الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والإلزام

وليد فاروق

2013 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن كان الإسلام هو فرض السيطرة وإلزام الناس به ومحاولات تطبيقه على الناس بشتى الطرق لإقامة شريعة الله، فلماذا يقول الله للنبي أن يتولّى ويبتعد عن غير المصدقين به؟ ولماذا لم يأمر الله النبي بضرورة إقناع الناس بالتصديق قسراً بالرسالة والوحي؟
.
آيات القرآن لا تحتوي على صيغة للإكراه أو التعصب لنشر الدين أو الإلحاح المنفر لفرض الدين.. بل على العكس، ظل الله يذكر الرسول بأنه ليس له سلطان على الناس ولن الرسول ليس بحفيظ ولا وكيل وليس عليه حرج إن تولى وابتعد عن باقي الفئات التي تكذّبه.. ونهاه الله عن محاولات بسط الإسلام قسرا على البشر ... فلماذا نفعل نحن عكس ذلك؟؟ أليس هذا هو القرآن الذي ندعي تطبيقه؟ أليست تلك أوامر الله للرسول التي يجب علينا تطبيقها أيضا؟ .. لماذا إذن نخالف تلك الأوامر الإلهية ولا تلقي عنها بالاً؟
.
لماذا ربطنا الإسلام بالسلطة والنفوذ وأصبح سعينا للدين يتمثل في فرض الآراء ومحاولات التمكن من السلطة بدافع نشر الدين؟ والسؤال الآن .. هل الإسلام احتاج لسلطة ونفوذ لينتشر؟ هل سعى النبي لحكم دنيوي أو سلطة لينشر دعوته؟ هل سعى النبي كي يأخذ منصب قيادي في قريش أولا حتى يبدأ في نشر رسالته؟ طبعاً لم يحدث هذا، فلماذا نحن نربط الدين بالسيادة الدنيوية والمنصب والنفوذ ونتقاتل على المناصب من أجل الدين فقط كما ندّعي.
.
إن كان الله لا يريد للنبي أن يخوض في جدل ومعارك سياسية ومحاولات تسلط باسم الدين، فلماذا نفعل نحن ذلك باكتساح؟
.
الله أرسل محمدا لشيء واحد .. أن يبلغ الناس رسالة يستقبلها من الله كما كي ثم ينقلها للناس كما هي.. يبلغ الناس إبلاغ لفظيا إيمانياُ بلا أدنى مسئولية عليه بعدها إن أمن الناس بالرسالة أو كفروا.. أُرسل ليكون بشيراً ونذيرا بالكلمة .. يبشر الناس بالله إن هم أحسنوا .. وينذرهم من الله إن هم أساؤوا.. لا بملك لهم من الله شيئا، الكلمة والرحمة والصدق واللين هم فقط أدوات رسالته.. وظل ثابتا على تلك الوسائل منذ أن كان ينشر دعوته سراً في الخفاء، حتى أصبح ينشرها في ربوع الأرض كمؤسس للدولة العربية الجديدة.. ظلت دعوته ثابتة لم تتغير من البداية للنهاية فلم يغير طريقته ولم يعدّل مبادئه ويتحجج بتغير الوسائل طبقاً لتغيّر الظروف.
.
كان الرسول ثابتا على كلمته في السراء والضراء والضيق واليسر وتحت التعذيب ومن فوق منبر الحكم..
.
كان محمد يعيش بيننا كي يذكرنا بالله، كي يوجه أبصارنا إلى الأعلى بدلا من أن ننظر تحت أرجلنا، جاء ليخلصنا من التكبر على بعضنا ومن التقاتل والتخاصم من أجل أي شيء دنيوي وليحررنا من شهوات أي سلطة ونفوذ ومنصب ومتاع.
.
فإن أصر الناس على ظلمهم وكذبوك وسخروا منك فلا تفعل شيئا وابتعد عنهم.. ولكن أستمر في قول الكلمة الطيبة والتراحم والتذكير بيوم قادم... نحن جميعنا لا نزال عنه غافلون.
.
ودمتم...
وليد فاروق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي