الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكراهية المدعية في وجه الريح

سونيا ابراهيم

2012 / 12 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


..هكذا كانت - تقول - أمي :
يقولون : " الحب أعمى " و هذا قد يجعل اثنين يتساءلان هل الحب أعمى أم أنه يكشف من هو أعمى ، و لكن الحقيقة هو أن الخوف من يجعل البصير أعمى من أن يرى الضوء ليضع غمامة فوق رأسه ، و يصبح مكبل اليدين تماماً لا يستطيع أن يرضى بالحب .

الشعور بأن أحداً لم يحبك تتوارثه الأجيال العربية ليس فقط بسبب الفقر ، و عدم الوعي ، و الإهمال بشكل عام بل أيضاً بسبب التشريعات و العادات و التقاليد .
الإسقاط الذي تمارسه الأديان على الأشخاص بإملاءات قد يسميها البعض دين و البعض الآخر نفاق و خرافات ؛ هو ملأ للفراغ بسبب زيادة العنف و الاضطهاد الذي يشعر به الانسان العربي منذ أن كان طفلاً . الجهل هو نفس الكراهية التي تتفاعل بها منظوماتنا العربية نفسياً ، و اجتماعياً ، و عقائدياً في حال تدنى مستوى الثقافة عند الشعوب.

كيف يتعلم الإنسان العربي الضعيف أن يشعر بالبلادة تماماً عندما يضربه رجل الشرطة العنيف ، بنفس الخلفية الرجعية لرجل شرقي تربى كطفل مدلل ، يعنف اخواته في بيت العائلة ، و لكنه يبكي بعد أن تصفعه معلمة المدرسة بسبب تقصيره بأداء واجب المدرسة ؟

أن تتعلم السير في بيئة ملؤها الحب ، و التفاهم بأن يبدو ذلك مستخدماً في نبرة الصوت التواصل اللفظي ، و الجسدي ، و الاصغاء للآخرين لا يشبه تماماً أن تقع في خندق كبير يقذفك في حفر مليئة بالظلام لا توقد فيها ضوءًا حتى يصيبك جزء من الحريق منها !

الشعور بالكراهية النابعة من المحرمات ، الدين و تعقيداته هو أكثر ما يجعلك تشعر أن الكل من حولك يبغضك بل يؤثر فيك ليجعلك تصبح آفاقا ..
الكراهية تنبع من الجسد أيضاً ، و ليست فقط من الروح ، و الفكر لذلك قد تؤثر عبر طاقات أجسادنا فتضر من حولنا . الكراهية هي مرور انسان بانسان آخر، تجعلك تسلط كل طاقتك ؛ لتدمير من حولك معنوياً و أنت تحاول حمايته إلا من نفسك – كراهيتك !

الكراهية هي رجلاً باع وطنه بالخيانة ، الكراهية هي امراة عجوز بخيلة لا تحب الاطفال ، الكراهية هي الأم التي لا تكف عن الصراخ ليل نهار ، الكراهية هي أن تصبح عبداً خائفاً من كل الأشياء المنطقية حولك ، من أن تجدها تعبر عن نفسك عبر خيالك السطحي أو حتى الغائب ! الكراهية هي المنفذ الوحيد الذي تحتاجه لكي تخرج من نفسك قبل أن تقع في الظلام !الكراهية هي نفسك عندما تجد أنك لا تستحق أن تشعر بالحب .. لا تتوقف الكراهية ، و لكن عمرك يتوقف عند لحظة معينة ، تشعر فيها أنك مُتّ لأنك فقط آمنت بواحد بالمائة من الحقيقة .. الكراهية هي أن تهلك نفسك قبل أن يبررك الأعداء .. الكراهية هي أم أنجبتني ، أكرهت أختي الكبرى على الزواج ، عنفت أختي الصغرى لاهتماماتها البسيطة .. الكراهية هي امرأة قد تكون فقيرة في أحد الأحياء الشعبية لا تعلم معنى التمرد .. لكنها مهملة جداً و إلى أبعد الحدود ..

الكراهية هي أن تتوقف عند نقطة معينة و ألا تقبل أن تحاول من جديد .. الكراهية تهدم كل الجسور التي يحاول الجميع بنائها من حولك ، و أنت الوحيد الذي يضع رموزاً سحرية ؛ ليعجز نفسه من ركوب الخيل مرة واحدة من أجل إنقاذ نفسه !

" نحن محرومون – في مجتمعاتنا العربية – من الشعور بالحب ليس فقط بسبب مخلفات الدين و رجعية عاداتنا و تقاليدنا بل السبب الأساسي هو علاقة الأم بأبنائها ( علاقة الجسد بالروح ) و علاقة الأب بأبنائه هي مصيبة – بالنسبة لهم - مليئة بالحقد و الشعور بضياع الوقت ؛ هذا كله جزء وحيد من هذه الحقيقة التي تغمرنا في العالم العربي " !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا