الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة الزئبقية والمجتمع المصري

الشربيني المهندس

2012 / 12 / 21
المجتمع المدني



رحلة البحث عن الحقيقة وهل تغيرت الثقافة في عالمنا العربي هي من أطول الرحلات ..
ما الذي يحدث في مصر .. ومصر والعالم العربي إلي أين .. ومن يحكم مصر ..
أسئلة مرصوصة عشوائيا في رفوف الحياة المصرية .. رغم تغيير النظام أو رأسه .. بل ما زالت تهيمن علي المجتمع المصري علي مختلف المستويات الثقافية والعلمية والمهنية ..وحتى من نطلق عليهم حزب الكنبة أو الأغلبية الصامتة مع غياب الوعي .. وهل يكفي تغيير الرأس .. وتسيطر ثقافة التبرير حاملة ملامح الدهشة وربيع عربي أخرجته للدنيا نيران تلتهم جسد إنسان فقد القدرة علي المقاومة .. وتزداد الدهشة مع استمرار سيطرة نظرية المؤامرة ومسئولية الآخر علي الجو الثقافي العام واستغلال عنصر الطيبة أو الغفلة لطبقة عريضة من الناس .. وربما اللجوء إلي جلد الذات هروبا من مسئولية الثقافة النقدية الجادة والتمسك بالبديهيات عن الالتزام وحق الآخر ..
ومع سياحة التاريخ والفلسفة وتبادل الأدوار بين الحضارات هل تصدق حكايات حدثت في القرن الماضي ذات دلالة منها في انتخابات النقراشي باشا أيام الملكية وكان الموظف يسأل الناخب عن مستوي تعليمه قائلا باللهجة الريفيه (حتقرا فيرد الناخب نقراشي بمعني لا يقرأ ) فيعلم علي اسم النقراشي .. وحدث آخر عندما رشح أستاذ الأجيال أحمد لطفي السيد نفسه للانتخابات النيابية أوائل القرن المنصرم، أيامها زعم أحد منافسيه أن الديمقراطية التي يدعو إليــــها تعـــني بالبلدي أنه مافيش فرق بين مراتي ومراتك .. يعني سلطة ، فكان أن خسر السيد الانتخابات ..
هل اختلف مفهوم الديمقراطية والعلمانية هذه الأيام عن فهم أولئك الذين صدقوا أن الديمقراطية تعني بالفعل انتقال ملكية الزوجات. وهنا يصح أن نطلق عليها مع ثقافة التبرير الثقافة الزئبقية بقوامه الخاص ومعناه المراوغ ..
.. وهنا يذكر التاريخ أيضا كيف تتلمذ الغرب في مدرسة الشرق ومع تغير الأحوال كيف طال دورنا كتلاميذ في مدرسة الغرب فهم يمثلون جناحا الحضارة الثقافية والمادية .. يمثلون الرؤية والتفكير والنموذج وعلينا الإتباع والتقليد انصياعا وليس عن رغبة حقيقية .. وطنين الأسئلة يستمر وكيف يتم التغيير وإلي متى نظل في ثوب التلميذ ..
عن الثقافة والمثقف ودوره في تنوير المجتمع نطرح السؤال نفسه بوصول التيار الإسلامي إلي الحكم هل تغير المثلث الذي يحاصر المثقف كما يدعي البعض حيث السلطة السياسية والاستبداد وتقييد الحريات وتجربة دولة العسكر مازالت في الذاكرة والخوف من تجربة الإخوان حاضر أيضا .. والسلطة الدينية وقضايا الحسبة وغيرها في انتظار ما وراء دستور الجماعة والسلف وظاهرة شيوخ السباب الجديدة علي المسار الإسلامي .. والرأي العام الذي يفتقد درجة كبيرة من الرؤية والذي يتم تجييشه في مباراة لكرة القدم أو حول طوابير ضرورات الحياة من الطعام والطاقة وظاهرة الحشود التي تنطلق لحساب رؤي سياسية قاصرة فتحاصر الآخر لا فرق بين رئيس وإعلام وقضاة معطية ظهرها لقضايا الحرية المسئولة والدولة الراعية لحقوق الجميع والوضع الاقتصادي المنهار.. لتبدو النيران هذه المرة وكأنها تشتعل في جسد الأوطان العربية بدرجات مختلفة وإرهاصات الفوضى .. وهو المثلث الذي يحاصر المثقف في رأي البعض مع اختلافات وجهات النظر هل هي أزمة ثقافة أم أزمة مثقف في النهاية يؤدي إلي السلبية او التهور أو التمزق وظهور رأس الفتنة من آن لآخر ..
إذا سلمنا انه لا هوية للفلسفة إلا أسئلتها تبدو أسئلة الواقع الثقافي ذات ضجيج صاخب ..ومن منطلق أن الثقافة رؤية والفكر موقف والعلم التزام يصبح السؤال عمن يقود البلاد هل هم النخبة أم رجال العلم أم رجال الأعلام سؤالا يطرح نفسه بشدة .. يليه السؤال عن الأزمات الثقافية في حياتنا المعاصرة وهل هي أزمة مثقف أم ثقافة ..
في مصر كان صوت الثقافة ورجالها مسموعا في عصر الملكية وحدث شرخ بالأمن القومي بإعلان دولة إسرائيل بفلسطين المحتلة ، ثم جاء عصر العسكر وإعلان مبادئ محاربة الفقر والجهل والمرض والأمن القومي وقادت الأيدلوجية البلاد وحدثت النكسة الشهيرة فاستعان الرئيس عبدالناصر برجال الجامعة ليقود الفكر العلمي البلاد محاولا تجاوز النكسة .. ومع انتصار أكتوبر دعا الرئيس أنور السادات رجال الأعمال لقيادة البلاد فيما سمي الانفتاح سداح مداح فقد مل الناس الحروب والفقر ، ثم حدث تزاوج السلطة ورأس المال في عهد الرئيس مبارك .. وظلت المشاكل الأكثر إلحاحا وهي الفقر والجهل والمرض تزداد تضخما لنعود للسؤال عمن يقود البلاد ..
مع مرارة التجارب السياسية والإقصاء للبعض طفت علي السطح ظاهرة انكفاء الإنسان المصري إلي داخل قوقعته والإحساس بالدونية والسلبية مع فارق الهوة علميا واقتصاديا وعسكريا بيننا وبين الغرب والشرق علي حد سواء واستمرأ الهزيمة التي تتمظهر في كل مناحي الحياة مع الثقافة الزئبقية وازدواجية الآمال والآلام وكأننا نعيد إنتاج العجلة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 3 وكالات في الأمم المتحدة تصدر تحذيرا من أزمة سوء تغذية تضرب


.. إسرائيل على صفيح ساخن.. مظاهرات واعتقالات




.. موجز أخبار السابعة مساءً- رئيس تشيلي: الوضع الإنساني في غزة


.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود




.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك