الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة بين التطور والانهيار

عبدالله عيسي

2013 / 1 / 16
المجتمع المدني


ثقافة المجتمعات هي دائماً المقياس علي تخلف أو تتطور الأمم والدول والحضارات الثقافة هي أفكار مكتسبه بأكثر من طريقة وتعتمد بالأساس علي شخصية الفرد هل هو مفكر متمرد أو روتيني لا يملك مبادئ ويتوكل علي غيره في المعرفة هذه النقطه مهم حتي نفرق بين الجماعة والفرد .
الثقافة افكار مكتبسه من العائلة والبيئه والجغرافيا والمجتمع والدين والقرأة والمفكرين اذا وجدوا , هذه الافكار فيما بعد تصبح سلوك وفلسفة حياة وبطبيعة الحال تؤثر علي اختيارات الفرد في الحياه وكلما زادت ثقافة الفرد كلما زاد تحضر ورقي فكري واخلاقي .
اذن هو شئ مهم جداً والدول المتحضرة تهتم دائماً بتثقيف مواطنيها بان تفتح لهم المجال والثقافة تختلف من دوله لأخر وداخل الدوله تختلف من منطقه لأخره حتي في داخل المنطقه تختلف من حي لأخر ، بالنسبه للدول التي تعيش في رحاب الحريه والديموقراطية السياسيه والاجتماعية والتعددية الحزبية والتنوع الثقافي والديني والعرقي والسماحه والمساواة وتضع الأنسان فوق كل شئ , هذه بيئة رائعة للثقافة والتثقيف والتجديد الفكري وخروج ادباء وعلماء ومفكرين في كل المجالات يقودو الأمم ويكونوا بمثابة البوصلة للسير في الأتجاه السليم نحو التطور والرقي .
هذه البيئة تفتح ادراك الأنسان ليعرف ويفهم أكثر ويبلور فكره الذي سوف يكون مصدر اختياره فيما بعد علي اساس سليم في حياته , ويعرف مكانه ويحكم علي الأمور والأشياء بحيادية وواقعية لأنه لا يحكم عن طريق شفويه او سمعيه بل بمنهجيه حيث يعرف من هم يتكلم عنهم وجهاً لوجه لأنه كلما زادت المجتمعات في الأنفتاح واحترام حقوق الأنسان كلما زادت ثقافتها تحضر وزاد ترابط المجتمع وبالتالي يحدث ازدهار في كافة المجالات لأن فتح الأدراك والتوعية الفكرية تؤدي الي الخروج من اطار فكري مغلق الي براح فكري لا ينتهي لأنه يكبر بأستمرار وبالتالي يحدث تطور وحداثه وتقدم مجتمعي .
في هذه الدول الأختلاف من الأشياء الحميده من الصعب جداً ان يحدث تصادم لأن براح الفكر وعمقه يجعله يتحمل الأختلاف بل يستفيد منه ويتعلم منه , والاختلافات الثقافية بين منطاقها يكون محدود فهذا الكم من الأمواج الفكريه الحضارية لا تكفي اقليم الدوله وحسب بل يتخطاها الي الدول المحيطه بل العالم كله .
لكن المجتمعات الشمولية احادية الفكر هي مجتمعات متخلفه لا محالة حتي لو كانت غنيه تظل رهينة لأبتكارات وابداعاد مجتمعات اخري اكثر ثقافة , في هذه الدول الثقافة تكون منعدمه والسواد الأعظم يتبني فكره واحده ويسير ورائها وبطبيعة الحال هذا الوضع لا يحدث إلا في الدول الديكتاتورية التي لا تعرف الديموقراطيه كمنهج سياسي وأجتماعي حيث تقوم السلطة والحاكم بصياغة الفكره التي يصطف خلفها المجتمع ويقوم بأغلاق كل الأفكار التي قد تؤثر علي امن نظامه ويجعل المجتمع يعيش في صندوق مغلق تصيغه السلطه وتجعل المجتمع متحفز بكل ما بخارجه حيث ان ما بخارجه يتأمر عليه وعلي وطنه وعلي دينه وفي النهاية يزيف وعيه وصبح بلا وعي .
وتصبح حرية الأفراد متوقفة علي ما هو آمن للسلطه ولا يوجد طبعاً لا حريات سياسيه ولا حرية تعبير ولهذا تصبح الثقافة مشوهة وخالية من اي تجدد ويتصخم ويتغول دور الدين ويصبح لرجال الدين رواج واسع جداً حيث يزداد شهره وجاه وسلطان في هذه المجتمعات والدين يزداد خرافه كالدجل والشعوذه وتخيلات خرافيه وامنيات غير واقعيه ويبعد عن واقعه لأسباب كثيره من اهمها عدم القدره علي الحكم علي الأموار بواقعيه ومنهجية لأن فكره محدود وضيق وخياله مشلول ولهذا يعتمد علي غيره كي يأتي اليه بالاجابات السهله المريحة
في هذه المجتمعات يظهر مرض الطائفية بشكل جلي ولا تتوقف علي الدين فقط بل تتعداه الي طائفية فكرية وعرقية ولكن اخطرهم الدين حيث يزداد الأستقطاب الديني ويبدأ الحكم علي الاشياء والأمور من منطلق ديني لأن البيئة اصلاً تمنعه من الأختلاط بهم ومعرفتهم من قرب وتزداد الطائفية عمق وتضيع السماحة والتسامح والنقض البناء ويحضر مكانها العنف والهمجيه ودائماً يمارس تمييز ضد الأقليات إذ لم يكن من الدوله يكون من المجتمع وفي هذا الجو الخانق لا تنتظر شعب مثقف بل أنصاف مثقف وتظهر فيه بكثر مظاهر التدين التي في غالبها تكون نفاق واختياراته تكون علي هذا الاساس نفاق ديني وطبيعة الحال تبعد عن الموضوعية تماماً ويأتي بمن هم مثله عندما يبدأ الاختيار السياسي , حتي يؤدي الي تخلف وطنه وضياع اي فرصه للنهضه به لأن المجتمع المفكك لا أمل في نهضته وطبعا القرأة تكون من هوامش الهوامش لأن القراءة في هذا الجو تكون بلا قيمه لدي الفرد لأ الاجابات السهله موجودهه والنتيجه الطبيعية لهذه المجتمعات تخلف وانحدار وانحصار وحصار في صندوق ضيق ولا يحدث اي طفره وتطور وانفتاح فكري وثقافي يأتي من بعده نهضه والدخول في معترك الدول المحترمة .
مصر طبعا لا تختلف عن هذه المجتمعات لكن مقارنه بالدول المحيطه تعتبر نابضه بالمبدعين والنوابغ في اكثر من مجال لكن هذا امر فردي وهذا هو حال الدول المتخلفة التطور يحدث لأفراد ويرجع للفرد كما ذكرت في البداية حيث يكون لديه الاستعداد النفسي , وليس المجتمع ككل لهذا لا يكون لهم تأثير إلا محدود وغالباً النظام اصلا لا يساعدهم في نشر افكارهم .
وضع المجتمع المصري في الداخل هو الأختلاف الثقافي بين منطقه واخري حيث في المدن المركزية المحورية مركز الاحداث ومركز الاهتمام الغنية صاحبة الموارد تزداد فيها الثقافة عمق ونضج والمناطق الأكثر تهميشاً والأكثر فقراً والتي يستفحل فيها الجهل والبطاله تزداد فيها الثقافة قشور وتخلف يزداد فيها الاستقطاب الديني والحوادث الطائفية حيث لا تحدث هذه الحوادث إلا في هذه المناطق لكن محال ان تحدث حادثة طائفية في حي راقي .
ولهذا كلما زادت الأميه والفقر اصبح الاختيار مبني علي استقطاب ديني وطائفيه وكلما زاد المستوي التعليمي والمعيشي والأنتفاح الفكري والتحضر المجتمعي اصبح الاختيار مبني علي الدين والعقل والمنهجيه .

[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تخلت عن الأسرى وتر


.. الأمن العام اللبناني يشدد تطبيق القوانين على اللاجئين السوري




.. اعتقالات تضم الناشطة في المناخ غريتا ثونبرغ بمظاهرة تضامنية


.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب




.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين