الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى القرآن يمنعونه عن النساء

صادق إطيمش

2013 / 1 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حتى القرآن يمنعونه عن النساء
مسكينة هذه المرأة التي تدور في مخيلة بعض المعممين الذين يتناولونها من كل حدب وصوب وكأنها لم تكن مخلوقة من نفس الخالق الذي خلق الإنسان على احسن تقويم . وحينما ذكرالقرآن الكريم هذا الخلق فقد ربطه بالإنسان دون ان يذكر لنا اي تمييز بين الأجناس والألوان والأقوام . وقد اكد لنا القرآن الكريم ذلك في عدة مواقع حينما خاطب خَلقَه هذا بالمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيما (الأحزاب 35) . فلماذا إذن ينهش في لحم المرأة كل مَن هب ودب من بعض المعممين ، الذين لا يجدون ما يبرر تغطية رؤوسهم بسود العمائم او بيضها ليصبحوا في عداد مَن يُطلق عليهم رجال دين ، إلا موضوع المرأة ؟ فابتدعوا لها ومن بنات افكارهم كل ما ينتقص من كرامتها ويهمش إنسانيتها ثم نسبوا ذلك كله إلى النص الديني الذي لم يتطرق مصدره الأهم وهو القرآن الكريم لا من قريب ولا من بعيد إلى أمور نقص العقل او النجاسة او العورة لدى المرأة او تشبيهها بالدابة وغير ذلك الكثير من التقاليد التي اوجدتها المجتمعات الرجولية وفرضها بعض الفقهاء كثوابت دينية . إن جل ما تطرق إليه النص القرآني هو معالجة الحالة الإجتماعية للمرأة في العهد الجديد على شبه الجزيرة العربية بعد دخول الإسلام إليها . اما مسألة العورة ونقص العقل وملامسة الرجال للنساء او بالعكس وغير ذلك الكثير مما نُسب إلى السنة باعتبارها المصدر الثاني للإسلام فلا يتعدى كونه جزءً من آلاف الأحاديث التي يناقش صحتها او عدم صحتها كثير من المنشغلين بامور الفكر الديني والتي تعكس في كثير من الأحيان دين الفقهاء لا دين السماء .
وآخر البِدع التي ينشرها بعض المتفيقهين عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة هي النصيحة والإشارة إلى المرأة لما تقرأه وما لا تقرأه من القرآن الكريم وكأنهم يريدون تطبيق خرافاتهم في نقص عقل المرأة ونجاستها وكونها عورة قامت او قعدت ، كما تصورها عقولهم الضامرة ، على مجال قراءة القرآن ايضاً الذي لا يمكن لأي مؤمن ومؤمنة ان يضعه في موضع الإختيار أو الإنتقاء الكيفي فيقرأ هذا النص ويتجاهل ذاك حسب الأهواء والمزاج . وهذا بالضبط ما قدمه السيد رشيد الحسيني على موقع الفرقان حينما قدم نصيحته للرجال بالتمعن في قراءة سورة يوسف ، إذ ان هذا التمعن سيقود الرجال إلى التعفف ، كما تصرف يوسف ، في الوقت الذي نصح سماحته النساء بعدم قراءة هذه السورة لما فيها من المغريات التي قد تقود المرأة إلى ما لا يحمد عقباه حينما تطلع المرأة المؤمنة قارئة القرآن على تصرفات زليخة ومحاولاتها إغراء يوسف . والرابط التالي يقود لمشاهدة السيد بالصوت والصورة وهو يدلي بنصيحته هذه إلى النساء :


http://www.youtube.com/watch?v=O1EXH9NtUGM
لا ادري من اي مصدر فقهي إستبط سماحة السيد هذا التخريج الذي يتنافى اصلاً والقاعدة العامة والبسيطة جداً في نفس الوقت وهي تلك التي أكدها القرآن الكريم نفسه والتي تضع الرجال والنساء على المستوى العبادي الواحد دون تمييز بينهما في هذا الشأن وحسب منطوق الآية اعلاه من سورة الأحزاب . هل يتحمل سماحة السيد وزر الإنتقاء في قراءة القرآن الذي لا يجيزه القرآن نفسه حينما ينهى عن الإيمان ببعض الكتاب وترك البعض ، حيث يترتب على ذلك الخزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يُردُّون إلى اشد العذاب (البقرة 85) .
في الحقيقة كنت أتابع مناقشات السيد الحسيني مع الطائفي بامتياز محمد الهاشمي على قناته الفضائية من لندن ، وكنت اعجب من مشاركته في مثل هذه المناقشات التي لم يستطع ان يبرر فيها مواقفه او يقنع الآخرين بما يأتي به من افكار مما سهل لثعلب الطائفية الهاشمي من إيقاعه في كثير من المواقف المُحرجة التي تستدعي الإشفاق عليه . إن رجلاً بهذا المستوى من التفكير يخرج على المسلمين اليوم لينصح قارئي وقارءات القرآن الكريم بما ينبغي عليهم قراءته أو عدم قراءته ليجعل من الإنتقاء حتى في كتاب الله الذي اراده ، كله وليس قسماً منه ، معيناً وطريقاً لهداية المؤمنين ولم يشر عليهم في اي موضع منه ان يأخذوا بآيات معينة ويتركوا آيات أخرى ، نقول ان رجلاً بهذا المستوى في فهم ما يترتب على المؤمنين والمؤمنات فيما يتعلق بقراءة القرآن الكريم ، باعتباره المرجع الأساسي للدين الإسلامي ، لا ينبغي له ان يضع نفسه مجدداً في موضع الإشفاق عليه ، فيلتزم السكوت الذي قد يكون بالنسبة له من ذهب فعلاً .
الدكتور صادق إطيمش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملحوظة منطقية
محمد البدري ( 2013 / 1 / 7 - 06:15 )
لا استطيع التوفيق بين اقوال اله وصفته الكتب بكل ما هو كامل وبين ما جاء في الكتب من دلالات والفاظ تحمل التناقضات منطقية في ادني صورها. فهل ربطه الخلق عامة بالإنسان دون ان يذكر لنا اي تمييز بين الأجناس والألوان والأقوام هو خطأ للمؤلف الحقيقي وذلة لسان له؟ خاصة لو اخذنا في الاعتبار ان ما جري تطبيقه في الواقع من تمييز بين الذكر والانثي وتحقير لبشر مقارنة ببشر آخر، كان هو السائد طبقا لعادات وتقاليد من قال بانه اوحي اليه؟؟!! تحياتي واحترامي


2 - قالت شهرزاد وسكتنا عن الكلام المباح
القلماوي ( 2013 / 1 / 8 - 03:41 )
وهل تصدق قصص القران أنها حكايات ماقبل النوم وكم تأنيت في طفولتي ونحن نحقظ الآيات جبرا عن ظهر قلب وعقلي الصغير كان يرفض مفاهيم ومدلولات ذلك الكتاب الذي بين سطر وسطر يهدد غير المسلمين بالوعيد وجهنم وبئس المصير وأنا من رأي هذا اللي لا اعرفه من سلاطين الدين ان لاتقرأ المرأه سورة يوسف وإلا استحلت خيانة زوجها حيث حولها من عجوز غابره الى ست الحسن والجمال ثوابا لها لانها اغرمت بنبي الله يوسف الحسن والجمال وهي على ذمة راجل إيه البكاحه يا أخي لاعجبا على الأميين والجهلة بل لا أنصح المرأه ان تقرأ السنه النبوية والتي هي من تأليف جهابزة الجنس والغزو والاغتصاب ،آه أيها الاطيمش لو تسمعون صوت العقل وتحرقون كل هذه الكتب لخلصتم الأرض من كل هذه الحروب والفقر والظلم وابدؤا بجملة العلم نور،وإنما الامم الأخلاق

اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى


.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي




.. 164-An-Nisa


.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ




.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ