الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام و التوراة والقرآن و عمر البشرية:

قصي ابراهيم حسن

2012 / 12 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاسلام و التوراة والقرآن و عمر البشرية:
==========================
لا يزال المسلمون يدعون بان التوراة و الانجيل محرفان معتمدين في ذلك على بضعة آيات وردت في القرآن تتحدث عن تحريف الكلم عن مواضعه *من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بالسنتهم وطعنا في الدين ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم واقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا*(النساء)
*فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين*(المائدة)
*يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين لم ياتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم*(المائدة)
فبالرغم من أن هذه الايات لا تتكلم صراحة عن تحريف التوراة و الانجيل الا أن المسلمون قد اعتمدوا عليها مرارا" و تكرارا" في وجهات نظرهم حول هذا التحريف ، معتمدين بذلك على أنه لا يمكن للإتجاه الآخر (اليهودي و المسيحي ) أن يثبتوا أن هذان الكتابان غير محرفان و هذا ناجم عن استخدام المسلمون لاحدى المغالطات المنطقية التي تكلم عنها السيد بسام البغدادي و هي البينة على من ادعى فالمسلمون هم من يدعون بأن التوراة محرفة وعليهم هم إثبات ذلك بالدليل القطعي المادي و ذلك بأن يحضروا لنا التوراة الغير محرفة . و الا فان أي كلام آخر لا يكون دليلا" قطعيا" على تحريف التوراة و الانجيل .
و مع ذلك لنذهب معهم أن هذه التوراة و الانجيل محرفان و أن كل التواريخ الموجودة داخلها عبارة عن تواريخ مزورة و لا يمكن الاعتماد عليها في اثبات تاريخية القصص القرآني.
فهل يمكن أن نجد قرائن أخرى تثبت تاريخية هذه القصص القرآنية ..؟
أعتقد أنه من نافل القول أن اليهود و المسيحيون أصبحوا كذلك في نفس الوقت التي أ نزل الله التوراة و الانجيل على الانبياء موسى و عيسى بهامش خطأ 25 سنة زيادة و ليس نقصان لانه لا يمكن أن تكون مسيحيا" قبل نزول الانجيل على عيسى كما أنه لا يمكن أن تكون يهوديا" قبل نزول التوراة على موسى ولا حنيفيا" قبل نزول الصحف على ابراهيم و هكذا ...الخ
و أيضا" لا يمكن أن تبنى الكعبة قبل نزول الصحف على ابراهيم و قبل ولادة ابراهيم لان الآية القرآنية*واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم* (البقرة ) تشير الى أن ابراهيم و اسماعيل هما من بنيا الكعبة (البيت الحرام) و اعتقد أن علم التاريخ و الآثار قد يمكنهما تحديد متى بنيت الكعبة (البيت ) الحرام و ليس هذا فحسب فأيضا" لا يمكن أن توجد الكعبة قبل أن يوجد ابراهيم و آدم و البشرية و حسب جامعة ام القرى فان البشرية وجدت في مكان الكعبة أي بمكه قبل 200000 عام و لنثبت هنا رأي علم الاثار حيث أنه قال أن أقرب نوع للانسان الحالي وجد على هذه الارض قبل 36 مليون عام .و بالتالي الفرق بين الانسان الاول و انسان مكة هو 36000000-200000 =35800000عام.
أما الادلة الأخرى فمتعلقة بالكنائس المسيحية و المعابد اليهودية فليس من المنطق أن تبنى المعابد اليهودية قبل نزول التوراة على موسى و قبل ولادة موسى و بالتالي من خلال اكتشاف أول معبد يهودي في العالم نستطيع تحديد عمر اليهودية و حتى عمر موسى بهامش خطأ بسيط لا يتجاوز الخمسين عام وكذلك الامر بالنسبة للمسيح و المسيحية .
و حسب التأريخ و المكتشفات الاثرية فان أول معبد يهودي وهو هيكل سليمان بني في القدس قبل 1000 عام من الميلاد .
قال عبد القادر الحوسان رئيس "مركز رحاب للدراسات الأثرية " في الأردن " لقد كشفنا عما نعتقد أنه أول كنيسة في العالم تعود لفترة من 33 إلى 70 سنة للميلاد.
و هذا يعني من خلال حساب السنوات التي مرت فيها اليهودية و المسيحية و معبد ابراهيم الذي هو الكعبة حسب كل الاديان السماوية فان عمر اليهودية و التوراة لا تتجاوز الآلف عام قبل الميلاد بهامش خطأ بسيط و هذا يعني فيما يعنيه أن عمر البشرية حسب القرآن و التوراة و علم الآثار المصاحب لهما لا يتجاوز السبعة آلاف عام و هذا يعني أنه من الثابت أن الله خلق آدم قبل سبعة آلاف عام على أكمل وجه و أحسن صورة حسب القرآن و بالتالي فاننا نجد تناقضا" صارخا" بين عمر البشرية حسب الاديان و عمر البشرية الحقيقي حسب علم الاثار و بالطبع لا يمكن لنا إلا أن نثق بعلم الآثار الذي يثبت بالدليل القاطع أن البشرية ولدت قبل 3600000 عام و لنذهب بعيدا" مع السيد عز الدين كزابر الذي اعتمد على المعادلات الرياضية و الحسابات الدقيقة كما يقول لكي يحدد عمر البشرية من وقت خلق آدم الى الآن فقال :

هكذا إذاً يكون عمر البشرية – بناءاً على التحليل السابق - قد وصل إلى ما لا يقل عن 520,000 سنة وأن الزمن قد يكون قد امتد ووصل إلى 2,700,000 سنة (عمر البشرية و منحى نقصان عمر الانسان).
فاذا ما قارنا بين هذه الارقام وحقيقة عمر البشرية حسب الاكتشافات الاخيرة لعلم الآثار فاننا نجد أنه ما يزال الفرق شاسعا" بين عمر البشرية حسب علم الآثار و عمر البشرية حسب حسابات الاديان وهذا ان دل على شيء فانما يدل على أنه توجد مشكلة تاريخية في القرآن و القصص القرآني لصالح المشككين في حقيقة نزول القرآن من عند الله على نبيه محمد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخ الفاضل قصي
شاكر شكور ( 2012 / 12 / 18 - 14:45 )
شكرا على هذا الموضوع المهم والذي تناولت به موضوعين هما ادعاء شيوخ المسلمين بتحريف الكتاب المقدس والموضوع الثاني تاريخ الخلق حسب الكتب الدينية ، بالنسبة للتحريف وكما تفضلت لم يرد في القرآن نص واضح بهذا الخصوص وهجوم القرآن كان على بعض الهراطقة في زمن محمد الذين كانوا يتكلمون بخلاف ما موجود في الكتاب المقدس وهو اتهام لأشخاص وليس للكتاب بدليل لو حاول احد سكان الجزيرة العربية تحريف النسخ في الجزيرة فهذا لا يعني ان سكان الشام وبقية دول العالم الذي انتشر فيها الكتاب المقدس هم ايضا حرفوا نسخهم ولا يمكن ان يتفق اليهود والمسيحيين ليجلسوا معا ويجمعوا كل نسخ العالم ويبدأوا بالتحريف ، بالنسبة للموضوع الثاني الخاص بعمر الخليقة فأن تاريخ تدوين وقائع الكتاب المقدس بأعتقادي لا يمثل تاريخ خلق الأنسان فالمتكلم في التوراة يتكلم في الماضي وليس في زمن التدوين فمثلا يقول في سفر التكوين قال الله لنخلق الأنسان على صورتنا وهذا لا يعني ان الله فعل ذلك في زمن التدوين وأنما هو اخبار لحادث جرى قبل التدوين بوقت غير محدود ، تحياتي

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال