الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات مضيئة

نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)

2013 / 1 / 16
المجتمع المدني



نبيل محمد سمارة



عندما التقيته , كان يتلمس طريقه ال مقهى أم كلثوم في شارع الرشيد .

حين سمع صوتي ,هتف بفرح:

أهذا أنت ؟ سبعة شهور دون سؤال

يا رجل ؟

وقبل أن افتح فمي بعذر ,اردف

بنشوة : هل تعرف انني وضعت قطعة

موسيقية جديدة في ذات الغرفة التي

تعرف:

ثم طلب مني ان اذهب معه الى بيته بعد

غياب سبعة اشهر من لقاءه ليعزمني

عل وليمة ( الدولمة ), وافقت طبعا وذهبنا

ثم دخلنا بيته .

وقبل ان احري شيا . قال : خذ

بيدي ال الغرفة .

_ لماذا؟

_ رباه . لاسمعك اللحن طبعا.

ولم اجد بالطبع ما يمنع من الاستماع

الى لحن صديقي البصير . فلطالما

جلست اليه في غرفته المتواضعة . وهو

يعزف مقطوعات كان يقول عنها في كل


مرة انها من وحي ذوب القلوب . وكنت

استمع اليها , علني اجد فلتة أو موهبة

خارقة, غير انني كنت ارتد خائبا , فيها

هو صاحبي بعد عشر من الاعوام

ما زال مبتدئا .لماذا ؟ وكان في كل مرة

يبرر خيبته ,قائلا : ومن اين لي ان

أأتي بروائع بيتهوفن وشوبان. فأقول

له: لكنني لا اريدك شوبانا جديدا . اريدك

ان تحرك ما في القلب . فكان يضع

عوده الى جانب بوجوم . ويقول :

ولكن هذا الموجود ايرضيك ؟

ويا للعزف . ويل للانغام .أهو قوس قزح

ما أضاء جنبات القلب, وحنايا الروح

أم دفق من ضياء الشمس ؟ لله درك

ايها الفنان الذي يرى بقلبه . فما اعجز

الكلمات امام روعة ما سمعت . وهل

تكفي البلاغة لاستحضار النفحة البيضاء

التي دخلت القلب ,لكنني اقول باختصار

ان هذا الفنان اجاد فيما صنع ايما

جادة . ووقفت بخشوع امام اللحن الذي

انتهى , فما تمنيت ان ينتهي .

وقال وهو يضع العود الى جنبه:

_ ها .. هل اعجبك اللحن ؟

وقبلته في جبينه ,فرمشت عيناه

المنطفئتان .وقال بصوت خجول:

_هل تعرف ماذا اسميت اللحن؟

_ ماذا ؟

_( فاجعة الربيع العربي) ولكن قل لي :

هل اعجبك اللحن حقا ؟

_ يا الهي . واعجبني الاسم ايضا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تحمل أسلحة لإسرائيل-.. ناشطون يتظاهرون ضد شركة ميرسيك للشحن


.. -حفاضات وكلاب واحتضان جثث-.. شاب فلسطيني يكشف تعرضه للتعذيب




.. اليمن.. مبادرة نسوية لتعليم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة


.. تظاهرات ضخمة للمستوطنين في -تل أبيب- والقدس وحيفا تطالب برحي




.. فلسطيني من شمال غزة يربط حجراً على بطنه بسبب المجاعة التي تض