الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإدارة الصفية من خلال نظرية التعليم الحديث

احمد نهابة

2012 / 12 / 28
التربية والتعليم والبحث العلمي


توفير بيئة تعلم إيجابية هي احد ركائز نجاح المعلم في التعليم ، وهي احدى معايير المعلم الجيد بأن يضبط النظام داخل الصف الدراسي . حجم الضبط والانضباط غالبا ما يعده الإداريون مؤشرا لجودة التعلم . وعلى هذا الأساس بُنيت فلسفة النظام التعليمي وبدأ يخشى المعلمون من إعطاء مزيد من الاستقلال الذاتي حتى لا يفقدون السيطرة على النظام دخل الصف ، والمشكلة تكمن في فهم المعلمين لمعنى الإدارة الصفية من جهة والممارسات التي يستعملونها في تحقيق ذلك من جهة أخرى . في ظل المنهج التربوي الحديث اصبح دور المعلم ميسر للتعلم يضمن في احد وجباته إزالة الحواجز التي تعوق التعلم ومن بينها الامن النفسي الخالي من الضغط والتهديد والتخويف الذي يحول دون المرونة الذاتية وفي توفير مناخ صفي فعال ويقلل من الدافعية النابعة من الداخل . فالإدارة الصفية مهارة تعليمية يحتاج المعلم على فهم ابعادها والتدرب عليها قبل الخدمة وفي اثنائها ، ولعلها حقيقة ان برامج اعداد المعلمين في اغلها خالية من مقررات وموديلات تهتم بقضية النظام الصفي وادارته ويترك المعلم في هذا المعترك يتعلم ويكسب خربه تراكمية بعيدا عن الأسلوب العلمي .
المحافظة على النظام في ظل النظريات الحديثة يضمن بأن يتقبل الطالب لواحق ومستتبعات أفعاله . بمعنى تدعيم السلوك المناسب واستعمال منظومة الثواب والعقاب في ظل نظرية المواطنة الصالحة يقترح جاذركول في نظريته الضبط الحكيم أن أحد أهم إعمال المعلم داخل غرفة الصف هو تعليم المواطنة الصالحة، ويرى أن الضبط الحكيم يوفر هذا البعد، لأنه يتطلب من المعلم معاملة الطلاب كمواطنين بما يتضمن ذلك من تعريف الطلاب بحقوقهم وواجباتهم، ويستند إلى توليفة من أخلاقيات مهنة التعليم والممارسات التربوية السليمة ، ويتيح هذا المنحى إلى تنمية المسؤولية الشخصية والسلوك الخلقي عند الطالب بعيداً عن العقاب بكافة إشكاله.
ويرى وليم جلاسر ان هناك أربعة حاجات أساسية للفرد هي : الحل ، والضبط ، والحرية ، والمرح . وهذه المكو نات الأربعة لازمة لتوازن سيكولوجي ، وعلية يحتاج المتعلمون ان يعرفوا كيف يضبطون سلوكياتهم ، ويرى جلاسر ان معظم الطلبة لا يصدقون ان لهم حق الاختيار ، هنا يبرز دور المعلم ان يعلم طلبته ان يأتوا بخيارات جيدة حتى يترسخ لديهم الترابط بين سلوكهم ونواتج هذا السلوك ، ولو فرضنا ان طالبا قام بسلوك غير مناسب ، فأن على المعلم ان يقوم بالخطوات الاتية :
- يحاول - أولا - ان يساعد الطالب في ان يحدد بنفسة السلوك غير المناسب الذي قام به
- يساعد الطالب في ان يدرك عواقب هذا السلوك .
- لا يفرض المعلم عواقب جديدة او مصطنعة ( من عنده ) غير ما يقول به الطالب . فمن المهم ان الطالب نفسة هو الذي يتعرف على عواقب السلوك الذي قام به .
- يقترح الطالب خطة للتخلص من السلوك السيئ
- يساعد – أخيرا – الطالب في ان ينفذ الخطة بنجاح ، او يسمح بحدوث عواقب السلوك حتى يشعر بسوء ما قام به .
ونحن بحاجة لمثل هذا النظام بحيث نضمن المساواة التي تتعدى الاختلافات الثقافية والدينية والفردية، أي أن جميع الطلاب لهم مكان قيم في المدرسة، بحيث ينمو الاهتمام بالآخرين والشعور بجدارة الذات والثقة والإحساس بالانتماء، من خلال التفاعلات اليومية بين المعلم وطلابه، ويشكل ذلك ممارسة قيم وعقائد أخلاقية يمارسها في الحياة ويحدث من خلالها تغيير ثابت نسبيا في السلوك وهذا هي التربية الحديثة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز