الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذا كان هناك خالق فما هو هدفه من خلق الانسان

سعد كريم مهدي

2013 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اذا كان هناك خالق فما هو هدفه من خلق الانسان

عندما امتلك الانسان صفه التفكير وبدا يتجمع في مجتمعات انسانيه يتكافلون من خلالها سبل العيش ظهرت لديه عده اسئله عن وجوده في هذا الكون الواسع الذي وجد فيه واحتاج الى اجابه عن هذه الاسئله كي يستطيع من خلالها ربط وجوده بهذا الكون وعند تفتيشه في محيطه وجد ان هناك قوى في الطبيعه اقوى من القوى التي امتلكها مثل الشمس والقمر والنجوم وقوه الرياح وهيجان البحر وما الى ذلك من قوى موجوده في الطبيعه واخذت قناعاته في اعتقاداته بالقوه التي تسببت في وجوده تتغير حسب قناعته بالقوه الاكبر من بين هذه القوى التي ذكرناها وكانت قناعته في هذه القوه بالاضافه الى انها هي المسئوله عن وجوده فهيه في نفس الوقت هي المسئوله عن المخاطر التي تصيبه وهي التي تجلب له الحظ لذا فهو حاول التقرب منها بغيه كسب رضاها ولكنه لايملك الوسيله لذلك لكنه تعلم من خلال علاقته مع زميله الانسان ان التملق يكسب الرضا لذا بدا يتملق لها كي تحميه من المخاطر وتجلب له الحظ , هذا الوصف يبين لنا ان الانسان هو الذي سعى الى الاديان وليس العكس لانها وفرت له اجابات بشكل بسيط عن اسئله الوجود التي ظهرت عنده عندما امتلك صفه التفكير وخير مايوضح لنا ذلك هو مانجده في زمننا الحاضر عند الاطفال عندما يبلغو سن الثامنه اوالتاسعه من عمرهم وهو مايسمى بسن التميز فنجد اسئله الوجود تراود مخيلتهم ومن يمتلك منهم الجرئه الكافيه نجده يبدا بطرحها على الشخص الذي يثق فيه في محيطه كي يحصل منه على اجابات لهذه الاسئله واذا لم تكن له الجرئه الكافيه لطرح هذه الاسئله فانه يتلقى الاجابات على هذه الاسئله من محيطه سواء من البيت او من المدرسه اومن الشارع وما الى ذلك من وسائل وبذلك يطفئ الجذوه المشتعله في عقله نتيجه هذه الاسئله من هذا الوصف يتضح لنا ان الانسان مجبول على قبول اجابات العقائد الدينيه على اسئله الوجود دون ان يكون له الخيار بقبولها او رفضها هذا من جانب ومن جانب اخر ان اسئله الوجود واجاباتها تترسخ في العقل الباطن للانسان وتشكل جزئا من ذاته المثاليه او مايسمى عرفا بالضمير لذلك نجد هذا الانسان لايحاول مستقبلا مناقشه هذه الاجابات مع نفسه لغرض التاكد من صحتها او عدم صحتها بل يشعر بالضجر عندما تمس عقيدته الدينيه التي تمثل الاجابات عت اسئله الوجود .

تطور الاديان
بعد تطور المجتمعات ووصولها الى مرحله متقدمه عن ما كانت عليه خرجت الاديان من مفومها الفطري واصبحت موسسه نفوذ تجاريه تقدم بضاعتها الدينيه للانسان داخل تلك المجتمعات وهذا بدوره جعل تلك الموسسه تبتكر وسائل عديده واشكال مختلفه من العقائد الدينيه كي تستقطب الانسا ن لاقناعه ببضاعتها الدينيه المبتكره ولكن المفهوم الفطري لهذه الديانات لم يتغير حيث كان الدين للانسان هو الذي يجلب له الحظ ويحميه من المخاطر ولكن وسيله الحصول على ذلك تغيرت حيث اضيف الى التملق عنصر اخر هو تقديم الاموال والقرابين الى هذه الموسسه الدينيه التي تقدم بضاعها الدينيه واستمر هذا الحال فترات زمنيه طويله الى ان ظهر دين النبي او الانبياء وان عدد هولاء الانبياء في مراحل التاريخ المختلفه لايتجاوز بضع مئات وان كلمه النبي مفرده كلمه الانبياء هيه صفه للفعل يتنبأ اويتخيل اي ان هولاء الانبياء تنبئوا او تخيلوا ان هناك خالق واحد لهذا الكون واسموه الله وكان هناك انسان يدعى ادم يعيش حياة ابديه مع زوجته التي تدعى حواء في مكان من هذا الكون يسمى الجنه وقد خاصمهم الخالق الله وعاقبهم برميهم الى كوكب الارض بعد ان اكلوا تفاحه كان لايريد منهم ان ياكلوها وان كل البشريه التي وجدت على هذا الكوكب خرجت من نسل هذا الانسان المسمى ادم وان هناك عوده للحياة الابديه له ولكل البشريه التي خرجت من نسله في نفس المكان الذي طرد منه والذي اسموه الجنه بعد ان يموت جميع البشر وتنتهي اللعبه الخلقيه لكن من يعبد الله ويتملق له هو الذي يذهب الى الجنه اما الذي لايعبد الله ولايتملق له فانه يذهب الى العقاب وان طريقه العباده حسب مفهوم الانبياء هو اولا ممارسه طقوس معينه وهذه الطقوس لاتختلف عن الطقوس الذي كان يمارسها الانسان سابقا والثانيه هي تنفيذ تعليمات يصدرها هولاء الانبياء ومن خلال هذه التعليمات هي التي تجعل الانسان عبدا لله وهنا خرجنا من التملق الى العبوديه وعادتا هذه الطقوس والتعليمات تصب في مصلحه هولاء الانبياء وتصنع لهم النفوذ في مجتمعاتهم لان الله لاوجود ملموس له لذا تكون هذه العباده لهم وهم يحصدون ثمارها وقد وضعوا نظاما رقابيا على الانسان لتنفيذ تعليماتهم من خلال ادعائهم ان الله يراقب كل افعالهم , ان هولاء الانبياء لم يجدوا قبولا كبيرا في مجتمعاتهم لان الافكار التي جائوا بها هي مجرد تنبوء او تخيل ولايوجد مايدعم نبوتهم او تخيلهم لذلك ظهر لاحقا جيل جديد من الانبياء اسموا انفسهم بالانبياء الرسل وقد تبنوا نفس الافكار التي جاء بها الانبياء القدماء ولكنهم اضافوا لها فكره جديده وهيه ادعائهم ان الله ارسل لهم رسولا من عنده واسموه الوحي وان هذا الرسول نقل اليهم تعليمات الله وادرجوها في كتب اسموها الكتب السماويه لكن دين هولاء الانبياء الرسل كان اكثر حظا من سابقه فقد انتشر في اغلب بلدان العالم القديم والحديث وهو في نفس الوقت كان العصى التي وضعت في دولاب الحضاره الانسانيه والتي ادى الى تاخرتقدمها لانها تجعل الانسان عبدا لها ولمصلحها ويطبق تعليمات رجال هذه الاديان دون تفكير فمثلا نجد الكنيسه في العصور الوسطى في اوربا كانت تطرح صكوك الغفران للبيع بعد ايهام الناس ان من يمتلكها يدخل الجنه وكذلك فعلها الخميني حين ضحك على ذقون جنوده في الحرب العراقيه الايرانيه ووزع عليهم مفاتيح ادعى انها مفاتيح بيوتهم في الجنه ان قتلوا في الحرب ودفعهم الى محرقه الموت هذه بعض من كثير الامثله التي توضح كيف يستغفل الانسان داخل المجتمعات من قبل رجال هذه العقائد الدينيه لذلك فالانسان عندما يكون عبدا لرجال هذه العقائد الدينيه لايستطيع ان يبدع وبالتالي لايستطيع ان ينتج حضاره لان العبوديه تقتل الخلق والابداع عند الانسان وتجعل اطاره الفكري ضيق ولايحوي الا تعليمات هذه العقائد الدينيه وهذا مايفسر لنا تخلف بلدان العالم التي تعتمد على هذه العقائد الدينيه كنظام حياتي لها ومنها دولنا العربيه
ان الانسان على سطح هذا الكوكب يطحن بين كفي راحه اسئله الوجود الانساني الراسخه في عقله الباطن وبين الاجوبه الهزيله التي يتلقاها من العقائد الدينيه والتي تقوده بالتدريج الى العبوديه لرجال هذه العقائد الدينيه وسبب ذلك هو عدم وجود شي ملموس يدل على وجود الخالق وكي نتخلص من هذه المشكله نحاول ان نفترض خالق لهذا الكون ونحاول ان نتتبع اثره كي نفهم اسباب خلقه للانسان في حاله وجوده

البحث عن الخالق
لكي نبحث عن الخالق اونتتبع اثره علينا ان نتعامل معه مثلما تعالم علماء الفيزياء الطبيعيه مع الغاز هذا الكون الغامض والمترمي الاطراف الى مالانهايه حيث نشعر بهذه الالغاز لكننا لانلمسها ومنها الماده السوداء والطاقه السوداء التي تبلغ نسبتها حوالي75% من الماده والطاقه في الكون وكذلك الثقوب الدوديه الموجوده في كل مكان ومنها على سطح هذا الكوكب وغيرها من الالغاز التي لم يستطع الانسان بقدراته المتواضعه حلها وفك شفرتها , وكي نبحث على الخالق او نتتبع اثره عينا دراسه السيره الذاتيه للكره الارضيه حيث نجدها ظهرت الى الوجود قبل اربعه مليارات وخمسمائه مليون سنه وبعد خمسمائه مليون سنه من وجودها تكون لها الغلاف الجوي الذي يحميها من التاثيرات الخارجيه وكذلك وجد في فضائها غاز الاوكسجين الذي يعتبر العامل الاساسي لاستمرار الحياه على هذا الكوكب وقد بدأت فعلا تظهر ملامح الحياة الى الوجود من خلال بعض الكائنات الحيه البسيطه مثل القشريات والرخويات والفطريات وكذلك ظهرت الحياة الاولى كخليه مكرسوبيه في المياة العذبه وعند هذه الحدود توقف المشروع الخلقي لفتره زمنيه طوليه امدها حوالي ثلاث مليارات و اربعمائه وخمسون مليون سنه وعند حصول دهر الانفجار الكمبري قبل حوالي خمسمائه واربعون مليون سنه من الان ظهرت بشكل مفاجئ الى الوجود الكائنات الحيه المتطوره ومنها الثديات واشجار الصنوبر الكبيره وما الى ذلك من كائنات والتي استمرت في سلالتها لحد الان وقد انتج الانسان كمخلوق من هذه السلالات الكمبري وهنا اذا افترضنا وجود خالق لهذه الكائنات الحيه فعلينا ان نتسائل لماذا توقف المشروع الخلقي هذه الفتره الزمنيه الطويله جدا ومن ثم عاد وبشكل مفاجئ لانتاج هذه الخليقه المتطوره عن مابدئه المشروع الخلقي وهنا لانجد تفسير لهذا الوضع سوى ان الخالق عند بدايه مشروعه الخلقي لم يكن يمتلك المعرفه العلميه الكافيه لاتمام مشروعه الخلقي لاننا نعلم ان اجساد الكائن الحي تتكون من اجهزه وهذه الاجهزه تتكون من خلايا وهذه الخلايا تتكون من الذرات ( التي هي الحجر الاساس لبناء كل جزء من اجزاء هذا الكون ) وان كل ذراه تحوي بداخلها اربع قوى هي القوه النوويه والكهرومغناطيسيه والجاذبيه والضعيفه ومن هذه القوى تنتج الطاقه اذن الماده والطاقه التي خلق منها الكائن الحي كانت موجوده عندما بدأ الخالق بمشروعه الخلقي ولم تنقصه سوى المعرفه العلميه التي تمكنه من استخدامها وتحويل الماده والطاقه من حاله الى اخرى كي ينتج الكائن الحي وعندما امتلكها اكمل مشروعه الخلقي ومن هذا الوصف يمكننا ان نضع تعريف للخالق ( وهو كل من امتلك المعرفه العلميه واستخدمها بتحويل الماده والطاقه من حاله الى اخرى) ولكننا اذا طبقنا هذا التعريف على الانسان نجده ينطبق عليه حيث ان الانسان ايظا يمتلك صفات خالق حتى لو كانت امكانيته محدوده لانه ايظا استخدم الماده والطاقه وحولها من حاله الى اخرى واستطاع من خلال ذلك ان يبني حضارته على سطح هذا الكوكب وجعله اكثر جرم سماوي ديناميكيه وجمال في الوجود الكوني ويتضح لنا من ذلك ان الانسان هو احد الخالقين في هذا الكون واذا كان هناك خالق لهذا الكون فلابد ان يكون هدفه من خلق الانسان هو ايجاد خالق يساعده في الخلق لمكونات هذا الكون والابداع فيها وليس عبدا اومتملقا للخالق كما يدعي الانبياء ورجال العقائد الدينيه الذين وقفوا كصخره تمنع الانسان من اداء واجبه الانساني في الخلق والابداع لاكمال مسيرته الحضاريه في اعمارسطح هذا الكوكب ولم يكتفوا بذلك بل استنزفوا الموارد البشريه والماديه لهذا الكوكب في حروبهم الدينيه كي يحصلوا على مكاسب ذاتيه رخيصه علما ان اثارهم السيئه وصلت الينا ونجدها حاليا في الدول التي تعتمد في نظامها الحياتي على العقائد الدينيه حيث نجدها بلادهم متخلفه عن الحضاره الانسانيه بمديات بعيده اما البلدان التي ركنت العقائد الدينيه بعيدا عن نظامها الحياتي فنجد الانسان بداخلها هو صاحب الفضل بايصال الحضاره الانسانيه الى هذا المستوى الذي وصلت اليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ان يعرفه الجهال
عبد الله اغونان ( 2013 / 1 / 5 - 01:42 )
غريب من لايعرف هدف وجوده
يسأل من يعرف كل شيئ لم ؤفعل ما فعله
سبحانه
لايسأل عما يفعل وهم يسألون


2 - موضوع رصين و علمي
صالح حبيب ( 2013 / 1 / 5 - 04:29 )
موضوع جميل و رصين جدا يا استاذ سعد و احييك على هذا الطرح العلمي و السرد المتسلسل لظهور الاديان وفكرة الإله و لكن للأسف من الصعوبة ان يقتنع الدينيون بالافكار العلمية الحقيقية لأن عقولهم جبلت على الغيبيات و الافكار اللاعقلانية التي غرزها الكهنة و الانبياء والشيوخ فآمنوا بها و اعتبروها مسلمات لأن الاديان التي غرزت افكارها في العقول حرّمت التفكير و التحليل إلا بما يمكن ان يرسخ الخرافة في عقولهم فصارت المسألة عبارة عن غسيل دماغ للجنس البشري على مدى عصور طويلة
شكرا لك على هذا المقال الممنهج و اعجبتني جدا فكرة طبيعة البشر بالتملق للظواهر الطبيعية المخيفة فهذه فكرة جديدة و صحيحة جدا اضافة الى شعور الانسان بالخوف من الموت و من ظواهر الطبيعة
تحياتي لك على هذا الطرح الخلاب و - أيضا - على دقة المعلومات العلمية


3 - موضوع جميل
حكيم فارس ( 2013 / 1 / 5 - 07:46 )
السيد الكاتب الاستاذ سعد المحترم
فعلا انك تسلط الضوء على نقطة في غاية الاهمية في تعريف مفهوم الخلق
فعندما نقول ان الله خلق الماء
نجد ان الانسان كذلك اصبح يستطيع خلق الماء بامرار شرارة كهربائية في خليط من غازي الهيدروجين والاكسجين
فان تحدثنا عن خلق لله فانه لا يزيد عن خلق ذرات الهيروجين مع القوى التي ذكرتها اما الباقي فتكون بمرور الزمن وبتفاعل تلك المكونات
تحياتي


4 - المنطق
بلبل عبد النهد ( 2013 / 1 / 5 - 10:15 )
امور منطقية يقبلها العقل السليم ويرفضها من لهم عقول تعشعش فيها الخرافة والحنين الى عصور الجهل والخرافة


5 - لم نصل بعد للقطع
نور الحرية ( 2013 / 1 / 5 - 11:32 )
ببساطة كبيرة اجد انه من اللائق بنا نحن البشر ان نعتقد باللاادرية فهي الانسب والاصح لانه لحد الساعة لم يستطع احد من الفريقين ان يثبتا بالدليل القاطع صحة اختياراته وهنا اقصد فريق الملحدين وفريق من يؤمن بانه قد يكون للكون خالقا ليس حتما اله الديانات السماوية الاهبل

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah