الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
- الفجر الجديد - للعلمانية .
صالح حمّاية
2013 / 1 / 12العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رغم الملابسات التي أحاطت بعملية التوقيع على وثيقة " الفجر الجديد " ، (الوثيقة التي أقرتها قوى المعارضة السودانية في العاصمة الأوغندية "كمبالا") ، إلا أن التوقيع على هذه الوثيقة كافي وحده ليؤشر على التحول العميق الذي تشهده الساحة السياسية في بلداننا ، فأن يصل الأمر بقوى سياسية معارضة للتوقيع على وثيقة تقر بمبدأ فصل الدين عن الدولة ، و أن تتبناها كقاعدة لنضالها السياسي و والوطني لإسقاط نظام حكم ديني .. فهذه سابقة لم تحدث على الأقل منذ ثورة 19 في مصر التي رفعت شعار "الدين لله و الوطن للجميع" ، وعليه فالمتوقع في ظل هذا المستجد أننا مقبلون نحو مستقبل لا أقل مما نتج عن أعقاب ثورة 19 في مصر ، و هو مستقبل مشرق في أسوء أحواله .
الواقع أن ما حصل في السودان حديثا من توقيع لوثيقة " الفجر الجديد" ، أو من واقع بلدان أخرى كإيران التي هتف فيها الشباب الإيراني سنة 2009 بسقوط حكم المرشد ، أو مصر و ثورتها على حكم الأخوان ، أو تونس و التظاهرات ضد النهضة الإسلامية ، كل هذا يقول أن هناك تيار عاما يمكن تلمسه للاتجاه نحو القطيعة مع أيدلوجيا الإسلام السياسي و مع الدولة الدينية ، وهنا وحتى و إن كان الذي ظهر سابقا أن هناك اتجاه نحو التصويت للإسلاميين و إيصالهم للحكم ، إلا أنه لا يمكن اليوم تجاهل الردة الواضحة التي تحصل في أوساط المواطنين ، و أن هناك صحوة حضارية تشهدها مجتمعاتنا بعد غيبوبتها الطويلة في أحضان المشروع الإسلامي .
يمكن القول عموما بالنسبة لهذا الوضع أن شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كانت في علاقاتها مع الإسلام السياسي كعلاقة الإنسان بالمرض ، فهي قد احتاجت للإصابة به كضرورة لاكتساب المناعة ، وعليه كان أن أغلب هذه الشعوب و بعد الإصابة بالمرض الإسلامي عقب الاختبار الانتخابي ، سرعان ما أبدت بعدها ميلها للتعافي منه ، وهي حالة بات تتكرر كثيرا وليس أخرها مصر وتونس .
عموما يبقى السؤال في ظل هذا المشهد " إلى أي مدى يمكن لهذه الدول الموبوءة أن تخرج بأقل الخسائر من صراعاتها مع الإسلاميين ؟ " ، فهذا المرض وكما أظهرت التجارب حتى وإن كان يتسلسل بسلاسة في جسد المجتمعات إلا أن خروجه منها يحتاج للكثير من التضحيات و التكلفة ، و تقريبا لا أفضل من المثال الجزائري للإشارة ، فالجزائريون لم يحتاجوا لإيصال الإسلاميين للسلطة سوى لرمي بعض الأوراق في صناديق الاقتراع ، لكنهم ولأزاحتهم عن المشهد السياسي احتاجوا لعشرات الألوف من الضحايا و لسنوات من الحروب الشرسة ، لكن مع هذا فلا يجب أخيرا إغفال الإشارة إلى أن أي خسائر قد تدفع في هذا الباب مهما كانت ، أنها لن تكون أكبر من الخسائر التي ستدفعها هذه الشعوب إن هي ركنت للشمولية الدينية ، و أفغانستان خير مثال .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تغطية خاصة | عمليات نوعية وغير مسبوقة للمقاومة الإسلامية في
.. «توأم الروح والتفوق» ظاهرة مشرقة بخريجي 2024
.. تغطية خاصة | إيهود باراك: في ظل قيادة نتنياهو نحن أقرب إلى ا
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان ترفع مستوى الإسناد
.. لماذا تخشى الكنيسة الكاثوليكية الذكاء الاصطناعي؟