الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الجماعة وبناء الشخصية
اسعد الامارة
2013 / 1 / 6الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تعرف الجماعة بأنها علاقات مختلفة بين الافراد من جانب، ومن جانب آخر تنظيمات في مستويات مختلفة من التعقيد ابتداءاً من العلاقات بين الافراد حيث يطلق عليهم التواجد معاً وينظر البعض الى انهم تجمع أناس ليس بينهم علاقات أجتماعية فيما عدا تواجدهم في مكان واحد، وهي ايضاً عدد من الافراد يدركون على انهم يشتركون في خصائص معينة فيقال عنهم أولئك الذين يشتركون في لباس معين أو عادات معينة، وإذا ذهبنا أبعد في تعريف الجماعة لوجدنا أن"كورت ليفين" يرى أن التفاعل بين الافراد اساساً للجماعة،وإذا كان التشابه بين الاعضاء قد يكون اساساً صالحاً وربما أكثر اذا تشابهت الاتجاهات أو الاهداف أو الولاء. أما "كاتل"فيرى أن الجماعة مجموعة من الكائنات يستخدم تواجد الكل فيها أشباع بعض حاجات كل منهم، هذه الاختلافات بالتعريفات تعطي ابعاداً متنوعة بتسمية الجماعة
أما الشخصية فهي كما يعرف"هول وليندزي"في كتابهما نظريات الشخصية بأنها المهارة الاجتماعية والحذق، فشخصية الفرد تقدر بما له من فاعلية تمكنه من استثارة استجابات إيجابية من جانب عديد من الناس في ظروف مختلفة، ويعرضان ايضاً تعريفاً للشخصية وهو أن شخصية الفرد تتمثل في أقوى الانطباعات التي يخلقها في الاخرين ، ويعرف البورت الشخصية بأنهاهي ما يكون عليه الانسان في حقيقته.
أن البناء الذي تخلقه الجماعة ناجم عن الانتماء لهذه الجماعة أو لهذا المجتمع، فالانسان في وجوده الانساني هو كائن منتم لايستطيع أن يحيا بمفرده بل يحيا منتم الى جماعات متعددة، تمنحه الشعور بالوجود والشعور بالآمان والشعور بالانتماء والشعور بالقوة ومن هنا يكون البناء السيكوسيسولوجي الذي يقوم على اساس أن الشخص يدرك على درجة ما وجوده مع الجماعة وأنه يؤمن بتلك الاهداف التي وضعتها الجماعة فضلا عن مدى تجانس الجماعة في افكارهم أو إتجاهاتهم أو حتى درجة المهارة أو الخبرة الفردية أو الجمعية فيما بينهم.
إن البناء النفسي التكويني لشخصية الفرد في الجماعة يقوم على إدراك الفرد للاخرين وهو الادراك الاجتماعي لاسيما إن الادراك الاجتماعي هو عملية تكوين انطباعات
Impressions
عن الاخرين وتقويمهم والحكم على سلوكهم وخصالهم وهي قائمة في إطار عمليات الاجتماعية بين الافراد داخل الجماعة.
يكتسب الفرد الكثير من الخصال من الاخرين حيثما يتأثر بهم أو يؤثرون فيه ،فالتسامح يتعلمه الفرد بالتفاعل الاجتماعي، والتعصب يكتسب كما هي الاتجاهات،إذن يلعب الاكتساب دوره البالغ في تكوين سلوك التسامح أو اتجاهات التعصب أو الاتجاهات الاخرى ويقول علماء النفس الاجتماعي إن الاتجاهات تتكون لدينا من تكراراتصالنا بموضوعات هذه الاتجاهات، بمعنى أن الفرد يتصل مراراً وتكراراً بموضوعات الاتجاهات أو جدلية التسامح والافكار التعصبية فكلها مواقف تثير في نفسه خبرات سارة ومريحة أو نافرة ومؤلمة –غير مريحة- ويضيف علماء النفس الاجتماعي قد تتكون بعض الاتجاهات على أثر صدمة عاطفية.
إن الشخصية الانسانية بحاجة ماسة دائماً لأن تجد صدى وجودها في الآخر، هذا الآخر تحدده البيئة المكانية والحيز الشخصي والاداء الفردي والجمعي. فالبيئة تختصر المسافة بين الاشخاص من خلال العلاقة بين الحيز وبين الاتصال بين افراد ألجماعة ، فالآلفة يحدد مسارها السلوك المكاني لكي يحدث التوازن، وتؤكد نظرية التوازن الاجتماعي إنه من أفضل التفسيرات المعروفة للسلوك غير اللفظي داخل الجماعة هو وجود أربعة جوانب للتفاعل،تكون مهمة وحاسمة في تحديد الآلفة والتقارب وهي – مقدار الاتصال بالعين – الحيز الشخصي ، الآلفة بالموضوعات – مقدار الابتسام المتبادل بين اعضاء الجماعة ومن خلال ذلك تبنى الشخصية بالتفاعل مع الجماعة وخصوصاً التي تتبنى بعض القواعد التي حددها (هول) ومنها الآلفة بمعنى حيز من التلامس المكاني ، وجود الشخصية القريبة مكانياً أي حضوراً مادياً يتخلله مناقشات ودية أو محادثات خلال السفر بالسيارة أو من خلال مشاهدة تلفزيونية جماعية أو حتى من خلال التواصل الاجتماعي عبر الفضاء الافتراضي ،الحضور الاجتماعي او في مواقف اخرى منها الجلوس على طاولة الطعام أو اللقاءات أو المشاركات الجمعية خلال "المسيرة- المشاية" أو في مناسبات كالحج أو الزيارة الاربعينية –السنوية، او الزيارة المليونية للامام الكاظم(ع) ويكون التفاعل بين المجموعات التي تتشارك في أداء هذه المشاعر به تقارب وتفاعل وتبادل معرفي ، والخصيصة الاخيرة بأنها عامة، وتتمثل في حضور المساجد أو الاستماع الى الخطب أو أداء مناسك معينة أو تواجد في مناسبات مثل الأعياد ، وتفسير ذلك في البناء الشخصي بأن تبدأ كل المدخلات الحسية وتصبح أقل فاعلية بأن يحتاج الصوت الى تضخيم في حين في المناسبات الاجتماعية تكون الهيمنة على الاحساسات الاخرى ويكون الصوت طبيعي والحضور مناسب وفقاً للتجمعات الاجتماعية .
إن شكل بنية الجماعة وإيمان الفرد بها يؤدي الى اضافة نوعية في شخصيته ويؤدي الى تكوين نمط معين في الشخصية ، فتماسك الجماعة يؤدي الى خلق تناسق ،وهذا التناسق يقود الى انجذاب الاعضاء نحو الجماعة مما يحفزهم على تطوير ذواتهم وتطوير أنماط شخصياتهم وتبقى بعض الاختلافات سواءاً بأسلوب التحدث أو بطريقة التعامل أو عن طريق الاهتمامات الاخرى وهذا ما تؤكده مسلمات الفروق الفردية أو الفروق الجمعية.
أي كلما كانت عوامل جاذبية الافراد في الجماعة قوية كانت اساسيات بناء الشخصية راسخة وبين"فستنجر"نوعين من مصادرجاذبية الجماعة الاول هو الجماعة نفسها ويرى ان سبب ذلك قد يكون جاذبية افراد الجماعة للفرد او قد يكون بسبب حب الفرد للجماعة لانه يحترم اهدافها ، اما الثاني فهو أن الجماعة وسيلة لإشباع حاجات خارج الجماعة مثل إكتساب مكانة إجتماعية معينة نتيجة الانضمام للجماعة أو رغبة في الحصول على آجر أكبر وشعور بالأمن ، ومن الاسباب الاخرى التي تعطي الجماعة مؤشرات لبناء شخصية الفرد داخل الجماعة هو الحضور الشخصي الفردي خلال الاحداث الاجتماعية للجماعة ، فالكثير ينتمي ويجد نفسه في هذا الانتماء بأنه مؤشر قوي لتخفيف القلق وخصوصاً في الأزمات أو خلال الحروب الطائفية مثلا أو ضعف الدولة أو انهيار الامن واختفاء سلطة الدولة القوية فتظهر شخصية الفرد من خلال الجماعة فيزداد التماسك وتزداد قوة الانتماء.
-
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تونس: فوز قيس سعيد بولاية رئاسية جديدة حسب استطلاعات لآراء ا
.. بعد تعليقها.. إيران تعلن استئناف الرحلات الجوية في البلاد إث
.. حماس تطلق صواريخ على تل أبيب تزامنا مع إحياء إسرائيل للذكرى
.. عاجل | وزير الخارجية الأردني من بيروت: إسرائيل تتحمل مسؤولية
.. اجتياح إسرائيلي جديد يجبر السكان في شمال غزة على الإخلاء