الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاري من الانزلاق في الفوضى

سليمان بن تمليست

2012 / 12 / 29
المجتمع المدني


منذ بداية التحرّكات الحزبيّة هنا وهناك لاحظنا بعض التصرّفات الإقصائيّة لمنع هذا التيّار أو ذاك من الالتقاء بمناصريه أو من إفساد تظاهراته وذلك بأساليب أقلّ ما يقال فيها بأنّها بدائيّة ولا ديمقراطيّة تواجه الفكرة بالهراوة والعنف اللفظي الهدف من ورائها إحداث البلبلة وتكريس العداوة والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد وهذا تصرّف مدان يجب أن نضع له حدّا وأن يحاصر حتّى لا تتفاقم الظاهرة وحتّى لا تصبح الفوضى بديلا عن الاستقرار والإقصاء بديلا عن الاعتراف والاحترام المتبادل.
فعلى كلّ مكوّنات المجتمع المدني من سلطة وأجهزة أمن ومنظّمات مختلفة (سياسيّة أو نقابيّة ....الخ) أن تتعاون من أجل صدّ هذا الانحراف لأنّه إن تفشّى لا قدّر الله فسيضرّ بالاستحقاقات القادمة.
فالديمقراطية تعني بالضرورة قبول الآخر حتّى ولو اختلف معنا ولأنّ التعدّد ظاهرة صحّيّة وطبيعيّة لا يمكن إنكارها بل علينا بترويض الأنفس قصد تفعيلها وتثمينها من خلال التعاون في المشترك واحترام بعضنا البعض في المختلف فيه لأنّ قدرنا أن نعيش سويّا في هذا الوطن وقدرنا أن يساهم كلّ واحد من موقعه من أجل بنائه والارتقاء به نحو الهدف المنشود الذي يحفظ كرامة وحريّة الشعب ويحقّق له تطلّعاته.
فعلى السلطة أن تكون محايدة وعلى نفس المسافة من كلّ الأطراف المتصارعة وبأن لا تنحاز لأيّ طرف وأن تستجيب لمطالب الشعب الآنيّة حسب الإمكانيّات المتاحة.
وعلى أجهزة الأمن أن تؤدّي رسالتها في الحفاظ على استقرار البلاد في كنف القانون وذلك بالتصدّي للفوضى ولكلّ أشكال العنف وعليها بحماية الممتلكات العامة والخاصة.
وعلى الأحزاب والتنظيمات المختلفة أن تتحلّى بالمسؤوليّة وأن تغلّب المصلحة الوطنيّة على المصالح الفئويّة وأن تكون مثالا للنضال الحضاري والعمل الديمقراطي وأن تساهم في تأطير مناضليها خدمة لأهداف الثورة وحرصا على مكتسباتها ودفاعا على كلّ محاولة للنيل منها أو تشويهها أو الالتفاف عليها.
وعلى كلّ أفراد المجتمع التحلّي بأخلاقيّات التسامح التي ظهرت في أسمى تجلّياتها أثناء الثورة من خلال سيادة قيم التآزر والتضامن في السرّاء والضرّاء لأنّ هذا الوطن العزيز علينا جميعا مستقبله بين أيدينا وفي أعناقنا فعلينا بأن نتسابق في كنف الاحترام المتبادل من أجل رفعته وحمايته شعارنا في ذلك كلّنا للوطن ولا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها والله وليّ التوفيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين في رفح تزداد مع انعدام الظروف الصحية وتهديد


.. الأمم المتحدة: المعبران الرئيسيان لإدخال المساعدات إلى قطاع




.. كيف سيواجه اللبنانيون المخططات الغربية في ملف النازحين؟ وأي


.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة




.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود