الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسوية من الهند: شريفة حامد على

عائشة خليل

2012 / 12 / 15
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ولدت شريفة حامد على لأسرة أرستقراطية مسلمة بالهند عام ١٨٨٣، وكان والدها القاضي عباس طيابجي من أهم مناصري الزعيم غاندي والذي عهد إليه بقيادة إضراب الملح بعد القبض عليه إثر الاضطراب الذي قتل فيه المستعمر البريطاني ١٠٠٠ وجرح مثلهم؛ بينما كانت والدتها السيدة أمينة أول من رفعت حجاب الوجه المفروض على النساء في تلك الفترة. وكرست شريفة حامد على (التي تزوجت من ابن عم لها واتخذت اسمه) نفسها للنشاط الاجتماعي، وكانت ذات إرادة قوية وأهتمت بموضوع تعليم المرأة على وجه الخصوص. ورأست شريفة حامد على وفد الهند إلى رابطة النساء العالمية لحصول النساء على حق التصويت عام ١٩٣٥.

وكانت النسويات الأمريكيات والأوربيات قد بدأن في تنظيم اللقاءات الدورية منذ عام ١٨٤٠، وضممن إلى صفوفهن عام ١٨٨٠ المؤسسات العالمية المعنية بشؤون النساء وبالسلام. وهكذا تشكل التحالف العالمي للنساء عام ١٩٠٤، وهيمنت عليه النسويات الغربيات (وهن في الأغلب من الطبقة الراقية ومن الأنجلو ساكسون ومن المسيحيات) وشعر بعضهن بالحاجة إلى ضم الدول الشرقية إلى التحالف من أجل شد أزر النساء هناك ومساعدتهن على استيعاب القيم الغربية. وفي مثل تلك الأجواء حضرت شريفة حامد على إلى إستنابول وتحدثت إلى النسويات الغربيات عن الحاجة إلى احترام الخصوصية الثقافية للدول الأعضاء، كما طالبتهن بمناصرة حق الشعوب المستعمرة في الحصول على استقلالها. فكان مما قالته:

على أخواتي الغربيات أن يحددن أسلوب التعاون المنشود بيننا. وبالنسبة إلينا فإننا نطمح في إجراءات علاجية ضد المرض، والأمية، والجهل، والبطالة، ووفيات الأطفال الرضع والأمهات الحوامل. إننا بحاجة إلى قوانين جديدة للزواج والطلاق والوراثة والولاية.

ونرغب في المحافظة على حضارتنا الشرقية: فلسفتها، وفنونها، وثقافة الأسرة ، وتبجيل الأمومة، والضمير الروحاني.

كما أننا نرغب في الحفاظ على أزيائنا الوطنية بأي ثمن. فالملابس هي معيار النمو الداخلي للإنسان، ومقياس تفرد الأمم. أما تقليد اللباس فهو علامة على القبول بوضع متدنٍ ترغب أوربا في فرضه على آسيا وأفريقيا.

نحن نرغب في مساعدتكم بصداقة وأخوة، ونحتاج إلى دعمكم المعنوي وإمكانياتكم الهائلة في التنظيم لتمكننا من تجاوز العادات والتقاليد المعيقة التي تخنقنا. نحن نرغب في الحصول على مكانة ملائمة للمرأة. إذا كنتم ترغبون في مساعدتنا فسوف تحصلون على حلفاء في آسيا وأفريقيا. فوحدة أفكارنا ومثلنا سوف تكون ذات تأثير كبير على التفكير العالمي. وهدفنا سيتحقق بتجميع قوتنا، وبدعم بعضنا بعضا، وبتبادل المعلومات والخبرات بخصوص أوضاع النساء في بلادنا جميعا، مما سيمكننا من تحقيق مكانة متساوية لجنسنا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا . يجب أن يكون هدفنا الأوحد هو الترويج للسلام - السلام للعالم أجمع.

نحن نسعى إلى تضامنكم من أجل الوصول إلى هذا الهدف السامي - والمشترك بين جميع البلدان والحضارات - ولكننا من الشرق نحذر أن أية افتراضات استعلائية من جهة أوربا أو أمريكا، أو أية ضغوط غير مرغوب فيها لتحديد مناطق نفوذ حول الدين، أو الحكومة، أو التجارة أو الاقتصاد سوف تقوم بتغريب آسيا وأفريقيا ونساء تلك القارات.

وهكذا سعت شريف حامد منذ أكثر من نصف قرن إلى تحديد العلاقة التبادلية والمتساوية بين نساء العالم سواء في شماله أو في جنوبه، وبدون استعلاء أو فرض لأجندات خارجية. وخصت بالذكر تمسك نساء الجنوب بالفلسفة (الروحية والدينية) وبالثقافة متمثلةً في الملبس. ودعت إلى تعاون تستفيد منه نساء الجنوب لاقتلاع جذور الأمراض المزمنة من جهل ومرض وفقر وأمية وعادات بالية تخنق النساء ( وبالتالي المجتمع بأسره). ولنا أن نشيد بذكر تلك النسوية الهندية المتميزة التي كان بلدها مازال يقبع تحت الاستعمار ولكنها امتلكت الرؤية الواضحة لتحديد قواعد اللعبة التي تتماشى مع أولوياتها لنساء بلدها وبلدان عالم الجنوب ، بل وبلدان العالم أجمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا


.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن




.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س


.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز




.. الطالبة تيا فلسطين