الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله و الحب

أحمد عفيفى

2012 / 12 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الله ضد الحب، الله لا يعرف الحب، الله لا يسمح بالحب، وربما كانت له مشكلة شخصية مع حواء التي رفضته بشكل أو بآخر، فسخط عليها وعلى آدم وعلى الحب، وكان عقابهما أن أزلهما في الأرض، أو أراد إذلالهما بإلقائهما إلي الأرض، عقاباً لحواء التي رفضته هو شخصياً، وفضلت عليه من تحب، إنسان مثلها، آدم!

الله ضد الحب – إذا كان هناك كائن يُدعى الله – على افتراض الأعم الأغبى من البشر، الله كائن في سُدّة الغباء والقسوة، وضد الحب بالكُلّية، الله لا يعرف ولا يعترف بالمشاعر الإنسانية، التي يُصرّ الأعم الأغبى من البشر أنه خلقها، فهو لا يعترف بحقك في الحب، ولا يعترف بحق قلبك في النبض وتذوق تلك العاطفة، وكل ما يعرفه ويصرح به في كتبه المزعومة هو النكاح، وهو لفظ قبيح شكلا وموضوعا!

النكاح عند الله هو الزواج من أجل الحفاظ علي النوع، من أجل مزيد من البشر الأعم الأغبى، الذي لا يكل ولا يشكو ولا حتى يشعر بشيء من العبادة ليل نهار والسجود بلا مبرر سوى إرضاء شهوة غريبة وغبية عند الله، النكاح هو أن تأتي امرأة بعقد وتكتب عليها وتدخلا الحياة سويا بغض النظر عن العاطفة والميول والاهتمامات والاتجاهات والتوافق النفسي والجنسي، ويكفي فقط للنكاح أن تكون المرأة جميلة وولود، حتى يتسنى للرجل إتيانها أني شاء لكي تحمل منه ذرية يسبحون بحمد الله، ولا شيء آخر!

الله لم يجرب نمو المشاعر وأصالة الغريزة، الله لم يجرب أن ينظر في عين حبيبته، أو أن يستمتع بابتسامتها، أو أن يترجل معها جنبا إلي جنب في الهواء الطلق، ليشاركها نشوتها وفرحها وترحها وطموحها، ليعرف من هي وتعرف من هو، الله يجبرك علي الزواج مباشرة، كمن يشتري بطيخة، ولك أن تكتشف بعد ذلك حظك الأسود من الأبيض من الأحمر!

الله لم يفكر أن يجرب اللمسة الأولى، والقبلة الأولى، والخجل الأول، والشهقة الأولى، الله لم يفكر أن يجرب دفء يدين حبيبته ولا دفء مشاعرها، الله لم يفكر أن يجرب حضن حبيبته ونبض قلبها وهو يرتطم ويندمج بنبض قلبه، الله لم يفكر أن يضع رأسه على كتف حبيبته أو يدع رأسها ترتاح على كتفه، الله كل ما يهمه أن تتزوجه امرأة، أي امرأة!

الله لم يجرب أن يحتضن حبيبته وأن يضع وجنته على صدرها، الله لم يجرب أن يحتضن خاصرة حبيبته وأن يضع رأسه على قدمها، الله لم يجرب أن يحتضن حبيبته من خلاف ويضم ظهرها إلي صدره بكل حب وشغف الدنيا، حتى تتسلل دقات قلبه إلي دقات قلبها، فترسل إليه الحب والصدق والطمأنينة!

الله لم يفكر أن يجرب عينيه ولا كفيه ولا شفتيه، الله لا يجرب فقط سوى قضيبه وبعد الزواج، حين تصبح الضحية في القفص، فلا تشكي ولا تبكي، وعليها فقط أن تتحمل جلافته وسرعته وغلظته بصدر رحب وعن طيب خاطر، وإلا صارت ناشز أو طالق، أو حقت عليها اللعنات والصفعات والهجر!

الله لم يفكر أن يجرب الجنس، فيبدو أنه رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه، حيث الحلال فقط في أن تهم بامرأتك كي تتخلص من حيواناتك المنوية سريعاً، دون اعتبار لعاطفتها ورغباتها وطلباتها، فهي محض جسد هامد متلقي، لا ينبغي عليه الرغبة أو الشكوى، وكل ما عليها أن تتقبل ما يأتي لها كماسورة صرف سوف تلقي ما في جوفها بعد تسعة أشهر!

الله كائن سلفي، يجعل من المرأة شيطان وكلب وعورة، ووجهها كفرجها، بل مجرد فرج فقط، لولوج كائنات سلفية أخرى، لا تفهم – ولا ترغب أن تفهم شيئا – عن طبيعة المرأة وتكوينها وتركيبها، وضرورة ملاعبتها وملاطفتها وإرضاءها ومشاركتها والإنصات أيضا لطلباتها ورغباتها، وما تحب وما لا تحب!

الله شرقي بدرجة جيد جدا، لم يسمع شيئا عن بلاد الشمال، حيث الرجال هناك يحبون نساءهم كما ينبغي إن يكون، حيث النساء هناك من حقهن علاقة كاملة مرضية، حيث النساء هناك من حقهن أن يحببن ويشعرن ويشاركن ويعبرن عن أنوثتهن وعن رغبتهن مع الرجال اللائي ارتضينهن، حيث النساء هناك بإمكانهن إن يلصقن جباهن بجباه الرجال اللائي اخترنهن ويغمضن أعينهن ويخبروهن بكل صدق وشفافية وشغف " أحبك ".

الله يكره ويستنكر الجنس ويعتبره رجس ونجس وخطيئة الخطايا، رغم أن الجنس طبيعة وغريزة وعاطفة شفافة وقوية وصادقة وأصيلة ولا دنس فيها ولا رجس ولا خطيئة، وكل خطيئتها أنه هو من شوهها وكبتها وقمعها وحقرها وجعلها فاحشة وخطيئة، فالجنس تواصل لا تناسل، الجنس تكامل لا تناكح، الجنس محفز عقلي وعضوي ونفسي هام وحيوي وضروري، الجنس علاقة معقدة وحميمية وذكية، ولا علاقة لها بالحيوانات أو البهيمية، الحيوانات فقط هي من تتناكح وتتناسل!

الله بحاجة لأن يجرب الحب، وربما عليه أن يبدأ بالمستوى الآدمي من الحب، فيحب نفسه أولا ثم يحب خلقه بعد ذلك، فربما تنتقل عدوى ذلك الحب إلي أتباعه وسلفييه، فيدركون ويشعرون بقيمة الحب وضرورته، بدلا من الكراهية التي تملأ قلوبهم وعقولهم، وتجعلهم اقرب لأهل الكهف، أو ربما عليه أن يضع لهم موسم للحب كموسم التزاوج عند الحيوانات، فحتى الحيوانات لا تمارس الحب أو الجنس إلا في مواسم وليس بشكل مطلق بهيمي كما يحلو للسلفيين اطلاقه عليهم وربما كانوا هم أنفسهم أول من يلتزم بذلك الشكل البهيمي في علاقاتهم أسوة بالله الذي لا يعرف الحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هذا يا جاهل
صالح الوادعي ( 2012 / 12 / 15 - 19:16 )
قبحك الله هل هذا مقال أقل وصف لك بأنك مريض نفسيا
أعتب على هذا الموقع استضافة هذه اﻷشكال الغريبة عن البشرية والتي وصلت لدرجة تكون الحيواناتأفضل وأرقى منها ماذا تريد أن تصل إليه في مقالك أيها الزنديق
أسأل الله العظيم أن يصيبك في نفسك ويشل لسانك ويدك وتتعذب في الدنيا قبل اﻵخرة


2 - الله
مجدي سعد ( 2012 / 12 / 15 - 19:35 )
الله

Alter ego

محمد

تحية


3 - :(
Calboozy Ahmad Afifi ( 2012 / 12 / 15 - 21:28 )
انا حزينه جدا اني اقرأ ليك مقال بالشكل دا

حزينه كمان اني اشوف تعليق الاستاذ صالح الوادعي

حزينه اووووي أحمد :(


4 - صالح
أحمد عفيفى ( 2012 / 12 / 15 - 22:06 )
انا كنت متأكد، أنه سوف يخرج رجل مسلم مثلك، لن تستطيع طبيعته السمحة المحبة، التي ورثها قطعا عن الله ورسوله، عن أن تقذف وتشتم وتسب وتركل، بدلا من أن تدعو وتصفح وتهدي، ذلك لأنني عندما كتبت كنت أراهن نفسي على خطأي، ولكن يبدو أنني لم أخطىء، أنتم بداخلكم جين قاتل، يحب أن يكره ويشتم ويسب ويلعن ويقبح ويتمني القتل والشلل والتعذيب والحرق، مثلكم في ذلك تماما مثل الله، ذلك المسكين الذي لم ولا ولن يعرف سوى الكره


5 - لايجوز ان تبقي معه
فاعلة خير ( 2012 / 12 / 15 - 23:13 )
لايجوز لمسلمة ان تبقى مع كافر.راجعي عقد الزواج بينك وبينه على ماذاينص؟
اسألي عقلك وقلبك والسادة العلماء
لايجوزبقاء مسلمة مع من يعلن الكفرويدعو اليه


6 - الله يحب الإنتحاريين
مهاجر ( 2012 / 12 / 15 - 23:38 )
الله يحب الإرهابيين الإنتحاريين القتلة الذين يقتلون الأبرياء بإسم الله والدين فهؤلاء لهم مكانة عزيزة لدى الله ولهم مرتبة كمرتبة الصديقين والصالحين والعشرة المبشرين .
ولا ننسى فضل الله علينا من نعمه بحيث أصبحنا شعوب تجتر الماضي - التليد - عفواً المخزي والمعيب ونلطم وجوهنا وأبداننا ونلطخ رؤوسنا بالطين والتراب لأشخاص شبعوا موتاً ( إن كان لهم وجود ) ووصلنا لدرجة نكره فيها حتى الضحك كوننا الوحيدون في العالم الذين يرفعون لواء ( الضحك بلا سبب من قلة الأدب ) ، أعتقد أن طامتنا الكبرى أكبر من الله المزعوم نفسه كون أن مصدر الكراهية أتانا من مكان واحد قبل أكثر من ١٤٠٠ ، فقد كنا شعوب متآلفة فيما بينها الى أن أتى العشب الضار ودق أسافين الكراهية والأحقاد .
الله كان ولا زال ضد متعة الإنسان فهو يحب الإنسان الكئيب الإمعة ولا يحب الغزل والطفولة والفرح والأختراعات والأكتشافات التي تطعن بذاته ولا يحب المتنورين أمثال كاتب المقالة والعبد الفقير صاحب التعليق .

خالص تحياتي أستاذ أحمد


7 - فاعلة خير
أحمد عفيفى ( 2012 / 12 / 15 - 23:59 )
من حسن آداب المسلم - إن كان هناك آداب للمسلم - تركه ما لا يعنيه
بمعنى أن لا تدسي أنفك المسلم في ما لا يعنيك
وأهتمي بشؤونك الشخصية فقط
ودعي للآخرين الإهتمام بشؤونهم


8 - العبد الفقير
أحمد عفيفى ( 2012 / 12 / 16 - 00:06 )
انت لست بعبد ولست بفقير
العبد الفقير هو من بحاجة للتواطىء خمس مرات باليوم من اجل سبعين حورية ونكاح ابدي وخمر حرمت بالدنيا لأن اثمها اكبر من نفعها ولم تحرم بالجنة لأنها من لوازم اللذة والنكاح المتواصل ولبن وعسل وكل تلك الاشياء التي يقبل عليها السلفيون والتي لا تتضمن قيمة روحية واحدة
كن بخير إينما كنت أيها الحر الحرير


9 - Calboozy
أحمد عفيفى ( 2012 / 12 / 16 - 00:15 )
لا داعي لإختلافنا أن يكون سبباً في خلافنا
أنا أحبك أوووي


10 - إذكروا محاسن موتاكم
عدلي جندي ( 2012 / 12 / 16 - 01:52 )
يا أستاذ أنت تقلب علينا المواجع ..إذكروا محاسن موتاكم... دعه في مثواه الأخير يرتاح قرير العين فقد أنجب أمة بكاملها تنفذ ما تعلمته عن سبحانه في حياته وعلينا بإرشادهم إلي طريق الحب والمحبة وحياة النور والتنوير ومواستهم في مصابهم العظيم ...و لعلهم يتفكرون


11 - الله يحب الجنس
على سالم ( 2012 / 12 / 16 - 01:55 )
استا احمد ربما اختلف معك ,الله كان يحب الجنس جدا وفى كتب التراث الاسلامى تجد ان الله كان له ارب ضخم للغايه ,طوله هو عرض السوات والارض ,لك ان تخيل هذا الحجم الجبار وكان دائما فى حاله انتصاب وتاهب ,ربما حواء كانت امراه لعوب وربما كانت لاتستطيع احتواء هذ الارب الجبار مما اغضب الله عليها وطردها


12 - عزيزى احمد
هشام حتاته ( 2012 / 12 / 16 - 02:21 )
يالله ياعم هيص ... آهى ( Calboozy ) بتحبك اووووى يااحمد .
عقبالى يارب
تحياتى اخى العزيز وارجو ان تتقبل مزاحى .


13 - عدلي
أحمد عفيفى ( 2012 / 12 / 16 - 03:07 )
المصيبة أنه في مثواه الأخير هذا - لم يأمن العالم شره - فترى جحافل سلفه يخربون ويكفرون ويكرهون - وعندما ترغب بحوارهم فأنت كافر وزنديق ومريض نفسى وقبحك الله وشلك وقطعك وألقاك من شاهق إلي آخر تلك القائمة النورانية من السماحة والحب الإلهي


14 - علي
أحمد عفيفى ( 2012 / 12 / 16 - 03:11 )
الله يحب النكاح والسبي والمتعة والمسيار والوطأ والهبة وملك اليمين
ولكنه ويا للعجب لا يحب الزنا
وكأن كل تلك القائمة النورانية ليست بزنا


15 - أستاذي هشام حتاته
أحمد عفيفى ( 2012 / 12 / 16 - 03:14 )
كلبوظي دي الحب الكبير يا ريس
وبلاش عقبالي يارب دي
خليها عقبالي يا عقل :)


16 - الى كل العميان
احمد حسين البابلي ( 2012 / 12 / 16 - 17:29 )
كم انت رائع استاذي الكريم احمد عفيفي واذا كانت هناك عفة فانت تدعو لها بدون رياء وكذب وفضح دعاة الاسلام والفضيلة النجسة.. لا تهتم للكذابين والمدعين فهم لا يفقهون شيئا حقيقيا من الحياة وهم كالعميان يمشون ولا يدرون الى اين ومن المؤكد الهاوية امامهم شكرا لك الف الف والى موضوع اخر عسى ان يفهم دعاة الكذب ما هم عليه..
تحياتي


17 - تعقيب على التعقيب
أحمد عفيفى ( 2012 / 12 / 16 - 21:28 )

Sunday, December 16, 2012 - صالح الوادعي

يا أحمد تسب الله سبحانه وتعالى وتدعي الحرية والفكر وتتضايق عندما يسبك اﻵخرون
صدقني يا أحمد لو كنت أعرفك لتقربت إلى الله بدمك ﻷنك تتصفنا أﻷرهاب ونحن نصفك باﻹرهاب الفكري فكﻻنا إرهابيان
في الحقيقة أرى الملحدين والعلمانيين واارافضة اتحدوا في هذا الزمان على اﻹسﻻم ولكن يأبى الله إﻻ أن يتم نوره


18 - صالح
أحمد عفيفى ( 2012 / 12 / 16 - 21:41 )
لنفترض أنني شخص مريض نفسيا، وأسب الله، لماذا تقتدي بي وتسبني أنا الآخر، لماذا لم تدعو لي بظهر الغيب، أو حتي علنا أن يهدني الله فيمن هدي ويعفيني فيمن عفي ويتولني فيمن تولى ويصرف عني برحمته شر ما قضى، لماذا تقابل المرض النفسي بالمرض النفسي، لماذا لا تتعالى وتتسامى وتتسامح كما ينبغي لرجل مؤمن أن يكون وتدعوني بالتي هي أقوم وأحسن

أنا لم أنزعج لأنك سببتني، أنا أنزعجت لأني أفترضت اللين والرفق والتسامح والحسني في خطاب الرجل المؤمن، على افتراض أن الرجل الملحد لا يملك كل تلك الصفات ويدعي الحرية والحياد، لذا كان ردي أو رد فعلي، صدمة وليس انزعاج

صدقني يا صالح لو تقربت إلي الله بعقلي وصقلي وهدايتي لكان ذلك عند الله افضل واضمن وألطف، فلإن تهدي رجلا ملحدا، خيرا من ان تقتله، والله ليس بحاجة لدماء وتضحيات وقرابين ومنتقمين، الله غني حميد كما يجب أن تعلم كمسلم


19 - بابلي
أحمد عفيفى ( 2012 / 12 / 16 - 21:45 )
ارجو أن أكون كما وصفتني
وأشكر مرورك يا صديقي

اخر الافلام

.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب


.. البابا تواضروس الثاني : نشكر الرئيس السيسي على تهنئته لكل أق




.. البابا تواضروس الثاني : في عيد القيامة المجيد نتلامس مع قوة