية سعيدة، إلى جانب زوجها وأخيها المناضل عزيز رئيس اتحاد الطلبة حينها، وتم تقديم الرفاق والرفيقات للمحاكمة في مجموعات، بعد مدة من إخفائهم وتعذيبهم في مخافر الشرطة السرية بـ"درب مولاي الشريف" و"أكدز" و"قلعة مكونة".. مخلفين وراءهم جثة الشهيد زروال، أحد قادة المنظمة "إلى الأمام" الذي فضـّل الموت عن الوشاية برفاقه.
كانت أقوى المجموعات مجموعة 139، التي ضمّت أغلب القيادات الماركسية اللينينية، والتي وصلت أحكامها للمؤبد ـ خمس حالات، إضافة لأحكام الثلاثين سنة والعشرين دون أن ننسى أحكام الإعدام المنفذة في حق مجموعة الشهيد عمر دهكون، الاتحادية..الخ نالت حينها الرفيقة سعيدة خمس سنوات إضافة لسنتين أضيفت للمجموعة بكاملها بعد أن نعتت القاضي بالفاشية ردّا على ممارسته الاستبدادية داخل قاعة المحكمة.
وكان لا بد من خوض النضال من داخل السجن كاستمرار للنضال السياسي الذي أطـّرته الحركة في الشارع، والذي أضافت له هذه التجربة الشيء الكثير حيث تحوّلت مطالب المعتقلين، سواء المرتبطة بأوضاعهم السجنية كالتغذية والتطبيب والتعليم والإعلام والتجميع والزيارة المباشرة.. أو المرتبطة بقانون المعتقل السياسي، الشيء الذي كان يرفضه النظام القائم، بقوة وهو الذي لا يعترف بهم إلا كمخربين مشاغبين، خارجين عن القانون..الخ وهو ما دفع بالمناضلين، في آخر المطاف، لخوض إضرابات عديدة، كان أشهرها إضراب الخمسة وأربعين يوما الذي استشهدت خلاله الرفيقة سعيدة.. والتي عرّفت بجرائم النظام وشهّرت بحكمه الفاشي والبوليسي المطلق في جميع المحافل الرسمية وغير الرسمية.
بهذه المناسبة، وباسم الخط البروليتاري الماركسي اللينيني، نوجه التحية لروح الشهيدة سعيدة، ولعائلتها، ولرفاقها القدامى والجدد، ولجميع الأوساط الشبيبية الثورية المتشبثة بخط المنظمة، وبتراثها الفكري والسياسي الميداني، من مواقع نقدية ثورية تفتح الآفاق للنضال، ولأخذ المشعل لصنع تجربة جديدة تتجاوز النقائص والأخطاء والمنزلقات.. بعيدا عن التقييمات الذاتية، سواء التي حنـّطت التجربة لحدّ التقديس أو التي حاولت شطبها من الذاكرة، أو تشويهها عبر التزوير والتحقير الذي تمارسه بعض القيادات المرتدة عن خط المنظمة الثورية وعن العمل الثوري بصفة عامة.
فمن أجل التذكير بشهدائنا، شهداء الحركة الماركسية والحركة العمالية الاشتراكية.. كان لا بد من التذكير والتعريف بهذه المناضلة القدوة والغنية عن التعريف، ليس داخل الحركة الثورية المغربية وفقط، بل داخل الحركة الثورية الأممية جمعاء.. وكان لا بد من التذكير بمهامنا الثورية، وضمنها المهام التنظيمية الضرورية لأي عمل ثوري جدّي يدّعي استناده وتملـّكه للنظرية الماركسية اللينينية، من أجل توحيد الماركسيين اللينينين وبناء المنظمة الماركسية اللينينية القوية في اتجاه بناء الحزب المستقل، حزب الطبقة العاملة القائد لعموم الطبقات والفئات الكادحة الفقيرة المهمشة والمضطهدة، في نضالها من أجل مغرب الحرية والديمقراطية والاشتراكية.
فليس من باب السبق أو الإشعاع أو المزايدة.. أصدرنا هذا المقال البسيط، بل هو من باب التقدير ومن باب المكانة التي يملكها شهداؤنا في نفوس وقناعة جميع الماركسيين المغاربة على اختلافاتهم وعلى تنوع تجاربهم وأجيالهم.. الشيء الذي نريده أن يبقى محفـّزا لنا من أجل التقدم والتطوير لتجاربنا.. وليس البكاء والتباكي على أطلال تجارب استنفذت إمكانياتها التاريخية، دون أن نتمكن من بناء تجارب مثيلة تقارب، وبالأحرى تتجاوز، هذه التجربة الأمامية الغنية.
ولكي لا نبقى حبيسي انتظاراتنا التنظيمية الكبرى، سنستمر في سجالاتنا الفكرية والسياسية، وسنعمل على تقويم أخطاءنا ومنزلقاتنا، وسنظل منفتحين، عبر مدّ الأيادي لجميع التيارات المناضلة اليسارية والتقدمية، وبالأساس الماركسية منها.. لخوض النضال إلى جانب جميع الطبقات الشعبية المحرومة والكادحة المناضلة من أجل انعتاقها وتحررها، بما يتطلب منـّا هذا من برامج حد أدنى، وشعارات ومبادرات وحدوية.. سواء في مجال النضال النقابي أو النضال الشبيبي والطلابي، أو في مجال النضال الاجتماعي الاحتجاجي بشكل عام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة آلاف المتظاهرين.. مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في صنعاء


.. تركيا تعلن مقتل 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمال العرا




.. كرّ وفرّ بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين حاولوا اقتحام مصنع ت


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج




.. اعتداء الشرطة الهولندية على متظاهرين متضامنين مع فلسطين