الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنشسكا دينيز نسوية من البرازيل

عائشة خليل

2012 / 12 / 23
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


حصل البرازيل على استقلاله عام ١٨٢٢ ولم تحصل المرأة به على حق التصويت إلا بعد ذلك بقرن كامل (١٩٣٢) وما بين هذين التاريخين نشطت النسويات البرازيليات لنشر ثقافة حقوق المرأة والمطالبة بمساواتها وتحريرها. في ذلك الوقت كان البرازيل يموج بأفكار ليبرالية تخلعه عنه رداء الأفكار البالية وتسعى به نحو النمو والتقدم. ومن أبرز الناشطات النسويات في برازيل القرن التاسع عشر فرنشسكا دينيز التي عملت لفترة كمدرسة بالتعليم الابتدائي ثم أصدرت مجلة أسبوعية بعنوان "الجنس النسوي" حذرت فيها النساء البرازليات من أن عدوهن الأول هو الجهل الذي فرضته عليهن الثقافة المهيمنة.
حدا إيمان دينيز بقضايا تحرر المرأة بها لتكريس حياتها لتلك القضية. أصدرت من مدينتها الصغيرة شمبانا المجلة التى أصبحت واسعة الانتشار بحيث كان من أصحاب الاشتراكات فيها الإمبراطور بدروا الثاني - والمعروف بميوله الليبرالية - وابنته الأمير إيزابيلا. وحين انتقلت بها دينيز إلى العاصمة البرازيلية ريو ديجينيروا زاد عدد الاشتراكات بالمجلة من ٨٠٠ إلى ٢٤٠٠. كما تعين علي دينيز إعادة طباعة ٤ آلاف نسخة من الأعداد العشرة الأولى تلبية للطلب المتزايد عليها.
لم تشك دينيز بقدرات المرأة العقلية وبمقدرتها المحتملة في أن تحوز من العلوم والآداب مثلما يحوز الرجال. واستخدمت النطاق التقليدي للنساء "الرعاية" لتدعو إلى التوسع في عدد المدرسات بالتعليم الابتدائي، بل إنها طالبت بقصر التدريس في التعليم الابتدائي على النساء. كما طالبت بفتح مجالات العمل الأخرى أمام النساء وأبدت ثقة مفرطة في قدرة النساء على العمل، والتفوق، وبالتالي الاكتفاء الذاتي وإعالة عائلاتهن، والاستقلال المادي عن الرجال. لقد رأت دينيز - والتي ترملت في سن صغير نسبيًّا - أن الظروف تجبر الكثيرات على أن تقمن بإعالة عائلاتهن، ولذا رأت أن إمدادهن بالتأهيل والتعليم أمر ضروري.
كما كتبت دينيز تندد بالمهر المفروض على الفتيات، حيث يكدح الآباء والأمهات لتجميع المهر اللازم لزواج بناتهن ثم يسلمنه مع الفتاة (جسدًا وروحًا) إلى عريسها المنتظر. فيحصل الزوج على ثروة لم يكن له يد في حيازتها فيبددها سريعًا. فمع أن المعنى الحقيقي للزواج هو الجمع بين الفتاة والشاب ليعيشا معًا في حب فإن المجتمع يجعل منه وسيلة للحصول على ثروة سريعة. وكذا أصبح المهر غاية في حد ذاته، فأخذ يعيق الزواج الحق وهو: لم الشمل على حب ووئام.
وعندما أعلنت الجمهورية في البرازيل عام ١٨٨٩ لم تعط المرأة الحق في التصويت فكثفت دينيز من جهودها لحصول المرأة على حقوق متساوية. وكتبت مقالتها الشهيرة بعنوان "التساوي في الحقوق" والتي قالت فيها : إن الشاب يحصل على تدريب وتأهيل بحيث لا يشكل الزواج حجر زاوية في حياته، بينما تحرم الفتاة من تعليم مماثل، وتتمحور حياتها حول الزواج. وعندما نعمل على تنمية مهارات الفتيات فإن المجتمع سوف ينعم بأفراد منتجين محترمين. وشددت على أن مطلبها لا ينبع من رغبة في سيطرة النساء على الرجال، بل سيطرة النساء على مقدراتهن الشخصية. فتعليم الفتيات كما قالت سيأتي بالنفع على المجتمع بأسره. وأضافت دينيز أن منع النساء من الإدلاء بأصواتهن في السياسة والبرلمان ليس حجبًا لأصواتهن فقط، ولكنه أيضًا سلب لإنسانيتهن. فالإدلاء بالصوت حق للبشرية، والنساء جزء من هذا المجتمع الإنساني.
وهكذا آمنت فرنشسكا دينيز بالحقوق المتساوية للمرأة، ورأت أن التعليم هو الطريق الذي سيبدد الظلام وينقل المجتمع البرازيلي نقلة نوعية ترتقي به إلى مصاف المجتمعات المتحضرة. كما طالبت بحقوق المرأة في التصويت والانتخاب وهو ما لم تنادِ بها غيرها من النسويات المعاصرات. وناشدت الفتيات أن تتخذن الطريق الأصعب وهو طريق التعليم عوضًا عن ولوج الطريق الأسهل : الزواج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مريام بشير وهي عاملة منزلية مهاجرة من سريلانكا


.. لارا عودة وهي موظفة سابقة بمنطقة الشوف في جبل لبنان




.. الصحفيات أكثر عرضة للانتهاكات والتحرش اللفظي أو الجسدي


.. مريم شمالي وهي ربة منزل من إحدى قرى سعدنايل




.. نعمت شفيق .. المرأة الحديدية تقمع مظاهرات الطلاب الرافضة لإس