الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجودنا متقدم على قومياتنا - ماهيتنا/ وجهة نظر فلسفية

سمير اسطيفو شبلا

2013 / 1 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


وجودنا متقدم على قومياتنا - ماهيتنا/ وجهة نظر فلسفية
سمير اسطيفو شبلا

المقدمة
يقول أيميل دوركايم: عندما أقوم بواجباتي باعتباري أخاً وزوجاً وصديقاً أو مواطناً مع تأدية التزاماتي التي أخذتها على نفسي بما هو معروف في القانون او التقاليد فان هذه المؤثرات تقع خارج نفسي وأفعالي وتصرفاتي"
بما معناه ان الواقع الذي يؤدي فيه الإنسان التزاماته وأفعاله يؤثر ويحدد سلفاً دون إرادته الذاتية وقناعاته الشخصية، إذن تصرفاتي وأفعالي التي تقع خارج نفسي هي ماهيتي التي تميزني عن غيري كصفات ذاتية "حسب الفلسفة المدرسية" اما ان عرفنا الوجود حسب فلاسفة الإسلام : هو تحقق الشيء في الخارج! ولكن تعريف الفلسفة الحديثة هو الشيء الذي يثبت له الوجود سواء كان ذلك الشيء نفس الوجود أو شيئاً آخر متصفاً به، اما الماهية كما اشرنا أعلاه فهي بيان لحقيقة الشيء وذاته التي تميزه عن سواه،،،،، نكتفي بهذا التعريف ولسنا هنا بصدد مناقشة الوجود يسبق الماهية او الماهية تسبق الوجود، وان هناك فرق بين الإيمان والعقل وبين العقل المادي الخالص، وهذا موضوع فلسفي شائك يحتاج إلى دراسات عميقة لسنا بصدد الآن، ،لذا نؤكد "حسب وجهة نظر فلسفية شخصية" ان هناك مصداق واقعي واحد! اما ان يكون الوجود او الماهية! وبما إني موجود كانسان واقعي إذن أكون (أنا موجود) ووجودي هو وجود أصيل، اما التزاماتي التي تميزني عن الآخرين فهي الماهية

الموضوع

العجين والكليجة
لتبسيط الأمر من اجل البرهنة على ان وجودنا متقدم على ماهيتنا (هنا الماهية نقترب بها إلى قوميتنا او قومياتنا) وجوب ان نعرف الفارق بين الوجود والماهية، لنعطي مثلاً : لنتصور ان الوجود عبارة عن عجينة طحين وبما أننا في جو الأعياد (أعياد الميلاد ورأس السنة 2012/ 2013 وختان يسوع في 6 كانون الأول) فنصنع الكليجة من هذا العجين! كيف نعمل الكليجة؟ نضعها في قوالب متنوعة وبأنواع مختلفة "خارج العجينة" – منها كليجة تمر مربعة الشكل – كليجة جوز بيضاوية الشكل – كليجة سمسم دائرية الشكل وهكذا،،،، الخ – عليه هنا تكون الكليجة صفات ذاتية للعجين (الوجود) لماذا؟ لولا العجين لما كانت هناك ماهيات (الكليجة) ، إذن حقائق الأشياء تتحد وتتميز بعضها عن بعض بعد ان تتحد في الوجود

هكذا نرى بوجود مصداق واحد / واقعي هو "الوجود – العجين – إنسان" هذا الوجود بما انه واقعي هو أصيل! يحدده المكان والزمان (البيت) ويتميز عن الحيوان كونه ناطق
يقابله وجود اعتباري وليس مصداق وهي "الماهيات – أنواع الكليجة – التي هي القومية او القوميات" ليس لها دين ولا طعم ولا رائحة ولا لون ولا يمكن ان نحددها بمكان وزمان

عليه الإنسان – الحيوان الناطق – الذي يحدده (البيت) الزمان والمكان – عندما ينطق ويفكر ويتحرك ويأكل ويشرب ويعمل الكليجة !!! انه يقوم ذلك بوجوده لا بماهيته
اما ان سألنا عن العجان ومصدر العجين؟ فهنا يكون الإيمان بالخالق من عدمه؟ وكما قلنا ان هذا ليس بموضوعنا هنا، إلا أننا نرى بعيون الإيمان ان هناك عجان واحد لا غير/ هو الخالق، وأخيراً نقول بصفة شخصية : نجد ان العجين تحقق من خارجه (الماهيات أي الكليجة بأنواعها، فهل يمكن للكليجة (الماهية) ان تحقق ذاتها من خارجها؟

وجودنا أهم من قومياتنا

ان كانت قومياتنا هي الماهيات (أنواع الكليجة) فهل يعني ذلك ان هناك قومية (واجبة الوجود) لتصبح (وجود/عجينة) لباق القوميات الأخرى؟ بمعنى اقرب إلينا نحن الفقراء / هل القومية الآشورية هي العجين ونحن الكلدان والسريان أنواع وأشكال الكليجة؟ أَم ان السريان هم العجين ونحن والآشوريين تنوع الكليجة؟ آم نحن الكلدان أننا العجين والآشوريين والسريان هم الماهيات /الكليجة؟ وبما أننا برهنا على انه لا يوجد هناك كليجة دون عجين، وهذا العجين هو سبب ومصداق الكليجة بأنواعها وأشكالها، لذا لا يكون هناك قومية معينة تكون هي العجين وباق القوميات هي الكليجة لأنه لا يمكن للكليجة ان تكون سبب ومصداق واصل العجين (الشعب الأصيل) وإنما العكس هو الصحيح، بما معناه ان الشعب الواحد الأصيل يكون هو العجين (وجودنا) والقومية تكون خارجه كماهية التي ليس لها دين وطعم ورائحة ولون إلا في حالة صبها في قالب خاص لتصبح قومية ذات أشكال ومواصفات خاصة كما يراها العقل النظري، وسؤالنا هنا هو: أيهما الأهم (واجبة الوجود) العجين أَم الكليجة؟ أي الوجود أم القومية؟

النتيجة

وجودنا كشعب واحد (الأصل) يسبق قومياتنا التي أخرجها هذا الأصل كفكرة (الوجود والماهية – العجين والكليجة) والنتيجة المنطقية هنا (وجهة نظر شخصية) نكون نحن شعب أصيل واحد بثلاث قوميات – هذا ان أردنا لشعبنا عدم الزوال او الانقراض بزوال وانقراض قومياتنا، ولكي لا نبقى ونستمر في مسرحية الأخوة / الأعداء، لذا وجوب إنهاء الصراع الأزلي بين أبناء شعب مابين النهرين الواحد الذي هو واجب الوجود وكل من الكلدان والسريان والآشوريين واليزيديين والصابئة المندائيين والكاكائين والشبك والعرب والأكراد هم ماهيات لهذا الشعب الأصيل؟؟؟

لا يعقل ان يكونوا الأكراد هم سبب وجود العرب؟ والعكس صحيح أيضا! إذن لا يمكن ان يكونوا السريان هم الوجود / الاصلاء وباق الكلدان والآشوريين هم الماهيات/ القوميات والعكس صحيح أيضا، وبالتالي لا يمكن ان يكونوا اليزيديين هم سبب وجود الصابئة المندائيين والشبك والكاكائين، والعكس صحيح أيضا

نعم لولا أنواع وأشكال الكليجة لا يمكن ان نقول هناك كان الأصل – العجين ، ليست مشكلتنا كوننا قومية واحدة او عدة قوميات، ولكن مشكلتنا هي بحربنا غير المعلنة واحد على الآخر، كل واحد منا له شكل ونوع مختلف ولكننا من نفس العجين – الكليجة مربعة الشكل محشوة بالتمر لها خاصية عن الكليجة المحشوة بالجوز بيضاوية الشكل،،،، وهكذا لنا خصوصياتنا كقوميات وطوائف ومذاهب ولكننا من تربة واحدة – من طينة واحدة – سقينا وشربنا من مياه واحدة – استنشقنا من هواء واحد – جميعنا لنا وجود على الأرض كواقع، إذن لماذا هذا العداء الأزلي بين أصحاب المصدر/ المصداق الواحد؟ الكثير من شعوب العالم يحسدونكم على كونكم من عجينة واحدة، لأنهم يفتقدون إلى ذلك؟ حرب التسميات 8 سنوات الأخيرة ولا زالت مستمرة! حرب المذاهب والكنائس وزالت كنيسة المشرق وأصبحت 4 كنائس كإخوة الأعداء! الروافض والنواصب كأننا أمام عدة
"أديان" وليس إسلام واحد! الصراع على الكراسي وحرب القوميات والمذاهب والطوائف على قدم وساق، كلها حرب الخصوصيات / القوميات – المذاهب – الطوائف – العشائر، جميعنا لهم الحق في الوجود ولكن ليس على حساب الآخر ، لذا ندعوكم ان تبرهنوا في عام 2013 اما انتم من عجينة واحدة فهناك الخير والحق والجمال / الأمان والاستقرار والسعادة او من عدة عجائن فهناك الحروب والصراعات والدم والفقر والقهر والمرض ومزيد من انتهاكات لحقوق الإنسان
3/كانون الثاني 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفا: مقتل 7 فلسطينيين خلال قصف إسرائيلي برفح جنوبي قطاع غزة


.. غالانت: نقترب من اتخاذ قرار بشأن إعادة سكان الشمال وتغيير ال




.. محمد الدوخي عاش بين المناديب لإتقان ادوره في -مندوب الليل- |


.. استبدال بايدن بمرشح ديمقرطي اخر سيناريو مرجح




.. 3 قتلى في قصف إسرائيلي على بلدة حولا جنوبي لبنان