الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المتدينون اكثر صحة؟

حيان الخياط

2013 / 1 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل المتدينون اكثر صحة؟

الدكتور Nigel Barber

ترجمة: مصطفى الصوفي



أن أكثر الأماكن المتدينة في العالم وتحوي على نسبة من عالية من الاصابة بالامراض هي جنوب الصحراء الافريقية الكبرى , فهي تحتوي على الكثير من الأوبئة المتمثلة في الملاريا والطفيليات وحمى الضنك والكوليرا وأمراض الإسهال وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز وغيرها الكثير.
والواقع أن حمولة من مختلف الأمراض المعدية في بلد يتنبأ بالطريقة الدينية سواء من ناحية الايمان بالله او أهمية الدين المعلنة (1).ومن الواضح أن وجود الكثير من الأمراض المزمنة والخطيرة، وتوقع الموت لشعب يعاني من الاسى والضيق المبكر، يدفعهم إلى السعي والإستغاثة بالدين..
تحتوي البلدان التي تملك رصيدا اكبر من الامراض المعدية على الكثير من المتدينين أو المؤمنون بالرب والواضح ان السبب هو وجود الكثير من الامراض الخطيرة والموت المبكر للإنسان الذي يجعل منه صاحب ميول للتدين والايمان, ويجعله يسعى للاستعانة بالدين.

الدين كوصفة طبية


حتى الآن، غالباً ما يتم طرح سؤال علاقة الدين بالصحة بطرق مختلفة ومتعددة. وقد تمكنا من مقارنة مواطنين متدينين في بلد معين - الولايات المتحدة حيث تجري الكثير من البحوث الصحية - مع مواطنين اخرين أقل تدينا. في هذه الحالة، فإن الجواب هو مختلف جدا. هنالك بعض الباحثين على ثقة من ناحية الفوائد الصحية للدين وعلى الرغم من ذلك يؤكدون على ضرورو الاستغناء عن الدين كدواء (2).
كمجموعة، وجد ان الناس الذين يحضرون الكنيسة بانتظام هم أكثر صحة من الذين لا يحضرون لها .حيث ان الحضور للكنيسة يؤدي الى اطالة العمر، امتلاك جهاز مناعي قوي، انخفاض ضغط الدم، ووقت شفاء اقل في العمليات الجراحية، وعلى الرغم من الادعاءات المختلف عليها المرجعين (2) و (3). يشيران الى قوة بعض هذه الآثار في البحوث المنشورة، والمدهش أنه لا يوجد دليل واضح على أن الدين في حد ذاته يوفر أي فائدة صحية. على كل حال جميع تلك البحوث لم تعطي أي دليل واضح على ان الدين يوفر حالة صحية افضل .
بعبارة اخرى، ان الافراد المتدينين لا يمكنهم الاستفادة من عضوية الكنيسة من الناحية الصحية . لكنها تفعل ذلك بغض النظر عن المحتوى العقائدي والممارسات الدينية او ما يؤمنون به، أو حتى السلوك الصحي، التي ينادي بها نظامهم الاعتقادي. نحن نعرف هذا لأن المزايا الصحية لمختلف الأديان هي نفسها على الرغم من الاختلافات في نمط الحياة. وابسط مثال على ذلك هو ان السبتيين هم اكثر نظافة من الأسقفية المعيشة ولكنهم حسب الاحصائيات ليسوا أكثر صحة!.

وبغض النظر عن إعطاء الناس الشعور بالهدف، ووجود التجمعات الدينية التي تشكل نظام الدعم الاجتماعي، وهذا يفسر بعض الفوائد الصحية للمشاركة الدينية.
لكن علميا الفرد ليس بحاجة لان يكون متدينا حتى يتمكن من الاستمتاع بالحياة أو الشعور بالهدف في الحياة، فطبيعة الحال. يمكن الحصول على دفعات كبيرة من التفاؤل والصحة من خلال القيام بالأنشطة العلمانية مثل الرياضة وتربية النباتات او التجوال في الحدائق العامة، و اللعب, الموسيقى والرسم والنشاط السياسي، أو إجراء البحوث العلمية حتى. ومرة اخرى بصرف النظر عن إعطاء الناس الشعور بالهدف، الجماعات الدينية تشكل نظام الدعم الاجتماعي وهذا يفسر بعض الفوائد الصحية للمشاركة الدينية.

ميزة أخرى مفيدة وهي مشتركة بين جميع الأديان، هي الصلاة والطقوس التي تساعد على ازاله حالة الإجهاد النفسي. حيث وجد الباحثون في جامعة ديوك أن الطقوس الدينية تعمل كآلية لمكافحة الإجهاد(4). وأظهروا أن الصلاة الفردية، فضلا عن خدمات الكنيسة، تؤثر على الاجهاد من خلال قياس مستويات ضغط الدم كونه مؤشر موثوق به على الضغط النفسي. وان ارتفاع ضغط الدم يسبب أمراض القلب ومرض القلب هو القاتل رقم واحد في العديد من البلدان المتقدمة.

ان طقوس الصلاة كأي ممارسة اخرى تؤدي الى خفض ضغط الدم بشكل منتظم، مثل التفاعلات الاجتماعية مع الأصدقاء، أو ممارسة الرياضة البدنية، وبذلك تقلل من خطر الإصابة بأمراض القل (4).ومن هذا المنطق، يمكن أن نذكر ان الصلاة والطقوس تسهم بشكل مباشر في الصحة والعمر المديد.

قد يبدو أننا أخيرا ركزنا على ان المنفعة الصحية محصورة في ممارسة الشعائر الدينية. ،لكن هذا ليس صحيحا. صلاة وطقوس اخرى نجد نظيرها عند العلمانية وهي تجلب نفس المنافع , مثل التأمل وهو يصد التوتر الكثير ويقلل من الاجهاد بنسبة عالية كما تفعل الصلاة، وذلك وفقا لتجارب عديدة(4).

ماذا يعني كل هذا؟

لتلخيص كل ما سبق، إن الادعاء بأن الأشخاص المتدينين أكثر صحة لا تصمد عندما نقارن الدول العلمانية بأخرى دينية. فالدول العلمانية أكثر صحة لأنها أكثر تطورا من الناحية الاقتصادية وجني الفوائد المرتبطة بتحسين الرعاية الصحية والصرف الصحي، وبرامج الصحة العامة (1). الناس المتدينين في الدول العلمانية اكثر صحة من المتدينين في بقية الدول.

وهذا يعني أن هذه الفوائد الصحية ليست لها علاقه حصرية بالدين .فالمتدينين يمكنهم الاستفادة من الدعم الاجتماعي الذي توفره دولهم مما ينتج عنه وجود شعور افضل بالهدف في حياتهم. مع هذا هم أيضا يستفيدون من تقنيات الحد من التوتر الكامنة في الصلاة والطقوس.

هذا يجعلنا نصل الى نتيجة ان الدين يقوم بتعزيز الصحة. وهو يعتمد بشكل اساسي على البيئة الجيدة التي توفرها العلمانية.

خلاصة القول هي لا يمكن إعطاء الدين الفضل في المزايا الصحية, لاننا اذا استخدمنا هذا المنطق ، فإن الدين أيضا سيتحمل المسؤولية عن الصحة المروعة في أماكن اخرى مثل جنوب الصحراء الافريقية حيث يكون الدين في أقوى حالاته هناك.



الهوامش:

1. Barber, N. (2012). Why atheism will replace religion: The triumph of earthly pleasures over pie in the sky. E-book, available at:http://www.amazon.com/Atheism-Will-Replace-Religion-ebook/dp/B008...

2. Koenig, H. G. (2008). Medicine, religion and health: Where science andspirituality meet. West Conshohocken, PA: Templeton Foundation Press.

3. Sloan, R. P., and Bagiella, E. (2002). Claims about religious involvement and health outcomes. Annals of Behavioral Medicine, 24, 14-21.

4. Paul-Labrador, M. D. et al. (2006). Effects of a randomized controlled trial of transcendental meditation on components of the metabolic syndrome in subjects with coronary heart disease. Archives of Internal Medicine, 166: 1218-1224.



رابط المقال الاصلي:

http://www.psychologytoday.com/blog/the-human-beast/201212/are-religious-people-healthier








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران