الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


... عن الإخوان المسلمين

سعيد ناشيد

2012 / 12 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


على هامش ما يحدث الآن من صراع ضد محاولة هيمنة الإخوان المسلمين على دواليب الدولة في مصر، ومحاولة هيمنتهم على أجهزة المعارضة في سورية، ومثل هذا أو ذلك في تونس والأردن وليبيا واليمن، نود الكلام بوضوح وصراحة:

كل الأيديولوجيات التي نسميها شمولية أو كليانية أو توتاليتارية، يمينية كانت أو يسارية، دينية كانت أو وضعية، تمتلك نزوعاً أصلياً نحو الهيمنة. هذا النزوع لا يمكن تقليمه بمجرد إبداء حسن النيات أو طلب ضمانات شخصية، طالما أنه نزوع هيمني نابع من الاعتقاد بامتلاك أو إمكانية امتلاك مفاتيح النجاة وأسرار الخلاص.

لننتبه جيداً، أصل الطاعة العمياء هو الاعتقاد بأن «القائد» الذي يقودنا يمتلك خريطة الطريق نحو الجنة، أكانت جنة أرضية أم سماوية. وفي الحد الأدنى قد لا نطلب منه سوى أن يجعلنا نتفادى الجحيم أو الدرك الأسفل من الجحيم، لا سيما حين يفلح في إقناعنا بأن الأسوأ لا يزال ينتظرنا وفي وسعنا تفاديه. مثل هذا الحد الأدنى هو حكايتنا الطويلة مع الاستبداد العربي.

اليوم، علينا أن نرتقي في مستوى الفهم حتى لا نخرج من طغيان الحد الأدنى إلى شمولية الحد الأقصى. علينا أن ندرك أن كل الأيديولوجيات الشمولية تستند إلى أسطورة مؤسسة، وأن الأسطورة المؤسسة لنزعة الهيمنة الإخوانية ناجمة عن الاعتقاد (المثير للفتن) بأن هناك فرقة ناجية واحدة فقط، وأن هناك صراطاً مستقيماً واحداً، ووجهاً واحداً للعبادة.

دعونا نقول بوضوح أكبر: الاعتقاد بأن هناك حقاً وحيداً، يقيناً وحيداً، منهاجاً وحيداً، هو المرض المزمن الذي أصاب الإسلام، وجعله رهينة استبداد طويل تتخلله نوبات من الفتن، منذ وفاة الرّسول إلى يومنا هذا.

إنه مرض الإخوان المسلمين أيضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صناعة إسلامية
طاهر النجار ( 2012 / 12 / 15 - 09:06 )
الأستاذ الدكتور/ سعيد ناشيد
أشكرك على كلماتك المختصرة المنطقية التى تعبر عن الحقيقة التى يحاول تجاهلها الأغلبية من المسلمين، لكنى أختلف معك فى أن المرض المزمن أى الأعتقاد بأن هناك حقاً وحيداً ويقيناً وحيداً وديناً وحيداً هو المرض المزمن الذى أصاب الإسلام، لكن الأصح والمنطقى أن نحدد ونقول أن هذا المرض المزمن هو الذى صنعه وأخترعه الإسلام وكاتب قرآنه محمد، لأن تلك المعانى المرضية تملئ هذا الكتاب .
لذلك أعتبر ان الإسلام من خلال ترويجه لإمتلاكه للحق المطلق والدين المطلق واليقين المطلق، جعل من تابعيه مرضى مزمنين بالعنصرية والكراهية لكل من لا يؤمن بالإسلام وسلطة المسلمين على كل البشر.
شكراً على مقالاتك التى نحتاج دائماً إليها وإلى فكرك الكبير، مع خالص أحترامى لشخصك الكبير.


2 - الإسلام السياسي ...مع التقدير للصديق أ.سعيد
غازي الصوراني ( 2012 / 12 / 15 - 18:07 )
صديقي العزيز سعيد ناشيد ..كل التقدير لك ولجهودك المعرفية ضد كل مظاهر الشمولية والدكتاتورية والتوتاليتاريا... أقدم فيما يلي وجهة نظر من ارضية الاتفاق معكم....
يكتسي التطرق للقضية الدينية بشكل عام، وللإسلام السياسي بشكل خاص أهمية بالغة في بلادنا، كما في جميع البلدان العربية، نظراً لما يتميز به المجال الديني من منطلقات وقواعد وأسس وتراث، اختلط فيها إلى حد كبير عناصر الدنيا والدين أو الواقع والغيب.
لكن المناخ العربي المهزوم والمأزوم والمتخلف راهنا، أدى الى تنامي وانتشار الحركات الدينية السياسية بشكل ملحوظ في كافة البلدان العربية والاسلامية. وفي هذا السياق نشير الى انه مهما اتسع الدور النضالي( الذي نقدره) للحركات الدينية ضد الاحتلال، ومهما اشتد أو تراجع باسم الهدنة او غيرها من الأسباب، فان الهدف أو القضية المركزية الرئيسية الاولى للإخوان المسلمين في مصر وفلسطين وبقية البلدان العربية ، كانت وستظل -انتصار الدعوة الإسلامية- في نهاية المطاف، دون أي تناقض او تعارض مع الامبريالية الامريكية في السياسة عموما وفي الاقتصاد والمصالح الطبقية خصوصا ...تقديري ومحبتي لصديقي المفكر سعيد ناشيد.


3 - شكرا يا غازي
سعيد ناشيد ( 2012 / 12 / 15 - 19:17 )
.أشكرك على تفاعلك المثمر صديقي المفكر التقدمي غازي الصوراني.


4 - الاخوان نجحوا وفشلتم
عبد الله اغونان ( 2012 / 12 / 15 - 22:44 )
طالما كنتم كماركسيين شموليين مستبدين بل حولتموها الى دين ,اذا كانت الماركسية والأشتراكية القومية الانقلابية قد فشلت مع عبد الناصر والنميري وصدام والقدافي والاسد فماذا تنتظرون؟
نجاح الاسلاميين والاخوان ظاهرة يجدر بكم ان تدرسوها وتتعلموا منها الدروس لخيباتكم
طالما ناديتم بالدمقراطيةوالاحتكام اليها فلما جاءت الفرصة تنكرتم لها ولم ترتضوها
أتريدون اشعال حروب أهلية؟

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah