الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطرمظاهر تسييس الشارع العراقي

حاكم كريم عطية

2013 / 1 / 13
المجتمع المدني


خطر الصراع الطائفي ما زال يلوح في أفق وثنايا العراق وذلك لوجود الحاضنة وتوفر كل الظروف الملائمة ولا أقصد هنا المكونات الأساسية الطائفية في العراق بل من يستخدم ويستثمر هذا التنوع الطائفي فأحزاب الأسلام السياسي كلها طائفية بطبيعة تكوينها وتوجهاتها وجمهورها وهي تشكل الركن الأساسي لكل أحتقان طائفي في العراق هذا أضافة ألى بقايا البعث والقاعدة وأبطال الفساد الأداري والمالي في العراق
خلال الفترة الماضية ومنذ عام 2003 مرت على العراق ظروف في غاية الصعوبة والخطورة كادت أن تحرق اليابس والأخضر خلال حقبة سنوات ما يسمى بالأحتراب الطائفي ولكن هذه الفترة لم تمر بسلام لأنها وضعت لبنات هذا الأحتراب وبلورة مكوناته وأحزابه والجهات المتعددة المستفيدة منه سواء كانت على صعيد العراق الداخلي أو من الدول المجاورة أو البعيدة فالجميع يمتلك عنصر المصالح في هذا الصراع في العراق سواء كان لموقع العراق الستراتيجي أو أمكاناته المادية والأقتصادية والبشرية ولكي تستكمل حلقات هذا الصراع في العراق أصبح لدينا الكثير من الجهات والأحزاب تعمل على تسييس الشارع العراقي وهوالحلقة المهمة في سلسلة الحلقات لبناء التوجه للصراع الطائفي بكل أشكاله و التسييس هو شكل من أشكال الصراع الطائفي في مراحله الأولى وهو المرحلة الخطرة حيث يعتبر برميل البارود الذي تصب فيه كل النشاطات الطائفية والجهات التي تقف ورائها وما أكثرها في العراق .
لقد دعت مرجعيات مهمة في الأسبوع الماضي وبالتزامن مع خروج تظاهرات المنطقة الغربية وأمتدادها ألى مناطق عديدة من العراق دعت مرجعية الشيعة ممثلة بالسيستاني وكذلك الشيخ السعدي ممثل مرجعية السنة دعت ألى عدم تسييس المظاهرات التي خرجت في الأسبوع الماضي ضد حكومة المالكي وكذلك رفعت مطالبها وتخللتها أختراقات بعثية وكذلك أستغلت من قبل القاعدة وركب موجتها نائب رئيس الوزراء الذي خرج بجروح الحجارة وأحذية المتظاهرين وكذلك الأخوان المسلمين ووزير المالية ولكن سرعان ما أدركت الجماهيرهذه اللعبة ونبذت تدخل البعثيين والقاعدة ورموز العملية السياسية لترفع شعارات الأخاءونبذ الطائفية وهذا يتطلب التعامل مع الجماهير ومطالبها بذكاء لتحيدها عن الجهات ذات المصلحة في أثارة الصراع الطائفي وذلك بالنظر في مطالبهم وتلبية المشروع منها وبالسرعة الممكنة بدون أعطاء الوعود وتسويفها وذلك يتكوين لجان للنظر في ذلك وهي نفس اللجان وعلى نفس المنهج لم تفعل شيئا لمطالب الجماهير ومن الخطورة الأستمرار فيها دون أن تكون نتائجها مطمئنة للجماهير الغاضبة وأن تكون لجان ذات مصداقية وبعيدة عن أساليب الوعود المخدرة للجماهير الشعبية .
أن من أخطر مراحل الصراع الطائفي هو تسييس وتجييش الجماهير الشعبية لأنها تشكل القاعدة الشعبية للصراع ونواته الأساسية وهذا للأسف ما تقدم عليه كل جهات الصراع في العراق وهو ما حذرت منه قوى التيار الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي والمرجعيات الدينية التي تدرك معنى الصراع الطائفي ونتائجه المدمرة للعراق أرضا وشعبا ولكن للأسف قراءة الواقع العراقي لا تبشر بخير حيث وصل الصراع حتى على مستوى الكتلة الواحدة والحزب الواحد والتكوينات الأولية لما يسمى بالأقاليم وما لم تدرك قوى الأسلام السياسي والقوى التي تدعي الوقوف بوجه المد الديني الطائفي أن اللعب بنار الطائفية سوف لن تسلم منه أية جهة كانت فهي النار التي ستسري في الهشيم وخلفها رياح كل الجهات صاحبة المصلحة في تمزيق العراق أرضا وشعبا ان ملامح الأزمة الحالية خطيرة جدا وخروج المظاهرات المؤيدة والمناؤة وأستغلال الشارع العراقي في ظل وجود أمكانات مادية متركزة بيد رئيس الوزراء وحزب الدعوة وكل الأحزاب و الكتل الأخرى ومنابع دعمها المالي والسياسي يضع العراق وشعبه على حافة هاوية الحرب الطائفية وآخر ما ينتظر العراق هو أنقسام شعبه وتخندقه خلف الأحزاب والكتل المتصارعة على المصالح الذاتية وهذا أيضا يتطلب موقفا أكثر شجاعة ومسؤولية من التيار الديمقراطي ومكوناته لفضح خطورة المشروع الطائفي ونتائجه الوخيمة المدمرة وهي مسؤولية تأريخية لن يعفي التأريخ من مسؤوليتها أية جهة كانت .
أما الصورة ومغزاها في مقالي فهي تبرز فن رفع الشعار الطائفي وقصة المختار والأقتصاص من قتلة الحسين معروفة في التأريخ!!!!
** الصورة مأخوذة من المدى برس

حاكم كريم عطية
لندن في 12/1/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا تغلق مجمع مكاتبها في القدس الشرقية بعد محاولة -متطر


.. الأمم المتحدة: الحرب خلفت نحو 37 مليون طن من الركام وإزالته




.. يكفى ليوم واحد فقط.. الأونروا تحذر من نفاد مخزوناتها الغذائي


.. فيديو: الآلاف يتظاهرون دعماً للفلسطينيين في مالمو قبل مشاركة




.. السعودية تدين اعتداء إسرائيليين على مقر -الأونروا- بالقدس