الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلب الأم والمسيح

إبراهيم عرفات

2012 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعقوب ويوحنا رجعوا البيت يقضوا لهم كام من يوم وأمهم سألتهم عاملين إيه فـ ردوا: تمام قوي يا ماما، قد إيه نبقى مع يسوع وقد إيه هو معلم شديد وأستاذ قدير. هو بيحبنا جدًا وبيظهر مودة خاصة ناحية يوحنا، ومين عارف.. ممكن يخليه خليفة له ولا حاجة. تعرفي يا ماما.. مرة خدنا احنا الاتنين على جبل وأظهر لينا سرّ احنا مش مسموح لنا نقوله لأي حد. الأم اتبسطت بالجواب بس في نفس الوقت كانت حاسة إن الولاد مخبيين عنها حاجة وفيه حاجة حايشينها عنها. مع إلحاح الأم الأولاد يردوا على أمهم إنهم كانوا يتمنوا لو الموضوع يبقى واضح ليهم أكتر من كدة ويعرفوا إيه دورهم بالتحديد في الخدمة.
(ساعات احنا كمان بنقول إن دورنا مش واضح وعايزين نعرف بوضوح احنا مين.. هل لينا وجود ولا احنا كدة حاياللى مثلاً. احنا مين ودورنا إيه).
ومع استجواب الأم وهي عايزة تجيب قرار الموضوع الأبناء يشرحوا إن الموضوع وما فيه ساعات بطرس بتبقى ليه الأولوية ويقدمه في حاجات وساعات يوحنا. الأم تطمئن أولادها: سيبوا الموضوع ده عليّ يا ولاد. تلقائيا يعقوب ويوحنا بيكشوا ويعترضوا وهايوروا وشهم للمعلم إزاي بس.. لكن الأم تجمد قلبها وتصر على أنه يتم معاد بينها وبين المعلم. الأبناء يرضخوا أمام رغبتها وهي من ناحيتها تجهز لها خطاب طويل عريض قعدت تجهزه وتقول وتعيد فيه وتغير كلمة وتحط كلمة تانية.. خلاص.. هاتقول له: أنت أستاذ وسيد عظيم وطيب وبتحب ولادي الاتنين وهما كمان بيحبوك. وبالتدريج هاتعرفه إنه أولادها يستحقوا منصب تكريم. وقالت في سرها: لو سمعني ولبى طلبي هاشكره ولو قال لا من حقي أعرف الولاد غلطانين في إيه والغلط يتصلح برضو.
(لما احنا ما بناخدش الوظيفة اللي احنا عايزينها أو نطول اللي في بالنا بنبتدي نتساءل: ياترى غلطنا في إيه؟ وإيه اللي كان ممكن أعمله صح؟ وبيكون صعب أننا نقتنع أن المهمة دي اللي أوكلت لشخص آخر مالهاش دعوة بينا وهل احنا صح أو غلطنا في حاجة وأننا ما غلطناش في حاجة خالص).
ولما الأم تقابل يسوع تنسى الخطبة الطويلة العريضة وتبتدي تتلجلج في الكلام وتخش دغري في الموضوع: دول ولادي الاتنين. أعط أوامر ليهم إنهم يجلسوا واحد عن يمينك والتاني عن شمالك، في ملكوتك).
تدخلها بيمشي غلط خالص وبيفكرنا بكلمات مرثا في بيت عنيا: أؤمر أختي إنها تساعدني بقة.
الست محتارة ومرتبكة بخصوص ولادها وده بيخليها تظهر في موقف مش كويس.
لكن كيف تصرف المسيح؟ كان ممكن يقول لها بشكل مباشر أن ده مش ممكن يتم وأن الأولية قد أوكلت لبطرس وأن الأباء والأمهات مش من حقهم يتدخلوا في شئون الخدمة وتنظيمها.
لكن المسيح قال تعليق حاد بحيث إنه ما يغلّطش الأم: أنت لا تعرفين ماذا تطلبين. دي كلمات تُعلِم الشخص من غير ما تجرحه. هو فهم بالتأكيد قد إيه هي بتحب أولادها ويعاملها بلباقة ويحاول يشرح ليها إن اللي هي بتطلبه مش بالضرورة أحسن شيء بالنسبة لهم. ثم يضيف: هل أنتما مستعدان أن تشربا الكأس؟ على طول الأولاد جاوبوا: أيوة نقدر نشربها. هذا لا يرضي المسيح واللي كان يتمنى إنهم يسألوه الأول: ما هي الكأس؟ وقصدك إيه نشربها؟
لذلك يواصل المسيح: سوف تشربان الكأس. لم يقل "بإرادتكما" لأنه كان عارف أن الرسل مش هايدخلوا مباشرة في رؤيته للإيمان.. الموضوع هاياخد وقت شوية.. هايكون فيه وقت يرفضوا الكأس الأول وبعدين هاييجي وقت تاني وهايشربوا الكأس. يعقوب في الحقيقة وبالفعل بيشرب كأس الإستشهاد.

فقال لهما المسيح: أما كأسي فسوف تشربانها، وأما الجلوس عن يميني وعن شمالي، فليس لي أن أمنحه، بل هو للذين أعده لهم أبي.

هنا يبين المسيح أن المكان أو الموضع ليس له أهمية. عايز يقول لهم: أنا نفسي مش شاغل نفسي به. أترك هذا للآب فيقرر كما يرغب بما أن كل المهم هو عمل مشيئته. ويأتي بعد ذلك كلام المسيح عن أن السلطة ليست تسلط وإنما هي خدمة وإن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم وإنما ليخدم ويفدي بنفسه جماعة الناس.

هل احنا بنهتم بدورنا في الخدمة وإنه يكون لنا مكان لامع مرموق في الخدمة؟ أهم شيء هو أن ربنا شغال ويعمل فينا احنا وهو يتمم عمله من خلالنا. في الوقت المناسب ربنا سيتمم عمل عظيم من خلالنا. بطرس ويعقوب جاءوا من أورشليم إلى أوروبا بالمسيحية، ودورهم كان عظيم جدًا في نشر المسيحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
شاكر شكور ( 2012 / 12 / 13 - 00:14 )
لا تحرمنا من روعة كتاباتك يا استاذ ابراهيم ، تحياتي وعيد ميلاد سعيد وكل عام وأنتم بخير


2 - لا يسعني الا ان اضم صوتي لصوت الاستاذ شاكر
بشارة خليل قـ ( 2012 / 12 / 13 - 08:38 )
اخي الحبيب ابراهيم تيموتي ,كل عيد ميلاد يعم السلام على الارض وانت وعائلتك الكريمة بالف خير وانشاء الله تعدي على خير في مصر
واتمنى لك وللعائلة كما للقائمين على موقع الحوار المتمدن وجميع القراء المحترمين , عام جديد يملئه الامل وسلام المسيح
ألْشَعْبُ السَاكِنُ فِي الظُـلُمَةِ أبْصَرَ نُورَا عَظِيماً - والنور يهدي الى الطريق الصحيح , بل ان السيد اوضح وقال عن نفسه انه هو الطريق هو الحق وهو الحياة وليس لاحد بغيره ان ينعم بملكوت السماوات


3 - الاستاذ ابراهيم عرفات
مروان سعيد ( 2012 / 12 / 30 - 23:30 )
كل عام وانت والعائلة بالف خير
واقول لااخوتي شاكر شكور وبشارة خليل ق كل عام وانتم وعائلاتكم بخير
وما اجمل كلام الرب انه الماء الحي من يشربه لايعطش ابدا
ودائما امتعنا بمقالاتك الرائعة وتقديمها كقصة كانت اروع
وللجميع محبتي

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ