الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد بعض المصطلحات الى معانيها في مصر

هفال كتاني

2012 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يسع المرء وهو يستمع الى العبارات التي يستخدمها تيار الاخوان في مصر وعلى رأسهم الرئيس المصري نفسه، من قبيل (اعلان دستوري) و (استفتاء الامة) و (تنقية الثورة) و (فلول النظام القديم) وغيرها من العبارات والمصطلحات، إلا وان تعتريه تلك الغمة الشرق الاوسطية المعتادة....ذلك المزيج من خيبات الأمل المعجون بالاحباط المتوارث من الثورات في منطقتنا والمشبع برائحة الخوف من المستقبل. ولأن حدث مصرهي بكبر تأثير أم الدنيا في ثقافتنا ومزاجنا العام والسياسي، ولأن فعل الاخوان فيها وجهدهم يترجم سريعا" لدى بقية تيارات الاسلام السياسي الى رصيد للجهاد وشحنة عزم على فرض حكم الله بالقوة، أمسى كل ما نشاهده يوميا" في ساحة التحرير مدعاة من كل عارف لمخالف ان يسطر رأيه في الحدث سريعا" وقبل فوات الأوان، فالزمن غير الزمن وظهورنا لم تعد تتحمل ثقل الدكتاتوريات، والذي ازعم اني اعرفه بخصوص المصطلحات اعلاه وبما هو مخالف للطرح الاخواني هو بسيط وواضح... وفي البدء ليس هناك شئ أسمه (إعلان دستوري) لا في محدودية فقه القانون ولا في رحابة الموروث، وانما ما يقول به الاخوان هو قرار سياسي بأمتياز ...لا اكثر ولا اقل. بمعنى بسيط أخر، القرار صادر من رأس السلطة التنفيذية وله هدف سياسي واحد، وهو تغيير الحزمة القانونية المنظمة لعمل السلطة التنفيذية مع السلطتين التشريعية والقضائية، والامر من بعد ذلك لا يتحمل اي تكليف ولا اي لعب على المصطلحات. يقول لك الاخ، فكيف بنا مع ضرورة التغيير ومتتطلبات الثورة؟ اقولها انما الكل الذي شارك في الثورة مع التغيير على ان تسلكوا طريقا" قانونيا" أخر غير ان (تستعبطونا يا كدعان). يعود لك الاخ ويقول: طيب بينا وبينكم الاستفتاء...دعونا نحتكم الى رأي الامة وقوله الفصل في ذلك!!، وهذا اكثر المصطلحات خطورة كونه من قبيل قول المتشددين "ارد لكم حجتكم يا معشر العلمانين، فوالله ما عرفنا بدعة اسمها الاستفتاء دون بيعة الاستاذ، ولكنكم اردتموها ديمقراطية...ربنا يمقرطكم بشرها"، ومكمن الخطورة ان مثل هذه الاستفتاءات والسؤال الذي تحمله هي من قبيل الاسئلة التي توجهك اضطرارا" لجواب محدد، ومثالها: سؤال دستوري رقم واحد: هل تريد ان تعيش في دولة مسلمة او كافرة؟؟. ومثل هذا لا يُستفتى الشعب عليه، وإلا لأفتـَت شعوب الغرب بطردنا من مجتمعاتها منذ زمن. فالاستفتاءات الدستورية لها شروطها وتوافقاتها السياسية واستقطاباتها الثقافية ومحرماتها الحضارية والاهم سياقاتها القانونية، والمفهوم ان لا يلجأ اليها في حالة تقديم مشروع سياسي او لتمرير اعلان أو مشروع خاطئ من حيث الشكل والمضمون. يلتف الاخ دورة دون ان يرد على عقبيه ويرد لك ثالثة ويقول: طيب ايه العمل من اجل تنقية الثورة؟؟ والجواب بسيط، يا أخ لست وحدك من عمل الثورة، فليكن ذلك واضحا"، وقد عملها التيار الاسلامي في ايران في وقتها وسرقوا الثورة في وضح النهار، ولكن كما قلت الزمن غير الزمن، وحجتهم كانت غير حجتكم مع بطلان الاثنتين، وبالمختصر ثورتكم - واية ثورة - ومثلها مجتمعكم - واي مجتمع اخر- لا ينُقى ولا يُصفى ولا يُغربل الا بضبط عمل القضاء وعدم التدخل فيه، وهو - اي القضاء- ضمانة الاخوان الوحيدة بعد الفخ الذي وقعوا فيه، يعني بالمفتشر: سيبك من القضاء عشان الماية تجري. ثم يبحلق الاخ اخيرا" في وجهك ويقول: دول كلهم فلول النظام القديم!! ، وايضا" الجواب بسيط وغير معقد: فلم الثورة اذا" يا أخ ؟ ومن هم الثوار؟، ولكنها غير ذاك الذي تزعمون، فهي ثورة أبهَرتنا بمستوى مدنية مصر وتنظيمات الشباب وقوة الجماهير وهدير الشارع ودور العسكر.
يا معلم مرسي: الفلول سوف تُهزم لو ضمنت لهم الفول، والمدنية سوف تُثبت لو لم تجعلها عصبية دينية، والشباب سوف يرضى بأحلامه لو وفرت لهم راحة النوم، والشارع سوف يستكين لو اخليت انت الشارع، والعسكر سوف يبقى في ثكناته اذا لم يستشعر اي خطر.
اللهم لا شماتة في الاخوان، ولكني قلت بهذا الفخ قبل عشرة اعوام!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟