الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنة ارندت

افراح لطفي عبد الله

2013 / 1 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ترجمة: افراح لطفي عبد الله
حنة ارندت 1

حنة ارندت (1906-1975) منَظِّرة سياسية امريكية من اصل الماني. كثيرا ما وُصِفت بالفيلسوفة رغم انها رفضت هذه الصفة على اساس ان الفلسفة تتعلق بالإنسان كفرد واحد. ووَصَفت نفسها بدلا من ذلك بالمنَظِّرة السياسية كون ان اعمالها تركز على حقيقة "ان البشر هم من يعيشون على الارض ويقطنون العالم وليس الانسان بمفرده", انشغلت ارندت بالعمل على طبيعة القوة, ومواضيع السياسة, السلطة, والتوتاليتارية.


اعمالها:
نَظَّرت ارندت عن الحرية العامة بصورة ترابطت وتشكلت من اجل توضيح البوليس polis اليونانية, والبلدات الامريكية, الكومونة الباريسية, وحركات حقوق الانسان في الستينيات, والانتفاضة الهنغارية في 1956. لقد افترضت ان هذه الحرية غير موجودة في المجتمع المنظم مسبقا بل هي تتصير هناك, في مكان مشترك حيث اعضاؤه متساوين يُحدِثون فرادتهم وولادتهم natality, ويبدعون شيء ما هو دائم وهو الدولة. ودلالات هذه الولادات تشير الى مستقبل سياسي عارض ومبهم ولا نعرف عنه شيء.


اصول التوتاليتارية:
الكتاب الرئيسي الاول لارندت هو "اصول التوتاليتارية" (1951), وتتبعت فيه الجذور المعادية للسامية والامبريالية لكلا الشيوعية الستالينية والنازية. لقد ناهض اليسار هذا الكتاب على اساس انه قدم حركتين استبداديتين على حد سواء. وجادلت ارندت فيما هو ابعد من ذلك مؤكدة ان الشعب اليهودي لم يكن عاملا مؤثرا في المحرقة بل كان مجرد وثيقة في متناول اليد.
في النهاية ان التوتاليتارية في المانيا كانت حول جنون العظمة والتماسك وليس حول ابادة اليهود.


الشرط الانساني:
من المحتمل ان يكون كتابها "الشرط الإنساني"(1958) هو الاكثر تأثيرا, حيث ميزت فيه بين مفاهيم السياسة والاجتماع, العمل والصنعة, الصور المختلفة للفعل, وتحَرَّى الكتاب مضامين هذه المتمايزات. وطورت ارندت في هذا الكتاب وبشكل موسع نظريتها عن الفعل السياسي المتطابقة مع وجود المجال العام. وركزت على انه بينما الحياة الانسانية تنشأ دائما داخل المجتمعات, فان الكائن الاجتماعي الذي هو جزء من الطبيعة البشرية, من الحياة السياسية, كان قد شيد وبشكل متعمد من قبل بعض من هذه المجتمعات مكانا للأفراد لانجاز الحرية من خلال بناء العالم المشترك. وقد رسمت بدقة هذه الفئات التي تحاول سد الهوة بين البنى الوجودية والمنطقية. وبينما ابعدت ارندت العمل والصنعة الى حقل الاجتماع, فأنها قد فضلت ان يكون شرط الفعل الانساني في حقل السياسة.


شخصيات من عصور مظلمة:
"شخصيات من عصور مظلمة" هو مجموعة مقالات قدمت فيها ارندت سيرة حياة بعض المفكرين والشخصيات الاخلاقية والمبدعة في القرن العشرين, امثال: والتر بنجامين, كارل ياسبرز, روزا لوكسمبورغ, هيرمان بروخ, البابا جون الثالث والعشرون واسحق دينزن.


محاكمة اودولف ايخمان:
في تقريرها عن محاكمة ايخمان لمجلة نيو يوركر, والذي توسع الى ان يكون كتاب "ايخمان في القدس" قدمت ارندت التقرير عن ابتذال الشر 1963, حيث ابتكرت عبارة "ابتذال الشر" لوصف ايخمان. طارحة سؤال عن فيما اذا كان الشر فطري او هو ببساطة عمل طائش بميل الناس العاديين للخضوع الى الاوامر ومراعاة الرأي العام من دون تقييم نقدي لنتائج افعالهم وتكاسلهم.


في الثورة:
نشرت ارندت كتابا اخر في نفس السنة وهو "في الثورة". حللت فيه الثورتين البارزتين في القرن الثامن عشر, وذهبت فيه ضد التوجه الماركسي والفكر اليساري بتأكيدها على ان الثورة الامريكية كانت ثورة ناجحة, في حين الثورة الفرنسية لم تكن كذلك. فعندما حظيت الجماهير الفرنسية بتعاطف الثوريين, فان الثورة الفرنسية كانت قد تحولت من استقرار دولة الدستور الشرعية الى الارضاء اللاشرعي لحاجات هذه الجماهير الاقتصادية المتجددة على الدوام. البعض اعتقد بهذه الحجة بدليل مشاعر الفرنسيين ما بعد المحرقة. إلا ان هذه الحجة متأصلة في تاريخ الفلسفة السياسية حيث رددها ادموند بيرك2 .
وقد برهنت ارندت ايضا بان روح الثورة مستوطنة عند الاباء المؤسسين وانها لم تُصان في امريكا لان اغلب الناس لم يكن لهم دورا ليلعبوه في السياسة ما عدا التصويت. لقد اعجبت بفكرة توماس جيفرسون عن تقسيم المقاطعات الى نواحي. واهتمت ارندت "بنظام المجلس" الذي رأت فيه البديل للدولة واستمرت على ذلك طوال حياتها.


في العنف
تُميّز ارندت في مقالتها "في العنف" بين العنف والسلطة. وتؤكد على ان المنَظِّرين من كلا اليسار واليمين اعتبروا العنف مظهرا متطرفا للسلطة, دون ان يعوا حقيقة ان المفهومين متضادان. حيث تأتي السلطة من ارادة جماعية ولا تحتاج الى العنف لانجاز اهدافها لان الاستجابة الارادية تأخذ مكانها. وعندما تفقد الحكومات شرعيتها يصبح العنف وسيلة مفتعلة تتجه نحو نفس الاهداف, ولذلك فالعنف يوجد فقط مع غياب السلطة. وتصبح البيروقراطية الحاضنة المثالية للعنف من هنا تعرف على انها "حكم ال -لا -احد" ولذلك فهي تحاول ان تعيد خلق الحلقة المفقودة مع شعب انتهت معه قواعد اللعبة.


حيوية life الذهن:
حُرِرَ كتاب ارندت "حيوية الذهن" بعد وفاتها من قبل مكارثي3 1978 وبقي غير كاملا. والكتاب مستوحىً من محاضرات جيفورد4 في جامعة ابردين في اسكتلندا, وركز الكتاب على ملكات التفكير والإرادة الذهنيتين, حيث تحركت ارندت في الجانب الاخر من عملها السابق المتعلق بالحياة النشطة. ففي مناقشتها لمفهوم التفكير ركزت ارندت على سقراط وفكرته عن التفكير كحوار انفرادي بيني وبين نفسي. وقادها الاعتماد على سقراط لان تنتج مفاهيم جديدة عن الضمير (هو الذي لا يعطيني اوامر ايجابية بل يخبرني بدلا من ذلك ما الذي لا استطيع ان افعله اذا ما بقيت صديق مع ذاتي عندما اعيد ادخال الاثنين في تفكير واحد حيث علي رد قيمة افعالي لذاتي) والاخلاق (هي مشروع سلبي تماما يهتم بعدم المشاركة بالافعال اليقينية certain من اجل ان يبقى كل صديق متحدا مع ذاته). في الجزء المخصص للارادة اعتمدت ارندت تماما على فكرة الارادة عند اوغسطين وناقشت الارادة كملكة ذهنية حرة تماما وهو ما يجعل البدايات الجديدة ممكنة.



إرثها:
في الجزء الثالث خططت ارندت لاستخدام ملكة الحكم باعتمادها على كتاب كانت " نقد الحكم", رغم انها لم تعِش لكتابته. ورغم ان فكرتها عن الحكم بقت غير معروفة, إلا ان ارندت كانت قد تركت مخطوطة ("التفكير وتأملات اخلاقية", "بعض الاسئلة عن الفلسفة الاخلاقية") ومحاضرات (محاضرات عن فلسفة كانت السياسية) المتعلقة بافكارها عن ملكة الذهن. المقالة الاولى والثانية حررهما ونشرهما جيروم كون مساعد ارندت ومدير مركز حنة ارندت في المدرسة الجديدة, والمقالة الاخيرة قد حُررت ونُشرت من قبل رونالد بينير استاذ العلوم السياسية في جامعة تورنتو.
مكتبتها الشخصية كانت قد اودعت في مكتبة ستيفنسون في كلية بارد عام 1976, وهي تتضمن ما يقارب ال 4000 كتابا, من كتيبات وكراسات ...وقد بدأت الكلية بأرشفة بعض مجموعاتها رقميا وهي متاحة لمجموعة حنة ارندت.


1- ترجمة لموضوع حنة ارندت من الويكيبديا- الموسوعة الحرة المتوافر على الرابط
http://en.wikipedia.org/wiki/Hannah_Arendt

2-فيلسوف ومنظر سياسي ايرلندي (1729-1797) مناهض للثورة الفرنسية, له كتاب شهير بعنوان "تاملات في الثورة الفرنسية".(المترجمة)
3- ماري مكارثي (1912-1989) ناشطة سياسية وكاتبة وناقدة امريكية.
4- سلسلة محاضرات سنوية نشأت وفقا لارادة اللورد الاسكتلندي آدم جيفورد (ت 1887 )من اجل تعزيز ونشر دراسة اللاهوت الطبيعي. ودرست هذه المحاضرات في عدة جامعات اسكتلندية مثل: سانت اندروز- غلاسكو- ابردين- ادنبرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران