الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد تعرض للاظهاد من قبل الاخرين بسبب هويته القومية وليس بسبب الهوية الدينية

اسماعيل ميرشم

2013 / 1 / 15
المجتمع المدني



اتذكر عندما ذهبت اول مرة في حياتي للكنيسة مع احد اصدقائي بدافع الفضول، سألوني عن اسمي والبلد التي انا قادم منها!
اجبت باسمي وبانني من كوردستان العراق! استغربوا من جوابي لانهم اول مرة يسمعون بكوردستان العراق! حاولت ان اشرح لهم الموقع الجغرافي والبعد التاريخي للتسمية كوردستان-العراق وبان هويتي ناتجة عن عقود من التهميش والانكار والظلم لكن ال"المبشر" قال على الانسان ان يعرف نفسه بانه عبد الرب وان مشكلة البشر في الكون هي الهوية والانتماء الروحي وليست قومية او لغوية او ثقافية وغيرها!
مرة سنوات، ذهبت هذه المرة الى معبد بوذي في منطقة جبلية وبعيدا عن الصخب المدينة وضغوط العيش مابين البشرواقمت هناك يومان وليلة واحدة لاتعرف على الثقافة البوذية عن كثب ولو الفترة والمكان والاشخاص الذين التقيت فيهم ليست كافيا لتكوين فكرة وصورة قريبة من الواقع، ونهضت في الفجر لاشهد ممارستهم "لصلاة" الفجر وفي المساء رتبوا طقوس شرب الشاي مجتمعة وحضر الكاهن البوذي وقدم الشاي لنا بيديه"الكريمتين" وكان يتبادل الحديث مع الحاضرين، وعندما وجه السؤال لي وهي للاجنبي كالعادة: من اية بلاد انت؟ فاجبت كعادتي من كوردستان –العراق، فطلب مني المزيد ليعرف من اي بلد انا ! فشرحت له الموقع الجغرافي والشعب التي انا قادم منها! وشرح بلغتهم بعض الحاضرين عن وضع الشعب الكوردي ممن سبق ان تعرفوا علي اثناء نهار ذلك اليوم داخل المعبد، فقال الكاهن الهوية الروحية للانسان اولى واهم من الهوية القومية! موجها كلامه لي: عليك ان تهتم بهويتك الروحية فهي الاساس والاهم لك ولجميع الجنس البشري!
هكذا يدعي ويقول رجل الدين المسلم، كغيره من رجال الاديان الاخرى وهي اننا مسلمون قبل كل شيء ولا يهم حدودنا الوطنية التي اسسها"الاستعمار" وعصبياتنا القومية التي شجعت واسست لها القوميون. ولكن انني عندما ارجع ذاكرتي الى الواقع المرير لعدة عقود في عراق "صدام" ترجع الى ذاكرتي كيف حرمنا في العراق وفي مسقط راسنا من التوظيف في الدوائر الحكومية لا لاننا لم نكن مأهلين من ناحية الامكانيات ولم نكن مسلمين بل لكوننا كوردا وكيف حرمنا من شراء قطعة ارض لتسجل باسمائنا لكوننا كوردا فقط .. وكيف.. وكيف.. وكيف طرد عائلة صديقنا وجارنا طول العمر من مدينتنا وصدر بيتهم منهم واعطي ك"مكرمة" لقادم غريب من جنوب العراق من غير حق، لا لكونهم غير مسلمين بل لسبب محدد فقط كونهم كوردا وبان ابنهم لم يلتحق بالخدمة العسكرية ليكون وقودا لحروب صدام في"محرقة قادسية صدام" بل والتحق بالانصار"البيشمركة" لمقاومة ظلم واستبداد صدام وزباتينه! والانكى في الامر ان "جارنا" الغريب الجديد"المسلم جدا" كان يشرح لي محاسن الصلاة ويشجع ويطلب مني الذهاب معه الى الجامع لاداء صلاة الجمعة، يا لها من مهزلة مختصب بيت"مسلم" بعد ان قام النظام بطرد اصحابها الاصليين من الكورد"المسلميين" يطلب مني الذهاب معه الى مسجد المدينة لاداء صلاة الجمعة! والدعاء من الله "ليمد من عمر القائد لضرورة وان يخسف الارض باعدائه، الكفار" يا لها من مهزلة خطاب جمعة كانت ترددها الخطيب المدفوع له الاجر"
هذه هي "فن" الديانة والتدين، كل يستخدمها "المسيحي والبوذي والمسلم وغيرهم"في سبيل مصلحته ولغرض تحقيق حاجاته الانانية والانتهازية ولكن يسوفها باسم الله مرةاو المخلص "عيسى"او المنقذ والمتسامي"بوذا" او غيرها، ولكن المتسبب الحقيقي لمعاناة البشر هم بشر حقيقيون يعيشون بيننا على الارض يخططون وينفذون خططهم للوصول الى مأربهم الشريرة وبدافع الانتهازية مرة والمصلحة مرات لكن تحت غطاء الدين والتدين غاليا ولو باسماء وعناوين مختلفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح قد يكون مذبحة وضربة هائلة لعملية الإغاثة في قطاع


.. المتحدثة باسم الصحة العالمية: أي هجوم على رفح سيؤدي لإعاقة ع




.. هل سبق وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق زعم


.. المحكمة الجنائية ترفض التهديدات التي تتعرض لها بعد اقترابها




.. الأونروا: 37 طفل يفقد أمه يوميا في قطاع غزة