الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهارة التحدث وطبيعتها

احمد نهابة

2012 / 12 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


يعد التحدث وجهلا اخر مكملا لعملية الاستماع اذ لا تواصل من دون متحدث ( مرسل ) ومستمع ( مستقبل ) ، فعن طريق التواصل الشفوي وبواسطته يعير الانسان عن أفكاره وانفعالاته واتجاهاته وآرائه الى الاخرين وعن طريقه يتحقق التفاعل العلاقات بين الناس ، ويتبن الدراسات ان الجانب الشفوي يشكل 95% من مجموع التواصل اللغوي ، ومهاراه التحدث تأتي في المرتبة الثانية بعد الاستمتاع من مهارات اللغة . وتعنى مهارة التحدث مدى قدرة الشخص على اكتساب المواقف الايجابية عند اتصاله بالآخرين . ويرى علماء التربية ان هذه المهارة لابد ان يتقدم تعلمها على المهارات القرائية لان مهارة تعلم أي لغة يمر في أربعة خطوات مرتبة منطقيا وهي : ( الاستماع ، التحدث ، القراءة ، الكتابة ) ، وان الانسان يتحدث قبل ان يتعلم القراءة لذل كان لابد ان يتم تعلمها قبل تعلم القراءة او مساير لها .
وعلى الرغم من أهمية التحدث الا انه لا ينال الاهتمام الذي يستحق في مدارسنا ومناهجنا اللغوية حيث ان الاهتمام ينصب على تعليم الطلبة كيف يقرؤون ويكتبون ، وان تعليميهم كيف يتحدثون لا يعطى الاهتمام الكافي ، وربما يعود ذلك الى الاعتقاد بان امر التحدث سهل وبسيط يؤديه الفرد بسهولة ويسر ، فالجهد المبذول في تعليم التواصل الكتابي في التعليم لا يوازي الجهد المبذول في عملية التعليم الشفوي .
والحقيقة طبيعة عملية التحدث معقدة جدا في مظاهرها التلقائي والعفوي ولكن في باطنها وحقيقة امرها يدل على انها لا تتم الا ضمن خطوات عديدة تحدث سريعة ومتتالية في وقت قصير جدا حسب طبيعة الانسان المتحدث وهذه الخطوات تمثل طبيعة عملية التحدث :
1-الاستثارة : لابد من ان يكون المحدث لديه داف للحديث وهذا الدافع يوجده مثير خارجي او داخلي . فالمثير الخارجي كأن يوجه اليه سؤال ويطلب منه الإجابة عنه او ان يسمع من متحدث اخر معلومات خاطئة فينبري للرد عليه وتصويب معلوماته ، والمثير الداخلي كأن تلح عليه فكرة داخلية يجب ان يخرجها الى حيز الوجود بالتعبير عنها بالصورة اللفظية المناسبة وهكذا فبداية عملية التحدث هي وجود المثير الذي يحفز الشخص للوقوف متحدثا .
2-التفكير : اذا وجد المثير للكلام وبدأ الانسان في التفكير فيما سيقوله او يتحدث به ، وهذا باستخدام اللغة الصامتة لان عملية التفكير في جوهرها انما هي حديث الانسان مع نفسه لذا الراغب في التحدث سيجمع أفكاره ويحاول ان يرتبها ترتيبا سليما حتى لا يتحول حديثة الى هراء وهذيان لا نظام له ولا معنى فيه ولا فكر وبالتالي تهتز شخصيته ويضعف موفقة وينصرف الناس عنه .
3-الصياغة : ولما كانت الأفكار في حيز العقل لا يستطيع احد ان يطلع عليها فانه لابد من قالب تُصب فيه وتُصاغ من خلاله لتخرج الى حيز الوجود وتنتقل الى الاخرين ، وهذا القالب الصياغي او الصورة التعبيرية لابد للمتحدث ان يحسن اختيار العبارات المناسبة ذات الجمل المفيدة والسليمة والتراكيب السديدة الناقلة للأفكار والمعاني ، فالبلاغة مراعاة الكلام لمقتضى الحال ، ولكل حادث حديث ، ولكل فئه من الناس ما يناسبها من قوالب الكلام .
4-التحدث والنطق : وهذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة فبعد ان يستثار المتحدث ويفكر ويعد العدة باختيار وسائل التعبير عن أفكاره ، وكل هذه هي عوامل داخلية فلابد ان ينقل كل ذلك الى السامعين وهذا لا يتم الا بالنطق والبيان والافصاح وهذه الخطوة تستلزم سلامة مخارج الحروف والوضوح والخلو من الأخطاء على قدر الإمكان ، ومتى عليه ان يقف ومتى يصل أجزاء الكلام ببعضها ومتى يفصلها ، وهذه الخطوة هو المظهر البارز الخارجي الظاهر للسامعين من المتحدث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة