الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائشة ج8

محمد الحداد

2012 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



حدة عائشة بالتعامل لم تقتصر على زوجها محمد، بل تجاوزت الى أناس عدة، منهم زوجاته الأخريات، وحتى بعض الناس، حيث يروى في صحيح مسلم عن عائشة أنها قالت : أتى محمد أناس من اليهود، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم ! قال : وعليكم، قالت عائشة : قلت بل عليكم السام والذام ! فقال محمد : يا عائشة ! لا تكوني فاحشة ! فقالت : ما سمعت ما قالوا ؟ فقال : أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا فقلت وعليكم.
وفي نص آخر، ففطنت بهم عائشة، فسبتهم ! فقال محمد : مه، يا عائشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش، وزاد فأنزل الله الآية : واذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير، سورة المجادلة آية 8 .
وفي نص آخر تقول : وغضب الله إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله بما لم يحيه به الله.
ويروي أبو داود عن عائشة التالي: إن رجلا استأذن على محمد، فقال محمد : بئس أخو العشيرة ! فلما دخل، انبسط اليه محمد وكلمه، فلما خرج قالت عائشة : يا رسول الله، لما استأذن قلت بئس أخو العشيرة، فلما دخل انبسطت اليه ! فقال : يا عائشة، إن الله لا يحب الفاحش المتفحش، أو قال : إن من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء السنتهم.
من الروايات أعلاه لو صحت بالفعل أنها حدثت، نتوصل للتالي:
أن عائشة كانت شابة مغرورة وطائشة، يجري على لسانها ما يخطر ببالها، دون تزلف أو إملاق، وهي شيمة جيدة وذميمة بآن واحد، جيدة لأنها تعبر عن صدق مشاعر تلك المرأة، فهي إن أحبت قالت بما تحب، وإن كرهت قالت بما يعبر عن كرهها دون تزويق.
وهي صفة ذميمة لأنها تفقد الكثير من المعارف، وهي غير محببة بالدبلوماسية وأصول اللياقة واللباقة.
ومن هذه المرويات نعرف أن محمداً كان لا يعبر عن امتعاضه، بل يكتمه بصدره، ولا يوحي به إلا نادراً وأمام زوجته، وهذا معناه أنه كان يبرز لبعض الناس مودته ولطفه برغم كرهه وبغضه لهم، وهذه من أصول السياسة والدبلوماسية، حيث ليس المطلوب من السياسي صدق المشاعر، قدر كيفية تحقيقه للمصالح، وهذا معناه أن محمد قد غلب لديه الطابع السياسي والمصالح على الطابع الأخلاقي.
وفي رواية تذكر لنا عائشة أنها ركبت جملاً مرة، فلعنته، فقال محمد : لا تركبيه، وفي رواية أخرى أنها ركبت بعيراً صعب، فجعلت تضربه، فقال لها محمد : عليك بالرفق، فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.
و في روايات كثيرة لعائشة تصف لنا كيف أن محمد يحب ثلاث أشياء، النساء والطعام والطيب، وتؤكد أنه يحب الحلواء والعسل، وتقول أن محمد كان يأتي القدر فيأخذ الذراع منها، فيأكلها، ثم يصلي ولا يتوضأ، وتقول أنه يأكل البطيخ بالرطب.
كما تؤكد في روايات أخرى أن محمد يمكن أن يسحر، فقالت : سحر محمد، فمكث هكذا يوماً، يخيل إليه أنه يأتي أهله، ولا يأتي، وفي رواية أخرى تقول: سحر محمد حتى كان يخيل إليه أنه يصنع شيئاً ولم يصنعه.
وتعود في روايات أخرى وتناقض رواياتها السابقة حول عدم لعن أو سب محمد لأحد، حيث تقول: أن رجلين دخلا على محمد، فأغلظ لهما وسبهما، فقلت: يا رسول الله، لمن أصاب منك خيراً، ما أصاب هذان منك خيراً، فقال: أو ما علمت ما عاهدت ربي عليه، قلت: اللهم أيما مؤمن سببته أو جلدته أو لعنته، فأجعلها له مغفرة وعافية.
و تؤكد عائشة مسألة اللعن، فتقول: كثر أمداد العرب على محمد حتى غموه، وقام إليه المهاجرون والأنصار يفرجون دونه، حتى قام على عتبة عائشة فرهقوه، فأسلم رداءه في أيديهم، و وثب على العتبة، فدخل وقال، اللهم العنهم، فقلت: هلك القوم، فقال: كلا والله يا بنت أبي بكر، لقد اشترطت على ربي شرطاً لا خلف له، فقلت: إنما أنا بشر أضيق بما يضيق به البشر، فأي المؤمنين بدرت إليه مني بادرة، فاجعلها له كفارة.
تناقض الروايات هذه، مرة يلعن محمد ويسب علناً، ومرة خفية، تدل على أشياء، منها أن محمد كثير اللعان والسب، في العلن والسر، ولكن موجبات لعنه السري من أجل مصالح ما، تنتفي في أوقات لعنه وسبه العلني.
أما مقولة أن محمد قد اشترط على الله أن يكون سبه ولعنه للمؤمنين كفارة لهم، فلم يوجد ما يؤيد هذا الشرط أي نص قرآني، فأما أن يكون هذا من الموضوعات الدخيلة، أو أن يكون قد نسي ذكره في نص قرآني، ولكن ما يحير هو أن يكون محمد هو من يشترط ذلك الشرط على الله، بدل أن يكون الله هو من يعطيه هذه الميزة، وهذه مثلبة كبيرة.
وتقول عائشة في رواية أخرى اشربوا ولا تسكروا، وتقول: كنا ننبذ للنبي في سقاء، فنأخذ قبضة من زبيب أو قبضة من تمر، فنطرحها في السقاء، ثم نصب عليها الماء ليلاً، فيشربه نهاراً، أو نهاراً فيشربه ليلاً.
ومعناه أن النبيذ ليس بمحرم، أو أن ما قالته قد حدث قبل تحريم الخمر.
وفي رواية أبن أبي عتيق دخل على عائشة في آخر مراحل حياتها، وهو مشتمل على قرد، وقال لها: يا أمه، بركي مني، فقالت: بارك الله فيك، قال: وفيما معي، قالت: وفيما معك، فتكشف لها عنه، فقالت: لقد هممت أن أدعوا عليك بدعوة تدخل معك القبر.
من هذه الرواية وغيرها نعرف أن حدة عائشة استمرت معها حتى نهاية حياتها.
ومن رواية أخرى ترويها عائشة نعلم أنها لم تكن أحب الناس لمحمد، حيث تقول: أنه أهدي لمحمد قلادة جزع، قال: لأدفعها الى أحب أهلي إليّ، فقالت النساء: ذهب بها الى ابنة أبي قحافة، فعلقها في عنق أمامة بنت زينب بنت محمد.
وأخيراً نجد بعض الروايات التي توحي بشك محمد بإيمان عائشة، حيث ورد أن محمد قام وأشار الى مسكن عائشة، فقال: ههنا الفتنة ! ههنا الفتنة ! حيث يطلع قرن الشيطان، وفي رواية أخرى أن محمد خرج من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر من ههنا حيث يطلع قرن الشيطان.
وفي رواية عن أبي حاتم أن محمد قال: أطعمينا يا عائشة، قالت: ما عندنا شيء، فقال أبو بكر: إن المرأة المؤمنة لا تحلف أن ليس عندها شيء وهو عندها، فقال محمد: وما يدريك أنها مؤمنة !!! إن المرأة المؤمنة كالغراب الأبقع بين الغربان.
هذه الروايات تؤكد مسألة سب ولعن محمد للناس، حتى أن أقرب الناس اليه، زوجته عائشة لم تسلم من سبه ولعنه.
وبنفس الوقت تجعلنا نشك بروايات حبه لها، وتقديمه لها على باقي نسائه.
فأما أن روايات سبه ولعنه لها غير صحيحة، وروايات حبه لها هي الصحيحة.
أو أن كلتا الصفتين صحيحة عند محمد، فنكون أمام شخصية تحمل تناقض نفسي كبير، ففي حين نجده محب وعاشق و ولهان، وفي حين آخر نجده سباب ولعان لأقرب محبيه.

محمد الحداد
23 . 12 . 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة