الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلاميون يحكمون و يعارضون ؟

محمد السلايلي

2012 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من مفارقات الربيع العربي، ان حكومات " الثورة المضادة " بتونس ومصر، تتصرف ازاء مطالب شعبها كانها لازالت في صفوف المعارضة. لا توجد حكومة في وجه الارض تستعمل الشارع للاحتجاج او للدفاع عن مشروعها. لان غالبية الحكومات لها مشروعها و لها برنامج على اساسه تصعد الاحزاب و الحركات السياسية لدفة الحكم لانجازه او تطبيق جزء منه.

الاخوان المسلمون و النهضة الاسلامية، يشكلان الاستثناء في هذه القاعدة السياسية العالمية. فهم يحكمون ويعارضون في نفس الوقت؟ بمصر ، الثوار و الاحزاب الوطنية و الديمقراطية ، الليبيرالية و الاشتراكية، وكل المكونات الشعبية التي توجد خارج الحكم و السلطة، أصبحت دولة خارج الدولة من منظور الاخوان المسلمين. تشيطن الدعاية الاخوانية التي تملك الوسائل الكافية للتاثير على الراي العام، المعارضة المصرية .

الاخوان الذين ظلوا يمدون يد العون للنظام متى طلب منهم ذلك، وجدوا امامهم بنيات اعلامية و دعائية متكاملة لشن الهجمات المضادة ضد مطالب الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية. ستجد القوى المشكلة للنظام في الاخوان المسلمين فرصتها السانحة لاعادة ترميم صفوفها بعد التصدع الذي هز كيانها بداية الثورة.

ستجد هذه الانظمة في الحركات الاسلامية خاصة، وفي الاحزاب الشعبوية عامة، تيارات سياسوية مهجوسة بالقيم و متكلسة بالانغلاق الثقافي ورفض الحوار و الاخر، تصعب عمليا و ميدانيا من مهام الثوار و محيطهم المتشبع بالقيم الديمقراطية الحقة.

إن الطرق التي تتعامل بها الحركات الاسلامية التي وصلت للحكم بمصر و تونس أو تشارك فيه كما هو الحال بالنسبة لحزب العدالة و التنمية بالمغرب، تبين أن الاسلاميين بمختلف أطيافهم و توجهاتهم ليس لذيهم اي مشروع سياسي اجتماعي اقتصادي يمكن تنفيذه غير الحفاظ على الأوضاع القائمة و خدمة الرأسمال السائد.

لذلك، ليس غريبا أن تتعامل هذه الحركات و هي على رأس الدول التي تحكمها و كانها في المعارضة، تجيش أتباعها و موريديها و تزج بهم في الشارع الاحتجاجي ضد المعارضة، لانها تعلم أنها لا تحكم و لا يمكن لها ان تحكم مادامت تفتقد مشروع اجتماعي و اقتصادي و سياسي واضح يمكنها من الحكم.

ولذلك أيضا، لا يمل السيد بنكيران، رئيس الحكومة المغربية و رئيس العدالة و التنمية الاسلامي، من انتقاد غريمه السياسي الاصالة و المعاصرة و نعته بالحزب السلطوي.
فحزب بنكيران المهيمن على الحكومة ليس حزبا سلطويا بالنسبة لزعيمه رئيس الحكومة. وهذا نوع من خلط الاوراق و قلب المفاهيم ان لم تكن قمة المزايدات السخيفة التي تجد هذه الحركات الاسلامية نفسها مرهونة بتداعياتها الاكثر شعبوية باسم الدين.

لقد كفروا الدولة والمجتمع من اجل الوصول للحكم. و هم اليوم يكفرون المجتمع و يؤلهون نفس الدولة الكافرة ويعبدون اشد مؤسساتها قمعا و ديكتاتورية، متملصين من ما كانوا يعدون به الناس في الامس القريب. حيث اصبح الكذب و النفاق و تبدل المواقف و نكث العهد و التراجع عن الالتزامات .. سمة بارزة و خصلة مشتركة بين كل هذه الحركات اليمينية التي تتاجر بمصير الشعوب باسم الدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا هو حال المتاجرون بالدين من الاخوان او السلفيين
حكيم العارف ( 2012 / 12 / 11 - 00:40 )
---

هذا هو حال المتاجرون بالدين سواء كانوا من الاخوان او السلفيين.


لديهم هدف ثابت .. ليس الدفاع عن الدين بل ارهاب كل من يخالفهم ليتسلطوا على الجميع وتمتلئ كروشهم من دماء السامعين

----

اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة