الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة الشيوخ وحقيقتنا .. حدث بالفعل.

رشا ممتاز

2013 / 1 / 9
المجتمع المدني


حاول زوجي إيقاظي صباحا في ميعاد ذهابي إلى العمل كالعادة ولكن ثمة شئ غريب ! جسدي لا يستجيب لي ! حاولت الاستيقاظ وظننت أنى مجهده ,استجمعت قواي ولكنى لم استيقظ !!!

رأيت نفسي راقدة على الفراش وكنت طيفا بلا جسد !


اشعر بخفه شديدة وبارتباك في الوقت ذاته لا أدرى ماذا حدث وما العمل !

فجأة ظهر أمامي ضوءا كثيفا منبعثا من مكان ما اتجهت نحوه فإذا بصوت يخبرني بأني تركت الحياة الدنيا ولن أعود إليها مجددا لم أشعر بالسعادة كذلك لم أشعر بالحزن وإنما كنت مستسلمة تماما وحلت على السكينة وسألني الصوت وكأنه نداء منبعث من داخلي عن بعض الأعمال التي قمت بها في حياتي كان السؤال الأول لماذا كنت دائمة العبوس في وجه زميلتي ميرفت و كنت استاء من رؤيتها وأتجنب التعامل معها وانفر من رائحتها فأجبت لأنها مسيحية والشيخ قال لي في درس تحفيظ القران الذي كنت احضره كل أسبوع أن النصارى افتروا على الله وحرفوا دينه كما أن أجسادهم وكذلك طعامهم له رائحة نجسه منفره و علينا أن نظهر لهم الكراهية حتى لا يرضون عنا فرضاهم عنا معناه دخولنا في ملتهم....

أغمضت عيني وانا أتكلم فإذا بى أرى صورة صديقتي ميرفت تبكى وتتألم من نفوري منها ومع ذلك تذهب إلى العمل وتبتسم في وجهي وتتعامل معي بشكل طبيعي .. خجلت من نفسي ولكنى سارعت مدافعة ولكن الشيخ طه هو اللي قالى ....



سألني الصوت عن نجلاء زوجة اخى الذي نصحته بأن يتزوج عليها لأنه دائم الشكوى منها ... فقلت له نعم قد قمت بذلك ولكن بعد أن اتصلت بالشيخ يوسف على أحد القنوات الدينية المتخصصة وحكيت له القصة فأفتى لي بجواز أن يتزوج أخى من أخرى فساعدته على ذلك ... وفجأة ظهر أمامي ما يشبه النافذة ورأيت فيها نجلاء تبكى بحرقة و يبدو عليها التعاسة والألم وتشكو إلى الله قلة حيلتها ... فخجلت من نفسي وسارعت بالقول أن الشيخ يوسف هو اللي قالى ....



سألني نفس الصوت عن ابنتي التي اصطحبتها بعد ان بلغت السابعة إلى الوحده الصحية بعد أن أقنعتها بأنها ستصبح بعد أن تجرى عملية بسيطة عروسه جميلة يتصارع الرجال من اجل خطبتها فذهبت معي بلهفة وارتدت أجمل ثيابها ولم تفارق الابتسامة وجهها ولكن ابتسامتها البريئة تحولت إلى صراخ بعدما قام الطبيب بختانها...



فقلت نعم ولكنها الآن متزوجة وسعيدة ولديها أسره وأولاد ولم أتم جملتي حتى رأيت في النافذة التي فتحت أمام عيني ابنتي باكية تشتكى لصديقتها من تعاستها وفقدانها للشعور بكمال أنوثتها ولم تنس أبدا ذلك اليوم التعيس والجريمة التي ارتكبتها انا امها في حقها لم تشعر يوما بالسعادة في علاقتها بزوجها لا تعرف معنى المتعة كما ان زوجها يعايرها دائما ببرودها كانت تبكى وتتألم ...مما جعلني أتألم معها ولكنى سارعت وقلت للصوت أنني قد قمت بذلك حفاظا عليها من الانحراف زى ما قالي الشيخ حسان ...



وتكررت الأسئلة عن عدم المساواة في المعاملة بين ابنائى الذكور والإناث عن كرهي الشديد للغرب وأهله ودعائي الدائم عليهم وراء الإمام وأنا لم أتعامل معهم أو أراهم في حياتي !! عن زميلتي المتبرجة السافرة التي كنت أشارك في النميمة عليها واطعن في أخلاقها ... عن مقدار الزكاة الذي دفعته العام الماضي , عن طريقة الحج والأشهر التي ذهبت فيها للحج والمال الذي أنفقته عليه ,عن رفضي زواج ابنتي من رجل تحبه لأنه على غير دينها, عن الصلاة التي حرصت عليها من أين تعلمتها ,عن سلبيتي و حياتي التي أمضيتها قابعة في المنزل عن ...وعن... وعن.... وكان الرد دائما أنهم ...قالولى !



التفت يمينا ويسارا باحثة عن الشيخ طه والشيخ يوسف والشيخ حسان والشيخ يعقوب كل الشيوخ الذين تعاملت معهم في حياتي عن أمي و أبى عن كل من قالولى وبرمجوا عقلي لم أجد منهم أحدا !!!



اكتشفت اننى وحيدة أحاسب عن أعمالي التي كانت تحركها فتوى من الشيخ أو عادة ورثتها وطبقتها دون تفكير !



يا لا تعاستي أمضيت حياتي ولم أكن يوما حرة عملي وقراري لم افهم شئ عن ديني لم أحاول فهم الرسالة التى ورثتها و كنت على استعداد للتضحية بحياتي من اجلها ! لم أحاول التدبر والقراءة والبحث فيما اعتقده واعتنقه بنفسي ! كان دائما هناك واسطة بيني وبين كل شئ , بيني وبين تعاملي مع الناس بل بيني وبين نفسى بينى وبين دينى بينى وبين كتابى بل بينى وبين ربى !! ابتسم بفتوى واعبس بأخرى أكره بفتوى وأحب بأخرى !!



صرخت كم كنت مغفلة أين هم الشيوخ ليحاسبوا بدلا عنى فإذا بى أراهم أمامي ولكل منهم 4 زوجات تعيسات والكثير من الصبيان والبنات يركبون أفخم السيارات ويملكون أغلى الفلل والعقارات ويرتبطون مع الحكام في علاقات ويقبل الناس أياديهم مقابل أن يحملوا عنهم عبء البحث والتدبر في الآيات ! رأيتهم يخرجون لى ألسنتهم ويقولون لي في صوت واحد واحنا مالنا انت من جاءت إلينا أنت الكسولة التي أرادت أن تدخل الجنة بكبسولة !!! وهانحن بعناكم فتاوى في كبسولات وأرضيناكم وربحنا ..





فعلا لقد كانت تجارة ! عرض وطلب وشاركنا برضانا فيها كم كنت مغفلة ! صرخت وطلبت فرصة أخرى أكون فيها سيدة قراري ومالكة افكارى ومسئولة عن افعالى طلبت فرصة لكي أعود فيها وأحرر انسانيتى التى سجنتها داخلي طوال حياتي صرخت... أريد فرصة أخرى لأتخلص فيها من سلبيتي واسترد حريتي ... صرخت من اعماقى حتى استيقظت على صوت زوجي يهزني مستفسرا مالك في ايه بتحلمى ولا ايه ...


قومي البرنامج اللي بتحبيه شغال ورفع صوت التلفزيون على صوت الشيخ الكبيسى الذى كنت أتابعه و أجله وهو يقول انه لا يوجد حاكم لم يتورط في القتل على مدار التاريخ حتى يومنا هذا إلا الخلفاء الراشدين ثم اتبعهم بزايد وأبناءه !!

تمتمت فى سرى كم أنت منافق كلكم خبثاء ومنافقون حمدت الله اننى لازلت على قيد الحياة ولازالت أمامى فرصة لتصحيح مسارى غسلت جسدى بعناية تحت دش من الماء البارد ثم توجهت مباشرة و أغلقت التلفزيون وقلت لزوجي الذي ارتسمت على وجهه علامات الدهشة لا مش هشوفه تانى !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - mahrom min
lgadiri chahid ( 2013 / 1 / 8 - 23:22 )
لماذا انتقدت شيوخهم لقد اتوا من كل حدب و صوب ومستعدون للجهاد ضدك لانك انتقدت شيوخهم الم تعرفي انهم اكلوا القمامة النتنة التي يوزعها يوسف وحسان لكن لن نذهب بعيدا فالتاريخ سيعلمهم ان تلك اللحى الجميلة واللباس الابيض كالملائكة تخفي جبلا من القمامة والوضاعة


2 - لقد دست, سيدتي, على ذيلهم
بشارة خليل قـ ( 2013 / 1 / 9 - 13:31 )
لكن المصيبة انهم اذيال وحسب تتدلى من مؤخرات مشائخ العنصرية والتحريض على الكراهية والعنف. هؤلاء الشيوخ يلوحون بهذه الاذيال كيفما شائوا وعلى هواهم. بينما هم ملتصقون بدبر شيوخهم يتغزون على القاذورات ويذهبون مع شيوخهم الى مزابل النجاسات وانعدام الضمير والقيم, وينسبوه الى الههم اكبر الذي يصرخون باسمه عند الدبح والسرقة والنهب, عند الغدر والوضاعة , عند انتهاك حرمات اقدس ما في الحياة:براءة الطفولة بما يسمونه نكاح الصغيرات , قدسية الحياة بالقتل والذبح والتقطيع والسحل والرجم والجلد , كرامة الانسان بالاستعباد وملكات اليمين والجواري وقدسية رابط الزواج بالتعدد وبالطلاق بجرد التفوه بكلمة بل قدسية الخالق بالكذب والافترء على لسانه


3 - الحويني رضي الله عنه
محمد البدري ( 2013 / 1 / 9 - 16:58 )
لي طلب واحد ربما لا يكون علي هواكي الان، لكنه سيؤكد قرارك ولا يجعلك تعودي الي هؤلاء الافسال من اصحاب اللحي والدشداشة. شاهدي هذا المعتوه في هذه الحلقات
http://www.youtube.com/watch?v=w65CZFVPRSg
http://www.youtube.com/watch?v=KS7y6x0jdQA


4 - سيدتي لقد وطأتي ذيل الافعي
مجدي سعد ( 2013 / 1 / 9 - 18:24 )
بعد قراءة المقال العظيم علما بأن كاتبته لم تكتب يوما الا انها سيدة مسلمة ومؤمنه توقعت تعليقات متوازنه ذكية سواء كانت معارضة او مؤيدة لما ذهبت اليه

وجدت التعليقات قد انقسمت الي قسمين تعليقات الفيسبوك والتي سيمتها السائدة قلة الادب والشتم ولم يتعرض إلا معلق واحد حتي الان لمحتوي المقال بموضوعية سواء بالايجاب او السلب

وظهر بينهم واحد معروف عنه -ربما بحكم منبته- كراهيته الشديدة لكل ما يسمي نصراني او مسيحي فيفتش كل مقال يكتب واذا ما صادف أو وجد اي اشارة بغير البغضاء المطلقة اليهم قفز وكشر عن انيابه الزرقاء وأزبد واحتقن

...الامر اختلف في تعليقات الحوار

تحية للكاتبة الفاضلة والتي وان اختلفت معها من قبل الا ان لها كل تقدير وفي هذا المقال لم اجد الا كل صدق وشجاعة

سيدتي تعرفين انك علي صواب عندما تغضب منك الذئاب


5 - لاتسمعيهم
اشور عمانوئيل ( 2013 / 1 / 10 - 13:26 )
لا تسمعي كلام الشيوخ مرة ثانية واعملي عكس ما يقولوا اذا قالوا لك اكرهي عليكي ان تحبي واطمئني لن يقولوا لك حبي لكي تكرهي انت لأن قلوبهم السوداءلاتعرف معنى المحبة عكس دشاديشهم البيضاء


6 - تعليقات قيمة
رشا ممتاز ( 2013 / 1 / 10 - 18:34 )
اشكر كل من كلف نفسه و أثرى الموضوع
بالتعليق

والتقييم
تحياتى ومودتى

اخر الافلام

.. لاجئون سوريون يستعدون للعودة إلى ديارهم بعد سقوط نظام الأسد


.. اللاجئون السوريون في الأردن.. هل يخططون للعودة بعد سقوط الأس




.. فتح سجون الأسد يكشف مآسي التعذيب والانتهاكات


.. وسط إطلاق نار كثيف.. مشاهد إطلاق سراح المعتقلين في سجن صيدنا




.. مشاهد لعودة لاجئين سوريين من الأردن إلى سوريا عبر معبر جابر