الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السادية في الجهاد باسم الدين

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2012 / 12 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(((عجوز في سمرقند تسأل فقيه جيشِ فتح بلادها بعد سلب ونهب ... مالذي جاء بكم إلينا؟
الفقيه : الله أرسلنا إليكم ...
العجوز : لمْ أكن أعلم من قبل إن لله لصوصاً .......))))

هل القتل والسلب والتهجير للعوائل العراقية من أبناء الديانات الأخرى هي من شرع الله أم من شرع الإنسان , لماذا وصلنا إلى هذا الحال , مع العلم إن ديانة القلب تتجاوز هذا , وقد أكدت ذلك فلسفة المعتزلة في قاعدة اللازمية الفعلية , في استخدامهم للعقل في التحليل.
لقد أصبحت الدموع يبررها العقل , كما على القلب أن يبكي معها , ولذلك كفرّ من أحلَ دموع الطفولة وسبي الأمهات , وإذا أصبح القلب بلا إنسانية كافر ى تشفع لهُ الإنسانية , يؤلمني الوعاظ عندما يوصون الناس بأنَ التي تضع عطراً هي زانية , لا بد من عدم احترامها ونبذها , وإقامة الحدّ عليها بعيداً عن الدولة المدنية , لهذا أحب النظر إلى الحيوان أو الكلب الأليف و هو أحب إلي من سماع الواعظ في هذا الشأن , الدين كانت دعوتهُ للإنسانية لأنهُ تم بناءه على ذلك , وأن فقد هذه الصفة , فهو خرج عن إنسانيته, لتمنهُ الدموع , هذا موقف لا يوصف لأنَ كل الأشياء لها وزن إلا الدموع لا وزن ولا قياس لقيمتها , فقد دخلوا التاريخ كجلادين للشعوب , أتألم لفتاوى الإرهاب في قتل الشعوب وجرئتهم على أن يقولوا هكذا نصوص دون أي خجل معرفي , أصبح واقعنا معتّم في تغيير هذه المصطلحات , فهل الثورة الوطنية خيانة ضد المحتل المغتصب والعر أصبح شرفاً والثورة خيانة والقتل والاغتصاب هداية .
هل يريد الله بهذا القتل والهتك والسبي وجريان الدم لتروي الأرض عبادة أم تشوه إنساني , هل يمكن أن نسمي قتل الإنسان أمراً بطولياً أم أمراً انسانوياً , إنه التوحش بعينه وهو ليس مفخرة وانتصار للدين ومبادئه وأهدافه , والله لا يرعى هؤلاء القتلة باسم الدين , إنهم سرقوا الله واستعبدوه .
ماذا نسمي القتل والتهجير على الهوية الطائفية أو الديانة أو القومية , هل هو بشرى وانتصار أم هي سادية نفسية في القتل أو سادية الجهل والتفكير , وهذا هو عينّ الجهل في الإفتاء , كانوا أهل الجاهلية والضلالة كما نسميهم , السلب عندهم أمر محتقر قياساً على النبالة , كما كانوا لا يقبلون أن يرفعوا ثوباً لحرّة , بينما كان المجاهد في دولة العراق لا اسلامية لا ينتظر ليلة إلا ومضاجعة الحرة المختطفة , أمام دفعهً لطفلها حسب فهمه للحياة والجهاد .
كانت عرب الجاهلية تتصف بخصال الفروسية النبيلة من النخوة والمروءة والغيرة والكرم, فهم كانوا أكثر بطولة في المعركة وأكثر نبلاً بعدها , فاستلاب أموال الناس وخيراتهم وثرواتهم وديارهم وأراضيهم وقتلهم هو أكثر إجراماً وهتكاً للإنسانية , والقلب يصرخ إنهُ القتل والشر بعينه , قد يخطأ العقل ولكن القلب لا يخطأ في فهم هذه الأعمال الإجرامية , ولو عرف هؤلاء دين بوذا الذي يدعوا للسلام والتسامح والأمان حتى إنهم لا يقبلوا أن يؤذوا نملة .
يعتقد المجاهد إن في القتل ثواب وهتك الأعراض والتهجير والتشريد والطرد من البلاد إنه عين رضا الله , لا أعرف أي ديانة وأي رب يقبل على ذلك , أعتقد لو كان البشر يعتمدون على قلوبهم لما وصلنّا لهذا الحال بحيث وضعت وزارة خاصة للمهجرين من ديارهم داخل البلد الواحد , نتيجة الحروب والقتال والجهاد هو الخسارة لكلا الطرفين لأنها تنهد المنتصر لمنظر بكاء النساء والأطفال على أجياد قتلاهم مقطوعي الرؤوس وممثّل بهم , وخسارة الإنسانية لإنسانيتها في هذه الأعمال الشنيعة من المال والرجال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تمثيل
حمورابي سعيد ( 2012 / 12 / 18 - 18:53 )
يا حاج عبد الله...بالعكس ,هؤلاء الجهاديون هم الذين يمثلون الاسلام الصحيح .

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال