الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إخوان متلوّنون كاذبون .

مختار عبد العليم

2012 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اعتادت جماعة الإخوان المسلمين على ممارسة الألاعيب طوال تاريخها؛ منذ بدأ هؤلاء الإخوان يحلمون بالوصول بفكرتهم إلى سدة الحكم في البلاد والأمصار حتى يصلوا إلى التمكين من كل تلك البلاد والسيطرة على جميع مفاصلها ومؤسساتها الحيوية والشعبية بتغيير محاور الحوارات المجتمعية من محاولات التنوير والتحضر والعقل إلى محاور جامدة الفكر والعصبية والتعصب للنقل والإغلاق معتمدين على تاريخهم التنظيمي وأذرعهم العسكرية في التخويف والإرهاب والترهيب وتأهيل الناس والبسطاء لحملهم على الإذعان لحماة شريعتهم وإلا سيكون مآلهم جهنم وبئس المصير.

حيث أن هذه الفكرة تتلخص في بعث الخلافة الإسلامية من جديد، يستخدمون في ذلك دغدغة عواطف المسلمين بالشريعة الإسلامية غير مبالين بالفروق الواضحة والتي تميز كل عصر عن مثيله من العصور المتتالية.

ومن العجيب أنهم لا يقدمون أي مشروع يتماشى أو يناسب مقتضيات العصر فهم يتمركزون في ثقافتهم على كل ما هو موروث مما عفى عليه الزمن من أفكار وتفاسير اجتهد فيها بعض المفسرين والعلماء للنصوص الدينية لاسيما الأحاديث النبوية والسنة المحمدية ضاربين بعرض كل حائط كل ما يتعارض مع هذه التفاسير من تطور علمي ومنهجي بل وحتى رافضين أي تفاسير في ذات الموضوع إذا ما جاء بها أحد العلماء أو المفكرين من المسلمين المستنيرين، لدرجة أن هذه الجماعة قامت بتكفير أمثال محمد عبده والأفغاني وجمال البنا وكل مَن يتعرض باستنارة إلى هذا التراث وكأنهم ملكوه وحدهم وأنهم هم أصحاب هذا التراث العقيم الذي اقتضت صيرورة الحياة أن توضع هذه الاجتهادات في سياقاتها التاريخية وفقط.

ومن الجدير بالذكر هنا أنه وفي اعتقادي أنهم يفتقدون للمبادئ الأساسية لآليات الحكم ويفتقدون للحنكة السياسية المطلوبة في إدارة البلاد؛ حيث أنهم لم يخوضوا غمار السياسة من نواحٍ شتى واقتصروا على التقوقع داخل عباءات التدين والإيمان العميق بأفكار السلف من الفقهاء والمفسرين والشارحين للعقيدة من حيث كونها علماً للكلام ولم يستعينوا حتى برواد المنهج العقلي في ذاك الموضوع بل وكفروا المعتزلة ومَن ارتأى رأيهم في الاجتهاد العقلي داخل هذا المضمار.

وحتى أنهم لم يجشموا أنفسهم عناء تطوير لغة الخطاب التي توارثوها ولم يحركوا أي ساكن لقبول الآخر حتى ولو كان هذا سيفيدهم على صعيد التواصل مع الناس من أجل تمرير أفكارهم بل وأنهم يستخدمون في ذلك كله كل أشكال العنف البدني والمعنوي والنفسي للضغط على المجتمعات من أجل إجبارها على قبول معطياتهم قصراً وكرهاً أو باستغلال تواري الثقافة داخل هذه المجتمعات منكلين بكل مقدراتها، واستخدام العنصرية الدينية في إقصاء كل ما هو ليس من المسلمين مستهزئين بأفكار التحرر وتدعيم وجود الصهيونية لتكون تكأة يستندون عليها في إيهام هذه المجتمعات بأنهم كحماة للإسلام والمسلمين سوف يخلصون الأرض والهواء من الاستعمار.

وأنا أأكد هنا أنني لست بصدد سرد تاريخي لنشأة تلك الجماعة من أين أتت ولا حتى إلى أين ستصل؛ لكنني هنا أريد الإشارة إلى أنهم يمارسون ألاعيب كريهة للوصول إلى مبتغاهم بشكل منطوٍ على الكذب والخداع؛ فجماعات الإخوان المسلمين ليس لديهم أي مانع من إبرام الصفقات مع الشيطان نفسه.

فهم عندما يريدون تكفير أي شخص أو أية جماعة أو فصيل فلا مانع لديهم من التوافق مع جماعات دينية أخرى ربما يصل حد الخلاف بينهم إلى تكفير بعضهم البعض مثل جماعات السلف وخاصة السلف الجهادي أو جماعات الجهاد ليبرموا مع بعضهم تبادل صكوك الكفر والغفران لمَن أرادوا.

ويكفيني هنا الإشارة إلى ألعوبة خطيرة لعبها أبو الأعلى المودودي ومَن جاء من بعده كسيد قطب الذين نادوا بالحاكمية مستندين في ذلك على لي ذراع نصوص قرآنية مثل: للمؤمنين أن يردوا النساء الكافرات إلى الكفار ويمسكوا النساء المؤمنات، وكل فريق يطلب من الفريق الآخر ما انفقه في زواجه، وقال (ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم خبير) (الممتحنة 10).

وأيضاً: (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) ( المائدة 47).

وأيضاً: (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونورٌ يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحقظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس وأخشون ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) (المائدة 44).

هكذا كما نرى النص ونقرأه فهو يدعوا الناس أن يحكموا فيما بينهم وما يتناسب مع عقائدهم وعاداتهم وميولهم واحتياجاتهم وهكذا نرى أن الحكم بين الناس فيما يحدث بينهم من شجار أو اختلافات يختلف تمام الاختلاف عن التحكم فيهم من خلال حكومات، إلا أن المودودي والذي اجتزئ الجزء الخاص بما جاء في سورة المائدة والتي أشرت إليها سابقاً، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الفاسقون) وادعى المودودي بأن الحكم لله في الناس ولا يحق لهم وضع قوانين تنظم لهم حيواتهم وبأن الشريعة هي المتحكم والحكم، ومن بعده جاء سيد قطب ونادى بالحاكمية وتطبيق الشريعة الإسلامية غافلين في ذلك أن كل ما جاء هو أن يحكم الناس فيما بينهم وبالشكل الذي يناسبهم في أمورهم الشخصية والعامة والحياتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج