الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائشة ج10

محمد الحداد

2013 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تكلمنا في الجزء السابق عن علاقة عائشة بخديجة وغيرتها منها برغم عدم لقاءهما، والآن نستمر لنتكلم عن علاقة عائشة بسؤدة، فقد كان زواج محمد بسؤدة وعائشة قريباً جدا كما ذكرنا في أجزاء سابقة، وحدث هذا الزواج في مكة قبل هجرة محمد الى المدينة.
لا تذكر لنا كتب التأريخ والتراث الكثير عن سؤدة، ولكن يمكن التوصل عن طريق بعض الروايات الى أن سؤدة لم تكن صغيرة السن، وكانت ارملة، ولم تكن جميلة كما هي حال عائشة أو صفية، وقد تزوجها محمد بعد وفاة خديجة وهو يمر في حالة صعبة من فقدانه لها ولمعونتها له.
تذكر بعض الروايات أن محمد طلقها أو أراد طلاقها، لا نستطيع الجزم أيهما حدث، ولكن تكمل تلك الروايات بأنها تنازلت عن ليلتها لعائشة حتى يبقيها محمد ضمن نسائه، حيث يذكر ابن عباس التالي: أن سؤدة خشيت أن يطلقها محمد فقالت: يا رسول الله، لا تطلقني، وامسكني واجعلني حتى احشر في زمرة نسائك.
وفي حديث لعائشة تقول فيه: ما كان رسول الله يفضل بعضنا على بعض في القسم، وكان كل يوم إلا وهو يطيف بنا و يدنوا من كل واحدة منا دون مسيس، حتى ينتهي الى التي هي يومها، فيبيت عندها. وقد قالت له سؤدة بنت زمعة وقد أراد أن يفارقها: يومي منك ونصيبي لعائشة، فقبل منها ذلك.
وفي رواية أخرى عن عائشة تقول: كانت سؤدة قد أسنت، وكان محمد لا يستكثر منها، وقد علمت مكاني من رسول الله، وإنه يستكثر مني، فخافت أن يفارقها، وضنت مكانها عنده، فقالت: يا رسول الله، يومي الذي يصيبني لعائشة، وأنت منه في حل، فقبله محمد، وفي ذلك نزلت: وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير واحضرت الانفس الشح وان تحسنوا وتتقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا. سورة النساء آية 128
وفي رواية أخرى يقول محمد لسؤدة: أعقدي، فقعدت له على طريقه ليلة، فقالت: يا رسول الله، ما بي حب الرجال، ولكني أحب أن أبعث في أزواجك، فأرجعني، فأرجعها.
وفي رواية أخرى أن محمد بعث لسؤدة بطلاقها، فلما أتاها، جلست على طريقه لبيت عائشة، فلما رأته قالت: أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه ! لم طلقتني ؟ ألموجودة وجدتها في ؟ قال: لا ، قالت: فإني أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني، وقد كبرت، ولا حاجة لي في الرجال، ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة، فراجعها محمد، قالت: فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة.
وفي رواية أخرى يقال: لما أسنت سؤدة عند محمد، همّ بطلاقها، قالت: لا تطلقني، وأنت في حل من شأني.
وهكذا نجد أن محمد قد جعل لعائشة يومين، يومها ويوم سؤدة.
وبسبب ذلك جعلت عائشة تمدحها، ولكنها لم تنسى خشونتها هنا أيضاً، فجعلت مع المدح قليلاً من الذم، حيث قالت: ما رأيت امرأة أحب الي أن أكون في مسلاخها من سؤدة بنت زمعة، امرأة فيها حدة، فلما كبرت جعلت يومها من محمد لعائشة، وفي رواية أخرى قالت: امرأة فيها حسد.
لنرى هل حقاً كان طلاق محمد لسؤدة بسبب كبر سنها، أم أسباب أخرى لم تذكرها كتب التراث، ولكن يمكن معرفة السر من روايات عائشة نفسها أنه كان يحب الاستكثار منها، أي أنه أحب نكاح الصغيرة عائشة على نكاح المسنة سؤدة، لذا أبدل يوم هذه بتلك ليكون له يومان مع من أحب أن يستكثر منها بالنكاح.

محمد الحداد
01 . 01 . 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا


.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو




.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط