الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوبيل الماسي لل BBC العربيّة

رعد الحافظ

2013 / 1 / 3
المجتمع المدني


{ إفعل ماهو صحيح دائماً , فهذا سيُرضي البعض و يُذهل الآخرين }

هذا ما قالهُ أعظم الساخرين الأمريكيين وأبو الأدب الأمريكي مارك توين ( توفي 1910 )
وهذا هو ما ينطبق كثيراً على الإذاعة المفضّلة في العالم العربي , وربّما العالم أجمع ال BBC
خمسةٌ وسبعونَ عاماً مرّت على تأسيس القسمِ العربي في تلك الإذاعة العالميّة المحترمة الى درجة كبيرة .
اُفتتح هذا القسم عام 1938 وكان أوّل بث بصوت أحمد كمال سرور .
و بدأت الإذاعة تبّثُ من مبنى .. Broadcasting House , ثمّ إنتقلت الى مبنى بوش هاوس .. Bush House
ولا عِلمَ لي لماذا كُتِبَ ( حرف ال يو ) على المبنى .. هكذا V
ملاحظة :
BBC تعني .. British Broadcasting Corporation أو / هيئة الإذاعة البريطانية . ويا لهُ من إسمٍ يُشعرني بالثقة والنزاهة !
إنّها هيئة إعلاميّة مُستقلة تأسست في المملكة المتحدة عام 1927
وأثبت تقرير أجرته مؤسسات مستقلة أن عدد متابعي أخبار ال بي بي سي عبر الاذاعة والتلفزيون والإنترنت وصل في العام 2007 إلى ما يقارب ال 233 مليون شخص في 100 دولة حول العالم / ويكيبيديا
***************
هنا .. لندن !
أعذب دقّة ساعة سمعتها في حياتي , تلمس أوتار القلب قبل أعصاب الدماغ , تلك التي تسبق جملة .. هُنا لندن .. الساعة كذا / عالم الظهيرة , أو العالم هذا المساء ... مثلاً !
رحمَ الله جدّي ( لوالدتي ) , كان يحتضنني وعمري ست سنوات عندما نزور مدينتنا ( الموصل ) في العطلة الصيفية , لكن الراديو الصغير ( كنّا نُسميّه ) لا يُفارقهُ في المساء حتى ساعة نومهِ يصغي طيلة الوقت لل بي بي سي . بحيث لم أعُد أصدّق أنّهُ سيحكي لي قصة , ما قبل النوم .
وتمّر السنون بسرعة فأجد نفسي في الثانوية المركزية عام 1973 وحرب إكتوبر تدور رحاها بين العرب وإسرائيل , فيسمح لنا اُستاذ العربية ( الموسوي ) بإستصحاب راديو ترانسستر صغير على أن نفتحهُ عندما يُكمل المادة على إذاعة ال بي بي سي , لنعرف حقيقة ما يدور في الحرب ... لا الأكاذيب !
فترة قصيرة بعدها فَضّلتُ ( مراهقةً ) إذاعتي مونتِ كارلو وصوت أمريكا , ثمّ ما لبثتُ أن أعود لمعشوقتي الجميلة الصادقة BBC
حتى عند وصولي الى السويد عام 2001 , إتصلتُ بقريبٍ لي في ألمانيا أسألهُ عن راديو ذي موجاتٍ قصيرة ( تسع موجات )
فإذا بهِ يُجيبني لتُنصت لل BBC طبعاً !
بعدها بقليل وصلنا البثّ الثلاثي / راديو , تلفزيون , إنترنت . في كلّ زمان ومكان .يعني 24 / 7 كما يُعلنون .
وها أنذا أنام فأحتضن (الآي پاد)المخصص للعزيزة ال بي بي سي فقط .
****************
سلبيات وإيجابيّات
لا أريد الحديث عن هذه الإذاعة بطريقة المُحّب الذي يعمى عن المساوىء
فحتى أزمتها في العام الماضي (و ربّما ما زالت ) التي طالت مديرها السابق فإستقال , ليس لأنّهُ مرتكب المخالفة , بل لأنّها حدثت في عهدهِ .
يومها هممتُ بالكتابة عنها , لكن مسودة المقال إختفت بقدرة قادر من جهازي .
ومعلوم أنّ تلك الأزمة بدأت بالحديث عن فضائح تحرّش جنسي قام بها أحد مقدّمي البرامج هو( جيمي سافيل ) مع نحو 200 فتاة .
من جهة اُخرى / أشعر أحياناً أنّ بعض المذيعين أو المذيعات إسلاميي الهوى . ومَرّدْ ذلك يعود لطريقتهم في توجيه الإسئلة الى الحضور .
لكن يتبيّن لي غالباً في النهاية أنّهم موضوعيين وينفذون أوامر وسياسة مستقلّة , واعية وحكيمة .
*****************
مذيعات ومذيعين

منذُ عهد المذيعين الأفذاذ ذوي الأصوات الرخمة الجميلة / ماجد سرحان وأفتيم قريطم وسهام الكرمي و فاروق الدمرداش وجميل عازر و أكرم صالح و فؤاد عبد الرازق ومحمود المسلمي و أحمد قبّاني .. وباقي المُبدعين
الى اليوم حيث ملاك جعفر و فِدا باسيل ورشا قنديل ( كانت الفرحة واضحة على وجهها اليوم ) و سمير فرح والآخرين .
لكل واحدٍ منهم يشعر السامع أو المُشاهد ببصمته المُميّزة التي تنحفر في الذاكرة .
*****************
الخلاصة
إنّها محطة عالميّة أولى بإمتياز , تلك هي محطة ال BBC
لها معاييرها المهنيّة والأخلاقيّة التي لا تحيد عنها يوماً , حتى لو كانت القضيّة تطال كبار رجال وساسة البلد أو العائلة المالكة نفسها
( أتذكر الأخبار يوم موت الليدي دايانا ) .
إنّها لا تنطق بلسان الحكومة البريطانيّة ولا تخضع لها , بل تدخل معها في مواجهات ومشاكل أحياناً
هذهِ إذاعة تفتح أبوابها لجميع الآراء مهما كانت مخالفة لأصحاب تلك الأذاعة . ونحنُ نعلم أنّ أصحاب هذهِ الإذاعة هم الشعب البريطاني نفسهُ .
حيث يقوم دافعو الضرائب بدفع نفقاتها الضخمة , حتى لا تقع يوماً فريسة لهوى الحكومات المتعاقبة .
أنا شخصياً أسمّي ال BBC .. حكومة العالم المُنتخبة شعبياً , والمُحايدة الأكثرُ عدلاً من الآخرين .التي تنشر المعلومة الصحيحة والخبر اليقين والمعرفة في كلّ فروع الحياة .
نعم إنتخبها وفضّلها غالبية الناس على مختلف ألوانهم ومشاربهم , وصاروا لها مستمعين وأصدقاء دائميين حتى الرمق الأخير !
فيا تُرى / متى سيشهد عالمنا العربي مثل تلك المؤسسة الإعلاميّة المرموقة ؟
لا تقولوا لي .. حظوظ الدُنيا .
لكن قولوا / وما نيل المطالب بالتمنّي , ولكن تؤخذ الدُنيا غِلابا .. معناها / جهداً وعرقاً ونضالاً مستمراً !

************

الرابط 1 / عن المباني وتأريخ الإذاعة
http://www.bbc.co.uk/historyofthebbc/collections/buildings/broadcasting_house.shtml

الرابط 2 / عن مناسبة مرور 75 عام على إفتتاح القسم العربي
http://www.bbc.co.uk/arabic/multimedia/2013/01/130103_bbc_arabic_75_anniversary.shtml

الرابط 3 / تسجيل لأصوات قدماء مذيعي ال بي بي سي
http://www.youtube.com/watch?v=u7ClOyXMK4c



تحياتي لكم , وعام خير وسلام للجميع

رعد الحافظ
3 يناير 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عامك سعيد أستاذ رعد الحافظ المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 1 / 4 - 04:52 )
كل عام وأنتم وأهلكم بخير . أتمنى أن يحمل لنا العام الجديد السلام لكل أوطاننا
هنا لندن .. ما زالت ترن في أذني
منذ وقت مبكر من نشأتي عرفت أن أبي لا يستمع إلا لأخبار هذه الإذاعة بالذات . وكبرت الثقة بها مع تدرجي في العمر حتى أصبحت صفحة بي بي سي الآن الأساس الذي أستقي منه الأخبار
كل أموال العرب لم تستطع إنجاز مؤسسة نزيهة على أرض الواقع مثلها
ولما ظهرت ( الجزيرة ) للوجود تفاءلنا بها ، فإذ بها توجه السهام إلى هذا البلد وذاك ، واستضافت اتجاهات معاكسة في الرأي وسمحت للمتطرفين أن ينهشوا بالرأي الآخر
بي بي سي تستحق الاحترام والتحية
مع التحية لحضرتك أيضاً


2 - الأخت والزميلة العزيزة / ليندا كابرييل
رعد الحافظ ( 2013 / 1 / 4 - 07:48 )
نعم هذه إذاعة الباحثين عن الأقرب للحقيقة , إذاعة كلّها مصداقيّة ومهنية عاليّة
لا مال العرب ولا أخلاق غالبيتهم تنفع لإيجاد مثل هذهِ الإذاعة الرصينة
نحنُ ما نفتأ نصدق كذبة / خير اُمّة اُخرجت للناس
وعلى إيه ؟
لا أدري
تحياتي لحضوركِ الكريم


3 - الموضوعية والتوازن
حكيم فارس ( 2013 / 1 / 4 - 17:48 )
تحياتي لك استاذ رعد الحافظ المحترم
حقيقة ان المحطة تتميز بقدر كبير من التوازن والمصداقية الا انه احيانا نرى تغطية مختلفة لنفس الحدث وهناك فارق بين البث العربي والبث باللغة الانكليزية
مثلا في حرب لبنان او غزة الصور التي كانت تبث باللغة الانكليزية صور غاية في الضعف وعدم التأثير وشئ بسيط للغاية من حقيقة ما يجري على الارض وهي مختلفة عن الصور في البث العربي لا ادري هل هي مقصودة ام لا ولكن انا ارى انها مقصودة
بالمناسبة اليوم خرجت مسيرات كبرى بغزة مؤيدة للرئيس ابو مازن وفعلا انها مليونية فاقت كل التوقعات وادهشت الجميع وحماس ولا اعتقد بعد ذلك يمكن لحماس ان تدعي بانها تمثل الشعب لقد انتخبت بنفس طريقة انتخاب اخوان مصر زيت وسكر وخير قادم وجنة بالاخرة ولكن هذه اللعبة اكتشفت ولم يعد بامكانهم خداع احد بشعار الاسلام هو الحل وهذا يؤكد ما ذكرته لك بتعليقات سابقة
تحياتي ثانية


4 - الصديق العزيز / حكيم فارس
رعد الحافظ ( 2013 / 1 / 4 - 19:06 )
مرحباً بحضورك الكريم
لا أتابع باقي قنوات ال BBC
وأظنّها عديدة وفي مختلف المجالات الحياتية والعلمية والسياسية / وغالباً بسبب ضعف لغتي
لكنّي أتوّقع ما تقولهٌ صحيحاً , وربّما للمذيع والمراسل العربي عموماً في المحطة حظورهِ وتأثيره الخاص , حيث أشعر أنّ الإدارة تعطي الثقة الكافية للعاملين لديها
****
بالنسبة لخبركَ المفرح عن السياسي الفلسطيني ( المُفضّل عندي ) أبا مازن فهو بداية الطريق الصحيح
في الواقع ولتنظر أخي حكيم معي لترى / مَن مثل أبو مازن حقّق خطوة مهمة كالتي حدثت يوم 29 نوفمبر 2012 / ودولة فلسطينية مراقب في الأمم المتحدة ؟
حقّقها بلا قطرة دم واحدة , وكسب قلوب وعقول أغلب الناس في العالم
أنا حقيقةً لا أفهم هؤلاء الإسلاميين / أدعياء الوطنية والقومية والديمقراطية وهم أبعد ما يكونوا عنها
حماس وأخواتها ( إخوان مصر مثلاً ) ما أن يفوزوا بإنتخابات شعبية حتى يعتبروها الأخيرة
كأنّ لسان حالهم يقول / يلّه عزّلنا طبقنّا الديمقراطية وركبناها كحصان طروادة ,وفزنا , فتباً لها من صناعة غربية بائرة
ههههههههههه
شرّ البليّةِ ما يُضحك
محبتي لكَ


5 - هنا لندن
نجيب توما ( 2013 / 1 / 4 - 21:19 )
تحية وكل عام والجميع بخير وسلام

انا ايضا ورثت الاستماع الى البي بي سي من المرحوم والدي فالاذاعة البريطانية كانت بالنسبة له حجر
اساسي لمعرفة ما يجري في العالم وخصوصا العربي

في فصائل الانصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي كان كل فصيل عسكري يجهز نشرة اخبار لقراءتها على الفصيل لمعرفة اخر اخبار العالم

كان المصدر الاساسي لاعداد نشرة الاخبار هو اذاعة البي بي سي العربية

تحية لك اخي رعد
وتحية صادقة للاذاعة الرائعة


6 - الأخ العزيز / نجيب توما
رعد الحافظ ( 2013 / 1 / 4 - 22:50 )
وأنت عزيزي نجيب والعائلة والأصدقاء وجميع الناس بخير وسلام , شكراً لتحيتك ومرورك الكريم
لو سألنا إنسان عادي عن الإذاعة الأولى في العالم يثق بها ويحبها
فلن يحير جواباً لينطق مسرعاً / طبعاً ال BBC
أنا أذهب أبعد من ذلك عزيزي نجيب
حتى الأغاني التي نعرفها وقد سمعناها وحفظناها عن ظهر قلب كأغاني السيدة أم كلثوم وعبد الوهاب ونجاة والعندليب الأسمر
لها طعم آخر متميّز عندما نسمعها من ال بي بي سي , لماذا ؟ لا أفهم , ربّما لديهم تسجيلات خاصة أو يختارون الأغنية المناسبة في الوقت المناسب
تقبّل محبتي وتمنياتي لكَ بكلّ الخير

اخر الافلام

.. لبنان وأزمة اللاجئين السوريين.. -رشوة- أوروبية أم حلول ناقصة


.. وقفة لرفض اعتقال ناشط سياسي دعا لا?سقاط التطبيع مع الاحتلال




.. الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلالية المحكمة الجنائية


.. مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب للمطالبة




.. ميقاتي: الحديث عن رشوة أوروبية للبنان من أجل إبقاء النازحين