الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطرعفوية حول - الله بين قوسين ( الله)

مروان المعزوزي
أخصائي نفسي من المغرب

(Merouane Elmaazouzi)

2013 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


-1-
الله بين قوسين ( الله ) -- هاته ليست عبارة عن مقالة أو عبارة عابرة و عادية فقط.. بل إنها خلاصة و عصارة ماخرجت به من أبحاثي و اختباراتي الشخصية المتعلقة بتاريخ نشأة و تطور الفكر الديني النفسي و الاجتماعي ..لست أناصر فيها دعاة الإلحاد في رأيهم ولا أنا أناشدهم بالدين .. بل كل ما أقوله هو دعوة إلى أن نكون موضوعيين غير متعصبين لرأي هو في حقيقته نسبي يرتبط بكل شخص على حدة بل لنتفق على أن نضع جميع مفاهيمنا بما فيها نشأة الدين و تصور الإله بين قوسين أي أن لا نجزم بوجود شئ كما يجب أن لا ننفي وجود شئ بل نتفق على أن يكون بحثنا لدراسة الدين و الإنسان بموضوعية و نأخذ من هذا ما يفيدنا و هذا ما يفيد لأن الدين أو اللادين هما في الحقيقة شئ واحد هذا هو كلامي و هاته هي العصارة التي تحدثت عنها من خلال هاته الأطروحة المعنونة الله بين قوسين فهذا ليس ذم) لله) كما أنه ليس مدح هاته رؤية فقط ليس إلا.
-2-
إن الدين هو جزء لا يتجزأ من ذات الإنسان فهو مفهوم لصيق به بل هو يجري منه مجرى الدم لذلك فالدعوة إلى مناهضة الدين أو الدعوة إلى تركه هو كدعوة شخص متدفئ داخل بطانيته إلى نزعها عنه بدعوى أنها :
MADE IN CHINA وليست أصلية .!
-3-
هل يمكننا التحدث اليوم عن أخلاق بدون دين أي أخلاق علمانية ? أم أن الأخلاق و الخير هما شيئان مرتبطان بالدين أو التدين ?و لكي نعرف هذا بموضوعية نسأل ماذا فعل أو يفعل لنا إذن الملحدون اليوم من أعمال إنسانية و خيرية و ماذا يفعل في المقابل المؤمنون ?و هل يمكننا التحدث -على طريقة نيتشه -عن ما وراء الدين و التدين ? إن الدين حقا هو حاجة للفرد و للذات الإنسانية فإن لم يوجد هناك دين أو إله لاخترعناه لكن هل يمكننا اعتبار هاته الحاجة هي حاجة فطرية أم أنها كانت مكتسبة فأصبحت فيما بعد فطرية أي كانت ثانوية فتحولت فيما بعد إلى شئ هام و أساسي في توازن نفسية الفرد و الذات الانسانية .?

-4-
عندما كتبت أول مرة هاته الخاطرة حول الله بين قوسين كتبتها بعفوية كما راودتني بدون أن أفكر فيما وراء ما أقول أي أنني كتبتها مثل الشاعر الذي يكتب قصيدة على حسب إلهامه و ما ألهمه به – و كنت أقصد عندما وضعت مفهوم الله بين قوسين أي وضع الدين- الذي كان( الله ) ممثلا له- بين قوسين و هذا يعني أن لا نقول بأن الدين حق و لا نقول بأنه ليس حقا بل نأخذ منه ما يفيدنا و نحتاجه كبشر و نترك ما لا يفيد و مثله في ذلك مثل العلم و النظريات العلمية كالتطور مثلا فلا يجب أن نأخذها كحقيقة و كذلك لا يجب الاستهانة بها طالما هي تفيدنا في فهم تاريخنا كبشر – لذلك فالله بين قوسين هي تعني أيضا وضع التفكير البشري و الإنساني بصفة عامة العلمي منه و الديني بين قوسين.
-5-
لقد كنت واضحا في الفكرة – أنا لم أكن متعصبا ملحدا أنكر وجود الله و لم أكن كذلك متعصبا مؤمنا أعترف بوجوده بل كنت موضوعيا و قلت أنه إن كان الله موجودا أو إن لم يكن فهذا لن يزيد و لن ينقص من شئ لأنه إن كان موجودا فهو لن يحتاج لنا لكي نستدل على وجوده سبحانه و تعالى و إن لم يكن فلماذا نكون تافهين و نضيع الوقت للبحث عن دلائل علمية تثبت عدم وجود شئ لا نستطيع التحقق منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالبحث الفلسفي والبحث العلمي ارتقى الانسان
فرج بوعنان ( 2013 / 1 / 16 - 01:12 )
كتب بروتاغوراس ( 480 – 410 ) في مقدمة كتابه اسماه -الحقيقة- : -لا أستطيع أن أعلم إن كان الآلهة موجودة أم غير موجودة, فإن أموراً كثيرة تحول بيني وبين هذا العلم, أخصها غموض المسألة وقصر الحياة- .
و بهذه المقولة ينفي بروتاغوراس استطاعة الإنسان الحسم والإقرار برأي حول ما هو غير مجسم وغير قابل للإدراك معتبرا ان الخوض في ذلك من قبل الإنسان لا تكون إلا على حساب أمور أخرى ضرورية تقتضيها حياته القصيرة.
فالإنسان كما صوره بروتاغوراس في معرض حواره مع سقراط هو كائن ضعيف غير مزود كباقي الكائنات بقدرات جسدية تمكنه من العيش و الاحتماء من البرد والحرارة ومختلف تحديات محيطه الطبيعي . لذلك فان على الإنسان أن يبت في الأمور الضرورية و معضلاتها لضمان بقائه وذلك بما يكتسب من ملكات ويدخر من خبرات و بما توفر في محيطه من إمكانات.
علينا ،كما فعل الاخرون ولايزالون ، ان نوظف التفكير و البحث الفلسفي والبحث العلمي في خدمة الإنسان والرقي به من خلال معالجة مختلف شروط تطور أجوده.


2 - إضافة في محلها تستحق الاحترام و التقدير
مروان المعزوزي ( 2013 / 1 / 16 - 11:29 )
نعم إن بروتاغوراس و السوفسطائيين يذهبون هذا المذهب و قد قال أيضا بأن الإنسان هو مقياس كل شئ أي أنه لا قيمة لحقيقة ما لو لم يكن الإنسان موجودا ليضفي عليها تلك القيمة فمثلا هل الحيوان يمكن أن يعبد الإلهة ? أو الجماد بل الإنسان و لكل إنسان حقيقته على حسب مقياسه الذي يقيس به و ينظر به إلى العالم أي لكل واحد نظارته الخاصة وهو الكائن الوحيد الذي يعطي الحقائق قيمة و ليس العكس أي ليست الحقيقة هي من تعطي للإنسان قيمة- شكرا فرج بوعنان على إضافتك الجميلة و العميقة جدا - سعيد بمرورك
تحياتي

اخر الافلام

.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي