الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفكير الاجتماعي ( انتَ تفكر اجتماعيا)

احمد نهابة

2012 / 12 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


التفكير كسلوك انساني يعد سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير تم استقباله عن طريق واحدة او اكثر من الحواس ، لكن لا يأتي هذه النشاطات من فراغ كما لا تكون في الفراغ ، انما يفكر العقل ضمن اطر متعددة .... ولعل هناك اطار يدور حولة اغلب التفكير بطريقة او بأخرى ، وهو التفكير الاجتماعي .. لو سألنا كيف يكون الانسان قناعاته ؟ وكيف يكتسب ديناميكية التفكير ؟ وكيف يستجيب الانسان لمثيرات العالم من حولة ؟ .. اغلب الافراد يفكرون وفق نظرية التفكير الاجتماعي بمعنى ان قالب التفكير اكتسبوه من خلال الجماعة ، ولو حللنا طريقة تفكير لأشخاص ضمن منطقة جغرافية واحدة وينتمون الى ايدولوجية وحدة لوجدنا هناك تقارب بالسلوك التفكري بنسبة كبيرة جدا ، فأنت ترى هذا الشيء صحيحا لان المجتمع يرى ذلك ، والمجتمع يؤمن بهذا المبدأ وانتَ متأثر بهم ، فضمن الاطار الاجتماعي تدور اغلب العمليات العقلية للشخص وضمنه أيضا ينشأ الادراك ، يذهب عالم النفس الأمريكي باندورا في نظريته التعلم بالمحاكاة : " ان معظم السلوك الإنساني متعلم بإتباع نموذج أو مثال حي وواقعي وليس من خلال عمليات الاشتراط الكلاسيكي أو الإجرائي. فبملاحظة الآخرين تتطور فكرة عن كيفية تكون سلوك ما وتساعد المعلومات كدليل أو موجه لتصرفاتنا الخاصة. معظم سلوك البشر متعلم من خلال الملاحظة سواء بالصدفة أو بالقصد فالطفل الصغير يتعلم الحديث باستماعه لكلام الآخرين وتقليدهم فلو أن تعلم اللغة كان معتمدا بالكامل على التطويع أو الاشتراط الكلاسيكي أو الإجرائي فمعنى ذلك أننا لن نحقق هذا تعلم "
لو اتفق اغلب الناس على انك جميل مثلا والكل قال لك هذا سيكوّن هذا الاجماع على قناعة راسخة لديك حتى لم تكن كذلك ، ولو قال لك كل الناس بأنك مجنون ربما ستصاب بجنون بسبب الضغط السيكولوجي ، فالعقل مراة يعكس تفكير الاخرين ويشاركهم إياه ، قال روتر في كتابة التعلم الاجتماعي وعلم النفس السريري : " أن تأثير السلوك يلعب دورا في دفع المرء إلى اتخاذ إجراء تجاه هذا السلوك، فالناس تنفر من النتائج السلبية، بينما ترغب الإيجابية . فإن توقع المرء أن يعود سلوك معين بنتائج إيجابية، أو رأى احتمالية كبيرة في ذلك، تزداد قابلية مشاركتهم الآخرين في هذا السلوك. إن تعزيز السلوك بالنتائج الإيجابية يقود المرء إلى تكرار انتهاجه. ولذلك ترى نظرية التعلم الاجتماعي أن التأثير على السلوك لا ينحصر فقط بالعوامل النفسية، وإنما تلعب المحفزات والعوامل البيئية دورا في ذلك "
فيكتسب اغلب الافراد وفق نظرية التفكير الاجتماعي سلوكهم التفكيري من خلال ثلاثة أجزاء : الملاحظة ، والتقليد ، والتعزيز . وعلى قوه هذه الأجزاء او ضعفها يكون الانسان أنماط سلوكه فقد يختفي سلوك ما لأنه لم يلقى تعزيز من الاخرين او ان تعزيزة كان سلبيا ، فالانسان في تفاعل مستمر ودائم مع البيئة ، ولما كان التعلم تغيير في سلوك الفرد طبيعي ان يكون قابل للمحو والتقدم والاضافة او الحذف ، وقد اتفقنا منذ البداية ان التفكير لايكون في الفراغ وانما يكون وفق مضمون وهو ما يتضمنه من العادات والقيم والمعارف والمعايير والمهارات، التي تساعد الفرد على التخطيط واتخاذ القرارات سعياً لبلوغ الفرد أغراضاً وأهدافاً معينة . زيادة فاعلية الفرد ومسؤوليته وزيادة وعيه بذاته والعالم الذي يعيش فيه، مع الاحتمالات أو الأحداث الحياتية المتوقعة ، وذلك لحل المشكلات التي تواجهه وتعوق تقدمه نحو أهدافه وغاياته.
خلاصة القول : تفكيرك انعكاس لتفيكر المجتمع وانك تأمن بما يؤمن به الاخرون ، عن طريقهم اكتسبت اراءك وقناعاتك وربما اهدافك ولست ادعي ان كل التفكير الاجتماعي هو خاطئ كما لا ادعي صحته اجمع ، لكنني بصدد توضيح اطار مهم من اطر تفكير الانسان ، ربما التحرر من هذا الاطار بين الحين والأخر يخلق مرونة فكرية وهو ان ترى عقلك من الخارج . فكر وفكر لكن بأطار غير ما تعودت عليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز