الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتوج العراق البائس

واصف شنون

2013 / 1 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ليس من الضروري جلب التاريخ القديم والإسلامي والمغولي والتركي والجمهوري والصداّمي للعراق ، لإكتشاف حقائق ووقائع لايمكن النظر لها ببصيرة سوداء أو نظرة بيضاء يملؤها الأمل العظيم ، الذي يحدث في العراق على الصعيد الإجتماعي – الديني هو الذي يمنح السياسيون الفاسدون بإستمرارية واستدامة دائمة في حكم هذه الملايين وهذا البلد الذي ينتج ملايين من براميل النفط اليومية بكل حرفية ومهنية مهما تعرضت عاصمته الى الذبح وأوصاله إلى التقطيع .
*****
المجتمع العراقي تأكله الطائفية وتنخر فيه منذ تأسيس الدولة عام 1920، حاول فيصل الأول أن يكون حيادياً جداً بسبب عربيته وانفتاحه وأصله وفصلّه ..!! ، فالسنّة العرب طلبوا أميراً عثمانياً كملك عليهم ،بينما الشيعة طالبوا بأمير قاجاري فارسي كملك ، ولم يطلب واحد منهم ملكاً عراقياً من أرض الرافدين ، فتم إستيراد فيصل بشروط من أبيه (الشريف حسين ) الذي قال : ايها العراقيون أن فيصل وديعة بينكم لاتخذلوه ولا تقتلوه مثل جدّه..!!
*****
العقلية العراقية ، التي لاتتعب من المكرور والتافه والناقص والفارغ والتعبان والفاسد ، العقلية التي لايمسّها الإعياء من الكسل والشعور بالمهانة والإنحطاط ،الفيس بوك آلة سحرية للكشف العظيم ،صفحة (محبو نوري المالكي رئيس الوزراء ) تنشر صوراً لفتيات صغار يضعنّ كفوفهنّ على وجوههن ّ والخبر يقول ان أحد نواب القائمة المنافسة لقائمة رئيس الوزراء يدير شبكة دعارّة وتم إلقاء القبض على بعضهن ّ ،والغرض واضح ،لكن اصحاب الصفحة ولأنهم يتحلوّن بعقلية عراقية خالصة (مسلفنة بلادّية) يتصورون أن هذه التجارة ( عارّ وعيب تُسفك له الدماء ) بينما هي تجارة (عمل جنسي ) وبذل جهود معنوية وعملية من قبل العاملات أمام الزبائن اصحاب الشرف الرفيع ، الفتاة العراقية التي تبيع جسدها هي أكثر شرفا ًورفعةً وإنسانية من رئيس كتلة برلمانية أو حزب صوري يسرق الملايين بأسم الدين والوطن والشعب ..!!،على الأقل تكسب دولاراتها من عرق جبينها وحيائها وكرامتها ..ليس بغرض ومكيدة ، بلّ من قلّة الحيّلة وهوانّ المصير وهذا ليس دفاعا عن هذه المهنة ، لكن السياسيون العراقيون يستخدمونها في تشويه سمعة بعضهم البعض وكأن سمعاتهم صالحة للإستعمال ..دوماً بينما سمعات الفتيات المسكينات غير قابلة للإستعمال الإنساني من جديد ..حقراء وانذال . ..!!
*****
والعقلية العراقية البائسة لاتشمل الذكور فقط ، بل النساء اللواتي يعملنّ في مجال السياسة والإدارة وكذلك منظمات المجتمع المدني ، فهؤلاء النسوّة البائسات جلّ عملهن هو التصوير ،اغلبهن تصوير ذواتهنّ شخصياً مع إبتسامات كاذبة ، أو مديح السيّد(سابقاً الرفيق المسؤول) أو رئيس القائمة البرلمانية سابقاً (عضو القيادتين القطرية والقومية) أو الردّ على معارضي الفساد او تصوير (حفلة كيك ) ذكرى افتتاح المنظمة المدنية بإشراف شارع المتنبي والمرسى !!،وإلتقاط صور لهنّ في الدفاع عن ذكورهن (محجبات وسافرات ) ،كلهّن عملهن الوحيد هو التصوير عدا هذه المرأة النصرانية التي أنسى أسمها دائما ..صاحبة منظمة أمل .
*****
ليست هنالك مؤامرة على العراق ، لا من ايران ولا من قطر ، لو كان العراق ليس مصاباً بمرض الزهايمر ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل المنتوجات العراقية بائسة ولكن الى حين
البدراني الموصلي ( 2013 / 1 / 9 - 14:59 )
الاستاذ الفاضل واصف شنون المحترم
اشكرك كثيرا على المقالة مع انني لم اتوافق معها تماما , وهي تحتوي الصدق والموضوعية وايضا نواقصا لم استطع تجاوزها
المضمون يحتمل استعراض الكثير من المنتوج العراقي البائس ( بل المنتوجات العراقية اللامحدودة ) وهي تتسم بالبؤس والتشاؤم والاحباط لمختلف اطياف هذا الشعب
وكيف لك ان تنسى اسم هذه السيدة النصرانية - سكرتيرة جمعية الامل العراقية - والتي ظلمتها مرتين فالاولى انها ليست نصرانية لان الانسان الذي يستطيع ان يحتوي العراق كل العراق في قلبه وعقله لا يبقى مرتبطا بجذور واهية مثل الدين او القومية او الطائفة . ثق انها تعمل في الانبار مثل البصرة وديالى واربيل والناصرية . انها انسانة فقط
والثانية عندما ذكرتها وكأنها وحيدة وسط هذه الامواج المتلاطمة الهائجة ,اوحيت لنا بالاحباط واليأس كلا سيدي انها تستمد قوتها من قاعدة واسعة جدا من النساء والرجال الذين اتشحوا بالانسانية فقط رداءا لهم , لعلك لا تراهم لانهم تحت انقاض هذا الوطن يعملون بهدوء وصمت لاعادة بنائه قويا سليما
انها هناء ادور - البصرية المولد , الموصلية الاصل , العراقية الانتماء
تحياتي للجميع .

اخر الافلام

.. وصول البابا تواضروس الثاني للكاتدرائية المرقسية بالعباسية ل


.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي




.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة




.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟