الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن والهنا نرقص على ايقاعين مختلفين(جدلية المأساة)

وسام غملوش

2013 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما هي الحياة ؟
كيف نعيشها ؟
لماذا نعمل ونجتهد؟
لماذا نفرض على انفسنا القيود؟
لماذا نتقوقع داخل المثل والاخلاق والاعراف والتقاليد؟
لماذا ننجب ونتكاثر وحتى الان لا نعرف لماذا؟
لماذا نحيا بصعوبة وتؤخذ الروح مننا بسهولة؟
لماذا نبني الحياة ونعمل جاهدين الا تفنى هذه البشرية ونحن نعلم اننا كلنا سنفنى يوما ما؟
هل الحياة جدا غالية الثمن لذلك كان المقابل باهظ الثمن؟
ام نحن اتفه من ان نؤخذ على محمل الجد فكان نصيبنا الاستتهتار والتعامل بخفة مع طموحاتنا والامنا؟
اذا كانت الحياة هبة او نعمة ،لماذا هناك ما ينغص العيش ؟
والمعروف ان الهبة تكون خالية من الشوائب، تكون صافية نقية لا تشوبها شائبة وليس عليها اي ضريبة.
ما هو مبدأ الوجود ،هل هو عملي او ترفيهي ؟
هل من الممكن ان يكون هذا الاله يهوى الرقص؟ ولكن حتى الان مستبعد.
اذاً هل هو عملي؟ ربما وهو على الارجح.
ولكن ان كان هذا الاله عملي أليس من الطبيعي ان يكون التعب والالم هما سيدا الموقف والحاضر الاقوى في مسيرة الانسان والمسيرة الطبيعية لحياتنا؟
الحياة باختصار هي: "لقمة عيش هنية وراحة بال ورقص لا ينتهي" باختلاف نسبي، ودائما نقوم بتكرار نفس الاشياء طيلة حياتنا، اشياء نكررها مرارا وتكرارا دونما ملل او كلل او قرف، فنحن نأكل دائما، نمارس الجنس نفسه دائما، نمل منه بعد انتهائه مباشرة ولكننا نعود ونعاود الكرة غير مدركين ،نقوم بنفس الاعمال اليومية طيلة حياتنا وان تخللها بعض التغيير فهو تغيير مكرر ولكن ضمن فترات متباعدة وبفترة اطول من بعض الامور ولكنه ايضا مكرر.

فلماذا نعمل ونجتهد؟ للحصول على بعض الكماليات التي الزمنا بها ذاتنا وجعلناها من اصل حياتنا الترفيهية ،ولكن ما هي الا كذبة بيضاء على ذاتنا المبرمجة المحفزة مسبقا على تطوير كل ما حولها لتنعم بشئ جديد دائما يجعلها تكسر روتين حياتها التي يدمرها وتجعل من ذاتها التافهة الها لحياتها الزائلة.
(كل ممنوع مرغوب)، فاذاً لماذا صنعنا قانون الممنوع لماذا فرضنا على ذواتنا نيراً نستعبد به انفسنا اكثر مما هي مستعبدة، فالوجود هو عبارة عن تمرد مستمر لثورة الذات الوجودية وهذا سبب الاستمرارية، الضعفاء ابتدعو الاديان ليشكلوا مع بعضهم قوة، فالاديان دائما تعتمد على العامة من الفقراء والبسطاء.
وضعوا قانون الممنوع على ذواتهم لخوفهم من ذواتهم وليشعروا بالامان فيما بينهم لانهم فقط ضعفاء وغير مسيطرين.
ما قيمة المثل، ما معنى ان تحمل مبدأ ما وتحارب لاجله فقط لان الاخرين رأووا فيه الصواب، ما معنى ان اقدس عرفا ما لان اكثر الجماعة تحسبه نافعا لها وهذه الجماعة ترى المنفعة من وجهة نظرها، يقول نيتشه في كتاب زرادشت لقد ابتدع الانسان للامور قيمها ليحافظ على نفسه ،فهو الذي خلق للاشياء معانيها الانسانية
(ما التقييم الا الخلق بعينه فاصغوا الي ايها الخالقون
ما الكنوز والجواهر الا اشياء اراها تقييمك جواهر وكنوزا،فما القيمة الا اعتبار ،ولولا التقييم لما كان الوجود الا قشورا لا نواة فيها، اسمعوا ايها الخالقون: ان قيمة الاشياء تتحول تبعا لتحول الخالق، ولا بد لهذا الخالق ان يهدم في كل حين)
ننجب ونتكاثر ،نشقى ونتعب في العمل وفي التربية، ندمر اوقاتنا وطموحاتنا لاجل التربية، نفرض على انفسنا ما يسمى القفص الذهبي وما القفص الا حجز للحرية حتى لو كان من الماس،ندخل في نفق الواجب اتجاه من اوجدناه، نتخلى عن احلامنا لنصبح وسيلة لتحقيق احلامه ومن دمرنا ذاتنا لاجله، سيدمر ذاته لاجل من سيوجده هو لاحقا(مبدأ الواجب المُفرض الغير مبرر).
فحتى الان ليس هناك اي مبرر فكري او منطقي لعملية الولادة ولا يوجد حتى فكرة منطقية دينية تبرر هذا العمل سوى جملة المواساة (هيدي سنة الحياة).
منذ نعومة اظافرنا نصارع الحياة ،نتألم عند كل نمو للجسد ونتألم عند كل انكسار، ليس فقط للجسد وانما للروح ايضاً.
من صنعنا اوجد فينا الاحتراق، لكن دون الوصول الى رماد، مما يجعل الحياة اكثر صعوبة رغم هشاشتها فينا ،لكن رغم ذلك نحبذ الرقص.
فنحن كما يقول الامام علي (الانسان تؤلمه البقة وتقتله الشرقة وتنته العرقة)
ان الحياة تلاعب الانسان ولكن كما يلاعب الاسد عصفوراً بلا ريش (ايقاعان مختلفان).
وحين نصبح في حالة النضوج للرحلة الاخرى علينا ان نمر بألم المخاض الم ما قبل الولادة الذي لا تستشعره الحياة ،لكنها فقط ترى ما نحن نؤول اليه بعد هذا المخاض. فالحياة لا تدرك اللحظة التي نعيشها وانما تنظر بعين الصانع فقط وما يؤول اليه الانتاج وهذه ربما هي مشكلتنا الكبرى مع من صنعنا.
دائما نرى في السينما العالمية فكرة انقراض الجنس البشري وكيف يحاول الجميع الحفاظ على قلة قليلة من البشر كي لا يفنى هذا الجنس، ولكن اليس من الطبيعي ان يفنى البشر ان كان حسب الاسطورة الدينية او حسب العلم الذي يؤمن بالانتخاب الطبيعي وعملية التطور، ففي الحالتين الانسان مقدر له الفناء ،فان كان مقدراً لنا الفناء فنحن هنا فقط في مرحلة ما قبل تطورنا الذي سنؤول اليه ان كان في الوجود او على هذا الكوكب، فنحن لسنا اذاً الا في حالة مخاض جديدة فلنترك الحياة تسير بنا ندمرها كما تدمرنا وندمر الوقت بما نحب وليس بما يفرضه الواجب فنحن بالنهاية لسنا سوى فكرة تُطور ذاتيا وتضمحل دونما أسفٍ عليها.
فهذه الحياة مهما كانت غالية فنحن كجنس بشري ندفع ثمنها باهظا، وان كانت رخيصة فالواقع هو دليل قاطع على مدى عدم اهميتنا لم نعامل به بخفة واستهتار.
ومن المستحيل ان تكون هذه الحياة هبة لم تتضمنه من شوائب تسكن الخلق كما تسكن الكوكب، لان من يعطي هبة يعطيها صافية خالية من كل ضرر حتى تسمى هبة ونعمة تستحق الشكر.
فهذا الاله لا يعرف الرقص وان كان يعرفه فهو يعرفه فقط.. على ايقاع مغاير لمفهوم رقصنا، فهو حتى الان اله عملي يتسم بالعقل الكلي ومن يتسم بكلية العقل يرقص، ولكن بصعوبة، وعلى ايقاعات لا يمكننا ونحن في هذه الغربة الوجودية ان نتفهم رقصه، ولكن اليس من الطبيعي ان يتفهم هو معنى رقصنا؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran