الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم الاجتماع

زين العابدين الخباز

2012 / 12 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من هو عالم الاجتماع
عالم الاجتماع هو وينبغي ان يكون ذلك الذي تأتي الفضيحة عن طريقه

مند البدء الى مابعد الختام, ينبغي ويفترض, الاقرار والجزم, قصدا وعزما, دون تردد, و بغير تمييز أو تفريق, بأن شأن عالم الاجتماع, تماما كما هو شأن باقي العلماء سواء في حقل العلوم الانسانية, او في نظيرتها الطبيعية. اذ انهم بالجملة يعالجون ويدرسون القضايا والنصوص على اختلافها وتنوعها بمنطق علمي موضوعي براديغمي, يباشرون ويهفون من خلاله الى اكتشاف القوانين التي تحكم هذه القضايا و النصوص الوجودية. مع الاخد بعين الاعتبار, ان لكل عالم من هذه الزمرة الكل, تخصص علمي ومجال دراسي ومناهج بحثوية واهداف متوخاه, ولما كان هذا الاعتبارسنة بل فرضا من فروض الانتماء الى الدرس العلمي الراقي, فان السوسيولوجي لم يحد عنه, ليكون له بذلك تخصص علمي سماه اوغست كونت بعلم الاجتماع, ومجال دراسي هو النسق الاجتماعي. اضافة الى مناهج بحثوية متعددة تختلف باختلاف النص الاجتماعي, واهداف سنأتي عليها ضمن قادم العرض, ليكون السياق اكثر ايضاحا للمعنى, ومنتجا له في حلة متقدمة.
. السوسيولوجي بوصفه مثقف:
يجسد السوسيولوجي الحق رمزا شامخا للمثقف العلمي ذو الثقافة الموسوعية والعين النقدية الثاقبة,والقراءة المنطقية الغائصة, رمزا للمثقف المتحرر والمحرر من أي إنتماء فئوي ضيق,أوتعميم إختزالي, أو مرشوم كلاسيكي ,أو قيد تكبيلي .رمزا للمثقف المتشبع بروح المعرفة العلمية النضالية,والمفعم بنفس التنقيب والبحث عن المعنى في "عصر تشظي المعنى" .تلك هي التوصيفات الباصمة لشخص السوسيولوجي من منطلق عام وشمولي يشترك فيه كل عالم كوني مبدئي,على أن نضيف من باب التخصص العلمي أن السوسيولوجي ضمير اجتماعي .
عمل السوسيولوجي:الوظيفة العلمية والاجتماعية
يقول عبد الرحيم العطري "إن عمل السوسيولوجي لا يفترض الصدفة والمجانية,إنه عمل غائي له مبرراته الموضوعية,إنه يهفو إلى إنتاج المعنى الذي يستوجب مهارات خاصة لبلوغه واستقرائه".هكذا اذن يبطل كل قول أو حديث جدالي أو مشكك في شرعية ومشروعية السوسيولوجي العلمية,إنه عالم بكل المقاييس الموضوعة آنا وقبلا, عالم بكل ما في الكلمة من معنى .
فالسوسيولوجي مشتغل علمي بالنسق الاجتماعي, أو بالأحرى بما يعتمل ويفتعل فيه من صنائع وظواهر إجتماعية,برهان الكشف عن العمق الوجودي لهذه الصنائع والظواهر, اكتشاف وإكشاف الحقائق الكامنة وراء التمظهرية الاجتماعية التي لا تفتأ أن تخدع العامية من الافراد بنمقيتها وزخرفيتها المصنوعة من آل المركز خصوصا.إنه ضمير اجتماعي بهذا المعنى,ذلك أنه ناهب في حل وحلحلة ألغاز الحال الاجتماعي,وبارع في فسخ وفك عقده المستعصية عن القرع والفهم في أغلب الأحايين.
ضمن هذا السياق يتوجب القول بلسان بول باسكون "السوسيولوجي هو وينبغي أن يكون ذلك الذي تأتي الفضيحة عن طريقه" لينضاف إلى ما سبق,أن السوسيولوجي يبغي من وراء عمليتي الإكتشاف والكشف, فضح المستتر والسري والمخبئ في الصنائع و الظواهر الاجتماعية,إنه الهاوي المحرك للمياه الآسنة والرواسب ,إنه المعكر لصفوة الحال, أوكما قال بيير بورديو "عالم الاجتماع أشبه ما يكون بالمشاغب الذي يفسد على الناس حفلاتهم التنكرية" فهو مزعج إجتماعي بالدرجة الاولى وخصوصا لآل المركز والسلط باعتبارهم المتحكمون في النسق والقائمون على شأنه العام,إنه من يفسد عليهم حفلاتهم,يبعثر أوراقهم ويربك حساباتهم بنزعه الغشاء الزخرفي عنها,ليعلن حينئذ الكامن في جوانبها وطياتها إضافة إلى تداعياتها وممكناتها الآنية والمستقبلية للجمهور الشعبوي سواء في كتاب أو مقال أو محاضرة أو ما إلى ذلك من الوسائل المتاحة.
وحتى لا يحيد الفهم عن السراط ينبغي الإعلان والإعلام بأن السوسيولوجي "ليس بمصلح أو نبي إجتماعي أو ما الى ذلك" كما قال فيبر ,إنه لا يملك السلطة لبنينة وضع معين أو لإصلاح المعوج والمهشم ,إنه كما أشير سلفا مثقف علمي يغوص ويسبر الأغوار كشفا عن الحقيقة الكامنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة