الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفساد والرشوة في عراق اليوم سلوك موروث ام طارئ جديد؟

اسماعيل ميرشم

2013 / 1 / 5
المجتمع المدني


قلما اذهب الى ايتايوان في العاصمة سيئول، المنطقة المكتظة بالاجانب والنوادي الليلية والمطاعم الاجنبية، لكن اليوم وبينما كنت جالسا في مكتب احد المعارف وهواصلا مولود في العراق ويقيم هنا منذ عدة سنوات، دخل الى المكتب شخصان وسلما علينا وجلسا مستفسرين عن خدمة يقوم بيها صاحبنا الانف الذكر.
دارت الحديث عن الوضع الحالي في العراق وعن معاناة الشعب منذ سقوط النظام البائد باشكال وبطرق اخرى بعدما عانت بسبب سياسات العهد البائد لعقود من الزمن بشتى انواع الحرمان الثقافي والاقتصادي والسياسي نتيجة سياسات القمع والحروب والحصارات والكوارث وغيرها.
في جانب من حديثنا تركزت حول ظاهرة الرشوة والفساد والمحسوبية في العراق اليوم وتسببها بالمعاناة للمواطن وحرمانه من الخدمات الاساسية وذكر على سبيل الذكر للحصر: كيف تسببت سقوط الامطار في 26 كانون الاول 2012 خلال 5ساعات فقط في بغداد بانقطاع الشوارع اثر غرقها وفوضى عارمة في الشوارع وفي شل الحياة العامة لفترة ايام وربما ستطول الى اسابيع!!
احد الحاضرين ، ذكر كيف يتفنن عضو برلمان يعرفه شخصيا"دون ذكر اسمه" بالاختلاس المال العام وباساءة استخدام منصبه للحصول على المزيد من السحت الحرام من قوت الشعب وقال "ان اعضاء البرلمان يختلفون فيما بينهم في اغلب الامور التي تطرح عليهم داخل البرلمان لكنهم عادة يتفقون فيما بينهم على امر واحد وهي امتيازاتهم ومخصصاتهم و"سرقاتهم" لكن اضاف "للامانة"ليس جميعهم هكذا بل اغلبهم".
ذكر بنفسه "كمقارنة"حادثة حصلت بحضوره في كوريا داخل احد"المكاسر" وهي المواقع التي تجمع فيها السيارات القديمة في كوريا وتفتت الى قطع وتحمل داخل كونتينر وترسل الى العراق لاغراض الربح والمتاجرة ويبدوا من حديث صاحبنا انه يعمل في هذا المجال مابين العراق وكوريا.
اضاف انه جاء سيارة شرطة الى المكسرة لغرض التفتيش عن اذا ما انتهكوا قانون الحفاظ على نظافة البيئة من التلوث وهي منع المكاسر من دلق الزيوت على الارض حتى ولو داخل موقع عملهم وبخلافه يعاقبون بغرامة مالية وان لم يدفع يمنع العمل في المكسرة وتتعرض للغلق لفترة شهر واحد على اقل تقدير!
قال صاحبنا بعدما حضر شرطيان الى الموقع اكتشفا بانه قد تمت مخالفة التعليمات والقوانيين بوجود اثار قديم لزيوت على الارض رغم دفنها بالرمل ونشارة الخشب، فاصر الشرطيان على معاقبة صاحب المكسرة رغم عرضه عليهم رشوة وقدرها اربعة ملايين وون كوري اي ما يعادل اربعة الاف دولار امريكي مقابل غض الطرف عن الزيت على ارضية المكسرة وهي في الاساس مدفونة ويكاد ان لا ترى! لكن الشرطيان اصرا على موقفها بسبب مخالفة صاحب المكسرة للتعليمات والقوانيين ورفضا الرشوة والتي هي تقريبا تعادل راتبهما لشهر واحد!!
هنا تذكرت كيف انني رمت مظروفا وضعت فيه اثنات من "البوالحصان" في جرار ميز ضابط تجنيد خانقين في 1991 في سبيل ان يضع ختمه" المبارك" داخل دفتر خدمتي العسكرية التي ماطل لتمشيتها لاشهر قبل ان ادفع الرشوة وهي كانت لي المرة الاولى والاخيرة لي قبل ان اسافر خارج العراق رغم انني تسرحت قانونيا من وحدتي العسكرية بعد ان اديت الخدمة العسكرية المقررة.
وتذكرت ايضا كيف هنا في كوريا الجنوبية قام الرئيس السابق"روه موهيون" بالقفز من قمة جبل منتحرا عام 2009 بعدما اكتشف بان زوجته وابنه قد تسلما مبلغا من المال "وهي ليست كبيرة"رشوة من رجل اعمال في سبيل تمشية معاملته رغم ان الرئيس السابق حينها كان قد انهى خمسة سنوات حكمه بنزاهة شخصية وتفاني وخدمة شعبه اعترف بها العدو قبل الصديق!
وهنا السؤال والمأساة تطرح نفسها، هل الفساد والرشوة في عراق اليوم ظاهرة طارئة ام مرض مزمن تحتاج للتصدي والمعالجة على مراحل وبشتى الوسائل وفي جميع المواقع؟ فاذا كانت جهاز الشرطة وعضو البرلمان في عراق اليوم وهما عمود السلطتين التشريعية والتنفيذية غير نزيهين بل وغير كفوئين في عملهما، فماذا تنتظر لمصير الشعب والوطن ان تكون عليه!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين


.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر




.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة