الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللوم ليس على - مُرسي - !

عادل الخياط

2012 / 12 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد أكون من ضمن اللذين رفضوا حكم العسكر في مصر بعد نهاية حكم مبارك , لكن في ذات الوقت لم أتفق مع الفورة التي أثيرت على حكم العسكر لإنهائها وتكوين حكومة مدنية تكون الإنتخابات إطارها التشريعي .. التنظيمات المدنية هي الوحيدة التي إنطلقت مظاهراتها لتنحي العسكر .. الإخوان والسلفيون مارسوا براغماتية ليُقلب الحدث من التنحي إلى توافق خفي .. لا تدري إن كان العلمانيون واثقين من حقيقة الفوز في أية إنتخابات مزمعة .. لا أعتقد إنهم واثقين وُفق معطيات الواقع التي ترجح كفة الإسلاميين .. وهنا ندخل في مفارقة غريبة : الإسلاميون يمارسون سياسة براغماتية مع العسكر الحاكم رغم ثقتهم بثقل الشارع الإنتخابي فيما لو قرر العسكر تسليم الحكم لحكومة مدنية من خلال الإنتخابات .. في الإتجاه الآخر تجد العلمانيين هم الأكثر تحفزا لإنهاء حكم العسكر في وقت انهم على قناعة بثقل الإسلاميين فيما لو قرر العسكر الرضوخ التخلي عن السلطة والذهاب لصندوق الإقتراع .. بمعنى لا تدري لماذا كان العلمانيون متسرعين لإنهاء حكم العسكر , هل هي الفكرة النمطية الراسخة في الأذهان لحكم عسكر أميركا الجنوبية .. ألم تكن فترة حكم العسكر برزخا زمنيا لتحشيد الشارع ضد القوى الإسلامية ؟ لكن كيف هذا والقوى العلمانية متفرقة أصلا في وقت تجد السلفي يتفق مع الإخواني .. واليوم عندما وقع الفأس في الرأس تواردت علينا الردات .. فهل نقول إنهم هم ذاتهم علمانيو العالم العربي ألسنتهم شاحذة , أما أفعالهم في الإتفاق متشرذمة دوما , لا تعرف هل هي مبدئية مفرطة في تلك السلوكيات أم تسامي أجوف ؟!

والواقع ان هناك خطوات كثيرة سبقت خطوة مرسي عن الإعلان الدستوري , أولها كما ورد براغمايته مع العسكر في وقت خروج التنظيمات العلمانية في تظاهرات ضد حكم العسكر .. الخطوة الأخرى , إنظر المفارقة العجيبة التي ربما لم ينتبه إليها الكثيرون , وهي إنه بعد أن تبوأ مركز السلطة الرئاسية فإنه قد عزل القيادات العسكرية التي فرضت على الرئيس السابق " مبارك " التخلي عن السلطة " طنطاوي " على رأس القائمة وغيره من قيادات الجيش .. إنظر إلى إقتناص الفرص : في مرحلة سيطرة الجيش , ترى الإخوان ومرسي يلطعون أفخاذ العسكر , وعندما إنتهى حكم الجيش تراهم يعزلون أهم قيادات الجيش التي أنهت حكم " حسني مبارك " .. والعلمانيون يتفرجون منتشين بالنصر المؤزر الذي سوف يكون كارثة على تطلعاتهم, يتفرجون على تلك الصيغ التي تُظهر دون أدنى مراء إن هؤلاء الناس متجهين إلى الحكم الفردي , وإن ما سُمي بالثورة ماهو إلا هراء , وإن التاريخ سوف ينتكس أعظم إنتكاساته عندما يسرق إخوان مصر الجهلة المتخلفين الثورة المصرية على شاكلة سرقة ملالي إيران لثورة الشعب الإيراني .

لكننا ليس في العقد السبعيني , والدوائر تدور ليس في وتيرة ذلك البوار البشري .. لا مجال لإختراع ملالي جُدد في تلك الألفية المفعمة بعنفوان المتغيرات ,وفي الوقت ذاته يُفرض عليك نقيض آخر , نقيض يقول : وإلى متى ؟ نعم تنزل الحشود إلى الشارع , لكن الحشود هذه المرة ليست بذلك الحجم الذي أسقط " مبارك " , الشارع اليوم منقسم نصفين : علمانيون أو مدنيون وإسلاميون .. الخبث والمكر والخداع والجريمة جميعها تتجسد في الإسلاميين , آخر تايتل , عنوان يظهر اليوم على شبكات الإعلام ليقول : الرئاسة المصرية تدعو الجيش لحفظ النظام والأمن غداة الإستفتاء الشعبي على الدستور !".. أي دستور تقصده أو يقصده ملالي مصر الجُدد , هل هو دستور فتاوي الزمن المنقرض الذي يتفتق اليوم من جحور الظلام الإخوانية , هل هو دستور المسخ الحضاري لواحدة من أعظم دول العالم العربي في الفن والعلم والأدب .. أي دستور وأي جيش يدعو إليه حثالات الإخوان .. أي نظام , أول مرة أسمع إخواني يتحدث عن النظام والأمن ! هل نستعيد وقائع التاريخ لتفقع جرائمكم في ذلك المنحدر الكوني , بالمناسبة : جميع التنظيمات الإرهابية الإسلامية هي نتاج لتنظيم الإخوان ..

على أي " الهذر , الحديث يطول عن تلك الثلة , لكن الأكثر قلقا مدى تغلغل تلك الثلة في الجيش المصري , فلو حدث ذلك فإقرأ على مصر السلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تُدخل الاحتلال في ا


.. محبوب عبد السلام : مشاركة الحركة الإسلامية ضرورة لوقف الحرب




.. كارلو أكوتيس: كيف أصبح قديساً في الكنيسة الكاثوليكية؟


.. محبوب عبد السلام : مشاركة الحركة الإسلامية ضرورة لوقف الحرب




.. يهود من الحريديم يتظاهرون في تل أبيب احتجاجا على قانون التجن