الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلم في التحليل النفسي فرويد

وسام زيون

2012 / 12 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يضم الحلم في الأوساط في الأوساط الشعبية العديد من التأويلات وخاصة عن أسباب حدوثه وكيفية تكونه ، هناك من يرى أنه ناتج عن النوم الغير مريح ، وآخر يفسره بطريقة معكوسة (الموت دال على الحياة) ، وتأويلات بدائية أخرى على نفس المنوال في فهم الحلم والتي ارتبطت أساسا بالتفكير الشعبي القائم على أسس خرافية بعيدة كل البعد عن التفسير العلمي . إذن ما الحلم في التحليل النفسي عند "فرويد" ؟
الحلم ظاهرة شائعة سواء في حياة الأسوياء أو المرضى ، قد يكون مختلطا قد يكون خلوا من المعنى ، وقد تتناقض مضامينه كل ما نعرفه عن الواقع ، قد نسلك فيه أحيانا سلوك المجانين ، إذن كيف يتم تكون الحلم؟
يعد "فرويد " أول من وضع الأسس العلمية لتفسير الأحلام في كتابه الشهير " تفسير الأحلام" سنة 1899 ، أكد فيه أن الأحلام تنتج عن الصراع النفسي بين الرغبات اللاشعورية المكبوتة والمقاومة النفسية التي تسعى لكبت هذه الرغبات اللاشعورية ، لتوضيح هذه القولة فتكون الحلم إما يكون لحافز غريزي مقموع عادة أي رغبة لاشعورية ، وقد يكون نتيجة لميل مستبعد من حياة اليقظة ، أي لسلسلة من الأفكار القبلشعورية الناتجة عن كل ما يتصل بها من حوافز من حوافز متصارعة لتزداد قوة في النوم بإنظمام عنصر لاشعوري إليها ،بذلك تصدر العديد من الأحلام عن الهو وعددا آخر من الأنا فكلا العمليتين في تكوين الحلم تتم عندما يقطع الأنا علاقته مع العالم الخارجي ساحبا شحناته من أعضاء الحس .
فالأدلة كثيرة على دور الهو اللاشعوري في تكوين الحلم ما دامت صياغته تفرض لنا مواد اللاشعور في الهو سواء كانت أصلية أم مكبوتة فهي تفرض نفسها عن الأنا لتصبح بذلك قبلشعورية ، لتأكيد هذا القول نذكر بعض الأدلة على تكون الحلم :
1 ــــــ ذاكرة الحلم أشمل من ذاكرة حالة اليقظة ، لأن الأحلام تعيد ذكريات نسيها الحالم وليست في متناوله عند اليقظة .
2 ــــ الحلم يستخدم عددا كبيرا من الرموز اللغوية التي لا يعرف الحالم معناها في أغلب الأحيان .
3 ــــ غالبا ما تستعيد ذاكرة الحلم انطباعات من الطفولة المبكرة نستطيع الجزم أنها نسيت بل أصبحت لاشعورية نتيجة الكبت .
بذلك صياغة الحلم في جوهرها حالة من حالات المعالجة اللاشعورية للعمليات الفكرية القبلشعورية .
يمكننا إعطاء تفسيرا ديناميا لهذه الظاهرة محاولين اللإجابة عن السؤال التالي : لماذا يكلف الأنا النائم نفسه بمهمة صياغة الحلم؟
إن كل حلم في طور التكوين يستعين باللاشعور مطالبا الأنا بإشباع حافز غريزي ينبعث من الهو وذلك لحل الصراع ، إزالة الشك أو اتخاد قرار ، وإذا ما كان ينبعث عن بقايا النشاط القبلشعوري في حالة اليقظة فإن الأنا النائم يصدر رغبة الاحتفاظ بالنوم ، فيحس الأنا بهذه الرغبة النابعة عن الهو والنشاط القبلشعوري معتبرا إياها إزعاجا ساعيا للتخلص من هذا الازعاج معتمدا على صياغة الحلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: اتهامات المدعي العام للجنائية الدولية سخيفة


.. بعد ضغوط أمريكية.. نتنياهو يأمر وزارة الاتصالات بإعادة المعد




.. قراءة في ارتفاع هجمات المقاومة الفلسطينية في عدد من الجبهات


.. مسؤول في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعترف بالفشل في الحرب




.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم