الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امنحوا الاسلاميين فرصة اخري

احمد داؤود

2012 / 12 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدي البعض تذمره وخوفه ـ وخاصة اولئك الذين يدعون للعدالة والمساواة والكرامة ـ من فكرة جلوس الاحزاب والتنظيمات الاسلامية علي سدة الحكم .ويرجع ذلك الي عدم قدرة تلك التنظيمات او الاحزاب في اقامة او تاسيس دولة المواطنة التي تساوي بين جميع مواطنيها غضا عن اعراقهم وثقافاتهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم السياسية وانتماءاتهم العرقية.والمتابع للتاريخ يدرك صحة ما يذهب اليه هؤلاء .ولكني خلافا لهم ،ورغم اني اناهض الاسلام واذهب الي تاكيد انه من صنع البشر وليس الهي حسب ما يزعم مؤسسه الا اني من المؤيدين وبشدة لفكرة قيام نظام ديني علي ذات النسق الذي اقامه محمد وخلفائه .وقد يندهش البعض ويبدا بالتساؤل :كيف يعقل ان يناهض شخص ما الاسلام ويؤيد في ذات الوقت فكرة قيام نظام اسلامي قابض؟.
الاسلام دين لا يتحدث بذاته وانما يتحدث به المسلمين .وبسبب اختلاط تعاليم الاسلام بالثقافات المحلية او لعدم تشدد بعض المتدينين الليبراليين في تطبيقه غابت الصورة الحقيقة للاسلام فاعتقده الناس بانه دين عدل ومساواة. فمثلا المتدينين اللبراليين وان كانوا يقبلون فكرة اسلمة المجتمع او استلهام القوانين من النصوص الدينية الا انهم يرفضون في ذات الوقت التعاليم الحقيقة للاسلام مثل "حد السرقة، الزنا، الخمر، الحرابة" او فكرة قتال الاخر المختلف او حرمانه من حقوقه التي كفلها له الدستور او حتي عدم مساواة الرجل بالمراة .وهذا يمنع الانسان من اكتشاف حقيقة الاسلام.
.والاسلام كدين لاتظهر حقيقته الا حينما تتكفل جماعة ما بابرازها . وعندما تؤسس تلك التنظيمات مثلا دولة اسلامية فانها قد تمنح الراي العام الصورة الحقيقة للاسلام .فهي تستمد اغلبية افكارها وتعاليمها واحكامها وتشريعاتها من ذات الدين .حيث تامر بالقتل وتقطع يد السارق .وتنتهك كرامة المراة وتقلل من شانها وتناهض حرية التعبير والتفكير.وهذا يدفع البعض لان يرجع لمحاكمة الاسلام عقليا للتاكد من مصدر تلك التعاليم والافكار التي جاءت بها حكومته الاسلامية .بيد ان الازمة الكبري انه يجد بانها مستمدة من دينه الذي كان يعتبره خلاف ذلك .وهنا ليس عليه الان يعلن خروجه عليه بعد ان اكتشف زيفها .
ومالم تحكم تلك الجماعات او التنظيمات فان الشعوب الاسلامية سيلزمها الكثير من الوقت حتي تعرف حقيقة دينها كما ان افضل ما عملته تلك الشعوب انها اَمنت برؤية تلك التنظيمات .ومثل هذا الايمان سيكون مدخل للارتداد والخروج عن الملة بل والتحرر من الغيب واللاوعي.وعلي الذين لايؤمنون بان الاسلام منزل من اله الكون ان يدركوا جيدا بان جلوس تلك التنظيمات علي سدة الحكم سيكون افضل وسيلة ليعرف المسلمين ان الاسلام من صنع البشر وكما قيل قديما رب ضارة نافعه . او "عسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم" حسب تعبير محمد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انت تتكلم وتفترض انهم بنى ادمين
حكيم العارف ( 2012 / 12 / 20 - 02:44 )
يا اخ احمد عندما يحكم الشيوخ يبررون افعالهم بقال الله وقال الرسول ولو ان كان ماقاله القران او محمد منسوخ او ضعيف او...

انظر الى ايران ... الايرانيين الى الان لم يعرفوا ان يفلتوا من قبضة الارهاب الاسلامى لدرجة اصابتهم بالاحباط وعلاجهم الوحيد هو الفول لمايحتويه على نسبه عاليه من تهدئة الاعصاب ... والخمول.


ولاية الفقيه هى اسواء من الدكتاتوريه الفاشيه ... لانها محماه بغطاء مقدس ... لايكسره الا المستغنى عن عمره ...


2 - أحسنتم القول !
حميد كركوكي ( 2012 / 12 / 20 - 12:11 )
مجازفة مروعة لزرع وهابية السعود و (آخوندهاي )قم في دويلات أخرى لكي نعرف النتيجة ! لديانا {النمونه } كما يقال بالعراقية العامية المأخوذة من كلمة النموذج!
والله مرعبة و خطرة ولو حلمناه مجازا من المستحيل البشرية مشاهدة هذه الدول مع الأتحاد بدكتاتورية الكوريا الشمالية!! الحرب مع الكفار ستبداء !!! و نهاية الأنسانية محتومة،،، شخصيا لا أطيق حتى مجازا لفكرة دولة أخرى مثل سعود ،ايران ، و حتى پاكستان الخبيثة كذلك!!

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah