الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العرب .. أبطال هدم وبدون منافس
سامي بن بلعيد
2012 / 12 / 23دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نظراً لغياب منهج البناء العلمي على مر التأريخ العربي الطويل ونظراً الى واقع العرب وحياتهم الحافلة بالهدم الدائم فنحن نستحق لقب أبطال الهدم وبدون منافس غير الفئران والتي لم تستطع إنتزاع الكأس من العرب على رغم غريزتها في الهدم والفارق إن الفئران لا تطور تلك الوسيلة وحيثما وجدة فاسلوبها واحد فممكن تكون في صحراء قافره أو واحة خضراء أو على قمة جبل أو سهل أو تم طرحها بجوار الجامعات والمراكز الحضارية أو بداخلها , فلا يفرق الامر هنا فهي تؤدي وظيفتها الغريزية بنفس الطريقة في حال أن تجد ما تعبث به وتنخره , وبين العرب والفئران يوجد التشابه في مجال الهدم , فالعربي في الغالب يمتاز بالهدم والصراع والتشتبت يكون حاكماً ومن أي طيف , مثقفاً ومن أي طيف , من حملة الشهادات أو غير حملة الشهادات , متدين أو غير متدين , في البلد أو خارج البلد .... وتلك حقيقة لا ينكرها أحد وما نراه يمارس هو لا يخرج عن إطار عمل فردي عاطفي يسشبع فضول النفوس ولا يهتم لاي معايير بناء إجتماعي إنساني شامل
ولا ننكر ومع ذلك الوضع المعقّد إن لدينا عقول نادرة وقليلة من مختلف الاطياف تلك التي تفكر بطريقتها الانسانية العقلانية الرحبة وتعمل ليل نهار من أجل تأسيس قواعد المجتمع الحضاري المستقر ولكن العوائق الكامنة في طباع العربي في الغالب هي الغالبة , تلك الماهية الفكرية وقيودها التي تنمو مع العربي دون أن يراها , تستقر معه في المنزل وتذهب الى الجامعة والجامع والبرلمان والبلاط الاميري والملكي وترافقه في المزرعة ومناطق الرعي , تسافر الى مختلف الاقطار فتعود وهي جزء من المفهوم الفكري أو المادي أو الحضاري الذي أكتسبه الانسان العربي , نعم إنها الطبيعة التي تشبه الصندوق الاسود الذي يحفظ كل المعلومات في الذاكرة الاجتماعية والفارق هو إن جل تلك المعلومات سوداوية ,
المثل الانجليزي يقول : إن الرفاهية تبدأ بالعقل , وهذا مثل علمي فكري ناضج وأكيد نحصل على نفس النتيجة في حال أن نعكس مفهوم ذلك المثل ونقول إن الاضطراب والمعاناة وضيق العيش كلها تبدأ في العقل . وحتى في حال الحديث عن العلم والاقتناع بأنه الطريق السليم والوحيد للبناء يجب أن تسبقه توعية تهيئ مدارك الناس لذلك المفهوم وتجعل منها أرضية تستلهم معنى العلم وتمتلك القدرة على تكييف أغراضه , وفي سبيل المثال لو أمتلك أي زعيم عربي أو عصابة عربية تقنية السلاح الاستراتيجي لظربة الشعوب بذلك السلاح وفجرت الوضع العالمي , في هذه الحالة يتحول العلم والتكنلوجيا الى خطر , فلا بد من بناء عقلية الانسان العربي وتوسيع مداركة لكي يمتلك القدرة على التعاطي مع ما حوله من الاشياء
والحديث عن بناء مجتمعات متحضره لا يقوم على عنصر العاطفة وخيال الاماني ولا يقوم بعملية تفكيك منهجي متقن لكل بالي وتليد يلحق الضرر في حاضر الانسان ومستقبله , فلا بد من وجود منهج هدم وبناء متوازن , لا بد من قلب طاولة المفاهيم برمتها والقيام بتنقيتها وتصفيتها مع إلغاء لكل بالي ومتخلّف والابقاء على كل جميل وتحييد الاشياء التي تجاب الضرر في حال حذفها أو الابقاء عليها , لا بد من إمتلاك خارطة طريق معرفية بملامحها العلمية المدنية الانسانية الجامعة
لا بد من ايقاظ العقول وإقناعها في أمر الشراكة في الحياة والبناء , لا بد من الحوار مع الآخر , لا بد من مغادرة مواقع الاقصاء ومواقع معالجة الاخطاء الفادحة التي شرّدت الناس بنفس الطريقة إياها , لا بد من التكامل القائم على فتح المدارك وعلى القبول والسلمية , لا بد من دفع الشعوب نحو ميادين السلمية والاستقرار وإخراجها من مربعات الضيق ومواقع الصراع الذي جعل من الواقع مثل المنطقة الزلزالية التي يستحال البناء على ظهرها .... بالمختصر المفيد الشعوب بحاجة الى الوصول الى حالة سلام مع نفسها لكي تستطيع الوصول الى حالة سلام مع الآخر ... ما عدأ ذلك سنظل أبطال للهدم والفئران هي الوصيف
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - سلامات
منير اسماعيل
(
2012 / 12 / 23 - 04:12
)
هذا المقال يمكن عطفه على مقالك السابق الذي (بسبب السفر) لم أتمكن من مواصلة حوارنا فيه. أستاذ سامي بلادنا تفتقد للقيادة الشريفة والحكيمة ولا أعتقد أني بحاجة هنا لتقديم دليل على هذا. التغيير الذي ينشده كافة الحيارى (مثلنا أنت وأنا) يبدأ من المدارس ومن مرحلة الطفولة بالتزامن مع حملات إعلامية وتثقيفية كبيرة ومتواصلة تبدأ بكنس جميع شيوخ الجهل والتجهيل من على منابر الفضائيات والإستعاضة عنهم بكوادر تخاطب عقل المشاهد وتشجعه على اعداد نفسه لتغيير جذري يصب بالنهاية في مصلحة الجميع بالإضافة إلى كوادر دينية متعلمة تعيد للدين مكانته. وأنت تعلم أن بداية كهذه سوف تستجر بالضرورة كافة الإجراءات الأخرى ذلك أن النهر المثالي يسير في اتجاه واحد ويجرف كل العوالق في طريقه. هذا الكلام لايمكن أن يتم إلا إذا توفرت القيادة المناسبة. منذ قليل قرأت مقال قصير وطريف ربما يؤسس للكشف عن موضع الخلل. لكن يبقى الأمل بالإرادة والتصميم. تحياتي
http://arabobservatory.com/?p=4696
2 - أحييك أستاذ منير اسماعيل
سامي بن بلعيد
(
2012 / 12 / 24 - 08:32
)
لقد أوجزت ووفيت وكفيت في تعليقك
تقبل كل الشكر والاحترام
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز