الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوس الإعجاز عند المسلمين

أحمد التاوتي

2013 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحقائق المطلقة تفيض على القلب و تغمر العقل بمرونة و عفوية فائقتين.. مثل الخير و العدل و الجمال و أخلاق الفطرة و جميع ما استدركته الديانات الفضائية الثلاث و وضعت عليه بصمتها كملكية فكرية حصرية فيما بعد.

هذه الحقائق لا يختلف فيها الإنسان أينما و كيفما كان، في كل العصور و مع كل الأعراق و الأماكن... و هي بديهيات غير مفتقرة إلى قوة أو حيلة أو إبهار بإعجاز للنفاذ إلى فهم و إدراك الإنسان.

الدراسات الكثيرة حول طفولة العقل البشري و مغامراته الأولى تشير إلى أن الإنسان البدائي كان يخاف من الظواهر الطبيعية البئيسة و يقدم القربان إلى آلهة يعتقد بأنها مصدر "الغضب".، و كل هذا رسخ فكرة التخويف و الإرهاب و الإرغام مقرونة أبدا بمبدأ الدين و الإيمان.
ثم جاءت الديانات الفضائية كمرحلة متقدمة نسبيا للتدليس و التلبيس لتستأنف نفس الآليات بمسمى الإعجاز.

لكي نفهم هذا التدليس أسوق مثلا ... لو أن معلما استعرض قوته البدنية أو رباطته النفسية أو قدراته العقلية أمام تلاميذه ليس بغرض أن يشرح لهم الدروس و لكن ليوهمهم بتفوقه من أجل أن يقبلوا بإتباعه في نمط معيشته و اختياراته الاديولوجية... هل نعتبر هذا العمل نزيه؟

ان التفوق العلمي أو البدني يبقى تفوقا و كفى..
اذا طلب المتفوق اعترافا بتفوقه اعترفنا.. ما علينا...
اذا طلب جائزة على ذلك، أعطيناه جائزة ..ما علينا.
اذا كان المتفوق معلما للفيزياء مهمته شرح الظواهر الكونية و طلب من تلاميذه الانتباه في الدروس وجب ذلك أيضا..
اذا كان ساحرا "يحيي الموتى و يميت الأحياء" و طلب منا تعبئة الفرجة، حشدنا له السوق .. ما علينا أيضا...

أما اذا طلب منا الانخراط في حزبه السياسي أو اعتناق مبدئه الاديولوجي بدعوى أنه متفوق، فانه يدخل في ضرب من الشطط أدنى ما يجره لنفسه هو الضحك على غروره الغبي.

و على هذا فمسألة الإعجاز المستعملة في الديانات أمر سخيف.

مستوى آخر من المسألة يحيلنا إلى استيضاح هذا الإعجاز نفسه.. هل هو تفوق حقيقي أم انه مجرد ضحك على الذقون؟

حفظ القرآن الكريم مثلا.، و الذي تشبه قصة ضبطه و جمعه الأخيرة مع اللجنة الأموية إلى حد كبير قصة ضبط و "تهريب" الدستور المصري مع تأسيسية الرئيس مرسي...،

هل نعتبر عدم تحريفه منذ أربعة عشر قرنا إعجازا؟ فلماذا لا نضيف إعجاز القصائد و المعلقات العصماء المتقدمة على الجاهلية الإسلامية و التي بقيت إلى اليوم غير محرفة.

أمية النبي..، هل كانت تعني عدم الثقافة؟ ..

إن الثقافة العربية ثقافة سماع و لم تكن ثقافة كتابة. و ليس هناك أي إعجاز في أن تصدر أخبار اليهود و النصارى و بعض معالم الأساطير القديمة في القرآن لأن النبي حضي من السماع بما لم يتيسر لأترابه..
فطفولته كلها مرافقة لجده عبد المطلب الذي كان يأخذه معه الى نادي قريش حيث تدور الأحاديث و التحاليل في شؤون الحرب و السلم و التجارة و المجتمع.
ثم شبابه كله ايضا كان مرافقة لخديجة الخبيرة بشؤون الدنيا و عندها عرك صروف الأسفار و التجارة مع باقي القبائل و الأمم.
كما كانت بيت خديجة بمثابة جامعة تضم خدما نصارى و حنفيون، و كان ملازما لأكبر موسوعة على الإطلاق في وقته بالحجاز و هو ورقة بن نوفل.

أين الأمية التي يريد المسلمون إيهام الناس بها؟


النص القرآني هل كان معجزا؟

إذا فتحنا المصحف نجد كلاما باللغة العربية.. لغة كان يعرفها العرب بالبديهة لأنها لغتهم بكل بساطة.. و معظم الجمباز القائم اليوم على إعجاز القرآن هو غمط لبلاغة العربي القديم. و سطو على الحقوق الفكرية و الفنية للفطرة العربية الأولى التي صنعت هذه اللغة المعجزة.

أي شخص متشبع بلغة العرب و ناهل منها رضيعا سوف لا يخطئه الإبداع و الإعجاز.. و لذلك كان الشعراء كلهم معجزون.. حتى بزمننا الحاضر..، لا نزار قباني يستطيع " أن يأتي بمثل ما أتى به" محمود الدرويش، و لا درويش يستطيع أن يقلد نزار.. كلاهما معجز...


الماع أخير...
أهل الإعجاز من كل الأطياف تشكل لديهم "جينوم" إعجازي أحالهم إلى خدم فوق العادة لكل السياسات الدولية الصادرة عن قوى متكبرة متعالية جبارة قاهرة لا تدركها الإبصار و لا تسأل عما تفعل...
و لا عيب في ذلك.. فالإعجاز ظاهر... خصوصا و انه ليس إيهاما هذه المرة.. أليس فيكم رشيد؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصطلح
بلبل عبد النهد ( 2013 / 1 / 12 - 22:30 )
اعجبني كثيرا مصطلح الديانات الفضائيات


2 - أهلا بلبل
أحمد التاوتي ( 2013 / 1 / 12 - 22:41 )
شكرا على المرور.. و انا من المعجبين بمعبودك... تحياتي


3 - و الله قاهر فوق عباده
مسلم حر ( 2013 / 1 / 16 - 12:04 )
خليكم في اعجابكم بالنهد و لا تتطاولون على أشياء فوق عقلكم و بعيدة عليكم


4 - عزيزي المسلم الحر
أحمد التاوتي ( 2013 / 1 / 16 - 13:44 )
أولا أشكرك على لغة -أكلوني البراغيث- الجميلة

ثانيا نحن لا نستنكف عن ذكر الأشياء بمسمياتها.. ما لا نطيقه و لا نقبله هو اغتصابها
أنتم عكس ذلك تماما
تتجنبون ذكر الأشياء ، فكثرت ايحاءاتكم و تلميحاتكم و نكتكم الجنسية الوضيعة

و غلبت عليكم شقوتكم فاغتصبتم كل الأشياء الجميلة و قننتم جميع أنواع الاغتصاب
في صيغ شرعية تنسبونها الى خالق للاكوان

أمركم يثير الشفقة بقدر ما يثير القرف

اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با