الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام إسلامان

خضر محجز

2012 / 12 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سبق أن قلت ـ في بعض تغريداتي على الفيس بوك ـ إن الإسلام إسلامان:
إسلام الرحمة والتكافل وإطعام الفقير والعدل والمساواة والشورى
وإسلام الجبروت والفتح والقوة
ماذا يهم الفقير من فتح عبد الملك والحجاج لبلاد السند؟
ماذا يهمهم من وجود دولة في الأندلس، لم يؤمن بها مشرك واحد، لانعدام القدوة
من خلفاء كان همهم ملذاتهم والقصور؟.
لقد خرج الإسلام من الأندلس بفضل الخلفاء،
ولقد دخل الإسلام أفريقيا بفضل التكافل والصدق..
أليس في هذا بيانا شافياً، بأن دين الجبروت إلى زوال؟.
فليذهب كل التاريخ الجبروتي وكل الفتوحات إلى الجحيم ـ مع الحجاج وعبد الملك والرشيد وأضرابهم ـ إذا لم يكفل حق الجائع في الخبز، وحق المريض في العلاج، وحق المظلوم في العدل..
أظنكم لا تمارون في أن دين الجبروت، لم يكفل شيئا من هذا طوال تاريخه.
لقد قلت هذا سابقاً، والآن أضرب الأمثلة:
لقد جاء الإسلام ليشجع على تحرير العبيد الموجودين، وليمنع استرقاق الأحرار.
ولقد بقي هذا النهج ثابتاً طوال عهد الراشدين، حيث أخذ عدد العبيد في الدولة الإسلامية يتراجع.
لكن الانقلاب الذي حدث بعد ذلك، حول الدولة إلى فضاء ممتد لملايين المستعبدين، الذين خطفهم التجار المسلمون وباعوهم للقصور.
يمكن رؤية ذلك واضحا من سيرة الدولة العباسية، وأسواق العبيد في العواصم (الإسلامية).
الطريف في الموضوع، أن التجار (المسلمين) لم يعودوا يخطفون الناس من أفريقيا، ليستعبدوهم ـ فقد صارت المتعة العربية متطلبة في ظل هذا البذخ، الذي استفحل على حساب الفقراء ـ فأخذوا يخطفون من أجناس بيضاء، فكثرت الجواري من بلاد روسيا والصرب وتركيا والروم والفرس.
يمكن القول بأن مسيرة الدولة (التي قيل إن الحاكم فيها يحكم بما أنزل الله) كانت مسيرة استعباد وظلم واستبداد:
فالحاكم يخترع له العلماء (حد الحرابة) ليسلطه على المعارضين السياسيين،
والحاكم يوظف في قصره من كبار العلماء من مهمته أن يخترع له الفتاوى في التفنن في ظلم الناس، ونهب أموالهم..
والأحرار المستعبدون في الدولة يشكون إلى الله، إلى العامء، والعلماء يأمرونهم بـ(الصبر)!.
ولقد شارك كتاب التاريخ في تأبيد هذه النظرية القبيحة، لدولة الظلم، حين وقفوا ضد كل ثورة اجتماعية..
ولمن شاء فليقرأ ما قالوه في ثورات الزنج والقرامطة وأضرابهم!..
ولقد صدقهم الناس حتى صاروا يرون كل خير في جانب الحاكم، ولم يعودوا يتساءلون: لماذا ثار هؤلاء، وهل كان صحيحاً ما نسبه إليهم كتاب التاريخ المزورون؟
في ظل الدولة الإسلامية ـ طوال أربعة عشر قرناً تقريباً ـ كان بإمكان كل مسلم متدين (شديد التقوى) أن يذهب إلى سوق الكرخ، ليشتري لنفسه جارية، خطفها التجار من زوجها قبل أيام.. ثم ليس عليه أن يعاملها كزوجة!..
لقد كان بإمكانه أن يجس أماكن العفة من جسدها (باسم الإسلام)!..,
وكان بإمكانه أن يقلبها كما يشاء ـ مثل حبة طماطم ـ (باسم الإسلام)!.
ولكي يكون هذا موثقا باسم الله، فقد اخترعوا لذلك نصوصاً!..
فهل يعقل أن هذا هو الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟
وماذا يفيد قولي إنه لم يكن دين محمد صلى الله عليه وسلم، في مواجهة قول مؤسسات دينية قامت لتأبيد هذا؟
وإلا، فهل تستطيع المؤسسات الدينية أن تعلن براءتها من ظلم العباسيين والأمويين وكل الخلفاء الذين قالوا عن أنفسهم مسلمين؟
هل تستطيع المؤسسات الدينية أن تعلن أن تاريخ الظلم هذا، هو تاريخ دنيوي لا علاقة له بالدين؟
إنهم يحومون حول الموضوع ثم لا يتكلمون إلا كلاماً عاماً، لا يلزمهم بنبذ القبح مباشرة!..
أتعلمون لماذا؟
لأنهم يريدون من هذا!..
أي والله،
يريدون من هذا!..
سبحانك هذا بهتان عظيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النوايا الطيبة وحدها لا تجدي
مجدي سعد ( 2012 / 12 / 22 - 09:36 )
عزيزي الكاتب

اقدر نواياك الطيبة ولكنها وحدها لا تكفي خاصة اذا استخدمت في تأيدها نفس مغالطات الطرف الاخر

مقدمة مقالك عن الاسلامين صحيح وجيد ولا مراء فيه

ثم تقول كما لو انه امر مسلم به لا جدال فيه

لقد جاء الإسلام ليشجع على تحرير العبيد الموجودين، وليمنع استرقاق الأحرار

انتهي

هل هذا صحيح؟

لو كان هذا صحيحا لما سمح محمد لمحاربيه بأخذ اي سبايا علي الاطلاق فكلهن بلا استثناء كن احرارا

وزد علي هذا انه عندما استشعر البعض حرجا في اغتصابهن (وطأهن) اسرع الاه محمد المزعوم في تحليل ذلك وازالة الحرج وازالة العدة معا

هل كانت تلك النسوة احرارا ام اماء؟

وكيف لنا ان نقبل قولك هذا ونحن نعلم ان محمدا لم يسبي (اي حول الاحرار الي عبيد) ويقتني العبيد فحسب بل انه تاجر بهم

فتقول لنا كتب السيرة انه بعد مذبحة بني قريظة في الخندق

قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله .. سعيد بن زيد بسبايا من بني قريظة إلى نجد، فابتاع بها خيلا وسلاحا

اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية