الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناهج وأسالبيب البحث العلمي

عزو محمد عبد القادر ناجي

2012 / 12 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي



إن البحث العلمى أصبح سمة واضحة للتقدم و التطور و الازدهار على مستوى أى مؤسسة أو دولة من دول العالم المختلفة و هذه حقيقة أصبحت ملموسة فبقدر ما يزداد عدد الباحثين المؤهلين و الناجحين و بقدر ما يعنى بمراكز البحوث ويقدم لها من إسناد مادى و معنوى بقدر ما ينعكس ذلك على تقدم و تطور المجتمع و الدولة و نمو إمكاناتهم فى جميع المجالات التى يشملها البحث و التطويرفلم يعد البحث عن المعرفة عملية عشوائية يقوم بها الأفراد حسب تصوراتهم الذاتية ونزواتهم الشخصية، وإنما أصبح أسلوباً خاضعاً لقواعد علمية تحكمه أسس موضوعية، منها ما يتعلق بمادة البحث ومنها ما يتناول الباحث نفسه والمزايا التي يجب أن يتمتع بها.

ومما لا شك فيه أنه بعد أن يعرف الباحث مشكلته يحتاج إلى بيانات موضوعية يدعم بها بحثه،لذلك يجب أن يذكر الباحث وسائل جمع البيانات المختلفة ويعمل على تبيان طرق استخدامها ، وأنواعها مثل الأولية وهي: الملاحظة والمقابلة الشخصية، والاستبيان مع وصف موجز لجمع البيانات من مصادرها الجاهزة كالمكتبة وهي المصادر الثانوية.
وأعلى مراحل البحث العلمي حين استطاعة الإنسان من ربط الظواهر والمسببات بعضها بالبعض الآخر ربطا موضوعيا وتحليل المعلومات المتوفرة عليها بغرض الوصول إلى قوانين ونظريات وتعميمات تفيده في مسيرة حياته ،فهو عبارة عن الطرق المقننة و المنظمة التى يسلكها الباحث فى معالجة أية مشكلة من مشكلات المعرفة كشفاً و اختراعاً أو تدليلاً و برهاناً متفقاً مع الأسلوب و الطريقة التى تناسبها
لكن من الصعوبات التي تواجه البحث العلمي الإهمال في تطبيق نتائجه حيث يتم وضع البحوث العلمية على الأرفف أو في الأدراج، استهانة بقيمتها، أو تهميشا للباحثين، أو إلى انعدام الكفاءة، أو انعدام التمويل، أو لزحمة العمل الإداري الإجرائي ، وقد يكون السبب هو الاكتفاء بالورقة والشعور بالكمال العلمي ومن ثم التوقف عن البحث وحتى التوقف عن القراءة.

تعريف البحث العلمي

هو طريقة منظمة او فحص استفساري منظم لاكتشاف حقائق جديدة والتثبت من حقائق قديمة والعلاقات التي تربط فيما بينهما والقوانين التي تحكمها حيث يسعى للتنقيب عن المعرفة وتنميتها وفحصها وتحقيقها بدقة ونقد عميق ثم عرضها بشكل متكامل لكي تسير في ركب الحضارة العلمية والمعارف البشرية ويسهم إسهاما حيا وشاملا ، فله الدور الرئيس في اكتشاف حقائق جديدة أو تفسيرها أو مراجعة للنظريات والقوانين المتداولة والمقبولة في المجتمع في ضوء حقائق جديدة أو تطبيقات عملية لنظريات وقوانين مستحدثة أو معدلة.

أنواع البحث وطرائقة
إن البحث مجالة واسع جدا بحيث يغطي جميع مناحي رغبات الانسان ولذلك تختلف البحوث باختلاف ميادينها العلمية والاجتماعية ولذلك لقد انقسمت الى قسمين :
1- البحث النظري البحت :هو الذي يقوم به الباحث من أجل إشباع حاجتة للمعرفة أو من أجل توضيح غموض يحيط بظاهرة ما دون النظر الى تطبيق نتائجة في المجال العملي أو الاستفادة منها في الوقت الحاضر أو المستقبل القريب ويعتمد بصورة رئيسية على الفكر والتحليل المنطقي ، لكن لا يرتبط هذا النوع من البحوث بمشاكل آنية، بل هدفها الأساسي هو تطوير مضمون المعارف المتاحة في مختلف حقول العلم ، ويهدف إلى تحسين فهمنا لموضوع معين حتى لو لم يكن له تطبيق عملي ،
ومثال ذلك دراسة تركيب الذرة ودراسة ذاكرة الإنسان، أو دراسة آلية استغلال النبات للطاقة الشمسية، وما شابه من الدراسات ، ويطلق على هذا النوع من البحوث اسم البحوث الأساسية ، أو البحوث المجردة ، وتهدف إلى إضافة علمية ومعرفية، كما تهتم بالإجابة على تساؤلات نظرية ما، وقد يتم تطبيق نتائجها علمياً أو لا يتم. ودافع هذه البحوث، هو التوصل للحقيقة، وتطوير المفاهيم النظرية ، ومن الصعب فصل البحوث التطبيقية عن النظرية وذلك للعلاقة التكاملية بينهم، فالبحوث التطبيقية تستمد فرضياتها من النظرية، كما أن البحوث النظرية تستفيد من نتائج الدراسات التطبيقية، وكثيرا ما تؤدي نتائج البحث الأساسي إلى حلول لمشاكل عملية ، فالبحوث النظرية للعالم الفيزيائي الألماني المولد، ألبرت آينشتاين في مجال العلاقة بين الطاقة والمادة مكنت العلماء التطبيقيين من حساب الطاقة المتولدة من التفاعلات النووية.


2- البحث العلمي التطبيقي :هو الذي يقوم به الباحث بهدف إيجاد حل لمشكلة قائمة او التوصل الى علاج لموقف معين ويعتمد هذا النوع من البحث على التجارب المخبرية والدراسات الميدانية للتاكد من إمكانية تطبيق النتائج في دنيا الواقع ، وتعتبر البحوث التطبيقية أكثر شيوعا من البحوث الأساسية, وقد تهدف إلى تحسين نوعية، أو تطوير منتج جديد في مجال الصناعة أو الزراعة، كما تهدف البحوث التطبيقية أيضاً إلى معالجة مشاكل قائمة لدى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية، وتعمل على بيان الأسباب الفعلية التي أدت إلى حدوث الظاهرة أو المشكلة، مع اقتراح التوصيات العملية التي يمكن أن تسهم في التخفيف من حدة المشاكل، أو إزالتها كلياً ، ويندرج ضمنها العديد من العلوم الإنسانية كالاقتصاد والإدارة والتربية والاجتماع ، ومثال على ذلك :
يمكن دراسة مشكلة ارتفاع معدل الإفلاس بين الشركات في ليبيا وخروجها من السوق، حيث يمكن للباحث أن يختار عينة من الشركات التي خرجت من السوق, ثم يتم إجراء الدراسة الميدانية عليها من خلال توزيع الاستبيان وتحليله وإجراء المقابلات مع خبراء في الأعمال والاقتصاد، ومن ثم تقديم ما يتم التوصل إليه من توصيات لعلاج ظاهرة فشل الشركات إلى أصحاب الشركات والى الجهات المعنية في السلطة الفلسطينية لعلاج المشكلة.



ويعمتد البحث العلمي على أسلوب استعراض تاريخ الظاهرة العلمية قيد التجربة أو البحث ثم محاولة معرفة مسبباتها من خلال استخدام مناهج البحث العلمي من بناء فرضية للدراسة وبناء عليها مجموعة من الأسئلة يسعى الباحث لحلها لإثبات الفرضية أو التأكد منها فيما إذا كانت صحيحة أم خاطئة ، ويستخدم الباحث عادة مناهج بحث معتمدة منها تقليدية مثل المنهج الوصفي أو التاريخي ومنها عصري مثل المنهج الإحصائي ، وقد يستعمل المنهج الجدلي في طرح أسئلة والإجابة عنها أو نفيها وفق منطق علمي لكن في الأبحاث في العلوم الطبيعية يعتمد الباحث على إجراء التجارب حيث يضع فرضية ما ويجمع لها من البيانات ما يجري علية تجاربه ليخلص الى نتيجة تؤيد الفرضية أو تنفيها

صفات الباحث المثالية
ان الباحث يتحلي بصفات شخصية مميزة منها :
1- صفات خلقية : ومنها الرغبة في البحث والصبر على العمل المثمر وحب التقصي والاستطلاع والتواضع وعدم مهاجمة الأخرين بشكل شخصي واليقظة وقوة الملاحظة
2- صفات علمية :وهي التي تتعلق بالباحث كعالم وتقسم الى قسمين
أ-صفات علمية عامة :يجب أن يتحلى بها كل عالم ومنها المقدرة على البحث لأن جمع البيانات وترتيبها شيء وتحليلها شيء آخر وهذا يحتاج الى حافظة قوية وذاكرة جيدة تعين الباحث على الربط بين الأجزاء المتناثرة والوصل بين الأحداث والمعلومات
ب_صفات علمية خاصة :مثل القراءة الواسعة عن موضوع البحث من أجل الاطلاع على خلفية الموضوع النظرية والإلمام بأساليب البحث العلمي وطرق جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها ،وعدم الاكثار من الاقتباس والحشو ، والآمانة العلمية وعدم التحيز لفكرة ما أو عدم ذكر فكرة تتناقض مع آراء الباحث
سمات البحث المثالي :
ينبغي أن تتوفر في البحث الجيد مجموعة من الشروط والمستلزمات البحثية الأساسية، مثل:
• العنوان الواضح والشامل للبحث
• تخطيط حدود البحث: ضرورة صياغة موضوع البحث ضمن حدود موضوعية وزمنية
ومكانية واضحة المعالم، وتجنب التخبط والمتاهة في أمور لا تخص موضوع البحث، لأن
• الخوض في العموميات غير محددة المعالم والأهداف تبعد الباحث عن البحث بعمق بموضوع بحثه المنصوص عليه في العنوان.

• الإلمام الكافي بموضوع البحث من خلال خبرته وقراءآته

• توفر الوقت الكافي للباحث: ضرورة التقيد بالفترة الزمنية لإنجاز البحث، على أن يتناسب
الوقت المحدد للبحث أو الرسالة مع حدود البحث الموضوعية والمكانية

• الإسناد: ضرورة إعتماد الباحث في كتابة بحثه على الدراسات السابقة والآراء الأصلية
المسندة، وأن يكون دقيقا في سرد النصوص وإرجاعها لكاتبها الأصلي

• وضوح الأسلوب: يجب أن يكون البحث الجيد مكتوب بأسلوب واضح، ومقروء، ومشوق،
مع مراعاة السلامة اللغوية، وان تكون المصطلحات المستخدمة موحدة في متن البحث.

• الترابط بين أجزاء البحث: ضرورة ترابط أقسام البحث وأجزاءه المختلفة وانسجامها، كما
يجب أن يكون هناك ترابط تسلسل منطقي، وتاريخي أو موضوعي، يربط الفصول ما بينها،
ويكون هناك أيضا ترابط وتسلسل في المعلومات ما بين الفصول.

• الإسهام والإضافة إلى المعرفة في مجال تخصص الباحث: الباحث الجيد هو الذي الذي يبدأ من حيث أنتهي الآخرون بغرض مواصلة المسيرة البحثية وإضافة معلومات جديدة في نفس المجال

• توفر المصادر والمعلومات عن موضوع البحث: ضرورة توفر معلومات كافية ومصادر وافية عن مجال موضوع البحث، وقد تكون هذه المصادر مكتوبة أو مطبوعة أو الإلكترونية متوفرة في المكتبات أو مراكز المعلومات أو الإنترنت.


منهجية البحث العلمي أي (الطرق العلمية بالبحث العلمي)

ويشمل ذلك بيان أسلوب جمع البيانات الأولية والثانوية فضلا عن طريقة تحليل هذه البيانات ، ويحدد الباحث هنا نوعية البيانات التي يعتمد عليها وآلية جمعها، فيحدد هل يعتمد على البيانات الثانوية المنشورة وما هي مصادرها وآلية جمعها، أم يعتمد على البيانات الأولية، ويحدد مصادرها وآلية جمعها، ويبين هل يعتمد على إعداد استبانة أو قائمة أسئلة للمقابلات، أو إجراء اختبار أو المشاهدة وهكذا ، وأغلب البحوث تعتمد على البيانات الأولية والثانوية ،ويفضل المزج بين نوعي البيانات، إذ أن البيانات الثانوية المنشورة غالبا لا تفي بغرض الدراسة وتحقيق أهدافها وإثبات أو نفي فروضها.
وبعد جمع البيانات، يلزم الباحث تحديد منهجية تحليلها، والأسلوب الذي يتبعه، هل هو التحليل الوصفي المجرد أم يشمل التحليل المقارن، وهل سيستخدم الجداول والرسوم البيانية والتوضيحية، أم أنه سيلجأ إلى التحليل العميق بالأسلوب الرياضي والقياسي باستخدام المعادلات والنماذج الرياضية والقياسية ، هذه النماذج التي تساعد في التنبؤ والتقدير بطريقة دقيقة.

مناهج البحث العلمي :
المنهج العلمي :هوالوسيلة التي يمكننا عن طريقها الوصول الى الحقيقة أو إلى مجموعة الحقائق في أي موقف من المواقف ومحاولة اختبارها للتاكد من صلاحيتها في مواقف اخرى وتعميمها لنصل إلى ما نطلق عليه اصطلاح نظرية وهي هدف كل بحث علمي ، والمنهج هو خطوات منظمة يتبعها الباحث أو في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معينة، أي أن المنهج هوالطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم المختلفة عن طريق جملة من القواعد العامة التي تسيطر على سير العقل.


ويجب أن يتمتع المنهج العلمي بالموضوعية والبعد عن التحيز الشخصي ويرفض المنهج العلمي الاعتماد العادات والتقاليد والخبرة الشخصية وحكمة الأوائل وتفسيراتهم لظواهر كوسيلة من وسائل الوصول الى الحقيقة ولكن من الممكن الإستفادة منها بشكل ثانوي ، و يبدأ المنهج العلمي في الغالب بالملاحظة أو التجربة المبدئية أي أنه يستند الى حقائق وظواهر يمكن ملاحظتها من قبل الشخص المؤهل في أي وقت
ويمتاز أيضا يالتعميم وخاصية التنبؤ ويجمع بين الاستنباط والاستقراء ويمتاز المنهج العلمي و بالمرونة وعدم الجمود مع القابلية للتعدد والتنوع ليتلاءم مع تنوع العلوم والمشاكل
ان المنهج العلمي المطبق في العلوم الاجتماعية والانسانية يختلف بعض الشيء عن ذلك المطبق في العلوم الطبيعية خاصة من حيث الدقة وذلك بسبب الاختلاف في طبيعة المشاكل والظواهر في الميدانين بسبب الصعوبات والعقبات التالية :
• تعقيد الظواهر الاجتماعية ويعود السببب الأول في هذا التعقيد إلى أن الإنسان هو محور العلوم والدراسات الاجتماعية فالسلوك الإنساني يتأثر بعوامل عدة مزاجية ونفسية لدرجة تربك الباحث الاجتماعي .
• عدم القدرة على استعمال الطريقة المخبرية :وهذا ناتج عن صعوبة وضع الظواهر الاجتماعية تحت ظروف قابلة للضبط والرقابة كما في العلوم الطبيعية فالباحث الاجتماعي يجب أن يدرس ويلاحظ االظاهرة قيد البحث في العالم الواسع وأن ينتظر حدوثها لأنه ليس بإمكانه خلق ظروف حصولها وضبط تلك الظروف بشكل مطابق تماما للواقع
• صعوبة دراسة الظواهر الاجتماعية والإنسانية دراسة موضوعية بعيدا عن الأهواء والعوطف الشخصية :فالظواهر الاجتماعية أكثر حساسية من الطبيعة لأنها تهتم بالانسان كعضو متفاعل في جماعة وبما إن الإنسان يعمل على الوصول الى أهداف معينة ويملك المقدرة على الاختيار مما يساعدة على أن يعدل من سلوكه فإن العلوم الاجتماعية تتأثر كثيرا بإرادة الإنسان وقراراته .

أنواع البحوث من حيث مناهجها:
• البحوث الوثائقية:
هي البحوث التي تكون أدوات جمع المعلومات فيها معتمدة على المصادر والوثائق المطبوعة وغير المطبوعة كالكتب والدوريات والنشرات ، ومن أهم المناهج المتبعة في هذا النوع :
A. المنهج الإحصائي
B. .المنهج التاريخي
C. المنهج التحليلي.

• البحوث الميدانية:
هي البحوث التي تنفذ عن طريق جمع المعلومات من مواقع المؤسسات والوحدات الإدارية
والتجمعات البشرية المعنية بالدراسة ويكون جمع المعلومات بشكل مباشر من هذه الجهات وعن طريق الاستبيان أو المقابلة وهناك عدد من المناهج المتبعة لهذا النوع:
A. المنهج البحثي
B. منهج دراسة الحالة
C. المنهج الوصفي

• البحوث التجريبية:
المنهج التجريبي : ويستخدم في البحوث التي تجرى في المختبرات العملية المختلفة مثل العلوم التطبيقية وبعض العلوم الإنسانية .


مراحل البحث العلمي
لابد للباحث من تحديد موضوع البحث والتعرف على مشكلته بشكل عام ،وقبل البدء بمراحل البحث العلمي التطبيقية, يبدأ الباحث بالقراءة الواسعة والإطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة, من رسائل ماجستير ودكتوراه أو تقارير أو كتب ومراجع ودوريات أو حتى بالاتصال مع الخبراء والمتخصصين وبعد استقرار موضوع البحث بشكل عام ومشكلته, يلزم للباحث إعداد خطة أولية متكاملة لموضوع بحثه تشتمل على العناصر التالية:




أولاً: الشعور بالمشكلة : مشكلة البحث هي موضوع الدراسة وهي تساؤل يدور في ذهن الباحث حول موضوع غامض يحتاج الى تفسير ومن العوامل التي تساعد على الإحساس في مشكلة البحث هي الخبرة الشخصية والقراءة الناقدة التحليلية والبحوث السابقة ، ويجب على الباحث في تساؤله أن يعتمد على الحقائق والشواهد والموضوعية والابتعاد عن التأملات والعواطف والمعلومات التي لا تستند على أسس وبراهين
ثانيا: تحديد مشكلة البحث : يجب على الباحث تحديد موضوع الدراسة بشكل دقيق وواضح قبل الانتقال إلى مرحلة أخرى ويعد تحديد المشكلة هو بداية البحث ويترتب علية جودة البيانات التي ستجمع وأهمية النتائج التي يتوصل اليها
ومن الأمور الواجب مراعاتها عند تحديد مشكلة البحث هي :
1- أن تكون المشكلة قابلة للبحث
2- أن تكون مشكلة البحث أصيلة أي غير مدروسة سابقاً
3- أن تكون في حدود إمكانات الباحث من حيث الوقت والتكاليف والكفاءة
ثالثا: تحديد أبعاد البحث وأهميته وأهدافه : على الباحث أن يقوم بتحديد أبعاد دراسته وأهميتها والأهداف التي يأمل الوصول إليها عند انتهاء الدراسه فاختيار موضوع البحث وتحديده يجب أن يتم وفقا لهدف معين
رابعا: استطلاع الدراسات السابقة : حيث يعمل الباحث على تلخيص الأفكار الهامة الوارده في دراسات أو بحوث سابقة أو الإشارة إليها على الأقل ويفيد ذلم في ما يلي :
1- توضيح وشرح موضوع البحث
2- تجنب الأخطاء والمشاكل التي تعرضت لها البحوث السابقة
3- عدم التكرار
خامسا: صياغة الفرضية : يجب على الباحث ان يقوم بوضع الفرضية التي يعتقد بأنها تؤدي الى تفسير مشكلة البحث ويمكن تعريف الفرضية بأنها تفسير مقترح للمشكلة موضوع الدراسة وتاخذ الفرضية شكلين هما:
1- صيغة الإثبات
2- صيغة النفي
سادسا: تصميم البحث : يشمل تصميم البحث ثلاث خطوات رئيسية هي :
1- تحديد منهج البحث : بأن يحدد الباحث الطريقة التي سوف يسلكها في معالجة موضوع البحث ومن أهم المناهج التي تستخدم في البحوث الاجتماعية هي :
• المنهج التاريخي : حيث يعد التاريخ عنصر لاغنى عنه في إنجاز الكثير من العلوم الإنسانية وغير الإنسانية فكثر من الدراسات للظواهر الإجتماعية للملاحظة والدراسة الميدانية تحتاج لدراسة تطور تلك الظواهر وتاريخها ليكتمل فهمها، إضافة إلى تحليل للوثائق والأحداث المختلفة وإيجاد التفسيرات الملائمة والمنطقية لها على أسس علمية دقيقة بغرض الوصول إلى نتائج تمثل حقائق منطقية وتعميمات تساعد في فهم ذلك الماضي والإستناد على ذلك الفهم في بناء حقائق للحاضر وكذلك الوصول إلى القواعد للتنبؤ بالمستقبل، فالتاريخ يقوم على الزمان غير قابل للاعادة ولكن المنهج التاريخي يسترد ما كان قد حدث في الماضي لدراسته ومحاولة إيجاد تفسير له بهدف الوصول الى القوانين التي تحكم سير الظواهر
• المنهج الوصفي : إختيار حالة معينة يقوم الباحث بدراستها قد تكون وحدة إدارية وإجتماعية واحدة (مدرسة مكتبة.....إلخ) أو فرد واحد ( فرد مدمن مثلآ ) أو جماعة واحدة من الأشخاص (عائلة أو طلابي .....إلخ)وتكون دراسة هذه الحالة بشكل مستفيض يتناول كافة المغيرات المرتبطة بها وتتناولها بالوصف الكامل والتحليل ويمكن أن تستخدم دراسة الحالة كوسيلة لجمع البيانات والمعلومات في دراسة وصفية , وكذلك يمكن تعميم نتائجها على الحالات المشابهة بشرط أن تكون الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد الحكم عليه ولا تقتصر هذه الدراسات الوصفية على معرفة خصائص الظاهرة بل يتجاوز ذلك الى معرفة المتغيرات والعوامل التي تتسبب في وجود الظاهرة أي أن الهدف تشخيصي بالاضافة لكونه وصفي
• المنهج التجريبي : بواسطة هذا المنهج يمكن الجزم بمعرفة أثر السبب على النتيجة لا عن طريق الاستنتاج كما هو بالبحث السببي المقارن، ويعرف بأنه استخدام التجربة في إثبات الفروض ، أو إثبات الفروض عن طريق التجريب ، فهو محاولة الحكم على جميع المتغيرات والعوامل الأساسية باستثناء متغير واحد حيث يقوم الباحث بتطويعه أو تغيره بهدف تحديد وقياس تأثيره في العملية
وهذا المنهج يختلف عن الملاحظة المجردة التي عن طريقها لا يتدخل الباحث ولايؤثر في المشكلة أو الحالة المراد دراستها وإنما يكون مراقبا وملاحظا ومسجلا لما يراه، وقد اعتمد المنهج التجريبي على وسيلة الملاحظة المقصودة كوسيلة لإدخالها كمنهج ووسيلة للبحث بخلاف عن العلوم الإجتماعية والإنسانية مثل علم الإدارة وعلم النفس والإعلام والمكتبات.....إلخ ،وهدة الطريقة تعتبر من الطرق الناجحة ، لأن نسبة الحقيقة فيها شبه تامة وليست نسبية مثل بقية المناهج التي تعتمدها بعض العلوم الاجتماعية ، ولا يمكن تطبيق هذا المنهج على الكثير من العلوم الإنسانية .
• ‌منهج دراسة الحالة : منهج يختلف عن غيره من المناهج من حيث درجة تعمقه في الدراسة ومن حيث طبيعة المبحوثين الذين يكونون عادة محدودين جدا ولذلك يمكن تعريفه على أنه منهج يهتم بجمع البيانات المتعلقة بوحدة معينة سواء كانت فرداً أو موسسة وهو يقوم على أساس التعمق في الدراسة ويركز على الموقف الكلي وعلى مجموعة العوامل والنظر الى الجزيئات من خلال الكل الذي يحتويها ، ويمكن أن تستخدم دراسة الحالة لإختبار فرضية أو مجموعة فروض للتعميم ينبغي التأكد من أن الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد التعميم عليه ، عند الاستخدام الضروري مع مراعاة الموضوعية و الإبتعاد عن الذاتيه في إختيار الحالة وجمع المعلومات عنها ثم في عملية التحليل ولتفسير
• المنهج الاستقرائي والاستنباطي :
تجمع البحوث العلمية بين أسلوبي الاستقراء والاستنباط، أي بين الفكر والملاحظة للوصول إلى الحقيقة ، وفي المنهج الاستقرائي ينتقل الباحث من الجزء إلى الكل، أو من الخاص إلى العام حيث يبدأ الباحث بالتعرف على الجزئيات ثم يقوم بتعميم النتائج على الكل ، ويشمل الدليل الاستقرائي الاستنتاج العلمي القائم على أساس الملاحظة والاستنتاج العلمي القائم على التجربة بالمفهوم الحديث للملاحظة والتجربة ، وهو الاستدلال الذي ينتقل من الكل إلى الجزء أو من العام إلى الخاص.
أما الاستنباط يبدأ أو يستند إلى مسلمات أو نظريات ثم يستنبط منها ما ينطبق على الجزء المبحوث، من هنا نرى أن ما يصدق على الكل يصدق على الجزء، والاستنباط يمر بثلاث خطوات، وهي المقدمة المنطقية الكبرى، والمقدمة المنطقية الصغرى، والنتيجة.
مثال لو كان لدينا مبدأ عام في الإدارة يقول أن كل المنشآت التي تطبق الفكر الإداري الاستراتيجي تتمتع بقدرة تنافسية عالية (مقدمة منطقية كبرى)، وكانت منشأة (العجيلي) تطبق الفكر الإداري الاستراتيجي (مقدمة منطقية صغرى)، إذن، منشأة (العجيلي) تتمتع بقدرة تنافسية عالية.
والمقدمة المنطقية الكبرى هي عبارة عن مبدأ عام والذي يعتقد بصحته (من المسلمات). والمقدمة المنطقية الصغرى وهي المبدأ الخاص أو الظاهرة المبحوثة والتي تنطبق مع المسلمات العامة. والتوصل إلى النتيجة يتم عبر سلسلة من المقارنات والقياسات والربط المنطقي بين المقدمتين.

• المنهج الإحصائي : هو عبارة عن إستخدام الطرق الرقمية والرياضية مثل مقاييس النزعة المركزية ( المتوسط الحسابي والوسيط والمنوال ) والنسب المئوية والجداول التكرارية في معالجة و تحليل البيانات لها ويتم ذلك عبر عدة مراحل:
1. ‌جمع البيانات الإحصائية عن الموضوع.
2. عرض هذه البيانات بشكل منظم وتمثيلها بالطرق الممكنة.
3. تحليل البيانات.
4. تفسير البيانات من خلال تفسير ماتعنية الأرقام المجمعة من نتائج.
و أكثر الأبحاث العلمية تستخدم هذا المنهج؛ فبعد أن يتمّ تبيان كيفية عرض هذه البيانات، سواء أكانت طريقة عرض جداول إحصائية أم رسوم بيانية، يقوم الباحث باستخدام بعض الأدوات الإحصائية الهامة مثل مقاييس التوسط والتشتت والانحدار والارتباط ثم يقوم باختبار الفرضيات حيث يتمكن الباحث بعدها إما قبول فرضية بحثه أو رفضها.
كما يمكن استخدام الحاسوب في تحليل الأرقام الإحصائية المجمعة من أجل تأمين السرعة والدقة المطلوبة ،ويتم جمع البيانات في المنهج الإحصائي عن طريق الأتي :
• المصادر التي تتمثل في التقرير الاحصائي والسجلات الرسمية وغير رسمية .
• الإستبيانات والمقابلات.
• ويمكن الجمع بين أكثر من طريق.

• المنهج المقارن:يطبق في علم الاجتماع بكافة فروعه ومجالات دراسته، ذلك أن أي بحث في علم الاجتماع لا يخلو من الحاجة إلى عقد مقارنة ما، ويمكن ذكر المجالات الرئيسة في علم الاجتماع، التي يمكن أن تخضع للبحث المقارن فيما يلي:
1. دراسة أوجه الشبه والاختلاف، بين الأنماط الرئيسة للسلوك الاجتماعي.
2. دراسة نمو وتطور أنماط الشخصية، والاتجاهات النفسية والاجتماعية في مجتمعات، وثقافات متعددة، مثل بحوث الثقافة، والشخصية، ودراسات الطابع القومي.
3. دراسة النماذج المختلفة من التنظيمات، كالتنظيمات السياسية والصناعية.
4. دراسة النظم الاجتماعية في مجتمعات مختلفة، كدراسة معايير الزواج والأسرة والقرابة، أو دراسة المعتقدات الدينية، وكذلك دراسة العمليات والتطورات التي تطرأ على النظم الاجتماعية مثل التحضر
5. .تحليل مجتمعات كلية: وعادة ما تتم المقارنة بين المجتمعات وفقاً للنمط الرئيس السائد للنظم .
6. هناك الكثير من الظواهر الإنسانية والاجتماعية لا يمكن إخضاعها للتجريب ولا يناسبها إلا الأسلوب المقارن.
7. استخدام هذا الأسلوب أسهل وأبسط وأقل تكلفة من المنهج التجريبي.
8. لا يلزم الباحث التدخل لإحداث تغيير على الظاهرة مما يجعل النتائج أكثر دقة وواقعية.





سابعا: جمع البيانات : هي التجميع الفعلي للبيانات اللازمة للبحث وقد تتضمن الملاحظات أو إجراء المقابلات أو توزيع الاستبيانات أو الرجوع الى الوثائق ولكن يجب على الباحث عند إجراء جمع البيانات أن يتوخى الموضوعية والأمانة العلمية وعلى الباحث أن يحدد في خطته نوع العينة التي اختارها لبحثه وما هو حجم العينة ومميزاتها وعيوبها والإمكانيات المتوفرة له عنها.

ثامنا: تصنيف البيانات وتحليلها : بعد جمع البيانات يأتي تصنيف البيانات وتحليلها لأن لا فائدة من أكوام مكدسة من البيانات الخام ولذلك يجب تصنيفها وتفسيرها ومن ثم عرضها بطريقة جيدة بحيث يسهل فهمها والاستفادة منها

تاسعا: عرض البيانات : بعد مرحلة تصنيف البيانات تأتي مرحلة عرض البيانات وتكون في أساليب مختلفة منها الجداول والرسوم البيانية

عاشراً : كتابة مسودة البحث : يجب على الباحث كتابة وتنظيم بحثه في شكل يعكس كل جوانبه وأقسامه كما أن مسودة البحث لها أهميتها في إعطاء صورة تقريبية للبحث في شكله النهائي ،وماهو ناقص و ماهو فائض فيعمل الباحث على إعادة التوازن إلى البحث بأن يدرك إن كان يجب أن يستفيض فيه وما يجب عليه إيجازه ، وصياغة الاقتباسات غير المباشرة بأسلوب الباحث

الحادي عشر: كتابة التقرير : تعد مرحلة سهلة لأنها المرحلة النهائية في البحث ويقوم فيها الباحث في إعداد التقرير النهائي للبحث بحيث يشمل كافة جوانبه ويبرز جميع المراحل التي مر بها


وسائل جمع البيانات
• الملاحظة وأهميتها
تعرف الملاحظه حسب الطريقة العلمية على أنها هو ما يلاحظه الباحث من ظواهر بقصد تفسيرها واكتشاف أسبابها والوصول الى القوانين التي تحكمها ولذلك قد تأخذ أحيانا ملاحظات الباحث عدة أشكال ، فقد يقوم بملاحظة بعض الظواهر التي يستطيع السيطرة على عناصرها أو قد يقوم بملاحظة الظواهر التي لا يستطيع التاثير في عناصرها كما يحدث في حقل علم الفلك ومن الظواهر أيضا التي لا يستطيع السيطرة على عناصرها كما يحدث في التجارب التي تجري في حقول العلوم الطبيعية وتعتمد مقدرة الباحث على استخدام طريقة الملاحظة بشكل علمي وموضوعي على ميوله وقدرته على التمييز بين الأحداث والربط بينها ودقته في تدوين ملاحظاته
أمثلة على استخدام الملاحظة
: دراسة سلوك الطفل، وفي التعرف على سلوك التلاميذ في المدارس، وكذلك تستخدم في مجال بحوث التسويق عند الرغبة في التعرف على توقيت الشراء، ونوعية ما يتم شراؤه، وكيفية الشراء، ملاحظة تصرفات العاملين ومستوى أدائهم تحت ظروف رقابة مختلفة.

• المقابلة وأهميتها
تعرف المقابلة على أنها تفاعل لفظي بين شخصين في موقف مواجهة حيث يحاول أحدهما وهو القائم بالمقابلة أن يحصل على بعض المعلومات أو التغيرات لدى المبحوث والتي تدور حول آرائه ومعتقداته ، ويجب أن يكون للمقابلة هدف محدد ولذلك يقع على الباحث الذي يجري المقابلة ثلاثة واجبات رئيسية هي :
1- أن يخبر المستجيب عن طبيعة البحث
2- أن يحفز المستجيب على التعاون معه
3- أن يحصل على المعلومات والبيانات التي يرغب فيها

ويجب على الباحث مراعات عدة أمور في المقابلة في أن يحدد أشخاص بعينهم لتفسير الظاهرة وتحليلها وتفسير أسبابها ومعالجتها أو دعمها وتوقعاتها وأن تكون أسئلته محددة ، وأحياناً يستحدث أسئلة معينة حسب ظروف المقابلة ، وأن يحدد الباحث الأمور التي يود تحقيقها من إجراء المقابلة ، أيضاً يجب على الباحث تدوين المقابلة أو تسجيلها لتحليلها فيما بعد
مثال على ذلك: إذا رغب مدير التسويق في إحدى الشركات المنتجة للسكاكر والتي تقوم بدراسة إمكانيات دخولها لإحدى الأسواق الجديدة لمعرفة الخبرات السابقة لمستهلكين سابقين لهذه المنتجات، وما هي اتجاهاتهم نحوها، والمقترحات التي يوصون بها لتطوير هذه المنتجات، ففي مثل هذه الحالة، فإن المقابلة يمكن أن تعتبر مرحلة أولية للبدء بهذه الدراسة.
وقد تكون المقابلة مفتوحة أي بأسئلة مفتوحة على المبحوث وتسمى المقابلة غيرالمقننة مثال دراسة ظاهرة تفاقم الجريمة أو ارتفاع معدل البطالة في مدينة ما بشكل مفاجئ، حيث يتم ذلك من خلال دعوة عدد من الخبراء والمختصين في الموضوع للالتقاء في مكان مناسب للتباحث والتدارس في المشكلة للوقوف عن كثب على أسبابها وأبعادها.

أو تكون من خلال أسئلة مقيدة للمبحوث وتسمى بالمقننة ،حيث تكون الأسئلة محددة وإجاباتها قد تكون محددة بنعم أولا ، أو كثير أو قليل وقد تكون من خلال شخص ثالث وهي تعتبر أصدق لأنها لاتمس المبحوث نفسه مع أنه يعبر في الحقيقة عن نفسه بطريقة غير مباشر : مثال على ذلك، قيام إحدى الشركات السياحية بإجراء بحث تسويقي للتعرف على أسباب رفض فئة من الجمهور السفر بالطائرة، فعندما سئلوا لماذا، لم يجيبوا بصراحة، ولكن عندما سئلوا السؤال التالي: هناك نسبة من الجمهور ترفض السفر بالطائرة، فما هو السبب الرئيس برأيك، فكانت الإجابة أن إحجامهم عن ركوب الطائرة هو خوفهم من السفر بالطائرة، هذه الإجابة هي تعبير غير مباشر عن المبحوث نفسه.

• الاستبيان واهميته
هو أداة لجمع البيانات المتعلقة بموضوع بحث محدد عن طريق استمارة يجري تعبئتها من قبل المستجيب ويستخدم الاستبيان لجمع المعلومات بشأن معتقدات ورغبات المستجيبيب ، ومن الأفضل عرض الاستبيان على عدد من الخبراء والمختصين في تصميم الاستبيان وفي القيام بالدراسات العلمية، والأخذ بنصائحهم في تطوير الاستبيان بشكل يصبح أكثر قدرة وفاعلية.
وتعتبر نسبه 50% من حجم العينة نسبة مقبولة للردود، كما أن معدل ردود لا يقل عن 60% يعتبر جيد، ومعدل ردود قدرة 70% أو أكثر يعتبر جيد جدا.

وتقسم الاستبانات حسب طبيعة الأسئلة والأجوبة المتوقعة إلى ثلاث أنواع هي :
• نوع يزود فيه المستجيب الكلمات والأعداد التي تتضمنها الإجابة ويسمى الاستبيان المفتوح ويتميز هذا النوع من الاستبيان بأنه يحتوي على فراغ يتركه الباحث عند طباعته لكي يدون المستجيب المعلومات حسب التعليمات الوارده في الاستبيان
مثال : ما رأيك بانتخابات المجلس الوطني ، هل تحقق الاستقرار الداخلي في ليبيا فسر ذلك ، مارأيك بمنع حيازة السلاح لدى أفراد الشعب الليبي
• نوع يختار فيه المستجيب الإجابة التي يريدها من بين إجابات تعطى له ويسمى الاستبيان المقفل ويتميز بسهولة تصنيف الإجابات ووضعها في قوائم يسهل على الباحث تلخيصها
مثال : من تقبل لترشيح رئيس شركة الكهراباء : (أحمد خليل –وليد الكاسر ،- عمر العجيلي)
هل ستصوت على انتخاب مرشح حزب ليبيا الحرة ب (نعم ، لا ، لن تصوت )
• نوع يحتوي غلى بنود تشمل النوعين السابقين من الأسئلة ويطلق عليه الاستبيان المقفل – المفتوح فالباحث هنا يحصل فيه على معلومات محدده وسهلة التصنيف كما يعطي الباحث فرصة للمستجيب للتعبير عن رأيه ، أي تشمل النوعين السابقين
وثمة مجموعة من القواعد لصياغة الاستبانة وهي كالتالي:
1. تحديد نوع البيانات المطلوبة: وهذا يتحدد من خلال التعرف على مشكلة الدراسة وفرضياتها وأهدافها.
2. الصياغة الأولية للأسئلة وترتيبها بشكل منطقي مع مراعاة الشروط والقواعد سابقة الذكر، ويجب أن يرتبط كل سؤال من الأسئلة بجانب من جوانب متغيرات الدراسة.
3. الاختبار الأولي لأسئلة الاستبيان، وذلك من أجل تطويره والتأكد من صلاحيته كأداة لجمع البيانات الميدانية الضرورية لإتمام البحث، وهذا يتم من خلال توزيع الاستبانة على عدد من المحكمين
4. إعادة صياغة الاستبيان في شكله النهائي، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج الاختبار الأولي للاستبيان.

• الأساليب الإسقاطية
يلجأ الباحث إلى الأساليب الإسقاطيه في البحث العلمي عندما يرفض الباحث أو لا يستطيع التعبير عن رأيه وعن المشاعر الكامنة لدية. و يمكن تقسيم هذه الأساليب حسب طبيعة المثير الذي يقدم للفرد ويطلب منه الاستجابه له إلى مايلي :
1 - الأساليب الإسقاطية المصورة : وهي التي تستخدم فيها صورة أو مجموعة صور غامضة ويطلب من الفرد أن يذكر مايرى في الصورة ، ومثال ذلك يعطى المبحوث صور كالكاريكاتير ويطلب منه التعليق عليها بشكل عفوي وسريع دون تفكير أو تحليل.
2 -الأساليب الإسقاطية اللفظية : وهي التي تستخدم فيها الألفاظ بدلا من الصور ويطلب من الفرد أن يستجيب لها فقد تعرض عليه كلمه أو جملة أو قصة ويطلب منه الإستجابة لها ومثال علة ذلك وقد يعطى المبحوث مجموعة من العبارات الناقصة ثم يطلب منه إكمالها.
3 -الاساليب السيكودرامية: وهي التي يطلب فيها من الفرد بتمثيل دور معين لفترة محددة من الوقت فبطلب من الفرد تقليد شخصية معينة كالمدرس او الشرطي دون إعطائة تفصيلات شاملة عن الدور الذي سوف يلعبه

• الاختبارات
الاختبارات هي وسيلة لقياس السلوك بطريقة كمية أو كيفية عن طريق توجيه أسئلة أو من خلال استخدام الصور والرسوم ، فقد تستخدم الاختبارات في قياس أداء الطلبة في مادة معينة، وقياس المهارات المكتسبة من التدريب ومعرفة مدى كفاءة الوسائل التدريبية، وكذلك تستخدم لأغراض الترقية والتعيين ، وتستخدم الاختبارات في الكشف عن الفروق بين الأفراد والجماعات والفروق بين الأعمال ، والاختبار الموضوعي تكون أسئلته محددة وإجاباته محددة، بحيث يكون للسؤال الواحد إجابة واحدة لا لبس فيها.
مثال لو وضع الاختبار من أجل قياس قدرة الأطفال على الكتابة يجب أن يقيس هذه القدرة، فلو كانت نتيجة القياس هو قياس القدرة على العد والحساب فالاختبار هنا موضوعي لكنه ليس تاماً إي أنه لا يصل إلى الحقيقة التامة بل النسبية
ويجب أن يتصف الاختبار بالثبات عندما يعطي نفس النتائج أو نتائج متقاربة إذا طبق أكثر من مرة في ظروف مماثلة، فلو استخدم اختبار قياس ذكاء طالب ما وحصل على درجه 80 من أصل مائة فإن هذا الطالب يجب أن يحصل على نفس النتيجة تقريبا لو تقدم لنفس الاختبار بعد أسبوعين أو شهر مثلا.

• القياس
هو الإجراء الذي يتم بواسطته تحديد قيم رمزية (أرقام، حروف ... الخ) للخصائص التي يتصف بها المتغير محل القياس، ولا بد أن ترتبط هذه الخصائص مع بعضها بنفس العلاقة التي ترتبط بها الخصائص المتعلقة بوحدة التحليل (فرد أو مؤسسة) إذا ما أريد استخدامها كمعلومات ذات دلالة وأهمية" وهناك أربعة أنواع من المقاييس يمكن استخدامها في البحث العلمي وهي: 1) المقاييس الاسمية، 2) المقاييس الترتيبية، 3) المقاييس المدرجة، 4) مقاييس النسب.
مثال: يحتاج الباحث إلى وضع أربع أبعاد هم: متزوج، أعزب، مطلق، أرمل على المقياس الذي يقيس الحالة الاجتماعية للمبحوث.

مثال آخر :
لو افترضنا هناك المجتمع الليبي مكون من ثلاث طبقات، الطبقة العليا وعددها 1000، والوسطى وعددها 4000، والدنيا وعددها 5000، المطلوب اختيار عينة طبقية عشوائية مكونة من 100 شخص من خلال استخدام أسلوب التوزيع النسبي ، لقد رمزنا للطبقة العليا بثلاث نجوم ، والطبقة المتوسطة بنجمتين ، والطبقى السفلي بنجمة واحدة
الإجابة يمكن حصرها في الجدول التالي:
الفئات العدد النسبة المئوية
% حجم العينة المختارة
الطبقة العليا
*** 1000 10% 10
الطبقة الوسطى
** 4000 40% 40
الطبقة الدنيا
* 5000 50% 50
الإجمالي 10000 100% 100



كتابة تقرير البحث
• عنوان البحث
إن اختيار عنوانا دقيقا للبحث مسالة مهمة، ولابد أن يتناول العنوان الموضوع بدقة, كما ينبغي أن يكون العنوان واضحا يعبر عن المحتوى بشكل صريح ،ولا ينبغي للعنوان أن يتسم بالعمومية والفضفاضية بل ينبغي أن يتم اختيار ألفاظه بدقة لتعبر عن المطلوب ، وقد يضع الباحث عنوانا رئيسيا (title) بالإضافة إلى عنوان فرعي (subtitle) يزيد من الوضوح والتحديد للمكان أو الفترة الزمانية أو ما شابه، و لا بد أن شعور الباحث بمشكلة البحث بوضوح يساعد على اختيار العنوان وتحديده بدقة.
وثمة أمثلة على عناوين للبحوث:
1 - العوامل المؤثرة على أداء مكاتب المحاسبة في ليبيا
2 - معوقات الاستثمار الخارجي في قطاع الساحل الغربي لليبيا، دراسة ميدانية.
3-علاقة التلفزيون بقراءة الكتب والمطبوعات المطلوبة عن طلبة الجامعة في العجيلات

ويعتمد الباحث في اختياره للعنوان على البحوث العلمية من رسائل الماجستير والدكتوراه والكتب ، والتقارير والاحصائيات ، والمقالات ، والخبراء والمتخصصين ، ومحيط العمل والخبرة العملية ،


• المقدمة :
بعد صياغة عنوان البحث بالشكل المناسب في خطة البحث، يقوم الباحث بكتابة مقدمة في حدود صفحة واحدة ليضع القارئ في صورة الموضوع, وحتى يهيئ القارئ لمشكلة الدراسة وهدفها،عليه يشملها بمجموعة من الفقرات تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بعنوان البحث.
وتشمل المقدمة النقاط التالية :
• مدحل البحث
• هدف وأهمية البحث
• مشكلة البحث
• فرضية البحث
• أبعاد البحث ومحدداته : مناهج البحث ومصدر البيانات ووسيلة جمع البيانات ، والمدى الزمني والمكاني للدراسة ، وصعوبات الدراسة
• تعريف المصطلحات (التعريفات الإجرائية )

مثال : فإذا كان العنوان مثلا:
"تحليل الأداء للصناعات الصغيرة في ليبيا عام 2012 "
دراسة حالة مدينة العجيلات
فإن المقدمة تشتمل على مجموعة من الفقرات كالتالي:
• فقرة عن ليبيا وواقعها الحالي وخاصة عن السلطة الليبية خلال عام 2012.
• فقرة عن مدينة العجيلات وموقعها من ليبيا واقتصادياتها.
• فقرة عن الصناعات الصغيرة عموما، وفي ليبيا علي وجه الخصوص.
• فقرة عن قياس الأداء و أساليبه المستخدمة في الأدبيات السابقة.
وبناء عليه، فإن القارئ وإن لم يكن له معرفة سابقة عن مدينة العجيلات، فإنه يستطيع فهم مشكلة البحث و يهيئ نفسه لفهم الموضوع.

والمقدمة تختلف عن الخاتمة التي تتضمن الخلاصة والاستنتاجات والتوصيات ويتضمن هذا الجزء عادة موجزا للبحث والتوصيات التي خرج بها الباحث ، كما تحتوي الخاتمة على الملخص الذي يتعرض لمشكلة الدراسة و الطريقة التي اتبعت لحلها و النتيجة التي توصل اليها

• مشكلة البحث:
إن اختيار موضوع البحث يقودنا مباشرة إلى تحديد مشكلة البحث تحديدا دقيقا بحيث يتم توجيه البحث بما يعالج هذه المشكلة أو يساهم في معالجتها ، و نقصد بمشكلة البحث, إحساس الباحث و شعوره بنقص في المعلومات تجاه قضية ما , أو اختلاط هده المعلومات , أو إحساسه بالغموض و القلق و الجهل بمسألة معينة أو أسباب مشكلة معينة وأسلوب علاج قضية ما , ويبدأ البحث بتساؤلات تجول في خاطر الباحث , ورغبة تنشأ عند الباحث لاستكشاف خصائص معينة , و البحث في أسباب مشكلات معينة أو اقتراح حلول لمشكلات تواجه المجتمع أو الباحث .
مثال: ماهي العلاقة بين استخدام الحاسب الألي وتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين في المكتبات ومراكز المعلومات؟
وقد تكون المشكلة البحثية عبارة عن موقف غامض يحتاج إلى تفسير وإيضاح مثال على ذلك :
اختفاء سلعة معينة من السوق رغم وفرة إنتاجها واستيرادها
مثال آخر موظف في الإذاعة والتلفزيون يستطيع أن يبحث في مشكلة الأخطاء اللغوية أو الفنية وأثرها على جمهور المستمعين والمشاهدين.
وللقراءآت الاستطلاعية دور مهم في مساعدة الباحث في توسيع قاعدة معرفته عن الموضوع الذي يبحث فيه وتقديم خلفية عامة دقيقة عنه وعن كيفية تناوله و تقود الباحث إلى اختيار سليم للمشكلة والتأكد من عدم تناولها من الباحثين آخرين ،وتجنب الثغرات الأخطاء والصعوبات التي وقع فيها الباحثون الآخرون وتعريفه بالوسائل التي اتبعتها في معالجتها ، وتزويد الباحث بكثير من المراجع والمصادر الهامة التي لم يستطيع الوصول إليها بنفسه ،و استكمال الجوانب التي وقفت عندها الدراسات السابقة الأمر الذي يؤدي إلى تكامل الدراسات والأبحاث العلمية وتحديد وبلورة عنوان البحث بعد التأكد من شمولية العنوان لكافة الجوانب الموضوعية والجغرافية والزمنية للبحث.

وعند اختيار مشكلة البحث:
1 - يفضل أن تكون المشكلة في حدود تخصص الباحث حتى يتمكن من تحليلها بصورة عميقة ويكون مؤهلا لعلاجها، هذا بالإضافة إلى معرفته بمصطلحاتها والمبادئ والمفاهيم الأساسية المتعلقة بها، كل هدا يساهم في قدرة الباحث على تحليله للمشكلة واستخدامه للأدوات والأساليب المناسبة.
2 - توفر البيانات التي تمكن من علاج المشكلة بالشكل العلمي الصحيح, ذلك أن عدم توفر البيانات اللازمة لا يمكن للباحث من إنجاز بحثه بالشكل المناسب.

وثمة مجموعة من الخصائص التي لا بد من توفرها في مشكلة البحث:
1_ أن تكون المشكلة قابلة للبحث, وليست مجرد مسلمات أو لا يمكن مناقشتها لأسباب دينية أو غير ذلك.
2_ أن تعبر المشكلة عن موضوع أصيل قدر الإمكان و أن لا يكون قد أشبع بحثا.
3_ أن تكون مشكلة الدراسة ضمن إمكانات الباحث المالية والزمانية والتخصصية.
4_أن تكون مشكلة البحث متبلورة في ذهن الباحث، من حيث معرفته بمدى سعة المشكلة وضيقها، وقدرته على علاجها في حدود الوقت والمال المتاح.
5 - انسجام المشكلة مع رغبات الباحث.
6 - مدى توفر مساعدات إدارية أو وظيفية لبحث المشكلة.
7 - أهمية المشكلة وفائدتها العلمية والاجتماعية.
9 - إمكانية تعميم نتائج المشكلة.
10 -علاقة المشكلة بدائرة أو مؤسسة وطنية أو قومية محددة.
ويدمج البعض بين مشكلة البحث وفرضيته الأساسية، بحيث يعتبر أن مشكلة البحث هي الفرضية الأساسية له ، ويمكن صياغة مشكلة البحث عموما على هيئة سؤال أو على الصورة التقريرية، فمثلا : تصاغ المشكلة على الصورة التقريرية بالشكل التالي:
( الانخفاض الواضح في مستوى التعليم في دولة ليبيا يؤثر سلبا على الخلل الجهوي (المناطقي ) فيها . أو بالصورة:( انتشار البطالة في المجتمع الليبي، كان له الأثر الواضح على السلوك الاقتصادي والاجتماعي للأفراد وسبب العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية).
أما صياغة المشكلة على صيغة سؤال فتكون على الهيئة التالية :
( ما أثر ارتفاع المستوى التعليمي على الناتج القومي في دولة ليبيا ؟) .
( ما أثر البطالة على السلوك الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الليبي؟).
(ما مستوى التفكير الاستراتيجي لدى المدير الليبي؟).
(ما واقع الرقابة الداخلية لدى الوزارات الليبية؟).

فرضية الدراسة :
وفرضية الدراسة هي رأي الباحث المبدئي في حل المشكلة أو بيان أسبابها ، فهي حل مؤقت أو تفسير قوي الاحتمال للمشكلة المطروحة، وتستخدم الفرضية كموجه لخطوات الباحث في فحصه للمشكلة ومناقشته لها ، فهي إجابة محتملة لأسئلة البحث ، وتمثل الفروض علاقة بين متغيرين أو أكثر منها تابع ومنها مستقل ، ولكن الفرضية ليست استنتاجاً عشوائياً بل استنتاج مبنى على معلومات أو نظرية أو خبرة عملية محددة ، وهي تبنى على علم ومعرفة مسبقة ولكنها أي الفرضية غير تامة وتحتاج إلي فحص، وتتحول الفرضية إلي حقيقة حال ثبوت صحتها بالأدلة لكنها حقيقة نسبية وليست حقيقة تامة ، ويتخلى الباحث عن الفرضية عند وجود أدلة معارضة للفرضية حيث يتم إثبات عدم صحتها.

مثال: التحصيل الدراسي في المدارس الثانوية يتأثر بشكل كبير بالتدريس الخصوصي خارج المدرسة ، فالمتغير المستقل هو التدريس الخصوصي والتابع هو التحصيل الدراسي المتأثر بالتدريس

وتتميز الفرضية بالخصائص التالية:
1- معقولية الفرضية: أي تأتي منسجمة مع الحقائق العلمية المعروفة وليست خيالية أو متناقضة، وهذا يتطلب من الباحث سعة الإطلاع.
2- إمكان التحقق منها: بأن يمكن قياسها بالمؤشرات الإحصائية القابلة للقياس والاختيار.
3- قدرته على تفسير الظاهرة المدروسة: تزيد قيمة الفرضية بمقدار قدرتها على تقديم تفسير شامل للموقف أو تقديم تعميم شامل لحل الموقف.
4- تناسق الفرضية كلياً أو جزئياً مع النظريات ذات العلاقة.
5- بساطة الفرضية وبعدها عن التعقيد.
6- أن تستخدام ألفاظ سهلة حتى يسهل فهمها.
7- أن تكون بعيدة عن احتمالات التحيز الشخصي للباحث

أنواع الفرضيات:
• الفرض المباشر الذي يحدد علاقة إيجابية بين متغيرين
مثال: توجد علاقة قوية بين التحصيل الدراسي في المدارس الثانوية والتدريس الخصوصي خارج المدارس
• الفرض الصفري الذي يعني العلاقة السلبية بين المتغير المستقل والمتغير التابع
مثال: لا توجد علاقة بين التدريس الخصوصي والتحصيل الدراسي.

أهمية الدراسة وأسباب اختيار الموضوع
يمكن ذكر أهمية البحث العلمي في النقاط التالية:
1- وصف الظواهر : ويعني جمع البيانات المتعلقة بالظواهر والأحداث وتصنيفها وترتيبها ومن أمثلة ذلك أعداد العاطلين عن العمل ومعدلات الجرائم في المناطق المختلفة
2- تفسير الظواهر: ويعني اكتشاف الأسباب التي أدت الى حدوث الظواهر ومن أمثلة ذلك معرفة أسباب ارتفاع نسبة البطالة
3- التنبوء بالظاهرة :لا يكتفي البحث العلمي بوصف الظواهر وتفسيرها بل يتجاوز ذلك إلى محاولة التنبوء بما ستكون في المستقبل وذلك على ضوء التفسيرات والتعمميمات التي تم التوصل إليها كالتنبوء بمعدلات البطالة .
4- الضبط او السيطرة على الظاهرة : وتعني التحكم في العوامل التي تحكم الظاهرة وتؤدي الى وقوعها أو تمنعها من الوقوع ، فهو يعنى سيطرة أكبر على الظواهر من خلال المعرفة الدقيقة للأحداث و الظواهر
5- الفهم، ونقصد به دراسة الواقع وفهم الظاهرة موضوع البحث والتعرف على الظروف والعوامل المؤثرة فيها ،وفهم العلاقات بين المتغيرات، إضافة إلى فهم قوانين الطبيعة وتوجيهها لخدمة الإنسان.
6- إيجاد الحلول للمشكلات المختلفة التي تواجه الإنسان في تعامله مع البيئة التي يعيش فيها.
7- تطوير المعرفة الإنسانية في البيئة المحيطة بكافة أبعادها وجوانبها، في الطبيعة والسياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والإدارة والاجتماع وخلافه.
8- فتح آفاق واسعة أمام الباحث لاكتشاف الظواهر المختلفة، في مجال العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية، بالاعتماد على مصادر المعلومات والبيانات الأولية والثانوية. وقد أنشأت الدول المتقدمة مراكز للأبحاث والدراسات
9- هو الوسيلة التي تستطيع المجتمعات بواسطتها اجتياز العقبات، والتخطيط للمستقبل وتفادي الأخطاء ، ولذلك فإننا نجد الدول النامية تستخدم البحث العلمي لتقليص الفجوة بينها وبين الدول المتقدمة.
10- ضروري لجميع الفئات من مدرسين وطلاب ومتخصصين في المجالات المختلفة، حيث يساهم في اعتماد البحث كمبدأ في حل المشكلات.
11- أنه وسيلة للابتكار و الابداع كما أنه وسيلة لكشف الأخطاء الشائعة الناتجة عن الأبحاث السردية و غير المنهجية .
12- أنه وسيلة من وسائل التعليم الذاتى فمن خلاله يتعرف الباحث أو الطالب على أسلوب البحث و طريقته و يتعلم كيف يصل إلى المعلومات بنفسه وكيف يطبقها فى الحياة العملية
ويوضح الباحث سبب اختيار الموضوع، ومن خلاله تتضح أهمية هذا الموضوع، كأن يكون الموضوع جديدا لم يتطرق إليه أحد من قبل، بسبب نقص المعلومات مثلا حول موضوع الدراسة، وبالتالي يرسي الباحث قاعدة معلوماتية مهمة حول الموضوع.

أهداف الدراسة:
يحدد فيها ماذا يريد أن يحقق خلال هذه الدراسة، ولصالح من ومن المستفيد منها ، وأهداف الدراسة وأبعادها مرتبطة مباشرة مع المشكلة والفروض ،وتحديد الأهداف بشكل دقيق يلعب دورا مهما في تحديد عينة ومجتمع الدراسة وأسلوب جمع البيانات وتحليلها ، وينبغي أن تكون الأهداف ممكنة القياس والتحقيق عبر توفر البيانات اللازمة لها ، كما لا بد أن تكون هذه الأهداف في حدود القيود الزمانية والمكانية وقيود المعاينة المتعلقة بالدراسة.

أدبيات الدراسة :
وتشمل مراجعة الأبحاث السابقة المماثلة (الدراسات السابقة) حيث من المفيد في خطة البحث أن يذكر الباحث شيئا عن الدراسات السابقة والمرتبطة بهذا الموضوع ، فيقوم الباحث هنا بالكتابة عن عدد من الدراسات السابقة وخاصة فيما يتعلق بنتائجها وتوصياتها وأسلوب التحليل، والبيانات التي تم استخدامها واعتمدت عليها الدراسة مع ضرورة إظهار أين تمت الدراسة ، إضافة إلى النظريات ذات العلاقة والتعاريف الحديثة لأهم مصطلحات الدراسة وأساليب قياس المشاهدات ، كما تبين أدبيات الدراسة مصادر الحصول على البيانات واستراتيجيات جمع البيانات والمعلومات ، وتبين أدبيات الدراسة كذلك طرق ربط العناصر والمشاهدات المختلفة والعلاقات المتوقعة بين متغيرات الدراسة،هذا فضلا عن التعرف على الاقتراحات الموجودة من الدراسات السابقة.
أما فوائد أدبيات الدراسة فهي توفير الجهد على الباحث والتعرف على النماذج المناسبة لإتمام البحث ، كما تفيد في استخدام التعاريف الحديثة والبيانات والإحصاءات الحديثة ، وتوضيح وشرح خلفية المشكلة أو الموضوع ، وبيان أصالتها و أصالة البحث ، هذا بالإضافة إلى البعد عن الأخطاء التي وقع فيها الباحثون السابقون ، ومرحلة أدبيات الدراسة مرتبطة تماما بكل مراحل الدراسة، فهي تساعد بشكل كبير في اختيار موضوع ومشكلة البحث، وتحديد المؤشرات والمقاييس المستخدمة في قياس المتغيرات المدرجة في الدراسة ، و تفيد في تحديد أنواع البيانات المستخدمة وطريقة جمعها وأسلوب التحليل المستخدم وآلية عرض النتائج في التقرير النهائي.

مجتمع وعينة الدراسة
ينبغي على الباحث تحديد المجتمع الذي تجري عليه الدراسة، مثلاً هل هو ليبيا كلها ، أم مدينة العجيلات فقط ، وهل هو الصناعة في ليبيا كلها أم الصناعات الصغيرة في مدينة العجيلات وهل هو العاطلين عن العمل في ليبيا أم في مدينة العجيلات، أم أنه يعالج مشكلة العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات أم من المحاسبين فقط أم من مراجعي الحساباتى ، إذن يجب التحديد بدقة ووضوح ما هو مجتمع الدراسة.
وبعد تحديد مجتمع الدراسة, يتعين على الباحث تحديد العينة التي يبني عليها الباحث دراسته، وخاصة إذا اعتمد على البيانات الأولية في دراسته ، ويجب أن تكون العينة ممثلة لمجتمع الدراسة حتى يتمكن الباحث من تعميم النتائج أو حتى التنبؤ بواسطتها للمستقبل.

مفاهيم الدراسة
وقد يطلق عليها التعريفات الإجرائية ، أو مصطلحات الدراسة ، حيث لابد أن تشتمل خطة البحث على تعريف بالمصطلحات والرموز التي تم استخدامها في الخطة، مما يسهل فهمها والتعامل معها ، كون الكثير من التعريفات لها تعريفات قد تكون متباينة أو أكثر من معنى ، ولكن عندما يحدد الباحث التعريف الذي سيعتمده في الدراسة مما يجعله يتقيد به في دراسته
هيكلية الدراسة
هيكلية الدراسة تشتمل على الفصول والمباحث التي تعتمدها الدراسة في معالجة موضوع الباحث ، وهي تعتبر موجه لمسيرة الباحث خلال بحثه، وليس بالضرورة أن يلتزم بها الباحث التزاما تاما، بل يمكن أن تحدث بعض التغيرات على هذه الخطة حسب الحاجة ومدى توفر المراجع وما قد يطرأ من أفكار جديدة للباحث بما يخدم غرض البحث.
مؤشرات الدراسة :
تعتبر مرحلة إيجاد مؤشرات الدراسة من المراحل الهامة في الدراسة، نظرا لأهمية اشتمال الدراسة على مؤشرات لقياس المفاهيم المختلفة ضمن إطار الدراسة ، فعندما نتحدث عن مفهوم التنمية أو النمو لا بد من وجود مؤشر لقياس هذا المفهوم ، ولا بد أن تكون المؤشرات ممكنة القياس وواضحة لعرضها على المقاييس مثل الاستبيانات والاختبارات الإحصائية التي تم استخدامها في بحوث ودراسات سابقة، ومن المهم استخدام المؤشر المناسب والذي يتم استخدامه ضمن الدراسة ، وبعد الحصول على المؤشر المناسب لابد من اختبار مصداقية المؤشر ودرجة الاعتماد عليه في قياس ما صمم من أجله.
مثال ذلك : الوحدة الوطنية تعني تحقق المؤشرات التالية :
• مدى تحقق الحرية والعدالة والمساواة للجميع أفراد الشعب
• التوافق السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين الشعب والنظام السياسي الحاكم
• أن تكون هوية الجيش والأمن تمثل جميع أفراد وفئات الشعب
• احترام وحدة البلاد ولغتها الرسمية وثقافتها الوطنية مع احتراف خصوصيات الفئات الأخرى
فإذا أعطينا لكل مؤشر نسبة معينة مثلاً 25% ، وباستخدام الجداول الإحصائية ومقاييس النزعة المركزية من الممكن أن نصل إلى نتائج تقريبية لمدى تحقق الوحدة الوطنية وفق مؤشرات الدراسة

حدود الدراسة :
من المفيد أن يسجل الباحث تحت هذا العنوان محددات الدراسة وقيودها، سواء المحددات والقيود الزمانية أو المكانية ، فقد يحدد الباحث دراسته في مكان محدد، مدينة العجيلات مثلاً، بسبب صعوبات التنقل مثلا، أو بسبب الظروف السياسية ، كما قد يقلل الباحث عينة الاستبانة بسبب القيود المالية أو قيود متعلقة بالوقت المتاح ، ويحدد الباحث زمان دراسته بالفترة المحصورة خلال فترة زمنية معينة على أن يبين سبب اختيار هذه الفترة على اعتبار أنه يريد ضبط هذه الفترة وتحليلها لإثبات فرضيته وحل مشكلة الدراسة بالإيجابة عن أسئلة الدراسة.

مصادر الدراسة :
مثل المصادر الأولية وهي التي تحتوي على بيانات ومعلومات أصيلة وأقرب من تكون للواقع وهي غالبآ ما تعكس الحقيق ويندر أن يشوهها التحريف فالشحص الذي يكتسب كشاهد عيان لحادثة أو واقعة معينة غالبا ما يكون مصيبا وأقرب للحقيقة من الشخص الذي يرويها عنه أو الذي يقرأها منقولة عن شخص أو أشخاص آخرين مثل السجلات والوثائق حيث يرجع البحث التاريخي إلى السجلات الرسمية المكتوبة والشفوية فيدرس الباحث الوثائق والملفات والقوانين والأنظمة التي كانت سائدة في الفترة الزمنية موضع الدراسة، كذلك يمكن الرجوع إلى تحليل مضامين المخطوطات والمذكرات التي قد تكون محفوظة في المكتبات ، والآثار حيث تعتبر الآثار مصدرا مهما في البحوث التاريخية، فالآثار تبقى خالدة ومعبرة عن تلك الحقبة الزمنية أمثال الأهرامات وما عليها من نقوش وكتابات ، كذلك دراسة طراز المباني القديمة أو الأدوات القديمة والملابس لتلك الحقبة ستكشف الكثير عن مظاهر الحياة السائدة ، وإجراء المقابلات مع شهود العيان الذين عايشوا الظاهرة موضع الدراسة، مثال كتابة التاريخ الشفوي الليبي حول العادات والتقاليد وأنماط المعيشة التي كانت سائدة فترة ما قبل 1911، أو الكتابة حول القرى الجزائرية التي دمرت من قبل فرنسا في ثورة التحرير الجزائرية 1958 من خلال إجراء مقابلات مع من سكنوا وعايشوا التدمير في تلك الحقبة.
أما المصادر الثانوية: وهي مصادر مستمدة من المصادر الأولية، فمثلا يمكن أن تطلع على كتابا يكتب عن ظروف اندثار آثار معينة أو صرح تاريخي لم يعد قائما، وعلى الباحث الموازنة في استخدام المصادر الأولية والثانوية، ولكن غالبا تفضل المصادر الأولية إلا إذا كانت المصادر الثانوية معروضة بشكل مبوب من قبل مختص ، وأهم المصادر الثانوية التاريخية ما يلي:
• الصحف والمجلات
• المذكرات والسير الذاتية لبعض الأشخاص الذين عايشوا تلك الحقبة الزمنية المدروسة،
• الدراسات السابقة التي تمت في الماضي والتي تناولت الأحداث التي يدرسها الباحث، حيث يمكن الرجوع إليها واستخلاص المعلومات التي تفيد الباحث في معالجة مشكلة الدراسة. وتزداد أهمية الدراسات السابقة إذا كانت تعتمد على مصادر أولية.
• تسجيلات الإذاعة والتلفزيون وأشرطة السينما والفيديو.
• النشرات والكتب والدوريات والرسومات التوضيحية والخرائط.

تحليل المعلومات واستنباط النتائج :
يكون بإحدى الطرق التالية:
أ‌. تحليل نقدي يتمثل في إن بإبراز الباحث رأيا مستبطا من المصادر المجمعة لديه مدعوما بالأدلة والشواهد.
ب‌. تحليل إحصائي رقمي عن طريق النسب المئوية والجداول الإحصائية عند استخدام المنهج الإحصائي في تحليل الظاهرة قيد البحث .

الهوامش والحواشي والمراجع والملاحق
تعتبر الهوامش من الأمور الضروريه التي تتطلب كتابة البحث لأن الأمانه في كتابة البحوث تملي على الباحث الاشارة إلى المصدر الذي منه أخذت الفكرة أو المادة العلمية ، كاعتراف بالمجهود الذي بذله المؤلف الاصلي وتقديرا لما بذله في سبيل إعداد الماده التي اعتمد عليها .

أنواع الحواشي :
1- حاشية المحتوى : تستخدم عندما يريد الباحث ان يضع فكرة وردت في البحث وذلك لزيادة التفصيل في الحاشية .
2- حاشية المصدر: ويستخدمه الباحث لتبيين المصدر الذي استسقى منه المعلومات مستعينا به

وتذكر الهوامش في أسفل الصفحة التي وردت بها الهامش مرقمة حسب التسلسل أو تجميع الهوامش مرقمة أيضا ً بنفس الترقيم في النص ،أو تجمع في صفحة منفصلة قبل قائمة المراجع
والهوامش يذكر فيها أسم الباحث ، وعنوان البحث ، ودار النشر ، والمدينة ، والطبعة ، وسنة النشر ، ورقم الصفحة ، أو مداها من صفحة كذا إلى صفحة كذا أما المراجع فهي مثل الهوامش لكنها لا تحتوي على أرقام الصفحات .

ويقسم في صفحة المراجع ، المصادر الأولية من وثائق وسجلات ، وآثار وصور من العهود القديمة ، ومصادر ثانوية من كتب ودوريات وصحف ومصادر من شبكة المعلومات العالمية (الأنترنت )
أما الملاحق فيوضع فيها عادة أي شئ يوضح ما ورد في البحث ، مثل اشتقاق معادلة وردت في البحث ، أو عرض جداول منفصلة عن متغيرات الدراسة أو عرض نتائج تفصيلية عن تحاليل إحصائية يتم إجرائها و لا يريد الباحث أن يعرضها في النص ، و لكن يمكن للمهتمين أن يرجعوا إليها في الملحق ، أو نشر معاهدة تعاون اقتصادي أو سياسي أو ثقافي أو خطاب سياسي لمسؤول ، أو نشر المقابلة مع مبحوث ، أو رسالة تاريخية كوثيقة تعامل معها الباحث في بحثه


مثال نموذج
الوحدة الوطنية في ظل حكم
حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق

المحتويات
• المقدمة
• الدراسات السابقة
• تحديد مشكلة الدراسة
• أسباب اختيار الموضوع
• هدف الدراسة
• أهمية الدراسة
• فرضية الدراسة
• التعريفات الإجرائية
• مناهج الدراسة
• أدوات جمع البيانات
• نطاق الدراسة
• صعوبات الدراسة
• تقسيمات الدراسة
• قائمة مراجع المقترح
• مراجع مقترحة للدراسة

المقدمة
تعتبر مسألة الوحدة الوطنية في الدول النامية وخاصة الدول التي تحتوي مجموعات عرقية ، وأثنية ، و دينينة ، و مذهبية ، و قبلية ، و عشائرية ، و طبقية من أولويات المسائل التي تهتم بها هذه الدول و تسعى إلى تحقيقها بقدر المستطاع من خلال السياسات الداخلية التي تتبعها هذه الدول في الوقت الحاضر .
فمعظم الدول النامية تواجه مشكلة التمايزات الأثنية و العرقية و الدينية و المذهبية فيها ، رغم أن هذه المجموعات كانت قد تعايشت تعايشاً سلمياًُ مع مجتمعاتها في الماضي ، وكانت على الدوام تثري مجتمعاتها بالكفاءآت العلمية ، و الاقتصادية ، و الاجتماعية ، و السياسية ، ولم يكن التعصب من منهاجها ، ولا من مبادئها ، ذلك التعصب الذي يعتبر سمة تتسم بها مجموعة عرقية ، أو دينة ، أو طبقية ، بزعمها أنها تملك الحقيقة المطلقة التي تؤمن بها بشكل شامل ، ولا تتسامح مع آراء و أيديولوجيات الآخرين .
فأي تيار ديني ، أو طائفي ، أو عرقي ، أو طبقي لكي يتعايش مع المجتمع فعليه أن يتسم بعدة سمات أهمها :
1. الابتعاد عن وهم امتلاك الحقيقة الشاملة المطلقة .
2. عدم نفي الآخر .
3. عدم وجود ثقافة التسلط في مبادئه ومنهاجه .
4. الابتعاد عن ثقافة التآمر .
5. عدم الانغلاق على نظام قيم معين بصورة جامدة .
6. عدم وجود ثقافة الترير في منهاجه
7. الرغبة في فتح قنوات للحوار .
8. البحث عن الأرضة المشتركة مع فئات المجتمع الأخرى .
وقد أظهرت تجارب الدول التي مرّت بالتجارب الشيوعية ، أو الفاشية ، التي اعتمدت نظام الحزب الواحد ؛ أنها قد فشلت في تحقيق الوحدة الوطنية وفي عملية الدمج العرقي ، و الديني ، و الطبقي ، و القبلي ، فبمجرد انتقالها إلى إقتصاد السوق ، و التعددية السياسية – بعد سقوط الاتحاد السوفياتي مثلاً – اندلعت في معظمها الحروب الأهلية .
فهل انطبق هذا الأمر على حالة العراق ، الذي كان محكوماً من قبل حزب البعث العربي الاشتراكي ؟ ، إذ أنه بمجرد سقوط النظام العراقي من خلال قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، اندلعت الحرب الأهلية بين مكوناته العرقية ، و المذهبية ، و الدينية ، وماتزال هذه الحرب ماثلة به إلى الآن ، مما حذا بالبعض إلى القول أن نظام الحزب القائد قد حافظ على الوحدة الوطنية طوال فترة حكمه للعراق ، و أن وجود أحزاب متعددة بعضها طائفي ، و بعضها الآخرعرقي سيساهم في إنهاء الوحدة الوطنية ، وتمزيق العراق إلى دويلات طائفية وعرقية .
فالعراق كدولة فيها تناقضات المجتمع العراقي باحتوائها على مجموعات عرقية و طائفية ، و قبلية ، و مذهبية ، و طبقية ، و إقليمية ، تعرضت ماقبل فترة حكم البعث لحالة من عدم الاستقرار السياسي - الوزاري - ، الذي عبّر عنه البعض بأنه يمثل حالة عدم وجود وحدة وطنية في العراق ، و أن وجود البعث في السلطة له الدور الأكبر في الوحدة الوطنية ، لأنه برأيهم قد حافظ خلال معظم فترة حكمه للعراق على استقرارها السياسي ، وخاصة بعد انقلاب 1968.
فهل استطاع حزب البعث العربي الاشتراكي أن يستوعب خلال فترة حكمه كل فئات المجتمع العراقي ضمن نطاقه بعد أن قام بتبعيث- جعلها ضمن نطاق حزب البعث - كل مؤسسات الدولة ، بحيث تنتهي من خلال هذه السياسة كل تناقضات المجتمع ؛وذلك بإنتساب الكوادر القيادية لكل مجموعة من هذه المجموعات لهذا الحزب ؟ وهل استطاعت أيديولوجية حزب البعث إنهاء الفوارق الطبقية ، و العرقية ، و الدينية ، والطائفية ، و القبلية ؟ .
وهل استطاع حزب البعث أن يتيح الفرصة لوجود أحزاب سياسية ، وقوى ضاغطة متطورة ، و أن يحقق تنمية سياسية تنتج مجتمعاً مدنياَ يتحقق فيه وجود نقابات عمالية ، ومهنية ، وجمعيات فلاحية ، وروابط تهم جميع فئات المجتمع ؟ وهل استطاع أيضاً أن يتيح المجال لعقد المؤتمرات و الندوات الأهلية التي تشارك فيها نخبة المجتمع ، بحيث تلتحم كل فصائل المجتمع في القضايا الوطنية، ليصبح شعباً فعالاً ، تظهر فعاليته في الانتخابات و الترشيحات و الاعتراضات بجميع أنواعها من مظاهرات و اعتصامات و اضرابات ومظاهر أخرى ؟ .
وهل استطاع حزب البعث جذب جميع أفراد الشعب إلى ساحة العمل السياسي ، من خلال انتساب كوادر الشعب إلى هذا الحزب القائد ، بحيث يصبح الجميع جادين ومهتمين بأمور الوطن ، بما يرهف حسهم السياسي وشعورهم الوطني
وهل استطاع أيضاً أن يزيد إهتمام أفراد الشعب بمصالحهم الاقتصادية الفردية التي يشكل مجموعها مصلحة الأمة أو الدولة ، حسب رأي آدم سميث في كتابه رأس المال ؟ .
وبالتالي هل كان لتجربة الحزب القائد – حزب البعث العربي الاشتراكي – خلال فترة الدراسة ، آثاراً إيجابية على الوحدة الوطنية في العراق ؟ وهل استوعبت الروابط المجتمعية في العراق هذه الفوارق الفئوية بين مكونات المجتمع العراقي ؛ لتساهم في تحقيق الوحدة الوطنية ؛ من خلال إنضمام جميع مكونات المجتمع العراقي لحزب البعث العربي الاشتراكي ؟ وهل كانت ثمة علاقة اعتماد متبادل بين وجود الحزب القائد في العراق ، وبين تحقق أو عدم تحقق وحدتها الوطنية ؛ بما تحتويه هذه الوحدة من احترام لحرية الأفراد ، والتأكيد على الانتخابات الحرة ، والحياة الدستورية ، بحيث تتحقق الديموقراطية السياسية ، من خلال عدم نفي مكونات المجتمع العراقي لبعضها البعض ، أو تشويه بعضها البعض ، أو تصغيرها ، بحيث تتحقق الوحدة الوطنية في العراق ، التي تقود بدورها إلى الاستقرار السياسي في الدولة و المجتمع ، وتساهم في تحقيق الرفاهية الاقتصادية؟ .
الدراسات السابقة
عالج بعض الدارسين في العراق قضية العلاقة بين حزب البعث العربي الاشتراكي و الوحدة الوطنية في العراق ، لكن كانت دراساتهم وصفية إلى حد بعيد ، فلم يحللوا هذه العلاقة تحليلاً علمياً دقيقاً ؛ بحيث يبينوا طبيعة العلاقة بين عنصري هذه الدراسة وماهي هذه العلاقة ، و أهم هؤلاء الدارسين هم : جلال الدين معوض ، في كتابه الأكراد و التركمان في العراق ، حيث درس الباحث طبيعة العلاقة بين النظام العراقي القومي العربي ، و بين الأقليات العرقية الموجودة في المجتمع العراقي وأثر ذلك على الوحدة الوطنية في العراق ، كما درس باحث آخر هو عبد النافع محمود ، في كتابه : ظاهرة عدم الاستقرار السياسي في العراق ، حيث قدم الباحث دراسية عن تأثير وجود أقليات عرقية و دينية ضمن مجتمع محكوم من قبل نظام قومي يؤكد على القومية الكبرى في الدولة ، و ما نتجت عنها هذه السياسة من ظاهرة عدم استقرار سياسي في العراق ، لكن كانت فترة دراسته حتى عام 1971 .
تحديد مشكلة الدراسة :
تتحدد مشكلة الدراسة في الإجابة عن تساؤل مفاده هل كان هناك ثمة علاقة بين وجود الوحدة الوطنية في العراق ، وبين وجود حزب البعث العربي الاشتراكي في السلطة ؟ بمعنى آخر هل نجح حزب البعث العربي الاشتراكي في تحقيق الوحدة الوطنية في العراق خلال فترة حكمه للعراق ؟ على اعتبار أن العراق قد مرَّ بمرحلة ما قبل وصول حزب البعث إلى السلطة بسلسلة من التخبط الحكومي ؛ بسبب سقوط الكثير من الحكومات التي عجزت عن مواجهة مشكلات مجتمعاتها ، فكانت الكثير من المظاهرات والاعتصامات التي تعرضت لها ، وهل حالة الاستقرار السياسي التي سادت العراق خلال فترة البعث لم يكن لها أي علاقة بالوحدة الوطنية فيه ؟ ، أم |أن هذا الاستقرار لم يكن سوى استقرار قسري من خلال قوة النظام الأمنية والعسكرية ، على غرار بعض النظم الشمولية أمثال نظامي فرانكو في إسبانيا ، وساليزار في البرتغال ، أو النظم الشيوعية ، أو الثيوقراطية ؟ .
هدف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى البحث عن ماهية الدور الذي قام به حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق فيما يتعلق بالوحدة الوطنية ، كونه يحمل في أيديولوجيته الحفاظ على وحدة ومكانة الدولة والحفاظ على لغتها وهوية جيشها و قواتها المسلحة التي تعتبر درع الوطن ولاتخص فئة معينة فيه ، كما أنه لاتوجد دراسة عن العراق درست بشكل علمي دقيق طبيعة هذه العلاقة ، خاصة أن بعض الدراسات ترى أن وجود التعددية السياسية في مجتمعات تحتوي على مجموعات مجتمعية من عرقية أو دينية أو مذهبية أو لغوية أو حزبية أو طبقية ، سيؤدي إلى إعاقة الوحدة الوطنية في الدولة ، وأن وجود حزب قائد أو واحد في الدولة سيحقق الوحدة الوطنية في هذه المجتمعات و بالتالي سيتحقق الاستقرار السياسي فيها.
فرضية الدراسة
تفترض الدراسة أن هناك علاقة سلبية بين وجود حزب البعث في السلطة في العراق ، ووجود وحدة وطنية فيه ، وبناءاً على هذا الافتراض تنبثق عدة تساؤلات تسعى الدراسة للإجابة عليها وهي
1- هل ثمة دور عملي أو نظري لحزب البعث العربي الاشتراكي في تحقيق أو عدم تحقيق
الوحدة الوطنية في العراق خلال فترة حكمه الممتدة منذ عام 1963 وحتى سقوطه على يد
القوات الأمريكية الغربية عام 2003 ؟ ، وبمعنى آخر هل التفسخ والشقاق الذي حصل بين
الفئات المختلفة للشعب العراقي منذ تولي البعث للسلطة في العراق عام 1963 وحتى عام
2008كان بسبب أيديولوجية البعث ؟ أم بسبب عدم تطبيق هذه الأيديولوجية على الوجه
الصحيح ؟ .
2- ما مدى تحقق الوحدة الوطنية في العراق وفق محددات الوحدة الوطنية التي اعتمدتها الدراسة
. (2008- خلال الفترة ( 1963
3- هل الحرب الداخلية في العراق التي ابتدأت منذ سقوط النظام العراقي عام 2003 كانت
بسبب تداعيات فترة حكم البعث في العراق ، أم أنه ليس لها أي علاقة بها ؟ .


التعريفات الإجرائية :
• حزب البعث العربي الاشتراكي : هو الحزب الذي وصل إلى السلطة في سوريا من خلال حركة 7 فبراير عام 1963 ، حيث أصبح الحزب الوحيد في الساحة السياسية العراقية منذ حركة عام 1968 ، ثم أصبح الحزب القائد لمجموعة من الأحزاب الصغيرة التي شكلت ماعرف بالجبهة الوطنية التقدمية في العراق ، و قام خلال فترة حكمه بتبعيث القوات المسلحة ، و كل مؤسسات الدولة المدنية ، و العسكرية ، كما أصبح عدد أعضاءه في مجلس الشعب أكثر من نصف عدد الأعضاء الغير منتمين إليه .

• الوحدة الوطنية : وجود اتفاق ووفاق على ثقافة وطنية واحدة ، و إطار من التفاعل السياسي و الاقتصادي ، و الاجتماعي بين النظام ، و أعضاء الجماعة الوطنية من جانب و بين جميع الجماعات ( الفئات ) الوطنية بعضها مع بعض من جانب آخر ، بما يحقق التفاعل و التلاحم بين جميع أعضاء الجماعة الوطنية ( عموم سكان الدولة ) ، بغض النظر عن انتماءاتهم المختلفة ، وبما يحقق الصالح العام للجميع ، مع عدم إلغاء الخصوصيات الفرعية للأقليات على ألا تشكل تلك الخصوصيات عائقا أمام وجود ثقافة وطنية مشتركة إزاء غيرهم من الجماعات الوطنية الأخرى ( أبناء البلاد الأخرى )، فأهم مؤشرات الوحدة الوطنية هي:
1. احترام ووحدة البلاد و لغتها الرسمية ( لغة الأكثرية ) .
2. تحقيق الحرية و العدالة و المساواة لجميع فئات الشعب أمام القانون .
3. التفاعل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي بين الشعب والنظام السياسي بما يحقق الرفاهية الاقتصادية للفرد و المجتمع .
4. الـتأكيد على الهوية الوطنية للجيش على اعتبار أنه ملك للجميع.
• عدم الاستقرار السياسي : ويقصد به في إطار هذه الدراسة تكرار الانقلابات العسكرية بشكل ملحوظ ومتكرر ، ويصاحبه استخدام العنف من جهة وتناقص شرعية وكفاءة النظام السياسي الجديد الذي حلَ مكان القديم من جهة أخرى .

• الأيديولوجيا : أنماط من القناعة السياسية التي تبرز رؤى معيارية في الحياة السياسية ، وهذه الرؤى تتضمن مواقف محددة حول طبيعة الإنسان ، والعلاقة بين الإقتصاد والسياسة في المجتمع ، إضافة إلى غايات وأهداف السياسة بشكل عام كما أنها تتضمن مجموعة من الأفكار التي تحوي رؤية ومخططاً للتغيير الاجتماعي.

• الانقلاب العسكري : هو قيام مجموعة من ضباط الجيش بالاستيلاء على السلطة السياسية وإسقاط النظام القائم ، ومن ثم الحلول محله ، وبناء نظام آخر يتماشى مع إرادتهم وأيديولوجيهم وتوجهاتهم .


• الشرعية السياسية : " هي الأرضية التي يؤسس عليها الحاكم طلب إطاعة أوامره فهي التي تبرز أحقية سيطرة ما " ، وعلى ذلك فللشرعية بعد يتعلق بالإجبار وبالقدرة على معاقبة من لا يطيع ، وذلك لأن لها بعد أمني ، وهذا ما تأخذ به الأنظمة التي تظهر بعد الانقلابات العسكرية ، على اعتبار أن شرعيتها هي شرعية ثورية ويرى الباحث مايكل هدسون أن الشرعية السياسية في العالم العربي هي : " مشكلة الحكم المركزية ، لأن فقدان هذه المادة السياسية يفسر الطبيعة المتقلبة للسياسة العربية والطابع التسلطي المتدرج لكل السلطات العربية ".

• أزمة الشرعية السياسية : هي عدم توافر عنصر أو أكثر من عناصر الشرعية السياسية التي حددها ديفيد إستون بالمكون الشخصي لأعضاء النظام السياسي والإيديولوجيا التي هي منظومة الأفكار والمعتقدات التي تعبر عن سياسية النظام الحاكم ، أو التي حددها فييير بعنصر التمثيل من خلال اقتناع المحكومين بأن من هم في السلطة يمثلونهم بشكل فعلي ، وعنصر الإنجاز من خلال تكريس الإنجازات التي تمت للمجتمع عن طريق النظام ، إضافة إلى عنصري فعالية النظام السياسي والعنصر الدستوري ، وعلى ذلك يكون أهم أسباب أزمة الشرعية السياسية هي:

1. قد تكون أزمة الشرعية في أساسها مشكلة دستورية ومؤسسية، وتبلغ ذروتها عندما يرفض الناس تقبل المؤسسات الرسمية، وهو ما قد يكون أكثر وضوحاً في دول العالم الثالث، إذ يوضح "لابالومبارا " ذلك من خلال أن المؤسسات السياسية في دول العالم الثالث تفتقر إلى الشرعية عندما تكون امتداداً للمؤسسات التي كانت قائمة في عصر الاستعمار، كما أن المؤسسات الشرعية قد تفقد شرعيتها عندما تقع في أيد فاسدة ، أو عندما تواصل إصدار مخرجات سياسية غير مقبولة شعبيا، أو عندما تكون غير قادرة على مواجهة المطالب والتكيف مع الظروف المتغيرة.
2- إن استقرار النظام السياسي الشرعي سيكون في خطر إذا ما انهارت فعاليته لمدة طويلة أو تكرار انهيارها لأكثر من مرة ، كما هو الحال في البلدان النامية ،حيث كثيرا ما تأتي أزمة الشرعية فيها ، من عجز سلطاتها عن إثبات فعاليتها في إدارة الشؤون العامة للبلاد، وبصورة خاصة عجزها عن تحقيق الإنجازات الكبرى في التنمية والتطوير.
3- انحسار مكانة السلطة وهيبتها نتيجة ضعفها.
4- عدم تمثيل النظام السياسي لقيم ومصالح المجتمع.

مناهج الدراسة :
• تستند الدراسة بالأساس إلى منهج تحليل النظم بما يحويه من مدخلات ومخرجات تؤدي للوصول إلى سياسة داخلية وخارجية معينة ، وبالتالي إلى قرارات معينة ، بسبب تأثيرات البيئة الخارجية ، وما ينتج عن ذلك من علاقة تؤدي لرد فعل لأحداث داخلية ، أو قرارات خارجية ، كما أن طبيعة هذه الدراسة تستند أيضاً إلى المنهج المقارن ؛ حيث نستخدم هذا المنهج من خلال تقسيم فترة الدراسة إلى فترات يفصل بينها أحداث مهمة حددت مسار كل مرحلة من هذه المراحل ؛ إضافة إلى أن هذا التقسيم له دوره المهم في مقارنة الأحداث والنتائج ، كما وتفرض طبيعة الدراسة استخدام المدخل المؤسساتي ؛ الذي يلقي الضوء على دور المؤسسات في الدولة من تشريعية وتنفيذية و قضائية ، لأن دراسة هذه المؤسسات يساعد في الوصول إلى حقائق الأحداث التي تستقي منها الدراسة مادتها ، وعملياً تفرض الدراسة استخدام منهج دراسة الحالة : لأننا ندرس حالة العراق دون غيرها على اعتبار أنها موضع الدراسة ، واستخدام المناهج والمداخل السالفة الذكر مع المنهج الرئيسي للدراسة - منهج النظم - ؛ هو بسبب أن الدراسة تحتاج استخدام أكثر من منهج واحد ؛ بحيث يكون هناك تكامل منهجي لتتسم هذه الدراسة بالعلمية .
أدوات جمع البيانات
• الوسائل الأولية : من مذكرات القادة السياسيين الذين عاصروا هذه المرحلة من تاريخ العراق ، إضافة إلى تصريحاتهم و مقابلاتهم الشخصية في الإذاعة المرئية ، ومالهم من رسائل سياسية تهم الدراسة ، وتحليل الدساتير العراقية خلال هذه الفترة ، و القرارات الصادرة عن النظام العراقي خلال فترة الدراسة ، إضافة إلى الوثائق التي أفرج عنها من الدول التي ساهمت بأدوار مختلفة تهم الدراسة في مراحلها المختلفة .
• الوسائل الثانوية : من كتب ، و صحف ، و دوريات تهم موضوع الدراسة ، إضافة إلى الاستعانة بشبكة المعلومات العالمية ( أنترنت ) و ما فيها من مواضيع تخص الدراسة .



حدود الدراسة :
• المدى الزمني : وتشمل الفترة منذ حركة 7 فبراير من عام 1963 ، حيث وصل حزب البعث الى السلطة من خلالها و حتى الأن أي 2010 ، رغم أن النظام العراقي كان قد سقط من خلال قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2003 ، حيث اندلعث الحرب الأهلية في العراق لأسباب عدة و ماتزال هذه الحرب ماثلة إلى الأن .
• المدى المكاني : و يشمل الجمهورية العراقية.

صعوبات الدراسة :
• ضآلة عدد أبحاث ومقالات الترجمة ، وغير المترجمة التي تتحدث عن هذه الفترة ، وارتباط معظم هذه الأبحاث بالأنظمة العربية .
• ضآلة عدد الوثائق حول القررات السياسية ؛ بسبب الطبيعة المغلقة للنظام العراقي خلال فترة الدراسة ، فالقررات فيها كانت تتسم بالمركزية المطلقة .












نموذج آخر
دور التنمية السياسية و التنمية الاقتصادية
في تحيق الوحدة الوطنية في سوريا خلال الفترة (1963-2000)
محتويات مقترحة لخطة البحث
• المقدمة
• الدراسات السابقة
• تحديد مشكلة الدراسة
• أسباب اختيار الموضوع
• هدف الدراسة
• أهمية الدراسة
• فرضية الدراسة
• التعريفات الإجرائية
• مناهج الدراسة
• أدوات جمع البيانات
• نطاق الدراسة
• صعوبات الدراسة
• تقسيمات الدراسة
• قائمة مراجع المقترح
• مراجع مقترحة للدراسة
المقدمة
تعتبر عملية التنمية الاقتصادية والسياسية من أهم الأولويات التي تعمل من أجلها الدول النامية والمتقدمة على حد سواء ، لأنها من ضرورات بناء الدولة و استقرارها ،بما تحققه من حفاظ أو تحقيق للوحدة الوطنية في الدولة ، فالتنمية الاقتصادية بما تعنيه من رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة وتوفير فرص العمل للمواطنين والتوسع الكمي والنوعي في الخدمات التعليمية والتدريبية والصحية والاجتماعية، والتوسع في العلوم التطبيقية والتقنية، وتشجيع المبادرات والابتكار، من خلال مواكبة التطورات الاقتصادية والتقنية العالمية السريعة، وتنويع القاعدة الاقتصادية، وتحسين انتاجية الاقتصاد الوطني وتعزيز قدراته التنافسية، والاهتمام بالمجالات الواعدة كالصناعات الاستراتيجية والتحويلية، وخاصة الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة ومشتقاتها إضافة إلى التعدين، والاهتمام بالسياحة، وتقنية المعلومات، وتطوير النظم والقواعد والإجراءات ذات العلاقة بالاستثمار، وتحسين كفاءة أداء الخدمات المالية، وتكثيف المعونات الفنية لدعم القدرات التنافسية للمنتجات الوطنية، والاهتمام بتطوير منظومة العلوم والتقنية والمعلوماتية، ودعم البحث العلمي وتشجيعه، والتوجه نحو اقتصاد المعرفة، باعتبارها من العوامل الأساسية في زيادة الإنتاج والإنتاجية وتوسيع آفاق الاستثمار، و تحقيق التوسع المستمر في التجهيزات الأساسية وصيانتها بما يتلاءم مع نمو الطلب عليها ويسهم في تعزيز نمو كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية، وتحسين كفاءتها ، كما أن التمنية السياسية بما يحققه من زيادة المشاركة السياسية بما وخاصة زيادة المشاركة السياسية للمرأة ، وحق الترشيح و الانتخاب ، ووجود روابط مهنية وعمالية وفلاحية ، وأحزاب سياسية ، وإنهاء أي فوارق فئوية أو طبقية أو دينية أو مذهبية أو أثنية ، من خلال انضمام جميع مطونات المجتمع لجميع القوى السياسية ، و المجتمعية ، و المساهمة في تحقيق أهداف الدولة ، وحل مشكلاتها ، و أزماتها و الالتزام بدستورها .
فالتنمية بشقيها الاقتصادية والسياسية لها الدور الأول في تحقيق أو الحفاظ على الوحدة الوطنية ، التي تتحقق من خلال ازدياد اهتمام الأفراد بمصالحهم الاقتصادية الفردية التي يشكل مجموعها مصلحة الأمة ، أو الدولة ، وهذا يتحقق من خلال جذب الأفراد إلى ساحة العمل السياسي ، وزيادة احساسهم بأمور الوطن ، وزيادة دعمهم ، و تأييدهم للقوى السياسية في الدولة( ) ، وهذا سيؤدي إلى التطوير المؤسسي و الاداري والاستقرار الاقتصادي والسياسي ، لأن جوهر عملية التنمية هو تحقيق متطلبات الأفراد المادية والثقافية و الروحية ، على اعتبار أن الفرد هو جوهر عملية التنمية .
وعلى ذلك فثمة علاقة اعتماد متبادل بين التنمية بشقيها والوحدة الوطنية ، فكل منهما مهم للآخر ، أو يؤدي للآخر ، فالتنمية بشقيها الاقتصادي و السياسي تؤدي إلى الوحدة الوطنية بما تحقق من ارتباط الأفراد بمجتمعهم سياسياً و اقتصادياً ، و بالتالي تزيد من اهتماماتهم الاقتصادية والسياسية ، وهذا يؤدي بدوره إلى تحقيق وحدتهم الوطنية ، كما أنه لو تحققت الوحدة الوطنية للأفراد سيؤدي هذا إلى استقرار سياسي في الدولة من خلال استقرار النظام السياسي والحكومي ، الذي بدوره يؤدي إلى استقرار اقتصادي ، وهذا سيزيد فرص التنمية الاقتصادية و السياسية في الدولة .
وقد مرت سوريا بتجربة الحزب القائد وهو حزب البعث العربي الاشتراكي منذ ثورة عام 1963 فما هو الدور الذي ساهمت فيه التنمية الاقتصادية والتنمية السياسية خلال مراحل حكم هذا الحزب في تحقيق الوحدة الوطنية في سوريا ، رغم ما يثري المجتمع السوري من أعراق و طوائف و أديان ، و أحزاب مختلفة ، خاصة أن سوريا كانت قد مرت بمرحلة سبقت تلك الفترة – فترة الدراسة – و التي تميزي باللاستقرار سياسي بسبب ما حدث خلالها من انقلابات عسكرية كانت الأكثر على مستوى العالم ( )، فهل كان لوصول حزب البعث إلى السلطة في سوريا أثره في إنهاء أي فوارق فئوية أو طبقية أو مذهبية ، أو أثنية ، أو دينية ، على اعتبار أن المجتمع السوري هو مزيج من فئات و طبقات و مذاهب و أعراق ، و أديان مختلفة ، بمعنى هل استوعبت الروابط المجتمعية في المجتمع السوري خلال فترة الدراسة هذه الفوارق للتساهم في تحقيق الوحدة الوطنية في سوريا ، من خلال انضمام جميع مكونات المجتمع السوري لجميع القوى السياسية و المجتمعية في سوريا ، وهل ساهمت هذه القوى في تحقيق الأهداف السورية و شاركت في حل مشكلات و أزمات المجتمع و الدولة ، بمعنى هل كانت هناك علاقة اعتماد متبادل ( علاقة اقتران ) بين التنمية السياسية والاقتصادية في سوريا وبين تحقق أو عدم تحقق وحدتها الوطنية ، على اعتبار أن الوحدة الوطنية بما تؤكد عليه من تؤكد على احترام حرية الأفراد ، والانتخابات الحرة ، والحياة الدستورية بحيث تتحقق الديمقراطية السياسية ، و هل ساهم وجود تنمية سياسية واقتصادية في سوريا خلال فترة الدراسة في عدم نفي القوى السياسية و المجتمعية السورية لبعضها البعض ، أو تشويه بعضها البعض ، أو تصغيرها ، بحيث تتحقق الوحدة الوطنية في سوريا ، التي قادت بدورها إالى الاستقرار السياسي في الدولة و المجتمع ( ).
إن تراجع الدولة كمؤسسة كبرى عن القيام بدورها الأساسي في خدمة المجتمع من أهم أسبابه هو غياب الديمقراطية التي تفرز التعددية السياسية بما تعنيه من إتاحة الفرصة لوجود أحزاب سياسية ، و قوى ضاغطة متطورة ، و بتحقيق تنمية سياسية تتيح قيام مجتمع مدني يتحقق فيه وجود نقابات عمالية و معنية و جمعيات فلاحية و روابط تهم جميع فئات المجتمع ، ووجود صحافة حرة ، وإتاحة المجال لعقد المؤتمرات و التدوات الأهلية التي تشارك فيها نخبة المجتمع ، و بذلك تلتحم كل فصائل الشعب في القضايا الوطنية ، و يصبح شعبا فعالا ، تظهر فعاليته في الانتخابات و الترشحات و المظاهرات و الاضرابات ، لأن تعدد الاتجاهات و الآراء بين جميع فئات وطبقات وتكوينات القوى السياسية المدنية أمرا لاينافي طبيعة الحياة ، لأن التلاقي حول أهداف سامية مشتركة لاينفي الخلاف حول وسائل و مراحل تحقيقها ، و أساليب النضال من أجلها ، وهذه الأهداف هي أهداف وطنية يعمل الجميع من أجل تحقيها( ) .
الدراسات السابقة
عالج بعض الدارسين بسوريا قضية العلاقة بين التعددية السياسية و الوحدة الوطنية في سوريا ، لكن كانت دراساتهم تاريخية ووصفية إلى حد بعيد ، فلم بحللوا هذه العلاقة تحليلا علميا دقيقا بحيث يبينوا طبيعة العلاقة بين عنصري هذه الدراسة و ماهي هذه العلاقة ، و أهم هؤلاء الدارسين هم :
• عبد الله فكري الخاني ، في دراسة كان عنوانها " سوريا بين الديمقراطية و الحكم الفردي ( 1948-1958)" ، حيث نوهت الدراسة إلى ما تحقق لسوريا من حريات في ظل وجود التعددية السياسية فيها ، وما أساء لهذه الديمقراطية من انقلابات عسكرية قادها كل من حسني الزعيم و أديب الشيشكلي .
• نيقولاوس فان دام ، في دراسته على المجتمع السوري التي كانت بعنوان " الصراع على السلطة في سوريا( الطائفية ، و الاقليمية ، و العشائرية في السياسة 1961-1995) " ، ورغم أن هذه الدراسة لك نشمل سوى سنتين من فترة الدراسة ، إلا أنها بينت بعض جوانب العلاقة بين التعددة السياسية و الوحدة الوطنية خلال هاتين السنتين ، إضافة إلى ما أوضحته من تفاصيل كثيرة عن المجتمع السوري خلال فترة الدراسة .
• فارس قاسم الحناوي ، في كتابه " صراع بين الحرية و الاستبداد " ، حيث أوضح فيها الباحث الأثار السلبية التي جرتها الانقلابات االعسكرية على الوحدة الوطنية خلال فترتي حسني الزعيم و أديب الشيشكلي ، كما أوضح تلاحم القوى الوطنية و المجتمعية السورية لاسقاط حكم الانقلابيين .
تحديد مشكلة الدراسة :
تتحدد مشكلة الدراسة في بحث العلاقة بين التعددية السياسية في سوريا وبين الوحدة الوطنية خلال الفترة (1943-1963) ، أهي علاقة اقتران بحيث أن أي من هذين العنصرين يؤدي للآخر؟ ، أم أن أحد هذين العنصرين يؤدي للآخر و العسكس غير صحيح ؟ ، بمعنى هل أدت التعددية السياسية في سوريا إلى وجود وحدة وطنية فيها ؟، أم أن وجود وحدة وطنية في سوريا أدى إلى وجود تعددية سياسية ؟ .
هدف الدراسة
تهدف هذه الدراسة في البحث عن دور التعددية السياسية في سوريا خلال فترة الدراسة وعلاقتها بالوحدة الوطنية فيها ، يحمل في طياته الحفاظ على وحدة ومكانة الدولة ويحافظ على لغتها وهوية جيشها و قواتها المسلحة التي تعتبر درع الوطن ولاتخص فئة معينة فيه ، كما أنه لاتوجد دراسة عن سوريا درست بشكل علمي دقيق طبيعة هذه العلاقة ، خاصة أن بعض الدراسات ترى أن وجود التعددية السياسية في مجتمعات تحتوي على أقليات مجتمعية من عرقية أو دينية أو مذهبية أو لغوية أو حزبية أو طبقية ، سيؤدي إلى إعاقة الوحدة الوطنية في الدولة ، وأن عدم وجود تعددية سياسية سيحقق الوحدة الوطنية في هذه المجتمعات و بالتالي سيتحقق الاستقرار السياسي فيها ، بالرغم من أن الاستقرار الذي عنته هذه الدراسات هو استقرار قسري حدث من خلال الانقلابات العسكرية و قاد إلى نظام شمولي ، و كانت له نتائج سلبية على المجتمع منها أنها أفرغت المجتمع من النخبة العلمية و الفكرية و الثقافية ، و ساهمت في تشويه صورة الفكر و الثقافة للمواطن في المجتمع ، مما أعطى لبعض القوى الدولية – الامبريالية- الفرصة لاستغلال تلك الممارسات اللاحضارية ، و بالتالي تشويه صورة هذه المجتمعات و ثقافتها ، مما أتاح الفرص لبعض القوى الدولية لفرض الحصار و العقوبات و التدخل المباشر و تأكيد فكرة الصراع الحضاري مع هذه المجتمعات ، إضافة إلى ما ساهم به النظام الشمولي في هذه المجتمعات في تحطيم الوحدة الوطنية فيها( ) .
فرضية الدراسة
" كان للتعددية السياسية والتعددية الاقتصادية التي تحققت في سوريا خلال الفترة (1943-1963) علاقة إيجابية في تحقيق الوحدة الوطنية فيها " ، بناءاً على هذه الفرضية ستسعى الدراسة على الإجابة عن الأسئلة التالية : ما علاقة التمنية الاقتصادية والتنمية السياسية بالوحدة الوطنية ؟
هل تحققت التعددية السياسية والاقتصادية في سوريا خلال فترة الدراسة ؟
ما سلبيات وإجابيات تجربة التعددية السياسية والاقتصادية في سوريا خلال فترة الدراسة ؟
هل تحققت الوحدة الوطنية في سوريا حسب مؤشرات الدراسة ؟
ماهي أهم الأزمات و المشاكل الداخلية التي واجهتها الوحدة الوطنية في سوريا ؟
هل كان هناك ثمة علاقة بين التعددية السياسية والاقتصادية مع الوحدة الوطنية في سوريا ؟
ما تقييم العلاقة بين التعددية السياتسية والاقتصادية مع الوحدة الوطنية ؟
وبالإجابة عن هذه التساؤلات سنثبت أو ننفي فرضية الدراسة

التعريفات الإجرائية :
• التعددية السياسية : وتعني الحق في وجود أحزاب سياسية و جمعيات و روابط مهنية و نقابية و فلاحية و عمالية مستقلة عن السلطة السياسية ، و الاعتراف بالحقوق المدنية و السياسية لجميع المواطنين في الدولة ( )، و حرية الصحافة ، و حريو إقامة وحضور المؤتمرات و الندوات الفكرية التي تنظمها جمعيات المجتمع المدني ، وحرية المظاهرات و الاعتصام و الاضراب ضد أي تعسف من جانب السلطة ، و الحق في تداول السلطة سلميا من خلال مجلس تشريعي يقرره الدستور( ) .
• التعددية الاقتصادية : هو اتباع الاسلوب الليبرالي في الاقتصاد وفتح الأسواق أمام الاستثمارات ، وتقليل الرسوم الجمركية على البضائع المصدرة والمستوردة ، وتقليل دور الدولة في السيطرة على الأسواق مع تشجيع القضاع الخاص والتجارة الفردية .
• الوحدة الوطنية : وجود اتفاق ووفاق على ثقافة وطنية واحدة ، و إطار من التفاعل السياسي و الاقتصادي ، و الاجتماعي بين النظام ، و أعضاء الجماعة الوطنية من جاني و بين جميع الجماعات ( الفئات ) الوطنية بعضها مع بعض من جانب آخر ، بما يحقق التفاعل و التلاحم بين جميع أعضاء الجماعة الوطنية ( عموم سكان الدولة ) بغض النظر عن انتماءاتهم المختلفة ، وبما يحقق الصالح العام للجميع ، مع عدم إالغاء الخصوصيات الفرعية للأقليات على ألا تشكل تلك الخصوصيات عائقا أمام وجود ثقافة وطنية مشتركة إزاء غيرهم من الجماعات الوطنية الأخرى ( أبناء البلاد الأخرى )، فأهم الاعتبارات للوحدة الوطنية هي : احترام ووحدة البلاد و لغتها الرسمية ( لغة الأكثرية ) ، و تحقيق الحرية و العدالة و المساواة لجميع الفئات أمام القانون ، و الـتأكيد على الهوية الوطنية للجيش على اعتبار أنه ملك للجميع( ).
مناهج الدراسة :
• المنهج التاريخي المقارن : حيث نستخدم هذا المنهج في إطار دراسة تاريخية محددة ، مع تقسيم فترة هذه الدراسة إلى مراحل توخيا لسهولة مقارنة الأحداث .
• منهج دراسة الحالة : لأننا ندرس حالة سوريا دون غيرها على اعتبار أنها موضع الدراسة .
• المدخل المؤسساتي : بدراسة دور المؤسسات في الدولة من تشريعية و تنفيذية و قضائية ، لأن دراسة هذه المؤسسات يساعد في الوصول إلى حقائق الأحداث التي تستقي منها الدراسة مادتها .
• منهج النظم : بما يحويه من مدخلات و مخرجات تؤدي للوصول إلى سياسة خارجية معينة ، إلى قرارات معينة ، بسبب تأثيرات البيئة الخارجية ، وما ينتج عن ذلك من علاقة تؤدي لرد فعل لأحداث داخلية ، أو قرارات خارجية.
أدوات جمع البيانات
• الوسائل الأولية : من مذكرات القادة السياسيين الذين عاصروا هذه المرحلة من تاريخ سوريا ، إضافة إلى تصريحاتهم و مقابلاتهم الشخصية في الإذاعة المرئية ، و مالهم من رسائل سياسية تهم الدراسة ، وتحليل الدساتير السورية خلال هذه الفترة.
• الوسائل الثانوية : من كتب و صحف و دوريات تهم موضوع الدراسة ، إضافة إلى الاستعانة بشبكة المعلومات العالمية ( أنترنت ) و ما فيها من مواضيع تخص الدراسة
حدود الدراسة :
• المدى الزمني : و يشمل الفترة الزمية الممتدة منذ استقلال سوريا عام 1943 و حتى انقلاب 8 مارس من عام 1963 ، حيث إلغيت فيه التعددية .
• المدى المكاني : و يشمل الجمهورية السورية .
صعوبات الدراسة :
• قلة الأبحاث عن سوريا خلال هذه الفترة ، مع وجود عدد قليل من الأبحاث التي تعتبر هذه الفترة هي فترة مظلمة من تاريخ سوريا بسبب الانقلابات العسكرية التي حدثت بسببها .
• قلة الترجمة للأبحاث و المقالات التي تتحدث عن هذه الفترة ، و ارتباط معظم هذه الأبحاث بالأنظمة العربية ، و ارتباط البحاث و الكتاب الذين يتحدثون عن هذه الفترة بالأنظمة العربية ، إضافة إلى وجود الكثير من الصحف و الدوريات العربية المحافظة ،و التي ترفض أي نقد للنظام الموالية له .
• إن الكثير من الأحداث التي وقعت خلال هذه الفترة ، كانت بفعل مؤامرات خارجية ،في ظل الحرب الباردة بين المعسكرين ، و في ظل التنافس الإقليمي على سوريا ، و بالتالي كان من الصعوبة استحضار الكثير من هذه الوثائق
تقسيمات الدراسة
المقدمة
الفصل الأول : التعددية السياسية في سوريا
المبحث الأول : مفهوم التعددية السياسية ( إطار نظري )
المبحث الثاني : التعددية السياسية في سوريا
المبحث الثالث : تقييم تجربة التعددية السياسية في سوريا ( السلبيات و الإيجابيات)
الفصل الثاني : الوحدة الوطنية في سوريا
المبحث الأول : مفهوم الوحدة الوطنية
المبحث الثاني :تقييم الوحدة الوطنية في سوريا ( الأزمات و المشاكل الداخلية التي واجهتها )
الفصل الثالث : العلاقة بين التعددية السياسية و الوحدة الوطنية في سوريا
المبحث الأول : مساهمة التعددية السياسية في إحداث الوحدة الوطنية
المبحث الثاني : مساهمة التعددية السياسية في الحفاظ على الوحدة الوطنية
المبحث الثالث : تقييم العلاقة بين التعددية السياتسية و الوحدة الوطنية .
الخاتمة .









نموذج آخر
تقييم الرئيس السوري أديب الشيشكلي
(دراسة تحليلية )

المقدمة
اختلفت الآراء حول شخصية الرئيس أديب الشيشكلي ، فالبعض من معارضيه رأى فيه شخصية عسكرية إنقلابية ، سعت لإقامة حكم ديكتاتوري ، واستمرار حكم العسكر في الحكم ، وإبعاد سوريا عن الحياة الحزبية ، والبرلمانية الديمقراطية ، لكن رأى أخرون من مؤيديه أنه كان الرجل الأنسب لقيادة سوريا في تلك المرحلة التي اتسمت بالتخلخل الحكومي في سوريا حيث ساد عدم الاستقرار السياسي الوزاري والنظمي بسبب الإنقلابين اللذين سبقا انقلابي الشيشكلي الأول والثاني ، إضافة أن هذين الانقلابين – انقلابي الشيشكلي- ساهما في إبعاد سوريا عن المعاهدات التي تحد من استقلالها فيما لو اتحدت مع العراق الملتزمة باتفاقيات ومعاهدات مع بريطانيا ,والتي وجد فيها الكثير من السياسيين السوريين الوطنيين أنها ستكبل الإستقلال السوري الوليد حيث كانت سوريا أول دولة تحقق استقلالها عام 1943 ، ويجلى آخر جندي فرنسي من أراضيها عام 1946 ، خاصة ما عرف عن الرئيس الشيشكلي من تاريخ مشرف قبل وصوله إلى السلطة ،فقد حارب المستعمر الفرنسي وأخلص للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال السوري ضد الانتداب الفرنسي ووضع سلاحه في خدمتها حتى تحقق الاستقلال ، كما اشترك مع رفاقه في حرب فلسطين عام 1948 ، وكان قائداً لفوج اليرموك ، لكن يبقى ثمة هاجس عند الكثيرين لمعرفة الكثير عن هذه الشخصية كون المراجع والمصادر حول تاريخ سوريا قليلة ، وخاصة حول فترة ماقبل وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1971 ، حيث تقننت المصادر حول هذه الفترة ، بينما كثرت عن فترة حافظ الأسد ومعظمها مؤدلجة وفق رؤية نظام الأسد ، الذي سعى لتشويه الفترة الذهبية من تاريخ سوريا ، تلك الفترة التي شهدت حراكياً سياسياً منقطع النظير ، حسدتها عليه الكثير من دول العالم الغربي ، سيما وأن سوريا في عهد الشيشكلي كانت اقتصادياتها من أفضل اقتصاديات الشرق الأوسط ، وتحققت الوحدة الوطنية إلى حد بعيد ، وإن كانت هناك شوائب نغصت عليها في بعض الحالات مثل تمرد جبل العرب ، والتي سنتحدث عنها بالتفصيل في سياق دراستنا هذه ، كما قلت الجريمة إلى الحد الأدنى عبر تاريخ سوريا الطويل ، وعليه فدراستنا ستتناول مرحلة مهمة من تاريخ سوريا اتسمت بالحراك السياسي الكبير ، والاقتصاد المزدهر ، والوحدة الوطنية ، والشخصية الكارزمية التي تمتع بها الشيشكلي ، كما ستتاول الدراسة الأسباب التي ساهمت في تركه السلطة على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي ، رغم ما تحقق من ازدهار في سوريا خلال تلك الفترة .

أسباب اختيار مشكلة الدراسة
إن استفحال الجدل بين الباحثين حول شخصية الرئيس أديب الشيشكلي بسبب اختلاف وجهة نظر الباحثين والسياسيين حولها ولكل فريق مبرراته ومنهاجه لإثبات صحة تقديره وفرضيته ، لدرجة أنه أصبح من الصعب معرفة الحقيقة النسبية ، في ظل قلة الأبحاث حول سوريا خلال هذه الفترة لذلك فدراستنا تستهدف الوصول إلى أبعد مدى ممكن من الحقيقة من خلال تتبع هذه الآراء وتحليلها عملياً بإتباع المناهج العلمية للوصول إلى أبعد مدى من الحقيقة النسبية .
مشكلة الدراسة
تتاول الدراسة قضية مفادها أن شخصية الرئيس السوري أديب الشيشكلي قد أختلف فيها الباحثين ، فمنهم من رآى أنه كان الرئيس الأنسب لسوريا فهو حسب رؤيتهم صاحب المبادئ المثلى في النضال ضد المستعمر ، وصاحب أول نظرية للنهوض الإقتصادي في الشرق الأوسط( ) ، وصاحب أول وجهة نظر بالإبتعاد عن المعاهدات الغربية وتطبيق سياسة الحياد ، مع التقارب مع الغرب لأجل الإستفادة من منجزاته العلمية مع العداء للشيوعية التي أفقرت الكثير من البلدان وقمعت الحريات ، وصاحب نظرية بناء جيش قوي مدرب على أسس علمية ويشمل كل فئات المجتمع السوري الإقليمية والطبقية والطائفية ، والعرقية ، والعشائرية ، فقد كان الجيش السوري من أقوى جيوش الشرق الأوسط متفوقاً على إيران وتركيا والعراق ومصر ، ويحسب له أنه هزم إسرائيل في معركة تل المظلة عام 1951 ، واستولى على بعض المناطق الإستراتيجية في إسرائيل ، وطالما هدد إسرائيل برميها بالبحر ، وقضى على عدم الاستقرار النظمي والحكومي ، وأبعد الخلافات بين الأحزاب بإلغائه إياها على أساس أنها تزيد الفرقة بين أبناء الشعب الواحد وتضعف الوحدة الوطنية ، وأسس حركة انصهرت فيها جميع الإحزاب سميت حركة التحرير ، وقد استفاد من هذه التجربة الرئيس المصري جمال عبد الناصر فيما بعد عندما أسس الاتحاد الاشتراكي العربي( ) أما الجانب الآخر من الآراء فيرى أنه كان عسكرياً ، سعى لإقامة حكم ديكتاتوري ، وألغى الحزبية ، واكتفى بحزب واحد هو حركة التحرير، وأبعد الضباط الكبار وجذب إليه الضباط الشباب عديمي الخبرة بنظرهم ، لذلك فستسعى الدراسة إلى أخذ آراء الجميع وتحليلها تحليلاً علمياً أكاديمياً بحيث نصل بالنتيجة إلى تفسير شخصية الرئيس أديب الشيشكلي ومدى التطور السياسي الداخلي والخارجي الذي حدث في عهدها ، وماهي المشكلات التي ساهمت في ابتعادها عن الحياة السياسية ، وأثر ذلك على الواقع السوري والمجتمع السوري في جميع جوانبه .
فرضية الدراسة
تتناول الدراسة فرضية مفادها " إن الجدل حول شخصية الرئيس السوري أديب الشيشكلي يجعل منها أكثر كارزمية " وبناءاً على هذا الافتراض يتبادر إلينا مجموعة من التساؤلات التي ستسعى الدراسة للإجابة عليها وهي :
ماهي ظروف المجتمع السوري (اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً) قبل دخول الرئيس أديب الشيشكلي الحياة السياسية ؟
ماهي ظروف النشأة التي نشأ فيها الرئيس أديب الشيشكلي ( الظروف الاجتماعية ، والسياسية والاقتصادية ) والتي أثرت على فكره السياسي ، وارتباطاته السياسية على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي ؟
ما هو الفكر السياسي عند الرئيس أديب الشيشكلي ؟
ماهي الأسباب التي دعت إلى انقلابيه الأول والثاني ؟
كيف كانت الحياة السياسية في ظل رئاسة أديب الشيشكلي ؟
كيف كانت الحياة الاجتماعية في ظل رئاسة أديب الشيشكلي؟
كيف كانت الحياة الاقتصادية في ظل رئاسة أديب الشيشكلي ؟
كيف كانت العلاقات السورية مع دول العالم ( دول المعسكر الغربي ، ودول المعسكر الشيوعي ، والدول العربية ، وتركيا ، وإيران ، وإسرائيل ) ، حيث كانت هذه الدول من أكثر الدول المؤثرة على سوريا خلال تلك الفترة ؟
ماهي الأسباب التي أدت لتنحي الرئيس أديب الشيشكلي ( الأسباب الداخلية ، الأسباب الخارجية ) ؟
ما الأثر الذي تركه تنحي الرئيس أديب الشيشكلي عن السلطة السياسية في سوريا على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي ؟
ماهو الدور السياسي الذي لعبه الرئيس أديب الشيشكلي بعد تخليه عن رئاسة الجمهورية ؟
ما أسباب تركه الحياة السياسية وانعزاله في المهجر ؟

مفاهيم الدراسة
الكارزما : هي الجاذبية التي يحظى بها الفرد والتي تزيد من إعجاب الناس به ، وتنشأ بسبب قوة شخصية الفرد أمام الآخرين ، وإنجازات النجاح التي يحققها على المستوى الشخصي ، أو على مستوى الدولة عندما يكون في مركز قيادة ما .
الاستقرار السياسي : هو تحقق استمرارية للنظام أو الحكومة في فترة زمنية قانونية يحددها الدستور
الازدهار الاقتصادي : هو ارتفاع مستوى الدخل الفردي والقومي في الدولة إلى الحد الذي يزيد عن إشباع الحاجات الضرورية
الانقلاب : هو قيام مجموعة من ضباط القوات المسلحة بالإستيلاء على السلطة السياسية ، وإقامتهم نظاماً جديداً وفق رؤيتهم وأيديولوجيتهم
مناهج الدراسة
المنهج التحليلي المقارن من خلال تحليل شخصية الرئيس أديب الشيشكلي ، وتحليل فكره السياسي ، وتأثير ذلك على الطريقة التي تعامل فيها مع الوضع الداخلي السوري قبل وصوله إلى السلطة وخلالها وبعدها ، وتأثير ذلك على علاقته مع الشعب السوري في الداخل وعلى الدول والحكومات في الخارج من خلال تفسير بعض الأحداث وفق سياقها التاريخي المقارن, حيث أن هذه الدراسة تشمل فترة زمنية محددة من تاريخ سوريا والتي تحتاج إلى المقارنة والتحليل للوصول إلى أقرب النتائج الممكنة.
المدخل النظمي بدراسة النظام السياسي السوري الذي تشكل في عهد الشيشكلي ، بدراسة مدخلات النظام السياسي ، ومخرجاته ، وتحديد للموارد ، وتقييم للنظام السياسي حسب ذلك ، وفق نظرية النظم لديفيد إستون
المدخل الإحصائي ، بدراسة اقتصاديات سوريا في عهد الشيشكلي وما تحقق خلالها من انجازات وفق جداول إحصائية معتمدة على البيانات الرقمية والنسب المئوية .
مدخل صنع القرار السياسي ، حيث ستبرز الدراسة أهمية العامل القيادي في صنع القرار خلال فترة حكم الشيشكلي
المدخل البيئي : الذي يبحث تأثير البيئة الداخلية التي تمثل المجتمع السوري و النظام السوري ، وبيئة خارجية تمثل المجتمع الدولي و النظام الدولي ، وما للبيئتين الداخلية والخارجية من تأثير على المجتمع السوري أو النظام السوري .
منهج دراسة الحالة ، كون الدراسة ستدرس حالة سوريا دون غيرها في عهد الشيشكلي .
هدف الدراسة
تهدف الدراسة إلى توضيح شخصية الرئيس السوري أديب الشيشكلي ، وتحليلها ، وتفسير قراراته الداخلية ، وعلاقاته الخارجية ، كون المرحلة التي حكم فيها الشيشكلي من أخطر المراحل التي مرت على تاريخ سوريا ، خاصة أن هذه الشخصية قد شابها الكثير من الجدل بين مؤيد ومعارض ، سيما وأنها اكتسبت كارزما لم تكتسبها الكثير من الشخصيات التي مرت على تاريخ سوريا الحديث ، إضافة إلى قلة المصادر التي بحثت في تلك المرحلة المهمة من التاريخ السوري .

أهمية الدراسة
تبرز أهمية الدراسة على مستويين :
أولاً : المستوى الأول على النطاق العملي بتحليل السياسة الخارجية والنظام السياسي السوري وإبراز القائد السياسي في صنع القرار السياسي ، وتقييم المرحلة التي حكم فيها الشيشكلي لسوريا وفق ذلك
ثانياً : المستوى الثاني على النطاق النظري بإبراز مدى نجاعة مناهج الدراسة في إثبات فرضية الدراسة والإجابة على التساؤلات البحثية التي طرحتها الدراسة

نطاق الدراسة
المدى الزمني ويشمل الفترة التي كان تأثير الرئيس أديب الشيشكلي رئيسياً في صنع قرارات السياسة السورية على المستويين الداخلي والخارجي وتمتد هذه الفترة منذ انقلابه الأول عام 1949 وحتى تنحيه عن الحكم عام 1954 ، لكن لابد للدراسة أن تتعرض للفترة التي كانت ما قبل وصول الشيشكلي إلى الحكم لأنها أثرت في تبلور شخصيته ، كما لابد للدراسة أيضاً من أن تتعرض للفترة مابعد تنحيه عن الحكم كونه ساهم في الكثير من الأحداث التي تعرضت لها سوريا ، وتستمر هذه الفترة حتى اعتزاله الحياة السياسة في بداية الستينات .
المدى المكاني : ويشمل الجمهورية السورية كون سوريا هي محل الدراسة التي دارت حولها الأحداث التي صنعت في فترة حكم الشيشكلي .
تقسيمات الدراسة
المقدمة
الفصل الأول : المجتمع السوري اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً قبل صعود الشيشكلي إلى الحكم
الفصل الثاني : ظروف النشأة التي بلورت شخصية الرئيس أديب الشيشكلي
الفصل الثالث : الفكر السياسي عند الشيشكلي
الفصل الرابع : الأسباب التي أدت إلى انقلابي الشيشكلي الأول والثاني
الفصل الخامس : التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عهد الشيشكلي
الفصل السادس : العلاقات الخارجية السورية مع دول العالم خلال عهد الشيشكلي
الفصل السادس : الأسباب الداخلية والخارجية التي أدت لتنحي الشيشكلي عن الحكم في سوريا
الفصل السابع : التقهقر الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بعد الشيشكلي
الفصل الثامن : الدور السياسي للشيشكلي بعد تنحيه وأسباب اعتزله الحياة السياسية بعد ذلك
الخاتمة













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز