الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدواجية الرجل في قضية المرأة

فريد جلّو

2013 / 1 / 5
المجتمع المدني


-- ازدواجية الرجل في قضية المرأة --
...............................................

موضوعة ازدواجية الرجل في موقفه وسلوكيته خصوصا في مجتمعات العالم الثالث تأخذ حيزا مهما في تثبيط عجلة التطور الاقتصادي والاجتماعي ونلاحظ ان حتى الاديان السماوية قد شرعت قوانين تنصف المرأة في الكثير من حقوقها ولكن في التطبيق العملي نجد ان المجتمعات تقفز على هذه التشريعات كما ايضا تقفز على التشريعات الوضعية التي تخص المرأة لصالح التشريعات القبلية القديمة المتوارثة والتي تتقاطع مع الدين عموما وموضوعة المراة خصوصا بحجة انها موروث اجتماعي واعراف حيث مثلا التشريعات السماوية تجعل العقوبة متساوية للرجل والمرأة في حالة الزنى وعليه علينا ان نسلط الضوء على هذه الاشكالية ومعرفة اسبابها ودوافعها وذلك لكون حتى المثقفين والمتعلمين اغلبهم لم يغادروا هذه الازدواجية سواء بسبب الضغوط الاجتماعية او بسبب قناعاتهم الشخصية .
في المراحل الاولى من نشوء البشرية وفي المجتمع المشاعي لم يكن هناك فوارق بين الرجل والمرأة ولكن في المراحل المتأخرة من المشاعية وبعد نشوء التجمعات البشرية ولكون اقتصاد تلك المرحلة كان يعتمد على الرعي والصيد نشأ تقسيم العمل بين الرجل والمرأة حيث يتمتع الرجل بقدرات بدنية متميزة تؤهله اكثر في ممارسة هذا النشاط الاقتصادي وكان ذلك بداية لتبعية المرأة الاقتصادية للرجل التي تعمقت في المراحل التاريخية اللاحقة من تطور البشرية ... ومن ذلك نستنتج ان عامل التبعية الاقتصادية هو السبب الاساس في تبعية المرأة واضطهادها لتصبح انسان من الدرجة الثانية بينما نرى ان في المراحل الاخيرة من التطور التاريخي للبشرية ونشوء المجتمعات الرأسمالية وتطور التكنلوجيا والحاجة للمزيد من الايدي العاملة اضافة الى ان التكنلوجيا في تطورها قللت من استخدام القوة العضلية في الانتاج السلعي لصالح القدرات الذهنية مما اتاح للمرأة الدخول في سوق العمل من اوسع ابوابه وبالتالي بدات المرأة بالاعتماد اقتصاديا على ذاتها وتحررت من عبوديتها الاقتصادية للرجل كما اتاح لها فرص افضل في التعليم وتطوير مهاراتها العقلية مما انتج عدد كبير من النساء اللواتي تبوأن مناصب مهمة في كل المجالات واضمحلت الى حد كبير الازدواجية لدى الرجل في المجتمعات الراسمالية المتطورة ولان القوانين تشرع على اساس حاجة المجتمعات فقد شرعت قوانين تثبت حقوق المراة ومساواتها مع الرجل اما في الدول النامية التي تطورت نسبيا " اقتصاديا واجتماعيا" مازالت تعاني المرأة من الاضطهاد .. ولما كان هناك كوابح عديدة وقوية لتطور هذه المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا لايسع هذا المقال الخوض فيها , لذلك نجد ان نفس تلك الكوابح تؤدي بالنتيجة الى استمرار اضطهاد المرأة واستمرار ازدواجية الرجل , فلم تحصل المرأة للآن على استقلاليتها الاقتصادية كما ان مفاهيم الديمقراطية وتطبيقها لازال يحبو في هذه الدول ومازالت القوى العشائرية وبعض القوى الدينية المتخلفة تفعل فعلها ولكن شجرة الحياة خضراء ولابد ان تخوض المرأة نضالا مريرا جنبا الى جنب مع الرجل من اجل الديمقراطية وحقوق المرأة وحريتها وانعتاقها الاقتصادي فالامور متلازمة بعضها مع بعض فلا ديمقراطية دون تحرر المرأة ودون تطور اقتصادي والعكس صحيح ايضا , بالرغم من ان الدرب طويلا وشاقا الا ان الحتمية التاريخية حقيقة وليست وهما فالحتمية التاريخية تشير الى ان الحياة في تطور مستمر نحو الاعلى حتى وان مرت بانتكاسات فهي انية فالحركة نحو الاعلى حلزونية وليست مستقيمة .
سبق ان تكلمنا عن احوال المرأة وازدواجية الرجل في المراحل المتطورة من الرأسمالية ولكن تحرر المرأة مازال ناقصا في تلك المجتمعات فتحولت عبوديتها وتبعيتها الاقتصادية للرجل الى عبودية من نوع اخر يشترك الرجل معها ايضا في هذه العبودية الا وهي عبودية رأس المال ولم يجدا المرأة والرجل في العالم حريتهما الكاملة إلا في ظل النظام الاشتراكي الذي يحررهما من عبودية رأس المال وهذا مارأيناه من تطور في مجتمعات الدول الاشتراكية التي وجدت منذ بداية القرن السابق بالرغم من سقوط تلك التجارب لاسباب نوقشت كثيرا ليس هنا مجال البحث فيها الا ان هذه التجارب مازالت حية في اذهان شعوب العالم ومازالت مكاسبها ومن ضمنها مكاسب المرأة والرجل حية ويقينا ان تحرير الاشتراكية للرجل والمراة يدعّم قضية استقلال المرأة الاقتصادي ومساواتها بالرجل ويزيل نهائيا موضوعة ازدواجية الرجل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار